لله في خلقه شؤون: بحر المالح!!..
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
ركن نقاش
لله في خلقه شؤون: بحر المالح!!..
عيسى إبراهيم
** بحكم ميلادي وطفولتي ببورتسودان ارتبطت بالبحر الأحمر (بحر المالح) ومن المعالم المحفورة في الذاكرة الباكرة في ذلك الزمان ما يسمى بالسقالة وهي ردمية ترابية تسوق من الشاطئ الضحل إلى عمق البحر وهناك “سقالتان” إحداهما مشاطئة لديم التجاني الحي الذي يسكنه عمال مرتبطون بميناء بورتسودان من حيث النشاط العملي والأخرى “سقالة الصحة” مجاورة لحي العظمة المتاخم لأبو حشيش وأبو الدهب ومن اسمها (الصحة) تأخذ وظيفتها آنذاك حيث كان عمال الصحة يفرغون من عليها حمولاتهم زمن (مراحيض الجرادل) وبتطور الزمن تطورت المراحيض واختفت المهمة باختفاء المصدر.
** حيوانات بحر المالح (أسماك وغيرها) من حيث مسمياتها الشعبية في ذلك الحين هي الهبابر والسيجان والقشلي والبياض والحيمور (الناجل) والجمبري والكومبير والشارقمة وأبو سوط وأبو صندوك وأبو جلمبو (الظرمباك- العلف) وأبو مقص وأبو شوك وسمك “القرش” المفترس بأحجام كثيرة ومتعددة..
** من خصائص مياه البحر الأحمر أنها شفافة ولا تحجب الرؤية فكل ما تحت الماء يرى بالعين المجردة ومن أجمل ما يرى الشعب المرجانية مختلفة الألوان والأشكال في إبداع منقطع النظير كما ترى الأسماك بأنواعها المختلفة والمتعددة وجميع ما هو في قاع البحر من حيوات في المناطق الضحلة..
** وإن انسى لا انسى سمكة التوينا العملاقة التي تجاوز طولها ما يقارب الخمسة عشر متراً طولاً وعرضها أكثر من مترين في سبعينات القرن العشرين الماضي حيث أصيبت بمروحة إحدى السفن العملاقة التي أودت بحياتها ورفعت بواسطة رافعة الباخرة نفسها وكانت بمثابة حديث أهل المدينة لغترة طويلة حيث وضعت على سطح عربة من عربات السكة حديد التي ليست لها جدران (عربة سطح) وأذكر أنني أرسلت صورة السمكة العملاقة والتعليق ونشر في الصفحة الأخيرة لصحيفة الأيام أيام عملي بمكتب إعلام بورتسودان..
** من ملاحظاتي أن سمك الهبابر يلتهم كل ما يرمى له وخاصة ما هو عالق بسنارة الصيد من علف (الظرمباك) لذا فهو سهل الصيد أما السيجان فهو ليس متهوراً كصاحبه الهبابر ولعله صاحب تجارب مختزنة في ذاكرته وكان من النادر اصطياده..
** الشعب المرجانية من آيات الله الجمالية في بحر المالح وكان لهيئة الموانئ البحرية عبارة خاصة في قاعها زجاج شفاف تحمل فيها السياح إلى أعماق قريبة من الشاطئ ليتمكنوا من رؤية الشعب المرجانية زاهية الألوان وبداخلها أسماك مخططة وجميلة بألوان مختلفة.. ومن العجائب أننا كنا نحصل على أجزاء من هذه الشعب ونأتي بها إلى منازلنا ونزيل ما بها من رواسب تخفي ألوانها الزاهية بواسطة تسليط ماء مندفع بقوة من الحنفيات (الصنابير) فنحصل على ألوانها الطبيعية الخلابة الممتعة..
** المعلوم أن البحر الأحمر هو انكسار (أخدود) يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا ويبدأ من مضيق باب المندب وينتهي بلسانين أحدهما الشرقي ينتهي الى فلسطين (إسرائيل) والآخر الغربي الذي في رأسه قناة السويس التي تربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط (وفي وسط اللسانين صحراء سيناء) والتي اختصرت المسافة للسفن التي كانت تعبر إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط عن طريق العبور من جنوب القارة الأفريقية إليها..
** المسافة بين شاطئ البحر الأحمر إلى عمق الأخدود تتجاوز المئتي متر (وهي المنطقة الضحلة ولونها أزرق فاتح) أما في حافة الأخدود حيث يكون لون الماء في الأخدود أزرق غامق والذي يشير إلى العمق الحقيقي للانكسار والتي تجوبه السفن العملاقة..
** فنار سنجانيب: المنارة أو الفنار هو مبنى يقع على شاطئ البحر الأحمر مقام على منطقة شعب مرجانية يرسل إشارات ضوئية ليرشد السفن القادمة إلى الميناء أو المغادرة لتبتعد عن مواقع هذه الشعب المعيقة لها وكثيراً ما تعلق بها وتعطلها.. ولقد شاهدت أيام وجودي ببورتسودان عدداً من تلك السفن ضلت طريقها في أخدود البحر الأحمر فارتطمت بالشعب أو بحافة الأخدود وتعطلت..
** تعلم العوم بالبحر الأحمر أكثر سهولة من النيل لعدم وجود تيار ببحر المالح يمكن أن يجرفك وأذكر أنني غامرت مرة في الاقتراب من حافة الأخدود بل ودخلت إليه عائماً وسرعان ما خرجت لأن عمق البحر مخيف ومرعب لوجود سمك القرش المفترس!!..
** من مآسي ميناء بورسودان أن عبوة سامة سقطت في محيط مياه الميناء وقتلت كمية كبيرة من الأسماك التي طفحت على ظهر الماء نافقة وامتنع سكان المدينة عن اصطياد السمك أو أكله لفترة طويلة حتى اطمأنوا على زوال السبب!!..
eisay1947@gmail.com
الوسومالأسماك البحر الأحمر الشعب المرجانية بحر المالح ركن نقاش سنجانيب عيسى إبراهيم هيئة الموانئ البحريةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأسماك البحر الأحمر الشعب المرجانية عيسى إبراهيم هيئة الموانئ البحرية الشعب المرجانیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70% من إيرادات قناة السويس
وقَّعت مصر في مارس الماضي اتفاقا مع صندوق النقد بشأن حزمة دعم مالي قيمتها 8 مليارات دولار، للمساعدة على مواجهة تداعيات أزمة اقتصادية عالمية ساهمت في رفع أسعار سلع وخدمات في مصر.
التغيير: وكالات
قال صندوق النقد الدولي إن توترات البحر الأحمر أفقدت مصر 70 بالمئة من إيرادات قناة السويس التي تعد مصدرا رئيساً للعملة الأجنبية للبلاد.
جاء ذلك في بيان صادر عن الصندوق، مساء الأربعاء، عقب اختتام وفده زيارة لمصر استمرت منذ 6 نوفمبر الجاري حتى 20 من نفس الشهر، لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج إصلاحات اقتصادية يرافقه قرض بـ 8 مليارات دولار.
وذكر الصندوق أنه مع استمرار التوترات الجيوسياسية المتعددة في المنطقة، “تظل التوقعات الاقتصادية للمنطقة، بما في ذلك مصر، صعبة”.
وأضاف “أن الآثار المترتبة على الصراعات في غزة وإسرائيل وانقطاعات التجارة في البحر الأحمر ما تزال تؤثر سلبا على المعنويات وتتسبب في انخفاضات كبيرة تصل إلى 70 بالمئة في عائدات قناة السويس، والتي تشكل مصدرا كبيرا للعملة الأجنبية لمصر”.
وتضامنا مع غزة التي تتعرض لإبادة إسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، يهاجم الحوثيون في اليمن بصواريخ ومسيّرات، سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، ما دفع سفنا عديدة إلى عدم المرور من قناة السويس وتفضيل استخدام مسار رأس الرجاء الصالح رغم ارتفاع التكلفة.
وزاد الصندوق: “كما أن العدد المتزايد من اللاجئين، يضيف الضغوط المالية على الخدمات العامة، وخاصة قطاعي الصحة والتعليم في البلاد”.
وقال: “تم الاتفاق مع السلطات أنه ستكون هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعبئة الإيرادات المحلية، واحتواء المخاطر المالية (وخاصة تلك الناجمة عن قطاع الطاقة)، وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي“.
وعانت مصر هذا العام من ارتفاع في التضخم تجاوز 35 بالمئة، قبل أن يبدأ رحلة هبوط وصولا إلى قرابة 26 بالمئة في الوقت الحالي.
ووقَّعت مصر في مارس الماضي اتفاقا مع صندوق النقد بشأن حزمة دعم مالي قيمتها 8 مليارات دولار، للمساعدة على مواجهة تداعيات أزمة اقتصادية عالمية ساهمت في رفع أسعار سلع وخدمات في مصر.
ويتضمن الاتفاق أن تطبق مصر إصلاحات اقتصادية، أهمها الانتقال إلى نظام سعر صرف مرن، وخفض الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، وتمكين القطاع الخاص، حسب هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية.
وحصلت مصر من صندوق النقد، بعد المراجعة الثالثة في نهاية يونيو الماضي، على شريحة قيمتها 820 مليون دولار.
الوسومجماعة الحوثي صندوق النقد الدولي قناة السويس مصر