الصحة لـعمان: رصد إصابات بمتحور كورونا الجديدجيه.إن.1 تماثلت للشفاء
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
- د. فاطمة اليعقوبية: متحور كوفيد الجديد لا يشكل خطرًا على الصحة العامة ونوصي بالتطعيم
- 70 % من حالات الفيروس المخلوي التنفسي لأطفال دون السنة ونسبة قليلة احتاجت العناية الفائقة
أكدت وزارة الصحة أنها تتخذ كافة إجراءات الترصد والوقاية اللازمة طوال العام، ولا يشكل انتشار المتحور الجديد لكوفيد-19 "جيه.إن.
وعن التخوف العالمي من انتشار متحورات كوفيد19 الجديدة والفيروسات المسببة للأمراض التنفسية الحادة، قالت الدكتورة فاطمة بنت محمد اليعقوبية رئيسة قسم مكافحة السل وأمراض الجهاز التنفسي الحادة في حوار خاص لـ"جريدة عمان":
منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق أن المتحورالجديد من سلالة فيروس كورونا "جيه.إن.1 " الذي تم اكتشافه لأول مرة في الولايات المتحدة سبتمبر الماضي قد تم تسجيله في أكثر من 41 دولة، ونشأت سلالة فيروس كورونا الجديدة من سلالة المتحور (ب أ 2.86) التي انبثقت من سلالة الأوميكرون المتحور السائد في عام 2022 وأصبح مسؤولا عن 27 % من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتعتبر البلدان التالية هي الأعلى في التبليغ عن سلالة "جيه.إن.1 " وهي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة وكندا والمملكة المتحدة والسويد بشكل متوالي.
وأكدت أن خطر المتحور "جيه.إن.1 " على الصحة العامة في الوقت الحالي يعتبر منخفضًا على المستوى العالمي بالنظر إلى الأدلة المتاحة، ومن المتوقع تصاعد عدد الحالات خاصة في البلدان التي تدخل موسم الشتاء، ومن المتوقع أن يظل التطعيم المعزز متفاعلًا مع هذا المتحور ضد الأعراض الشديدة. وتضيف : بالنسبة لسلطنة عمان فقد تم تسجيل عدد من الحالات للمتحور الجديد منذ شهر أكتوبر و قد تم رصد هذه الحالات من خلال مراكز الرعاية الأولية و التقصي الوبائي و كانت الاصابات قد بدأت خفيفة وتم شفاؤها.
وقالت رئيسة قسم مكافحة السل وأمراض الجهاز التنفسي الحادة: "استنادا لهذه الحقائق وجب تكثيف الجهود لرفع مستوى التغطية للقاح الإنفلونزا للفئات الأكثر عرضة كالعاملين الصحيين من حيث وجودهم في الصف الأول ومخالطتهم للمرضى وكذلك كبار السن المعرضون للمضاعفات الوخيمة التي تصل لحد الوفاة وغيرها من التبعات من عبء المراضة والضغط على المؤسسات الصحية، وزيادة حالات التغيب عن العمل والاضطراب الذي قد يحدث في صفوف القوى العاملة وتأثيره على الإنتاجية".
وأشارت : أن سلطنة عمان تعمل جاهدة لزيادة التغطية باللقاح التي وصلت إلى معدلات 96% للنساء الحوامل وكبار السن في السنوات الأخيرة، كما تم إدخال لقاح الإنفلونزا لفئة الأطفال من عمر 24 شهرا لما له من دور في خفض معدلات المراضة والتنويم لدى فئة الأطفال.
التقصي الوبائي
وعن رصد ومراقبة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي التي تشهدها سلطنة عمان، أوضحت الدكتورة فاطمة: تعتبر العدوى التنفسية الحادة من الأسباب الرئيسية للاعتلال والوفاة في مختلف بلدان العالم، كما أنها تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الصحة والتنمية الاقتصادية فيها. فعلى سبيل المثال تسبب الإنفلونزا التهابات الجهاز التنفسي بنسبة 5-15% من السكان، وتسبب المرض الشديد في 5-3 ملايين شخص.
وأكدت أنه تم تحديث سياسة التقصي الوبائي عام 2017 م ليشمل رصد ومراقبة عدد من الفيروسات المسببة لالتهابات الجهاز التنفسي الحادة عن طريق التبليغ الالكتروني، وتم ترقيته عام 2020 م خلال فترة جائحة كوفيد-19 إلى قاعدة الويب للتبليغ من جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في الوقت المناسب، كما تم تفعيل مؤسسات صحية تعمل كنقاط ارتكاز لمتابعة الوضع الوبائي على مدار السنة كنظام إنذار مبكر مع إدخال الفحوصات الجزيئية لدعم تتبع الفيروسات الناشئة سعيًا منها نحو تعزيز المراقبة والتوجه نحو التكامل والاستثمار في الفاعلية والتطعيم والبحث واعتماد نهج صحي واحد.
وحول أسباب كثرة الإصابة بالأمراض التنفسية الفترة الأخيرة، وشدة الأعراض المصاحبة، أفادت رئيسة قسم مكافحة السل وأمراض الجهاز التنفسي الحادة بأن "الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية الحادة تتسم بالموسمية وتختلف حسب أنواع الفيروسات مثل الانفلونزا الموسمية والفيروس المخلوي التنفسي والفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 وغيرها كما تختلف من عام إلى آخر في الشدة والانتشار، ففي سلطنة عمان ولكونها أحد الدول الشبه مدارية، فعادة ما يستمر ظهور فيروسات الانفلونزا الموسمية على مدار السنة ومع ذلك فإن نشاطها يبدأ في سبتمبر، ويمكن أن تستمر حتى مايو، وتبلغ أقصاها في شهر ديسمبر. فقد بلغ معدل إيجابية العينات التي خضعت للفحص المخبري إلى 41% كأعلى مستوى خلال شهر ديسمبر من عام 2023م".
نشاط الفيروسات
وعرجت إلى الحديث عن الزيادة الملحوظة في حالات الإصابة بين الأطفال وارتفاع المنومين في العناية الفائقة، حيث قالت: "بالنسبة للفيروس المخلوي التنفسي فهو فيروس شائعٌ للغاية إلى حدِّ أن معظم الأطفال يكونون قد أُصِيبوا به قبل بلوغهم العامين، ويمكن أن يصيب الفيروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا وتشبه أعراضه التي تكون خفيفة عادة أعراض الزكام مثل سيلان الأنف أو احتقانه والسعال الجاف والحمى الخفيفة والتهاب الحلق والعُطاس والصداع، غير أن هذا الفيروس من الممكن أن يسبب عدوى شديدة والتهابا حادا في الرئتين لدى بعض الأشخاص، بما فيهم الأطفال بعمر 12 شهرًا فما دون (الرضّع)، خاصة ممن ولدوا قبل أوانهم، والبالغون الأكبر سنا، والأشخاص المصابون بمرض القلب والرئة، وأي شخص مصاب بضعف جهاز المناعة مما قد يستدعي تنويمهم في قسم العناية المركزة".
مؤكدة أن هذا الفيروس ينشط في سلطنة عمان خلال الفترة بين أغسطس وديسمبر، حيث يبلغ أوجه عادة في بداية شهر نوفمبر، وقد سجل الأطفال دون السنة 70% من الحالات المؤكدة احتاجت نسبة قليلة من المنومين بشكل عام للعناية الفائقة.
ولفتت بقولها إلى إجراءات الترصد والوقاية اللازمة طوال العام وموافاة المختصين والعامة بالمستجدات فإنها تشدد على العمل لتجنب الإصابة بالمرض باتخاذ التدابير الوقائية كتغطية الفم والأنف عند السعال بالكوع أو المنديل على أن يتم التخلص منه في سلة المهملات وغسل اليدين بانتظام، وتجنب مصافحة وعناق الأشخاص المصابين والحرص على التهوية السليمة، وتجنب الأماكن المزدحمة، ولبس الكمام في حالة وجود أعراض تنفسية، وأوصت بأخذ اللقاحات الموصى بها خلال فترة انتشار الفيروسات الموسمية كلقاح الانفلونزا الموسمية ولقاح كوفيد-19 للفئات الأكثر عرضة للعدوى ومضاعفاتها ويتم توفيره للعاملين في مجال الرعاية الصحية، والنساء الحوامل في أي مرحلة من مراحل الحمل، وكبار السن، والمرضى الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة (للكبار والأطفال) كأمراض الجهاز التنفسي والقلب واضطرابات الكلى والكبد والاضطرابات العصبية والدموية والأيضية كمرض السكري خاصة غير المنتظم، كما يشمل أمراض نقص المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز وأولئك الذين يتناولون العقاقير المثبطة للمناعة) والحجاج والمعتمرين إضافة إلى فئة الأطفال من سن 24 شهرا بالنسبة للقاح الانفلونزا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المخلوی التنفسی سلطنة عمان على الصحة من حالات کوفید 19 جیه إن 1
إقرأ أيضاً:
«أقسام الطوارئ» جاهزية وكفاءة طبية خلال الإجازة
مريم بوخطامين (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتُعد أقسام الطوارئ والحوادث من أهم المرافق الطبية، في القطاع الطبي، حيث تستقبل الحالات الحرجة والمهددة للحياة، والتي تحتاج لتدخل طبي سريع، وتستعد أقسام الطوارئ والحوادث في المنشآت الطبية التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بطواقمها الطبية ذات الكفاءة العالية بجميع التخصصات، لاستقبال الحالات تحسباً لأي ظرف طارئ، وذلك ضمن بروتوكولات طبية لضمان إنقاذ أي حالة عادية أو حرجة، بحسب الدكتور عارف النورياني - مدير مستشفى القاسمي، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
وأكد الدكتور النورياني أنه على رغم قلة هذه الحالات، إلا أن خطورتها تجعل من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تعلم الإسعافات الأولية، خصوصاً المتعلقة بالتعامل مع حالات الاختناق، وحالات البتر التي تحتاج لتدخل سريع من قبل الأشخاص المحيطين بالمريض قبل وصوله إلى الطوارئ، الأمر الذي قد يُنقذ حياة المصاب، ويمنع حدوث مضاعفات خطيرة.
وأشار إلى أنه لابد من تسليط الضوء على الحالات الطارئة الخاصة بالبتر وكيفية التعامل معها حتى لو كانت نسبة وصولها لقسم الطوارئ قليلة، إلا أن التدخل السريع والصحيح يجعل إنقاذها ممكناً، موضحاً أن هناك إجراءً طبياً متبعاً في حال بتر أحد الأطراف، ويتم بالدرجة الأولى بإجراء الإسعافات الأولية اللازمة، متضمنة إيقاف النزيف باستخدام الضمادات الضاغطة أو الرباط الضاغط عند الضرورة، ونقل المريض بشكل عاجل لاستشارة فريق الجراحة المتخصص، بما يشمل استشاري العظام واستشاري الأوعية الدموية، لتقييم إمكانية إعادة العضو المبتور إلى مكانه، منوهاً إلى أنه عادة ما تكون العمليات الجراحية لإعادة الأطراف ممكنة في حالات البتر الكامل للذراع أو الساق، أما في حالة بتر أطراف الأصابع، فإنه غالباً ما يصعب إعادة الجزء المبتور إذا كان البتر كاملاً بسبب ضعف الاستجابة، بينما في حالات البتر الجزئي لطرف الإصبع، يتم محاولة إعادة الطرف المبتور ومراقبة استجابته، مستشهداً بمريض مواطن حضر إلى الطوارئ بحالة شلل نصفي إثر نزيف تلقائي في منطقة العمود الفقري، ومن خلال التقييم والخطة العلاجية الفورية من فريق العظام والعمود الفقري تمت العملية الطارئة لتوسيع القناة الشوكية وتثبيت الفقرات، وتمت العملية بنجاح وتعافى المريض بعد العملية مباشرة، وعاد إلى نمط حياته الاعتيادية.
برتوكول عالمي
ونوه د. النورياني إلى أن هناك برتوكولاً عالمياً متبعاً في أقسام الطوارئ. وأوضح أن المؤسسات الطبية في الدولة تعنى وبشكل دوري بتقديم الدورات والورش الطبية حول أهمية تدريب أفراد المجتمع، وتأهيل الفرق الطبية بشكل كفء على بروتوكولات الطوارئ، وتوعية العامة بالإسعافات الأولية في حالات البتر، ناهيك عن تجهيز المستشفيات بالمعدات اللازمة مثل أدوات وقف النزيف وأكياس الحفظ، وتحقيق الاستعداد التام لحالات البتر في أقسام الطوارئ، والذي قد يكون الفارق بين الحياة والموت، وهو ما يتطلب تكامل الجهود بين الطاقم الطبي والمجتمع.
الحالات الطارئة
أكدت الدكتورة سمية الزرعوني، المدير الطبي لمستشفى القاسمي، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن أقسام الطوارئ والحوادث التابعة لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، تتبع بروتوكولاً يتم من خلاله تصنيف حدة ودرجة الحالات الطارئة التي تصل لتلك المنشآت الطبية عبر جدولة ألوان معتمدة، والتي من خلالها تقدم الخدمة الطبية للحفاظ على صحة وسلامة وحياة المريض.
وأشارت الزرعوني إلى أن قسم الطوارئ يعتمد على نظام تصنيف الألوان لتحديد مستوى خطورة الحالات بشكل فوري، وذلك بهدف تسهيل عملية الفرز وتحديد الأولويات بما يضمن تقديم الرعاية اللازمة بأقصى سرعة وفعالية، وهي كالتالي، الأحمر: لحالات الطوارئ الحرجة التي تحتاج إلى تدخل فوري لإنقاذ الحياة، البرتقالي: للحالات المستعجلة التي تتطلب عناية طبية عاجلة، الأصفر: للحالات المتوسطة التي يمكنها الانتظار لفترة قصيرة، الأخضر: للحالات البسيطة وغير الطارئة، الأزرق: للحالات غير الطارئة والتي يمكن معالجتها في العيادات الخارجية.
وقالت المدير الطبي لمستشفى القاسمي، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إن هناك حالات تصنف بدرجة حالات طارئة وخطيرة ترد على أقسام الطوارئ مثل «الاختناق» وتعتبر قليلة ولكنها من الحالات الحرجة والطارئة التي يجب الاستعداد والتدريب الكفء في كيفية التعامل معها لإنقاذ حياة المريض، كما تتطلب استجابة طارئة وسريعة.
ونوهت لأن الطبيب يقوم بالتدخل الطبي، إذا استدعى الأمر، والذي يتم من خلاله إدخال أنبوب تنفسي أو إجراء فتحة في القصبة الهوائية (tracheotomy) لإنقاذ حياة المريض، كما يتم توفير الأكسجين بشكل فوري لمساعدة المريض على استعادة التنفس الطبيعي، والمتابعة والرعاية اللاحقة.