كلينت إيستوود.. راعي البقر العنيد يودع الإخراج السينمائي بفيلم المحلف 2
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
عاد الممثل والمخرج الأميركي كلينت إيستوود الذي ناهز الـ93، إلى كاميرا السينما بعد انقطاع، مخرجا لفيلم "المحلف رقم 2" (Juror No 2) من بطولة نيكولاس هولت وتوني كوليت وغابرييل باسو، ويُعتقد أنه الفيلم الأخير لمسيرة الرمز السينمائي الغربي.
ولايزال إيستوود قادرا على الوقوف خلف الكاميرا مخرجا، وهو الذي قاد فرق العمل لأكثر من 41 فيلما وظهر في 60 أخرى ممثلا، وقام بأدوار البطولة في أشهر أفلام رعاة البقر الأميركية (الكاوبوي).
وفي "المحلّف 2″، يلعب هولت دور المحلف "جاستن كيمب" الذي يصارع معضلة أخلاقية بعد أن قتل شخصا في حادث قيادة متهور، ويحاول التلاعب بهيئة المحلفين لإنقاذ المتهم البريء دون أن يجرّم نفسه، وهو ما يخلق دراما قانونية مثيرة. وتلعب توني كوليت دور المدعي العام، ويجسد غابرييل باسو دور الرجل المظلوم الذي يخضع للمحاكمة.
كلينت إيستوود في عام 2019، وهو الآن يناهز الـ93 (غيتي)وصُورت مشاهد الفيلم الرئيسية في سافانا بجورجيا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، وصورت بعض المشاهد الإضافية في لوس أنجلوس، وتوقف التصوير بسبب إضراب الممثلين قبل انتهائه بعشرة أيام، واستأنف إيستوود التصوير مجددا في نوفمبر 2023 بعد انتهاء الإضراب.
مسيرة مذهلةكان آخر فيلم قدمه إيستوود هو فيلم "بكاء ماتشو" (Cry Macho) عام 2021، والذي كان من بطولته وإخراجه، ولم ينل الفيلم استحسانا كبيرا من الجماهير في وقت عرضه، مما دفعه لتقديم فيلم جديد ينهي به مسيرته السينمائية الطويلة. ووقع اختياره على فيلم "المحلف رقم 2" بعد أن قرأ السيناريو الذي كتبه جوناثان أبرامز، وأعيدت كتابة بعض مشاهد الفيلم لتغيير عمر شخصية معينة وإضافة دور ممثل مساعد للبطل. وحمل التعريف المكتوب في فواتير مدفوعات الفيلم جملة الفيلم الأخير لكلينت إيستوود.
وانقسمت مسيرة إيستوود السينمائية الطويلة إلى أربع مراحل، الأولى هي مرحلة أفلام رعاة البقر، وكانت مسيرته المهنية قبلها تعتمد على الأدوار الثانوية. وتغيرت أدواره بعد مسلسل "جلد خام" (Rawhide) حيث لعب دور راعي البقر رودي بيتس، وظهر في جميع حلقات المسلسل البالغ عددها 217، وانتهى في عام 1965.
كلينت إيستوود يرتدي ملابس رعاة البقر الكاملة في مشهد من فيلمه "برونكو بيلي" عام 1980 (غيتي)ودارت أغلب أعمال إيستوود حتى عام 1970 في الغرب الأميركي، وأشهرها دوره في ثلاثية "الرجل بلا اسم" والتي عُرفت أيضا بثلاثية الدولارات، وتتكون من ثلاثة أفلام "ويسترن" من إخراج سيرجيو ليون، وانتهت تلك المرحلة في سبعينيات القرن الماضي بفيلم "بغلان للأخت سارة" (Two Mules for Sister Sara).
وبدأت بعد ذلك مرحلة التمرد لإيستوود، وهي لا تختلف كثيرا عن مرحلة رعاة البقر، لكنه استبدل الملابس الحديثة بقبعة رعاة البقر والمظهر الغربي القديم، وسيارة فورد بالحصان.
باحث عن العدالةوخلال هذه المرحلة قدم شخصية الشخص المتمرد المعارض للسلطة الباحث عن العدالة، مثل دور الشرطي الذي يعصي أوامر رؤسائه في فيلم "هاري السيئ"(Dirty Harry) عام 1971، وانتهت هذه المرحلة مع بداية الثمانينيات.
وفي عام 1982 بدأت فترة أفلام المطاردات بفيلم فايرفوكس (Firefox)، ويدور حول طيار سابق في حرب فيتنام مكلف بمهمة سرية داخل الاتحاد السوفياتي لسرقة نموذج لطائرة نفاثة. وانتهت تلك الفترة بدوره في فيلم "في خط النار" (In the Line of Fire) عام 1993 والذي يدور في الفترة بعد اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي.
كلينت إيستوود يقف في يخته في الرصيف خلال مهرجان كان السينمائي 1985 (غيتي)أما المرحلة الحالية من مسيرة إيستوود فهي مرحلة الرجل القاسي كبير السن المتجهم. فقد ظهر إيستوود في أغلب أدواره في هذه المرحلة التي بدأت منذ منتصف التسعينيات تقريبا كرجل عجوز سيئ المزاج عنيد وساخط على شيء ما، مثل دوره في فيلم "اضطراب عند المنحنى" (Trouble With the Curve) عام 2012، ويلعب فيه دور جوس لوبيل المدير التنفيذي العجوز الذي يكافح من أجل البقاء في منصبه بعد ظهور شاب طموح هو "جاستن تيمبرلك" يسعى لنفس المنصب.
والدور الأخير في هذه المرحلة هو دوره في فيلم "بكاء ماتشو" عام 2021، والذي لعب فيه دور مايك ميلو مدرب الخيول السابق المكلف بإحضار الصبي ابن رئيسه السابق إلى والده بعيدا عن أمه المدمنة، وخلال الرحلة من ريف المكسيك إلى تكساس يعلم الرجل الصبي الصغير معنى أن يكون رجلا صالحا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المرحلة فی فیلم
إقرأ أيضاً:
العرض العالمي الأول للفيلم المصري المستعمرة لمحمد رشاد بمهرجان برلين السينمائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف مهرجان برلين السينمائي الدولي، عن اختيار الفيلم المصري "المستعمرة" للمخرج محمد رشاد، للمنافسة في مسابقة Perspectives المستحدثة في دورته الخامسة والسبعين، المُقامة في الفترة من 13 إلى 23 فبراير، ليكون الفيلم العربي الوحيد بالمسابقة المستقلة التي تستضيف الأفلام الروائية الأولى لأصحابها من صناع الأفلام الشباب.
يعود فيلم المستعمرة إلى برلين بعد حصوله على تمويل من صندوق برلين السينمائي العالمي في عام 2022، وهو مستوحى من أحداث حقيقية عن شقيقين - حسام (23 سنة) ومارو (12 سنة)- يعيشان في مجتمع مهمش في الإسكندرية، حيث عُرضت عليهما وظائف من قبل المصنع المحلي بعد وفاة والدهما في حادث عمل كتعويض عن خسارتهما بدلاً من رفع دعوى قضائية، وبينما يتوليان عملهما الجديد، يبدأ لديهما التساؤل عما إذا كانت وفاة والدهما عرضية حقًا.
بدافع من قصة شاركها معه شاب توفيّ والده في موقع بناء وضغطت الشركة على الأسرة للتنازل عن حقوقها مقابل عرض وظيفة بها، وجد رشاد - وهو من مواليد الإسكندرية وعمل والده في مصانع النسيج لأكثر من أربعة عقود - القصة فرصة قيمة لإلقاء الضوء على قضايا السلامة السائدة في بعض المصانع والممارسات غير القانونية التي تستخدمها الإدارة أحيانًا.
استغرق العمل على فيلم المستعمرة خمس سنوات، كما أوضح المخرج محمد رشاد الذي قال "خلال رحلة الفيلم، تمكنت من تحقيق طموحاتي، مثل اختيار ممثلين غير معروفين تمامًا وإشراك عمال حقيقيين في أدوار ومجموعات مهمة، كما صورت في مواقع حقيقية، والتقطت مشاهد في الإسكندرية تتطابق بشكل وثيق مع ما تخيلته، إلى جانب الأجواء الصناعية التي أجدها غنية فنياً"، وأضاف "عرض الفيلم في مهرجان مهم كهذا والمنافسة في مسابقة جديدة يشير إلى أننا كمجموعة حققنا رؤيتنا".
الفيلم من بطولة المواهب الناشئة أدهم شكري وزياد إسلام وهاجر عمر ومحمد عبد الهادي وعماد غنيم، مدير التصوير محمود لطفي، ومونتاج هبة عثمان، التي تشمل أعمالها الفيلم السوداني الشهير وداعًا جولي، الفيلم إنتاج مشترك بين مصر وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية وقطر.
وبالإضافة إلى صندوق برلين السينمائي العالمي، تلقى المشروع دعمًا من مجموعة من هيئات التمويل الدولية المرموقة بما في ذلك مبادرة السيناريو والتطوير لصندوق هوبرت بالس التابع لمهرجان برلين السينمائي الدولي، إلى جانب مبادرة دعم الأقليات للإنتاج المشترك لـ هوبرت بالس بلس، ومعهد الدوحة السينمائي، والصندوق العربي للفنون والثقافة، وصندوق تنمية البحر الأحمر، وصندوق صورة الفرانكوفونية، وصندوق سيني جونة التابع لمهرجان الجونة السينمائي.
وتستعيد المنتجة هالة لطفي ذكريات الرحلة الطويلة للفيلم والتحديات التي واجهوها على طول الطريق قائلة "في حين أن المستعمرة هو بلا شك فيلم فني، إلا أنه بالتأكيد لا يمتلك ميزانية مثل هذا النوع من الأفلام، كان تصوير الفيلم مسعى شاقًا ولكنه مجزٍ في النهاية، حيث تضمن التصوير في مواقع مختلفة في القاهرة والإسكندرية للبقاء على وفائه لقصته ومصدره".