مركز النور للمكفوفين يحتفل باليوم العالمي لـ برايل
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يحتفل مركز النور للمكفوفين، أحد مراكز المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، التي تتبع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، باليوم العالمي لـ برايل.
وعبر المركز، في بيان اليوم، عن أهمية هذا اليوم في نشر التوعية حول ضرورة تعزيز إمكانية الوصول للأشخاص المكفوفين أو ضعاف البصر، معربا عن مدى تقديره لهذا اليوم الخاص؛ كونه يعد فرصة لتسليط الضوء على جهود ومساهمات المركز على مدار السنوات في تطوير الأجهزة والتقنيات المستخدمة في طريقة برايل؛ لتحقيق أعلى استفادة مرجوة لمنتسبيه.
ولفت إلى تميز احتفال هذا العام باحتوائه على العديد من الأدوات المتقدمة وأفضل الخدمات الحديثة في تعليم برايل، وتعد هذه الطريقة وسيلة لعرض الرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس؛ لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.
وتتضمن خدمات برايل في المركز طباعة المناهج الدراسية بهذه الطريقة لجميع المراحل، من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وإعادة تكييفها بما يتناسب وقدرات الطلبة ذوي الإعاقة البصرية؛ إذ يتطلب التكيف وجود كوادر مدربة ذات خبرة في المناهج الدراسية والتدريس.
وبهذه المناسبة، قال السيد مشعل عبدالله النعيمي المدير التنفيذي لمركز النور، إن المركز حريص على استخدام الوسائل المساعدة المكيفة التي يعدها المدربون لتعليم منتسبيه هذه الطريقة، من خلال الرسومات البارزة والأساليب المناسبة، مع استمرارية قياس تباين الاستفادة بين المستفيدين من خدمات برايل بشكل دائم لحصر نقاط القوة والضعف الموجودة لدى كل منتسب، وبالتالي التركيز على معالجتها وحلها، مع الحرص أيضا على استخدام مفكرات برايل الإلكترونية في تدريب المستفيدين.
وأكد أهمية مواكبة التكنولوجيا الحديثة والتطور التقني الذي يستحدث أول بأول فيما يتعلق بهذه الطريقة، وبما يحقق المصلحة الفضلى للمنتسبين، ومنحهم حياة أكثر سهولة ويسرا، والمضي قدما بهذا المجال، لافتا إلى أن تنوع الأجهزة وتعددها في المركز يسهل اختيار الجهاز الملائم لكل حالة، حيث تتوفر آلة بيركنز التقليدية التي تكتب برايل دون نطق الحروف، وآلة بيركنز الذكية، وبيركنز ذات الخلية الكبيرة، وبيركنز الكهربائية، الأمر الذي يعني تلبية جميع المتطلبات
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: مركز النور للمكفوفين قطر
إقرأ أيضاً:
شومان: أئمة المذاهب الفقهية تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بيننا اليوم
قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إن الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يقود جهودا عالمية بارزة في مجال الحوار الإسلامي الإسلامي، وقد حظيت دعوته لهذا الحوار في البحرين قبل عامين بقبول وترحيب كبير من مختلِف المدارس الإسلامية ومن المقرر أن تعقد أولى جلسات هذا الحوار الشهر المقبل.
وخلال ندوة نظمها جَنَاح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان «نحو حوار إسلامي إسلامي»، دعا المسلمين جميعًا أن يستلهموا من نهج النبي ﷺ في تعامله مع المخالفين في الدين، وأنه إن كان نبينا قد قبل التعامل والتعايش مع المخالف في الدين، فنحن أولى بالتواصل بيننا كمسلمين، وأن نقبل التنوع والاختلاف، وفي هذا الجانب تقع مسؤولية كبيرة على عاتق المؤسسات الدينية، التي ينبغي أن تسعى لإرساء قيم التعايش وقبول الآخر، اقتداءً برسول الله ﷺ وتعاليم شريعتنا السمحة.
حكم سداد الديون المتراكمة على الجمعية الخيرية من أموال الزكاةحكم بيع قائمة بأرقام الهواتف لمساعدة الآخرين في التواصل مع أصحابها.. دار الافتاء توضح
وأشار الدكتور عباس شومان في قضية الحوار الإسلامي الإسلامي إلى نموذج يقتدى به في الاختلاف والاحترام، وهو نموذج العلماء المسلمين الأوائل، الذين أسسوا المدارس الفقهية المختلفة بروح من الاحترام المتبادل والمحبة والتقدير، دون أن يكون هناك صراع أو تعصب بينهم. على سبيل المثال، مدارس أهل السنة الأربعة (الحنفية المالكية الشافعية والحنبلية) نشأت على أيدي أئمة عظام كانوا يتبادلون الاحترام فيما بينهم. والإمام الشافعي كان يُجل الإمام أبا حنيفة رغم أنه لم يلتقِ به، إذ وُلد الشافعي في العام نفسه الذي تُوفي فيه أبو حنيفة (150 هـ). وقد تعلم الشافعي على يد تلاميذ الإمام أبي حنيفة، خاصةً الإمام محمد بن الحسن الشيباني.
وأضاف أن الإمام الشافعي كان يقول عن الإمام أبي حنيفة: «كل الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه». وقد بلغ من احترام الشافعي لأبي حنيفة أنه حين صلى العشاء في بلد دفن فيها أبو حنيفة، صلى الوتر ثلاث ركعات متصلة، على مذهب أبي حنيفة، وعندما سُئل عن ذلك، أجاب: «استحييت أن أخالف الإمام في حضرته».
وتابع: الإمام أحمد بن حنبل، كان من تلاميذ الإمام الشافعي، ورغم ذلك أسس لنفسه مذهبًا فقهيًا مستقلًا. وكان الإمام أحمد يُجل الشافعي احترامًا كبيرًا، حتى إنه قال: «ما نسيت مرة بعد موت الشافعي أن أدعو له في صلاة من صلواتي».
وأكد أن هذه العلاقة المميزة بين أئمة المذاهب تعكس روح التعاون والاحترام التي يجب أن تسود بين المسلمين اليوم. وليس المقصود من هذا الحديث التركيز على المذاهب الفقهية تحديدًا، وإنما ضرب مثال على إمكانية التعايش والتوافق بين المختلفين، سواء في المذاهب الفقهية أو العقائدية، بل وحتى في الدين نفسه. يقول الله تعالى في كتابه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. وهذه الآيات تبين أن الإنسان له حرية الاختيار؛ فمن شاء أن يؤمن فله ذلك، ومن شاء أن يكفر فهو حر في اختياره، مع أن الكفر لا يساوي الإيمان في القيمة أو المآل، لكن الشريعة الإسلامية منحت الإنسان حرية اختيار طريقه، سواء كان الإسلام أو غيره.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أنه رغم وضوح هذه المبادئ في شريعتنا، إلا أننا لم نقبل تعدد الأديان أو نمارس التعايش الحقيقي الذي يفرضه ديننا. على سبيل المثال، عند دخول النبي ﷺ المدينة المنورة، وجدها تضم قبائل يهودية كثيرة، ولم يُطردوا أو يُقصوا، بل عقد معهم معاهدات سلام واتفاقيات تضمن حقوقهم طالما التزموا بعدم العداء؛ وعندما نقضوا العهد، عوقبوا على نقضهم وليس لاختلافهم الديني. فإذا كان هذا التعايش بين المسلمين وغير المسلمين مقبولًا ومطبقًا في شريعتنا، فمن باب أولى أن يكون التعايش بين المسلمين أنفسهم واقعًا ملموسًا. داعيا إلى عدم الانقسام بين المسلمين ونبذ الخلافات التي نراها اليوم بين سُني وشيعي، وسلفي وأشعري، وماتريدي ومعتزلي، بل وحتى داخل المذهب الواحد نجد الفُرقة والتنازع.