هل تستطيع تركيا تحقيق المصالحة بين فتح وحماس؟ وما دور الجزائر ومصر؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحقيق مصالحة بين حركتي "حماس" و"فتح"، الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين، في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنه يواجه تحديات فلسطينية وعربية ودولية.
ذلك ما خلص إليه فهيم تستكين، في تحليل بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor) ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى فشل مساعٍ إقليمية ودولية في إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وفي 2006، فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية، وفي يونيو/ حزيران من العام التالي انهارت حكومة وحدة وطنية، وسيطرت الحركة على غزة؛ جراء خلافات ما تزال قائمة مع "فتح"، التي تقود السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، برئاسة محمود عباس.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال أردوغان إنه يبذل قصارى جهده للمصالحة بين "حماس" و"فتح"، معربا عن استعداد تركيا لاستضافة مؤتمر دولي يجمع قادة الفصيلين.
وبموازاة علاقات أنقرة القوية مع "حماس"، لفت تستكين إلى أنه "في أكتوبر 2018، وقّعت الحكومتان التركية والفلسطينية اتفاقية تعاون أمني دخلت حيز التنفيذ عام 2021. وتم توقيعها على خلفية اعتراف الولايات المتحدة بالقدس (المحتلة) عاصمة لإسرائيل".
وأوضح أن "الاتفاقية تنص على بذل جهود مشتركة لمكافحة الإرهاب والتهريب والهجرة غير الشرعية والتعاون في تدريب الشرطة وخفر السواحل. وتنفيذها الكامل يتطلب إقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية. وبالتالي قد يُنظر إلى الاتفاقية أنها لفتة من أردوغان لمعاملة فلسطين كدولة وعباس كزعيم لها".
اقرأ أيضاً
خريطة طريق مصرية لغزة.. هكذا يمكن لـ"حماس" محاصرة نتنياهو
هجوم حماس
وفي عام 2023، واصلت أنقرة جهود التطبيع الجديدة (للعلاقات) مع إسرائيل، بعد خلافات مختلفة على مر السنين، لكن هجوم حماس على إسرائيل قوض مبادرة أردوغان لإصلاح العلاقات مع الإسرائيليين"، كما زاد تستكين.
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات، بعد أن اخترقت جدارا مزودا بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
وأضافت تستكين أن "أردوغان يسعى إلى القيام بدور الوسيط في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك إطلاق سراح الرهائن، واقترح حلا دوليا عبر نظام الضامن لضمان قيام الدولة الفلسطينية".
واستدرك: "لكن، برزت قطر ومصر كوسطاء في الحرب، وفشل اقتراح أردوغان بشأن الضامنين في إثارة أي اهتمام، فيما تجري الولايات المتحدة مناقشات مع حلفائها حول نشر قوة دولية أو عربية في غزة بعد الحرب".
وبدعم أمريكي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة حتى أمس الإثنين 21 ألفا و978 فلسطينيا، وأصاب 57 ألفا و697 بجروح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
هنية: منفتحون على أية مبادرات لوقف العدوان.. وأي ترتيبات لغزة دون حماس وهم
الجزائر ومصر
و"أبرمت فتح وحماس في الماضي صفقات هدفت إلى توحيد الفصائل الفلسطينية، وذلك في القاهرة والدوحة ومكة وصنعاء. وقد تكون حماس مستعدة للعمل مع أردوغان"، بحسب تستكين .
لكن قال مصدران فلسطينيان للموقع إن حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل أخرى تفضل الجزائر، "بينما تفضل فتح مصر، على الرغم من أنها طلبت المساعدة من تركيا مؤخرا فيما يتصل بالمصالحة".
وشدد على أنه "لن تخاطر أي من الفصائل الأخرى بحرق الجسور مع القاهرة؛ ولذلك فمن المرجح أن يظل دور تركيا مقتصرا على إرساء الأساس للمحادثات بين فتح وحماس".
تستكين قال إن "تشكيل حكومة مشتركة مع فتح يمكن أن يخفف من مشكلة شرعية حماس، ما من شأنه أيضا أن يخفف من التدقيق على أنقرة بشأن أنشطة الحركة في تركيا. لكن من المستبعد أن تسمح إسرائيل بإحياء السلطة الفلسطينية ما لم توافق حماس على الاعتراف بإسرائيل، وتنبذ الكفاح المسلح، وتقبل اتفاقيات أوسلو (للسلام)".
وأضاف أن "نفوذ الجناح العسكري للحماس، كتائب القسام، نما بعد هجوم 7 أكتوبر (..) مما أدى إلى تقليص مساحة المناورة المتاحة لأردوغان".
وتابع أن "حماس تريد إدراج ثلاثة معتقلين فلسطينيين، هم عضو اللجنة المركزية لفتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات والعضو البارز في حماس عبد الله البرغوثي، في أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى مع إسرائيل".
و"من الممكن أن يؤدي إطلاق سراح هذه الشخصيات الثلاث، التي تشترك في هدف إصلاح وتوسيع منظمة التحرير الفلسطينية وإقامة جبهة عسكرية مشتركة، إلى بدء عملية جديدة تنهي عهد عباس. باختصار، سيواجه أردوغان صعوبة في اختراق الوسط الفلسطيني المتأثر بعوامل مختلفة"، كما ختم تستكين.
اقرأ أيضاً
مسؤول فلسطيني: عباس طلب مساعدة أردوغان بملف المصالحة مع حماس
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الأول الماضی
إقرأ أيضاً:
بعد دعوة أوجلان..العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا
أعلن حزب العمال الكردستاني اليوم السبت، وقف إطلاق النار مع تركيا، بعد دعوة تاريخية زعيمه عبدالله أوجلان من السجن، لإلقاء السلاح وحلّ الحزب.
وهذا أول رد فعل من الحزب بعد يومين من دعوة أوجلان لوضع حدّ لنزاع استمرّ أكثر من أربعة عقود مع الدولة التركية.وقالت اللجنة التنفيذية لحزب العمال في بيان نقلته وكالة مؤيدة للحزب: "من أجل تحقيق والمضي قدماً في دعوة القائد آبو، لقب أوجلان، المتمثلة في السلام والمجتمع الديمقراطي، إننا نعلن وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من اليوم".
وأضافت "نتفق مع مضمون الدعوة المذكورة بشكل مباشر ونعلن أننا سنلتزم بمتطلّبات الدعوة وننفّذها من جانبنا"، مؤكدة في الوقت عينه أن "لا بدّ من ضمان تحقيق الظروف السياسية الديموقراطية والأرضية القانونية أيضاً لضمان النجاح". فرصة تاريخية..أردوغان يرحب بدعوة أوجلان لإلقاء سلاح العمال الكردستاني - موقع 24أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة، أن دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى نزع سلاح الجماعة وتفكيكها، تمثل بداية "مرحلة جديدة". وتأسس حزب العمال الكردستاني في 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إرهابياً. وأطلق تمرداً مسلحاً صد أنقرة في 1984 لإقامة دولة كردية.
ومنذ سجن أوجلان في 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) بادرت الحكومة بمحاولة جديدة عبر حليفها زعيم حزب الحركة القومية التركية دولت بهجلي.
وبينما دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقارب، كثّفت حكومته الضغوط على المعارضة واعتقلت مئات السياسيين والناشطين والصحافيين.
وبعد عدّة اجتماعات مع أوجلان في سجنه في جزيرة إيمرالي قبالة إسطنبول، نقل حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الخميس، دعوة الزعيم الكردي لإلقاء السلاح وعقد مؤتمر لإعلان حل الحزب.