يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحقيق مصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين، في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنه يواجه تحديات فلسطينية وعربية ودولية.

ذلك ما خلص إليه فهيم تستكين، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى فشل مساعٍ إقليمية ودولية في إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وفي 2006، فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية، وفي يونيو/ حزيران من العام التالي انهارت حكومة وحدة وطنية، وسيطرت الحركة على غزة؛ جراء خلافات ما تزال قائمة مع "فتح"، التي تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، برئاسة محمود عباس.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال أردوغان إنه يبذل قصارى جهده للمصالحة بين "حماس" و"فتح"، معربا عن استعداد تركيا لاستضافة مؤتمر دولي يجمع قادة الفصيلين.

وبموازاة علاقات أنقرة القوية مع "حماس"، لفت تستكين إلى أنه "في أكتوبر 2018، وقّعت الحكومتان التركية والفلسطينية اتفاقية تعاون أمني دخلت حيز التنفيذ عام 2021. وتم توقيعها على خلفية اعتراف الولايات المتحدة بالقدس (المحتلة) عاصمة لإسرائيل".

وأوضح أن "الاتفاقية تنص على بذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية والتعاون في تدريب الشرطة وخفر السواحل. وتنفيذها الكامل يتطلب إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية. وبالتالي قد يُنظر إلى الاتفاقية أنها لفتة من أردوغان لمعاملة فلسطين كدولة وعباس كزعيم لها".

اقرأ أيضاً

خريطة طريق مصرية لغزة.. هكذا يمكن لـ"حماس" محاصرة نتنياهو

هجوم حماس

وفي عام 2023، واصلت أنقرة جهود التطبيع الجديدة (للعلاقات) مع إسرائيل، بعد خلافات مختلفة على مر السنين، لكن هجوم حماس على إسرائيل قوض مبادرة أردوغان لإصلاح العلاقات مع الإسرائيليين"، كما زاد تستكين.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات، بعد أن اخترقت جدارا مزودا بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

وأضافت تستكين أن "أردوغان يسعى إلى القيام بدور الوسيط في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك إطلاق سراح الرهائن، واقترح حلا دوليا عبر نظام الضامن لضمان قيام الدولة الفلسطينية".

واستدرك: "لكن، برزت قطر ومصر كوسطاء في الحرب، وفشل اقتراح أردوغان بشأن الضامنين في إثارة أي اهتمام، فيما تجري الولايات المتحدة مناقشات مع حلفائها حول نشر قوة دولية أو عربية في غزة بعد الحرب".

وبدعم أمريكي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة حتى أمس الإثنين 21 ألفا و978 فلسطينيا، وأصاب 57 ألفا و697 بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

هنية: منفتحون على أية مبادرات لوقف العدوان.. وأي ترتيبات لغزة دون حماس وهم

الجزائر ومصر

و"أبرمت فتح وحماس في الماضي صفقات هدفت إلى توحيد الفصائل الفلسطينية، وذلك في  القاهرة والدوحة ومكة وصنعاء. وقد تكون حماس مستعدة للعمل مع أردوغان"، بحسب تستكين .

لكن قال مصدران فلسطينيان للموقع إن حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل أخرى تفضل الجزائر، "بينما تفضل فتح مصر، على الرغم من أنها طلبت المساعدة من تركيا مؤخرا فيما يتصل بالمصالحة".

وشدد على أنه "لن تخاطر أي من الفصائل الأخرى بحرق الجسور مع القاهرة؛ ولذلك فمن المرجح أن يظل دور تركيا مقتصرا على إرساء الأساس للمحادثات بين فتح وحماس".

تستكين قال إن "تشكيل حكومة مشتركة مع فتح يمكن أن يخفف من مشكلة شرعية حماس، ما من شأنه أيضا أن يخفف من التدقيق على أنقرة بشأن أنشطة الحركة في تركيا. لكن من المستبعد أن تسمح إسرائيل بإحياء السلطة الفلسطينية ما لم توافق حماس على الاعتراف بإسرائيل، وتنبذ الكفاح المسلح، وتقبل اتفاقيات أوسلو (للسلام)".

وأضاف أن "نفوذ الجناح العسكري للحماس، كتائب القسام، نما بعد هجوم 7 أكتوبر (..) مما أدى إلى تقليص مساحة المناورة المتاحة لأردوغان".

وتابع أن "حماس تريد إدراج ثلاثة معتقلين فلسطينيين، هم عضو اللجنة المركزية لفتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والعضو البارز في حماس عبد الله البرغوثي، في أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل".

و"من الممكن أن يؤدي إطلاق سراح هذه الشخصيات الثلاث، التي تشترك في هدف إصلاح وتوسيع منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة جبهة عسكرية مشتركة، إلى بدء عملية جديدة تنهي عهد عباس. باختصار، سيواجه أردوغان صعوبة في اختراق الوسط الفلسطيني المتأثر بعوامل مختلفة"، كما ختم تستكين.

اقرأ أيضاً

مسؤول فلسطيني: عباس طلب مساعدة أردوغان بملف المصالحة مع حماس

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأول الماضی

إقرأ أيضاً:

أردوغان يستقبل وفدا قياديا من حركة حماس في أنقرة

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفدا من حركة حماس، برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش، في القصر الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة.

وحضر اللقاء من الجانب التركي، وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، ومسؤولون آخرون أتراك، في المقابل، ضمن وفد حماس، رئيس الحركة في غزة خليل الحية ورئيس الحركة في الضفة زاهر جبارين، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل.

ولعبت تركيا خلال الفترة الأخيرة دورا كبيرا، في التواصل مع حركة حماس، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.

وفي بداية العدوان على قطاع غزة، رفضت تركيا تصنيف حركة حماس، بـ"الإرهاب"، وأكدت على أنها حركة مقاومة من أجل تحرير فلسطين.



وفي مطلع أيار /مايو عام 2024، علقت تركيا كل التبادلات التجارية مع دولة الاحتلال إلى أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت وزارة التجارة التركية، في بيان، إنه "تم تعليق الصادرات والواردات المرتبطة بإسرائيل".

وذكرت تركيا أيضا أنها لن تستأنف التجارة التي يقدر حجمها بنحو سبعة مليارات دولار سنويا مع دولة الاحتلال لحين التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.

وسبق ذلك بأسابيع قليلة، قرار تركيا فرض قيود على صادرات 54 منتجا إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بهدف دفعها إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وربطت أنقرة على لسان وزير خارجيتها هاكان فيدان، قرارها تقييد الصادرات التي تضمنت مواد بناء ووقودا للطائرات، بعرقلة "إسرائيل" المساعي التركية الرامية إلى تنفيذ إنزالات جوية للمساعدات الإنسانية على قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا كانت قد توجهت بخطوات متسارعة إلى التشديد على وقوفها إلى جانب فلسطين ومقاومتها بشكل لا لبس فيه عبر اتخاذ العديد من القرارات المهمة، بما في ذلك إعلان انضمامها إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

مقالات مشابهة

  • 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
  • أول تعليق من تايلاند بعد إفراج حماس عن مواطنيها
  • قائمة الأسرى المفرج عنهم اليوم ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • أردوغان يستقبل وفدا قياديا من حركة حماس في أنقرة
  • غزة..سكان الشمال يعانون كارثة كبرى وحماس تطالب الدول العربية بهذا الأمر
  • تركيا.. اعتقال سيدة وجهت شتائم للرئيس
  • السفير التركي بالقاهرة: 8.8 مليار دولار حجم التجارة بين تركيا ومصر في 2024
  • عمرو خليل: إسرائيل مستمرة في هدفها لتصفية القضية الفلسطينية.. ومصر حائط الصد الأول