تحرك إيراني في البحر الأحمر.. استعراض قوة أم ردع للتهديدات الغربية؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
طهران- في ظل التوتر المتصاعد على خلفية أول مواجهة مباشرة بين جماعة الحوثي اليمنية والبحرية الأميركية في البحر الأحمر، تعبُر المدمرة الإيرانية "ألبرز" القتالية برفقة سفينة "بهشاد" العسكرية مضيق باب المندب، وذلك تزامنا مع محادثات مكثفة يجريها المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، مع كبار المسؤولين الإيرانيين.
ورسميا، تذكر وكالة أنباء "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري في طهران، أن الأسطول الإيراني ينفذ مهام روتينية في المياه الدولية لتأمين خطوط الملاحة ومواجهة القرصنة البحرية، فضلا عن مهام أخرى، في حين تذهب الأوساط الإيرانية إلى أن خطوة بلادها جاءت عقب تهديد لندن بتوجيه ضربة مباشرة ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.
ويأتي التحرك الإيراني بعد ساعات فقط من محادثة هاتفية بين وزيري خارجية إيران حسين عبد اللهيان ونظيره البريطاني ديفيد كاميرون بشأن تطورات البحر الأحمر؛ حيث كتب الأخير في تغريدة على منصة "إكس"، "لقد أوضحت أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هذه الهجمات، نظرا لدعمها الطويل الأمد للحوثيين".
الأسباب والأهدافوفي معرض تعليقه على سبب إرسال بلاده أسطولها إلى البحر الأحمر في التوقيت الراهن، يرى القيادي السابق في الحرس الثوري العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم، أنه يأتي "ردا على عسكرة البحر الأحمر واستعراض القوات الأجنبية عضلاتها فيه".
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير كنعاني مقدم إلى زيارة محمد عبد السلام المتواصلة إلى طهران، مؤكدا أن طهران لن تترك حلفاءها الحوثيين وحيدين "في مواجهة الغطرسة الصهيوأميركية"، ويضيف أن الجمهورية الإسلامية سبق وحذرت من أنها لن تسمح للأجانب بالعبث في منطقتنا.
وقبيل تشكيل تحالف "حارس الازدهار" لمواجهة الحوثيين الشهر المنصرم، حذّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الولايات المتحدة من أنها "ستواجه مشكلات استثنائية إذا أرادت تشكيل قوة دولية لحماية الملاحة في البحر الأحمر"، وقال إنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة اليد العليا فيها لإيران".
ويعتقد القيادي السابق في الحرس الثوري، أن البحر الأحمر ازداد حمرة جراء إراقة دماء 10 حوثيين باستهداف أميركي الأسبوع الجاري، معدّا استقرار الأسطول الإيراني قرب "باب المندب" يحمل رسالة دعم للحوثيين ورسالة ردع للتحالف الأميركي ومغامراته هناك، على حد وصفه.
كنعاني مقدم: طهران لن تبدأ حربا في البحر الأحمر إلا إذا بادرت القوات الأجنبية بمهاجمة مصالحها (الجزيرة) احتدام التوتروتابع كنعاني، أن التحرك العسكري الإيراني نحو البحر الأحمر، حيث الحليف اليمني، يبعث رسالة تحذير واضحة للجانبين الأميركي والبريطاني من مغبة أي تطاول على الحوثيين كونهم جزءا أساسيا من محور المقاومة، مؤكدا أن طهران لن تبدأ حربا في البحر الأحمر، إلا إذا بادرت القوات الأجنبية بمهاجمة مصالحها.
وأشار كنعاني مقدم إلى أن الأمن في البحر الأحمر لن يستتب سوى بسواعد أبناء المنطقة، وليس القوات الأجنبية، مضيفا أن جماعة الحوثي تسيطر على مضيق "باب المندب" ليكون ثاني ممر مائي إستراتيجي بعد مضيق "هرمز" تحت إشراف محور المقاومة.
وأوضح المتحدث نفسه، أن الجانب اليمني ينفذ عمليات لنصرة المظلومين في فلسطين والضغط على العدو الصهيوني لفك الحصار عن قطاع غزة، "ولا ينوي الإخلال بالملاحة البحرية هناك، بل يستهدف السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني فحسب".
وخلص إلى أن جميع المؤشرات ترجح احتدام التوتر في مياه البحر الأحمر خلال الفترة المقبلة "في حال تماهي الكيان الصهيوني مع إبادة الشعب الفلسطيني بدعم غربي".
وأكد كنعاني أن الجانب اليمني لن يتراجع عن العهد الذي قطعه على نفسه بنصرة أهل غزة، وأنه ماض في إغلاق مضيق "باب المندب" بوجه السفن المتجهة إلى إسرائيل، ولذا فإن التدخل الأميركي لمواجهة الحوثيين من شأنه إضرام النار في المنطقة المتوترة أصلا.
استعراض قوةفي المقابل، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "الشهيد بهشتي" علي بيكدلي، في قرار بلاده تحريك أسطولها البحري نحو البحر الأحمر "استعراضا للقوة ورسالة دعم للحوثيين"، موضحا أن مدمرة "ألبرز" قديمة جدا، وبالرغم من تحديثها خلال السنوات الماضية، إلا أن قدراتها لا ترتقي لمواجهة الأساطيل الدولية الموجودة هناك.
واستبعد الأكاديمي الإيراني -في حديثه للجزيرة نت- حدوث أي مواجهة حقيقية بين السفن الحربية الإيرانية والغربية قرب مضيق "باب المندب"، مؤكدا أن طهران والعواصم الغربية، وعلى رأسها واشنطن لا تريد التصعيد في التوقيت الراهن.
بيكدلي يرى في تحريك بلاده أسطولها نحو البحر الأحمر استعراضا للقوة ورسالة دعم للحوثيين (الصحافة الإيرانية)وقرأ محادثات الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، بطهران، في سياق التنسيق بين الجانبين الإيراني واليمني عقب الرسائل التي وجهتها الدول الغربية إلى الجمهورية الإسلامية، كونها الحليف المقرب للحوثيين.
ورأى بيكدلي، أن بلاده قد تلقت رسائل غربية تدعو لضغط طهران على الحوثيين لخفض التوتر بالبحر الأحمر، مؤكدا أن بلاده تطالب في المقابل بالضغط الغربي على إسرائيل لوقف الحرب المتواصلة على غزة، وأن طهران قد تتعامل بإيجابية مع أي خطوة غربية ترمي لذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الأجنبیة فی البحر الأحمر باب المندب مؤکدا أن أن طهران
إقرأ أيضاً:
انخفاض تاريخي للتومان الإيراني.. وإطفاء الطرقات بسبب أزمة الطاقة
بغداد اليوم- متابعة
انخفضت قيمة التومان الإيراني، اليوم الأربعاء (18 كانون الأول 2024)، إلى أدنى مستوى في تاريخه، حيث فقد أكثر من 10% من قيمته منذ أن فاز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ما يبرز تحديات جديدة أمام طهران، في الوقت الذي ما زالت تواجه فيه الحروب في الشرق الأوسط، وسط تصاعد أزمة الطاقة بالتزامن مع بدء الصقيع.
وأطفأت السلطات الإيرانية الأنوار التي تضيء الطرق السريعة في طهران، مع تطبيق الجمهورية الإسلامية العديد من الإجراءات بهدف توفير الوقود وسط موجة برد قارس.
وفي الأيام الأخيرة، أصدرت إيران تعليمات بإغلاق المدارس والمكاتب الرسمية في كل أنحاء البلاد، بعد اضطرارها إلى تقنين الكهرباء، رغم امتلاكها أحد أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.
وقال علي رضا رضائي، نائب رئيس شركة الكهرباء في طهران، لوكالة (إرنا) الرسمية للأنباء، إنّ "الأنوار أُطفئت على الطرق السريعة خلال الشهرين الماضيين لتوفير الوقود".
وأضاف أنه "في الوقت الراهن، لا أضواء على الطرق السريعة في المناطق الحضرية"، مضيفاً أن "الأضواء الموجودة في الشوارع ما زالت تعمل".
وتابع أنه رغم المخاوف المرتبطة بالسلامة، سيستمر قطع الكهرباء على الطرق السريعة "ما دام هناك خلل في توازن الطاقة وحتى إدارة استهلاك الوقود على مستوى البلاد، وحذّرت شرطة المرور الإيرانية من أن انقطاع التيار الكهربائي قد "يتسبب في زيادة هائلة في عدد الحوادث".
والثلاثاء، بدأت المراكز التجارية في طهران تغلق أبوابها قبل ساعتين من الموعد الاعتيادي لتوفير الطاقة. وقال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين، في حوار أمس الثلاثاء مع التلفزيون الحكومي، إن إمدادات النقد الأجنبي سترتفع، وسيستقر سعر الصرف.
وأضاف أنه جرى ضخ 220 مليون دولار في سوق العملة. ويأتي انخفاض العملة في الوقت الذي أصدرت إيران فيه أوامر بإغلاق المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية اليوم الأربعاء بسبب تزايد سوء أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب ظروف الطقس السيّئ.
وتملك إيران بعضاً من أكبر موارد الغاز والنفط في العالم، غير أنّ شبكة الكهرباء في البلاد تعاني نقص الاستثمارات في بنيتها التحتية، خصوصاً بسبب العقوبات الغربية.
واضطرّت إيران إلى ترشيد الكهرباء في الأسابيع الأخيرة بسبب نقص الغاز والوقود لتشغيل محطات الطاقة لديها، وقال المتعاملون في طهران إن الريال سجل 777 ألف ريال أمام الدولار، مقارنة بـ703 آلاف ريال يوم فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية.