نفذت الوحدات المحلية التابعة لمحافظة الإسماعيلية، اليوم الثلاثاء، عدة حملات مكبرة؛ لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع قوات إنفاذ القانون والجمعية الزراعية، وعدد كبير من القيادات الأمنية والتنفيذية.

وأسفرت الحملات اليوم عن إزالة 14 حالة تعدٍّ على الأراضي الزراعية بمساحة ٣ قراريط، وكانت التعديات عبارة عن أسوار ومباني غير مكتملة البناء وغير مأهولة بالسكان، وتمت الإزالة بالكامل لكافة الحالات السابق ذكرها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين.

وأكد اللواء أركان حرب شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية، أنه لن يسمح بأي تقاعس أو تهاون في مواجهة التعديات على الأراضي الزراعية، والتعامل بكل حزم مع أي مخالفات على الأراضي الزراعية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتعدي وكل من يثبت تورطه، مشيرًا إلى أن الدولة بكامل أجهزتها الأمنية والتنفيذية تتصدى بكل حسم لكل من تسول له نفسه التعدي على الرقعة الزراعية فهي حق أصيل للأجيال القادمة من خلال توفير الأمن الغذائي.

من الجدير بالذكر أن محافظ الإسماعيلية كان قد وجَّه رؤساء المراكز والمدن بعدم السماح بأي تعدٍّ على الرقعة الزراعية والحفاظ عليها والتواجد على مدار الساعة لرصد أي مخالفات وإبلاغ غرفة الأزمات والزراعة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين والإزالة الفورية في المهد، مشيرًا إلى متابعته المستمرة والميدانية لمستجدات التعديات والمخالفات، من خلال تقارير يومية، على أن تتم محاسبة كل من يثبت تخاذله أو يثبت تقصيره في أداء عمله الوظيفي لافتًا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين وفقًا للقوانين المنظمة لذلك.

جاء ذالك في إطار تكليفات دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بإزالة كافة التعديات على الرقعة الزراعية والحفاظ عليها من التبوير أو البناء، تابع كلًا من اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، جهود محافظة الإسماعيلية المستمرة في إزالة التعديات على الأراضي الزراعية؛ من أجل التصدي بكل حزم لكافة أشكال التعدي

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حملة إزالة الإسماعيلية تعدى زراعة مباني على الأراضی الزراعیة الإجراءات القانونیة التعدیات على

إقرأ أيضاً:

هل الدعاء على المخالفين يعكس روح الإسلام؟

 

 

 

بدر بن خميس الظفري

 

في خضم الأحداث السياسية العالمية الراهنة، وفي عالمٍ يعجُّ بالصراعات الفكرية والاختلافات العقائدية، يقفُ الخطابُ الدينيُّ أمام تحدٍ كبير، وهو تقديمُ صورةِ الإسلام الحقيقية التي تتسمُ بالرحمة والرفق.

لقد جاء الإسلام ليكون رسالة عالمية تهدف إلى بناء جسور التفاهم بين الشعوب، لا لهدمها. وقد وجه الله رسالة لنبيه محمد مفادها "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

ولكننا نجد في بعض مظاهر واقعنا اليوم ما يخالف هذا المقصد النبيل؛ إذ باتت أدعية التعميم والدعاء بالهلاك على غير المسلمين جزءًا من خطب ودروس بعض الدعاة، مثل قولهم: "اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تُبقِ منهم أحدا". لكن السؤال المطروح: هل هذه الأدعية تعكس روح الإسلام؟ وهل هذا ما يريده الله تعالى في دعوته إلى عباده؟

حين نتأمل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، نجد أن الدعوة لم تكن مجرد كلمات تُقال أو مواقف تُعلن، بل كانت فنًا يتقن مخاطبة القلوب والعقول بلطفٍ وحكمة. وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم أن يتبع أسلوب الحنان والحوار البناء في دعوته: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وجادلهم بالتي هي أحسن"؛ وهي دعوة صريحة لتقديم الدين بأسلوب يفتح القلوب بدلاً من أن يغلقها.

يخبرنا التاريخ أن التغيير الفكري والعقديّ لم يكن يومًا أمرًا يسيرًا، فقد أمضى الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة يدعو قريش إلى الإسلام، ومع ذلك ظل أغلبهم على كفرهم، متمسكين بموروثاتهم وأعرافهم، منطقهم الوحيد التعصب لما ورثوه: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون". لقد كانت هذه الفترة دليلًا على صعوبة كسر القيود الفكرية التي تأسر العقول، ومع ذلك، لم يفقد النبي صلى الله عليه وسلم صبره ولا رحمة قلبه. وعندما آذاه أهل الطائف ورموه بالحجارة، عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين، أي يسقط الجبلين الكبيرين على أهلها، لكنه رفض قائلاً: "بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا". تلك الكلمات تحمل دروسًا عميقة في التسامح والرحمة، وهي تشهد على أن الدعوة إلى الله لا تقوم على الانتقام، بل على الأمل في الهداية.

الأمر لم يكن مقتصرًا على موقف الطائف؛ ففي غزوة أحد، عندما اشتد الأذى بالمسلمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، وهذا الموقف النبوي العظيم يُظهر لنا أن الداعي إلى الله يرى في مخالفيه بشرًا يحتاجون إلى الهداية، لا أعداءً يجب أن يُزالوا. هذه القيم النبوية لم تكن استثناءً؛ بل كانت قاعدة ثابتة في تعامله عليه الصلاة والسلام مع الجميع، حتى مع من عارضوا دعوته أشد المعارضة.

وبناءً على ما تقدم، نحتاج أن نتساءل: كيف يمكن أن تتفق هذه القيم مع ما نراه اليوم من انتشار دعاء بعض الخطباء على عموم غير المسلمين بالذل والهوان والهلاك؟ هل أصبحت هذه الأدعية جزءًا من الدين؟ أم هي مجرد تعبير عن انفعالات اللحظة؟ الله سبحانه وتعالى نهانا عن التعميم في الحكم على الآخرين، وأمرنا بالعدل حتى مع من نختلف معهم. يقول تعالى: "وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ"، فالعدل في الخطاب الدعوي ليس خيارًا؛ بل هو واجب ديني وأخلاقي.

النظر في قصص القرآن الكريم يبين لنا أيضا وبوضوح أن الله سبحانه وتعالى أراد للدعوة أن تكون سبيلًا للهداية، لا وسيلة للإقصاء والانتقام. حين أرسل الله موسى وهارون إلى فرعون، أمرهما أن يخاطباه بلين قائلاً: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يخشى"، فإذا كان هذا هو النهج الإلهي مع أشد الطغاة عنادًا وظلمًا وهو فرعون، فكيف نتجاوز نحن هذا التوجيه في تعاملنا مع شعوب قد لا تعرف عن الإسلام إلّا القليل أو قد لا تكون قد سمعت به أبدًا.

إن واقعنا اليوم يحتم علينا أن نعيد النظر في خطابنا الدعوي، ذلك أن وسائل الاتصال الحديثة أصبحت نافذة سهلة للوصول إلى شعوب الأرض، وتُظهر ممارساتنا وألفاظنا أمام العالم أجمع بكل يسر.

إن الكلمة القاسية قد تُبعد أمة عن الإسلام، بينما الكلمة الطيبة قد تُفتح بها قلوب الملايين. يقول تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"؛ فهذه الآية ليست فقط توجيهًا للدعاة؛ بل هي مبدأ يجب أن يسري في كل تعاملاتنا مع الآخرين.

إننا بحاجة إلى خطاب يعكس روح الإسلام الحقيقية، خطاب يجعل من الدعوة وسيلة للبناء، لا للهدم. لقد كان أبو طالب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، نموذجًا لشخص غير مسلم وقف بجانب الدعوة وحماها، وفي عالمنا اليوم، هناك كثيرون ممن يشبهون أبا طالب في دعمهم لقضايا المسلمين أو في احترامهم للإسلام. هل نصنفهم كأعداء لمجرد اختلافهم في العقيدة؟ أم نحاول أن نبني معهم جسور التفاهم؟

الدعوة إلى الله مسؤولية عظيمة، وهي ليست مجرد كلمات تلقى على المنابر، بل أمانة تتطلب حكمة ورفقًا. علينا أن نتذكر دائمًا أن الإسلام لم ينتشر بالقوة؛ بل انتشر بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة. الدعوة هي رسالة حب، وأي خطاب يخلو من الحب لا يمكن أن يصل إلى القلوب. فهل نعيد النظر في أدعيتنا وخطابنا، ونستلهم من القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يفتح القلوب بدلاً من أن يغلقها؟

مقالات مشابهة

  • تعليم الجيزة تعلن إحالة أحد الملاحظين إلى النيابة العامة و٣ رؤساء لجان للشئون القانونية
  • بيان المقاولون بشأن أحداث مباراة كهرباء الإسماعيلية
  • «التعليم» تحيل ملاحظا إلى النيابة.. والتحقيق مع 3 رؤساء لجان في الشؤون القانونية
  • حالة الطقس اليوم .. تحذير من الشبورة على الطرق الزراعية والسريعة
  • ختام الموجة الـ24 لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية بالأقصر
  • حملة لإزالة التعديات على الأراضى الزراعية بنجع حمادى
  • إزالة فورية لـ 3 حالات تعد على الأراضي الزراعية وفك شدة خشبية بأسيوط
  • الكشف على 1275 مواطنًا بقافلة طبية بالقنطرة غرب في الإسماعيلية
  • الكشف على 1275 مواطنًا ضمن مبادرة “حياة كريمة” بالقنطرة غرب بالإسماعيلية
  • هل الدعاء على المخالفين يعكس روح الإسلام؟