عاد الممثل والمخرج الأميركي كلينت إيستوود الذي ناهز الـ93، إلى كاميرا السينما بعد انقطاع، مخرجا لفيلم "المحلف رقم 2" (Juror No 2) من بطولة نيكولاس هولت وتوني كوليت وغابرييل باسو، ويُعتقد أنه الفيلم الأخير لمسيرة الرمز السينمائي الغربي.

ولايزال إيستوود قادرا على الوقوف خلف الكاميرا مخرجا، وهو الذي قاد فرق العمل لأكثر من 41 فيلما وظهر في 60 أخرى ممثلا، وقام بأدوار البطولة في أشهر أفلام رعاة البقر الأميركية (الكاوبوي).

وفي "المحلّف 2″، يلعب هولت دور المحلف "جاستن كيمب" الذي يصارع معضلة أخلاقية بعد أن قتل شخصا في حادث قيادة متهور، ويحاول التلاعب بهيئة المحلفين لإنقاذ المتهم البريء دون أن يجرّم نفسه، وهو ما يخلق دراما قانونية مثيرة. وتلعب توني كوليت دور المدعي العام، ويجسد غابرييل باسو دور الرجل المظلوم الذي يخضع للمحاكمة.

كلينت إيستوود في عام 2019، وهو الآن يناهز الـ93 (غيتي)

وصُورت مشاهد الفيلم الرئيسية في سافانا بجورجيا في يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين، وصورت بعض المشاهد الإضافية في لوس أنجلوس، وتوقف التصوير بسبب إضراب الممثلين قبل انتهائه بعشرة أيام، واستأنف إيستوود التصوير مجددا في نوفمبر 2023 بعد انتهاء الإضراب.

مسيرة مذهلة

كان آخر فيلم قدمه إيستوود هو فيلم "بكاء ماتشو" (Cry Macho) عام 2021، والذي كان من بطولته وإخراجه، ولم ينل الفيلم استحسانا كبيرا من الجماهير في وقت عرضه، مما دفعه لتقديم فيلم جديد ينهي به مسيرته السينمائية الطويلة. ووقع اختياره على فيلم "المحلف رقم 2" بعد أن قرأ السيناريو الذي كتبه جوناثان أبرامز، وأعيدت كتابة بعض مشاهد الفيلم لتغيير عمر شخصية معينة وإضافة دور ممثل مساعد للبطل. وحمل التعريف المكتوب في فواتير مدفوعات الفيلم جملة الفيلم الأخير لكلينت إيستوود.

وانقسمت مسيرة إيستوود السينمائية الطويلة إلى أربع مراحل، الأولى هي مرحلة أفلام رعاة البقر، وكانت مسيرته المهنية قبلها تعتمد على الأدوار الثانوية. وتغيرت أدواره بعد مسلسل "جلد خام" (Rawhide) حيث لعب دور راعي البقر رودي بيتس، وظهر في جميع حلقات المسلسل البالغ عددها 217، وانتهى في عام 1965.

كلينت إيستوود يرتدي ملابس رعاة البقر الكاملة في مشهد من فيلمه "برونكو بيلي" عام 1980 (غيتي)

ودارت أغلب أعمال إيستوود حتى عام 1970 في الغرب الأميركي، وأشهرها دوره في ثلاثية "الرجل بلا اسم" والتي عُرفت أيضا بثلاثية الدولارات، وتتكون من ثلاثة أفلام "ويسترن" من إخراج سيرجيو ليون، وانتهت تلك المرحلة في سبعينيات القرن الماضي بفيلم "بغلان للأخت سارة" (Two Mules for Sister Sara).

وبدأت بعد ذلك مرحلة التمرد لإيستوود، وهي لا تختلف كثيرا عن مرحلة رعاة البقر، لكنه استبدل الملابس الحديثة بقبعة رعاة البقر والمظهر الغربي القديم، وسيارة فورد بالحصان.

باحث عن العدالة

وخلال هذه المرحلة قدم شخصية الشخص المتمرد المعارض للسلطة الباحث عن العدالة، مثل دور الشرطي الذي يعصي أوامر رؤسائه في فيلم "هاري السيئ"(Dirty Harry) عام 1971، وانتهت هذه المرحلة مع بداية الثمانينيات.

وفي عام 1982 بدأت فترة أفلام المطاردات بفيلم فايرفوكس (Firefox)، ويدور حول طيار سابق في حرب فيتنام مكلف بمهمة سرية داخل الاتحاد السوفياتي لسرقة نموذج لطائرة نفاثة. وانتهت تلك الفترة بدوره في فيلم "في خط النار"  (In the Line of Fire) عام 1993 والذي يدور في الفترة بعد اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي.

كلينت إيستوود يقف في يخته في الرصيف خلال مهرجان كان السينمائي 1985 (غيتي)

أما المرحلة الحالية من مسيرة إيستوود فهي مرحلة الرجل القاسي كبير السن المتجهم. فقد ظهر إيستوود في أغلب أدواره في هذه المرحلة التي بدأت منذ منتصف التسعينيات تقريبا كرجل عجوز سيئ المزاج عنيد وساخط على شيء ما، مثل دوره في فيلم "اضطراب عند المنحنى" (Trouble With the Curve) عام 2012، ويلعب فيه دور جوس لوبيل المدير التنفيذي العجوز الذي يكافح من أجل البقاء في منصبه بعد ظهور شاب طموح هو "جاستن تيمبرلك" يسعى لنفس المنصب.

والدور الأخير في هذه المرحلة هو دوره في فيلم "بكاء ماتشو" عام 2021، والذي لعب فيه دور مايك ميلو مدرب الخيول السابق المكلف بإحضار الصبي ابن رئيسه السابق إلى والده بعيدا عن أمه المدمنة، وخلال الرحلة من ريف المكسيك إلى تكساس يعلم الرجل الصبي الصغير معنى أن يكون رجلا صالحا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذه المرحلة فی فیلم

إقرأ أيضاً:

صورة مزدوجة لأول مرة.. مهرجان كان السينمائي يكشف عن بوستر النسخة المقبلة

أعلن مهرجان كان السينمائي عن الملصق الرسمي لدورته الـ78 لعام 2025، التي  تقام في الفترة بين 13 إلى 24 مايو المقبل.

يتميز البوستر بلقطة عاطفية مأخوذة من فيلم “Les Amants du Pont-Neuf” للمخرج الفرنسي ليوس كاراكس، والذي عُرض لأول مرة عام 1991.


تظهر في الصورة الممثلة جولييت بينوش وهي تحتضن شخصية دينيس لافان في مشهد أيقوني على خلفية شتوية وعاطفية.


اختيار هذا المشهد يعكس احتفال المهرجان بالحبّ، والشغف، والانفجار العاطفي، وهي قيم أساسية في السينما، كما يكرم أحد أبرز أفلام السينما الفرنسية في التسعينيات.

البوستر بتصميمه المستوحى من طيف الألوان الباهتة والهادئة يعطي إحساساً بالشوق والرومانسية، بينما تتوزع حروف “CANNES” بشكل متعرج على الصورة، ما يمنحها حركة سينمائية خفيفة تتماشى مع طاقة الفيلم الأصلية.

أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي منح أسطورة السينما روبرت دي نيرو جائزة السعفة الذهبية عن مجمل مسيرته الفنية في حفل افتتاح النسخة المقبل يوم  13 مايو.


بعد 14 عامًا من توليه رئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان  عام 2011، سيتم تكريم الممثل والمخرج والمنتج الأمريكي روبرت دي نيرو في الدورة الثامنة والسبعين، وسيلتقي برواد المهرجان خلال محاضرة تُقام يوم 14 مايو على مسرح ديبوسي روم.


‎سيقدم حفلي الافتتاح والختام الممثل الفرنسي لوران لافيت، الذي سبق له أن أدى هذا الدور في عام 2016.
‎يرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام الممثلة الفرنسية جولييت بينوش.

مقالات مشابهة

  • الصندوق الثقافي يشارك في مهرجان بكين السينمائي الدولي
  • مهرجان كان السينمائي ينعى فاطمة حسونة بعد استشهادها في غزة
  • ريم صفية: مشاركتي في مهرجان كان السينمائي أضاف لي كممثلة.. فيديو
  • صورة مزدوجة لأول مرة.. مهرجان كان السينمائي يكشف عن بوستر النسخة المقبلة
  • القس منذر إسحاق ينعى البابا فرنسيس: راعي حقيقي للفلسطينيين
  • ترانسبرنسي تستغرب رفض فرق الأغلبية تشكيل لجنة تقصي الحقائق حول دعم الأغنام
  • مشاركة مصرية في برنامج معمل المسلسلات في البحر الأحمر السينمائي
  • راعي كنيسة السيدة العذراء والأم تريزا: البابا فرانسيس كان رمزا للتواضع والرحمة
  • من التمثيل إلى الإخراج.. سكارليت جوهانسون تفاجئ جمهور كان 2025
  • مهرجان القاهرة السينمائي يفتح باب التقديم للدورة 46