شفق نيوز/ ضجت سنة 2023 بالعديد من الأحداث التقنية التي كان لها وقع واضح وتأثير كبير، إذ يعد عالم التكنولوجيا مليء بالأحداث والتطورات التي لا يمكن أن تبقى ساكنة، فهو مثل قطار سريع ويزداد تسارعاً ليجول العالم بأكمله، محطاته هي الشركات الكبرى مثل "آبل" و"غوغل" و"ميتا" وغيرها الكثير، وركابه هم نحن المستخدمون، ونشير هنا إلى أبرز 24 حدثا تقنيا مهما بحسب التسلسل الزمني:

– شركة "ألفابت" تسرح أكثر من 12 ألف موظف

في يوم الجمعة 20 يناير/كانون الثاني؛ أعلنت شركة ألفابت وهي الشركة الأم لشركة غوغل، أنها ستخفض نحو 12 ألف وظيفة، أو 6% من قوتها العاملة، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع التكنولوجيا من عمليات تسريح للعمال وتضع الشركات مستقبلها على المحك في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي.

– "ميتا" تقرر إعادة حسابات فيسبوك وإنستغرام الخاص بدونالد ترامب بعد حظرها

في 25 من يناير/ كانون الثاني؛ قررت ميتا أنها ستنهي تعليق حسابات رئيس الولايات المتحدة السابق دونالد ترامب على فيسبوك وإنستغرام في الأسابيع المقبلة. وقالت إنه ينبغي أن يكون الجمهور قادراً على سماع أقوال السياسيين حتى يتمكنوا من اتخاذ خيارات صحيحة.

وكان قرار التعليق لحسابات ترامب على فيسبوك وإنستغرام وتويتر قد اتُخذ قبل عامين بعد إشادته بالأشخاص المتورطين في أعمال العنف في مبنى الكابيتول.

والآن تناشد ميتا جميع مستخدمي فيسبوك وإنستغرام الالتزام بمعايير المجتمع الخاصة بها وأنها تنشر هذه القواعد للجميع ومن السهل الوصول لها.

– إطلاق تطبيق "شات جي بي تي بلس"

في اليوم الأول من فبراير/شباط؛ أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" عن تطبيق "شات جي بي تي بلس" مقابل 20 دولار شهرياً للمستخدمين، وهو أول إصدار مدفوع من الشركة، ويتميز الإصدار بالوصول العام حتى لو كان هناك ضغط على الموقع، والاستجابة السريعة، ويمنح الأولوية بالوصول إلى التحسينات والميزات الجديدة.

– سامسونغ تعلن عن سلسلة هواتفها الجديدة غالاكسي إس23

في الأول من فبراير/شباط؛ أعلنت شركة سامسونغ عن أجهزتها الجديدة من سلسلة إس23 الذي يأتي بتصميم ومواصفات مميزة ومنافسة. وتأتي هذه الأجهزة بثلاثة أنواع هي إس23 وإس23+ وإس23 ألترا.

– شركة "أوبن إيه آي" تكشف عن روبوتها الجديد "شات جي بي تي 4"

أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي "أوبن إيه آي" إنشاء روبوت الدردشة الجديد "شات جي بي تي 4″، وهو أحدث إنجاز في جهود الشركة في توسيع نطاق التعلم العميق، فهو نموذج كبير متعدد الوسائط (يقبل مدخلات الصور والنصوص ويصدر مخرجات نصية).

وعلى الرغم من أنه أقل قدرة من البشر في العديد من سيناريوهات العالم الحقيقي، فإنه يُظهر أداء على المستوى البشري في مختلف المعايير المهنية والأكاديمية كما أوضحت الشركة.

– شركة "أوبن إيه آي" تربط "شات جي بي تي" بالإنترنت

في 23 مارس/آذار؛ قالت "أوبن إيه آي" إنها قامت بتنفيذ الدعم الأولي للإضافات في "شات جي بي تي". والإضافات هي أدوات مصممة خصيصاً لنماذج اللغة التي تَعتبر السلامة مبدأ أساسياً، وتساعد في الوصول إلى معلومات محدثة، وتشغيل الحسابات، أو استخدام خدمات الجهات الخارجية.

– واتساب تعلن عن دعم استخدام حساب واحد في عدة هواتف

في 25 أبريل/نيسان؛ أعلنت واتساب عن دعم استخدام حساب واحد في عدة هواتف، وهي الميزة المنتظرة منذ زمن بعيد، حيث يمكن ربط هاتفك بما يصل إلى أربعة أجهزة إضافية. والشيء نفسه متاح عند الربط بتطبيق واتساب على متصفحات الويب والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب المكتبية.

ويتصل كل هاتف مُرتبط بواتساب بشكل مستقل، مما يضمن تشفير الرسائل الشخصية ووسائط التواصل والمكالمات بتشفير "إند تو إند"، وإذا كان جهازك الأساسي غير نشط لفترة طويلة، فسوف يقوم تلقائياً بتسجيل الخروج من جميع الأجهزة المرافقة.

– آبل تكشف رسمياً عن نظام "آي أو إس 17" الجديد لآيفون

في 5 يونيو/حزيران؛ أعلنت آبل عن نظامها الجديد "آي أو إس 17″، ويُدخل هذا الإصدار تحديثات رئيسية لتطبيقات الاتصال، ويقدم مشاركة أسهل مع "إير دروب، وإدخال نصوص أكثر ذكاء، وتجارب جديدة مع "جورنال" و"ستاندباي".

– "آبل" تكشف عن أول نظارة ذكية لها "آبل فيجن برو"

في 5 يونيو/حزيران؛ كشفت شركة آبل عن سماعة رأس تضع مستخدميها بين العالم الافتراضي والعالم الحقيقي، بينما تختبر أيضا قدرة رائد التكنولوجيا على الترويج للأجهزة الجديدة بعد فشل الأجهزة الأخرى في جذب خيال الجمهور.

ورحب الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك بوصول النظارة الأنيقة آبل فيجن برو في مؤتمر مطوري الشركة، وستكون النظارة قادرة على التحول بين الواقع الافتراضي "في آر" والواقع المعزز "إيه آر" الذي يعرض الصور الرقمية، بينما يرى المستخدمون الأشياء في العالم الحقيقي.

– إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ يتحديان بعضهما على خوض قتال في قفص

في 22 يونيو/حزيران؛ اتفق اثنان من أبرز مليارديرات التكنولوجيا في العالم إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ على قتال بعضهما البعض في مباراة داخل قفص.

ونشر ماسك رسالة على منصة إكس (تويتر سابقا) الخاصة به مفادها أنه "مستعد لخوض معركة في القفص" مع زوكربيرغ. وبعد ذلك نشر زوكربيرغ رئيس شركة "ميتا" لقطة شاشة لتغريدة ماسك مع تسمية توضيحية تقول "أرسل لي الموقع". لكن هذا النزال لم يتم.

– قيمة آبل تتجاوز 3 تريليونات دولار

في يوم 30 يونيو/حزيران؛ ارتفعت القيمة السوقية لشركة "آبل" إلى ما يزيد على 3 تريليونات دولار، وهو إنجاز تاريخي، حيث تُواصل أكبر شركة في العالم نموها بفضل الأرباح المرنة ومبيعات المنتجات.

وارتفعت أسهم "آبل" بنسبة تزيد عن 1٪ إلى أعلى مستوى على الإطلاق في الوقت الذي يبلغ 192 دولارا في التداول الصباحي، وارتفعت بنسبة تقارب 55٪ هذا العام بتقييم يبلغ 3.02 تريليونات دولار، وتظل آبل الشركة الوحيدة التي بلغت قيمتها 3 تريليونات دولار في التاريخ.

– ميتا تعلن رسمياً عن تطبيق "ثريدز" المنافس لتويتر

في يوم 5 يوليو/تموز؛ أعلنت شركة "ميتا" رسميا عن تطبيقها الجديد "ثريدز" الذي رُجح أن يكون المنافس الرسمي لتويتر. و"ثريدز" تطبيق جديد أُنشئ بواسطة فريق "إنستغرام" لمشاركة التحديثات النصية والانضمام إلى المحادثات العامة.

ويمكن تسجيل الدخول إلى ثريدز باستخدام حساب "إنستغرام" الخاص بالمستخدم، كما يمكن أن يصل طول المنشورات إلى 500 حرف وتتضمن روابط وصورا ومقاطع فيديو يصل طولها إلى 5 دقائق.

– إيلون ماسك يطلق شركة الذكاء الاصطناعي "إكس إيه آي"

في 12 يوليو/تموز؛ أطلق إيلون ماسك شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تحت اسم "إكس إيه آي"، وكشف النقاب عن فريق يتكون من مهندسين من نفس الشركات التكنولوجية الكبيرة في الولايات المتحدة في مسعاه لبناء بديل لـ "شات جي بي تي".

وقال ماسك في عدة مناسبات إن تطوير الذكاء الاصطناعي يجب أن يتوقف مؤقتا وإن القطاع بحاجة إلى تنظيم. وأعرب مراراً وتكراراً عن مخاوفه إزاء قدرة الذكاء الاصطناعي على "تدمير الحضارة".

– إيلون ماسك يعلن عن تغيير شعار تويتر ليصبح "إكس"

في 24 يوليو/تموز؛ كشف إيلون ماسك والرئيسة التنفيذية لشركة تويتر ليندا ياكارينو، عن شعار جديد لمنصة التواصل الاجتماعي يتميز بعلامة "X" بيضاء على خلفية سوداء كبديل لرمز الطائر الأزرق المألوف.

وقال ماسك في منشور إنه يريد تغيير شعار تويتر، واستطلع الملايين من متابعيه عما إذا كانوا يفضلون تغيير نظام ألوان الموقع من الأزرق إلى الأسود.

– فيسبوك يتجاوز 3 مليارات مستخدم نشط شهريا

في 26 يوليو/تموز؛ أصبح لدى فيسبوك أكثر من 3 مليارات مستخدم نشط شهريا، وفقاً لأحدث تقرير ربع سنوي لشركة "ميتا". وعلى الرغم من تراجع شعبية فيسبوك بين الشباب، فإن المنصة لم تمت بعد.

فعبر مجموعة تطبيقات "ميتا" بأكملها التي تتضمن "واتساب" و"إنستغرام" و"ماسنجر" و"ثريدز" مؤخراً؛ كان هناك 3.88 مليارات مستخدم نشط شهرياً، وهذا يقترب من نصف سكان العالم.

– آبل تكشف عن سلسلة هواتف آيفون 15

في 12 سبتمبر/أيلول؛ أطلقت آبل سلسلة هواتف آيفون 15 وهي: آيفون 15 وآيفون 15 بلس وآيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس، بالإضافة إلى ساعتها الجديدة "آبل ووتش سيرس 9" الأكثر تطوراً، والشيء الجديد في هذه السلسلة هي أنها مزودة بمأخذ من نوع تايب سي عكس الإصدارات السابقة التي كانت تحوي مآخذ لايتننغ.

– غوغل تعلن عن نظام "أندرويد 14"

في 4 من أكتوبر/تشرين الأول؛ أعلنت غوغل عن نظامها الجديد "أندرويد 14" المزود بالتحديثات التي تساعد المستخدمين على تخصيص تجربة مثالية، وتمنح مزيداً من التحكم في الصحة والسلامة وتحسين إمكانية الوصول والعديد من الميزات الأخرى التي كشفت عنها.

– هجمات إلكترونية على إسرائيل بعد طوفان الأقصى

في 7 أكتوبر/تشرين الأول؛ انطلقت عملية "طوفان الأقصى" البرية التي قادتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل، وبعد 12 دقيقة من الهجوم البري قامت أنظمة "كلاودفلير" تلقائياً باكتشاف وتخفيف هجمات حجب الخدمة (DDoS) التي استهدفت مواقع الويب التي توفر معلومات وتنبيهات مهمة للمدنيين الإسرائيليين بشأن الهجمات الصاروخية.

وبلغ الهجوم الأولي ذروته عند 100 ألف طلب في الثانية، واستمر لمدة عشر دقائق. وبعد 45 دقيقة وقع هجوم أكبر بكثير وصل إلى مليون طلب في الثانية، واستمر لمدة 6 دقائق. واستمرت هجمات حجب الخدمة الصغيرة الإضافية في ضرب المواقع الإلكترونية في الساعات التالية.

ووفقا لموقع "سايبرنيوز"، استغلت إحدى هذه المجموعات تحت اسم "أنونغوست" ثغرة أمنية في تطبيق الهاتف المحمول الذي ينبه المدنيين الإسرائيليين إلى الصواريخ القادمة (Red Alert: Israel)، وسمح لهم هذا باعتراض الطلبات وكشف الخوادم وواجهات برمجة التطبيقات، وإرسال تنبيهات زائفة لبعض مستخدمي التطبيق، بما في ذلك رسالة مفادها أن "قنبلة نووية قادمة". وادعى "أنونغوست" أيضاً أنه هاجم العديد من تطبيقات التنبيه الصاروخي الأخرى، بالإضافة إلى العديد من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت إسرائيل في هذه الفترة من مختلف دول العالم.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي عام 2023 تكنولوجيا تطورات تقنية فیسبوک وإنستغرام الذکاء الاصطناعی تریلیونات دولار یونیو حزیران شات جی بی تی أوبن إیه آی أعلنت شرکة إیلون ماسک یولیو تموز

إقرأ أيضاً:

حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟

في وقت تزيد فيه الدول من إنفاقها العسكري وتضخ مبالغ هائلة على الأسلحة والميزانيات العسكرية، تتعالى أصوات وصرخات ضحايا الحروب نتيجة انعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم خلال عام 2023 الماضي، لا سيما في قطاع غزة والسودان، بالإضافة إلى ظواهر مناخية وأزمات اقتصادية اجتاحت العالم، وذلك وفق التقرير السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو".

وكشف تقرير فاو أن نحو 282 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الحاد العام الماضي في 59 دولة حول العالم، ليسجل زيادة عالمية قدرها 24 مليون شخص قياسًا على ما كان عليه الوضع العالم الذي قبله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الميكروبات.. هل تؤمّن الغذاء للبشر في المستقبل؟list 2 of 2ماذا تأكل في أول إفطار في رمضان؟end of list

ويتصدر الأطفال والنساء أزمات الجوع هذه، إذ يعاني أكثر من 36 مليون طفل دون سنّ الخامسة من سوء التغذية الحاد في 32 بلدا، نتيجة تفاقم سوء التغذية الحاد في عام 2023، خاصة لدى النازحين بسبب النزاعات والكوارث.

عام 2023 سجل ارتفاعاً تاريخياً في الإنفاق العسكري العالمي (شترستوك) الإنفاق العسكري والمناخ

وعلى صعيد زيادة المواجهات العسكرية وحالات التصعيد والغليان التي ظهرت وما زالت مستمرة العام الجاري في السودان، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالإضافة لاستمرار الحديث عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، تثور تساؤلات إزاء تأثيرات الحروب على قضايا المناخ.

فقد سجل العام 2023 ارتفاعاً تاريخياً في الإنفاق العسكري العالمي ليبلغ 2443 مليار دولار، وهو أعلى مستوى له في التاريخ، وتتصدر الولايات المتحدة الأميركية والصين قائمة الدول الأكثر إنفاقا عسكرياً، وفق تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري).

وبحسب التقرير فإن نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ارتفع إلى 2.3% في عام 2023، وارتفع معدل الإنفاق العسكري من الإنفاق الحكومي بنسبة 6.9% في عام 2023. وكان الإنفاق العسكري العالمي للفرد هو الأعلى منذ عام 1990، حيث بلغ 306 دولارات.

ورصد المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن 183صراعاً حول العالم خلال عام 2023، إذ بلغ حجم النزاعات حول العالم في العام الماضي ما لم يبلغه في آخر ثلاثة عقود، وفق تقرير "مسح النزاعات المسلّحة حول العالم"، الذي يُصدره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن، ولاحظ التقرير زيادة في نسبة ضحايا هذه الحروب بنسبة 14%، وزادت الأحداث العنيفة بنسبة 28%.

وتعليقا على هذه الأرقام، يقول مدير الحملات الدولية في شبكة العمل المناخي أحمد الدروبي: "من الأسباب المباشرة التي ساهمت في تفاقم مشكلة التغير المناخي في العالم الحروب والانبعاثات الخطيرة الناتجة عن استخدام الأسلحة ونقلها والمتفجرات وحركة الدبابات والطائرات وعملية التسليح نفسها التي تؤثر في التغيرات المناخية وفي قدرة الدول على التعامل معها باعتبارها تشكل عبئا على الميزانيات الدولية التي لا تقدم الدعم المالي الكافي لمواجهة هذه المخاطر".

ويرى الدروبي في حديث له مع "الجزيرة نت"، أن زيادة عمليات التسليح تتسبب بفقدان المجتمعات الهشة والنامية الإيمان بالقانون الدولي وقدرته على حمايتهم ووضع حد لممارسات الدول المتطورة، في ظل ازدواجية المعايير في تطبيق تلك القوانين، وخاصة أن مشكلة التغيرات المناخية مرتبطة بالعدالة التي لا تتجزأ عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

36 بلداً تعاني من أزمات غذائية منذ العام 2016 (شترستوك) الأمن الغذائي العالمي على المحك

تتفاقم أزمة الجوع وسوء التغذية في العالم، وما زالت تُظهر 36 بلداً باستمرار في تحليلات التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية منذ عام 2016، مما يشير إلى سنوات متواصلة دون انقطاع من الجوع الحاد، وتمثل هذه البلدان حاليا 80% من الأشخاص الأكثر معاناة من الجوع في العالم.

وأشار التقرير إلى إن الوضع الحالي في قطاع غزة مسؤول عن نحو 80% ممن يواجهون مجاعة وشيكة، إلى جانب جنوب السودان وبوركينا فاسو والصومال ومالي.

وبدوره يرى المقرر السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور سفيان التل، أن العالم يُنتج من الغذاء ما يكفي لسكانه، وإذا كان هناك أي خلل فيمكن تجاوزه بتحسين قدرة الإنتاج في مناطق كثيرة وتحويلها لمناطق زراعية، ووقف السياسة الأوروبية والأميركية القائمة على نهب مقدرات الشعوب ومنعهم من تنمية أنفسهم وتحقيق استقلالهم الذاتي، كما في السودان الذي يعد سلة غذاء عالمية تكفي ملايين البشر، لكن تلك السياسات ساهمت في تدميره وحرمانه من أن يُحدث تنمية حقيقية وزراعة تكفي شعبه الفقير والعالم العربي.

ويضيف في حديث مع "الجزيرة نت" أن الغذاء متوفر في العالم، ولكن السياسات البشرية هي من تجعله على المحك إذ يقوم الاتحاد الأوروبي في الولايات المتحدة الأميركية سنويا بردم ودفن آلاف مؤلفة من أطنان المواد الغذائية الصالحة لتبقى هذه الدول متحكمة في أسعار الغذاء العالمية بدلا من أن يكون الحل منح هذه المواد للفقراء.

ومن جانب آخر، يقول رئيس جمعية وادي لتنمية النظم البيئية المستدامة محمد عصفور، أن أسباب تدهور الأمن الغذائي تعود لإساءة استخدام البشر للموارد، وفي مقدمتها سوء التعامل مع التربة لدرجة أن منظمة فاو ذكرت أن هناك 33% من التربة الصالحة للزراعة تدهورت، ومن المتوقع أن تتدهور بنسبة 90% خلال الأعوام القادمة.

ويضيف أن "آثار التغير المناخي التي أصبحت واضحة وظاهرة للعيان ساهمت في تدهور الأمن الغذائي، بالإضافة إلى الحروب وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت سلاسل التزويد العالمي على المحك، لأن أوكرانيا تشكل مصدرا أساسيا للغذاء في العالم تعتمد عليه دول في تأمين غذائها، مما يؤكد أن أي خلل في أي مكان في العالم ينعكس على العالم بأكمله".

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعاني من الاعتماد المفرط على استيراد الأغذية مما يجعلها عرضة أكثر لانعدام الأمن الغذائي (شترستوك) انعدام السيادة الغذائية

يُجمع الخبراء الذين قابلناهم أن انعدام سيادة الدول الغذائية يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية وفقدان أمنها الغذائي بشكل أسرع، فالسيادة الغذائية تعني حق الشعوب في تحديد سياساتها الزراعية لتستجيب لحاجاتها وأولوياتها الغذائية، أو حق الشعوب في تغذية سليمة تناسب حاجاتها وثقافتها.

وتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ندرةً في المياه واقتصاديات متقلّبة واعتماداً مفرطاً على استيراد الأغذية، مما يجعلها أكثر عرضة لمستويات أعلى من انعدام الأمن الغذائي. ويؤثّر تغيّر المناخ في المنطقة بشكلٍ متزايد، إذ تتعرّض لفترات جفاف طويلة ولموجات حرّ تؤثّر مباشرة في الإنتاج الزراعي.

يقول الدروبي: إن "مشكلة غياب السيادة الغذائية لدى كثير من الدول نتيجة نظام اقتصادي إمبريالي جعل الكثير من الدول تابعة وتعتمد على استيراد المواد الأساسية ولا تنتج، وجعلت من المجتمعات الأكثر هشاشة أكبر الضحايا من التغيرات المناخية". ويرى أن الحروب مستقبلا "ستكون بسبب المناخ والاقتتال على الموارد لقلتها".

ويتفق التل مع ذلك ويقول: "إن الحرب هو سبب تقوم به بعض الدول الكبرى لمنع دول أخرى من إنتاج غذائها وتحقيق أمنها الغذائي، فاليوم بات الغذاء أحد أدوات الحروب، وهذا ما يحدث في قطاع غزة إذ يتعمد الكيان الإسرائيلي تجويع الغزيين رغم وجود الغذاء بكميات هائلة".

ويرى أنه في بعض الأحيان المشكلة لا تكمن في الحروب بذاتها، وإنما ترتبط بنيّة الدول الكبرى في حل مشكلة الغذاء، وعلى مدار السنوات لوحظ أن الحروب التي تسببت بأزمات عالمية كبيرة تندرج تحت شقين:

المناطق الزراعية الخصبة والمروية تكون ساحات للقتال فيتعطل الإنتاج بشكل كامل. الأيدي العاملة المطلوبة لإنتاج المواد الغذائية تُسحب لميادين القتال، وبذلك تتعطل الزراعة وتُدمّر التربة وتُلوث بالمواد السامة التي تستخدم في الحروب.

ومع ذلك لا تبشر التقارير العالمية بواقع أفضل للعام الحالي، إذ تشير التوقعات المستقبلية للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2024، أن يجد نحو 1.1 مليون شخص في قطاع غزة و79 ألف شخص في جنوب السودان أنفسهم في مستوى الكارثة (المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي/الإطار المنسق) بحلول يوليو/تموز 2024، ليصل إجمالي عدد الأشخاص المتوقعين في هذه المرحلة إلى نحو 1.3 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • «ميتا» تختبر روبوتات الذكاء على إنستجرام
  • ميتا تتعرض لغرامة كبيرة لانتهاك قانون الأسواق الرقمية
  • مفوضية أوروبية تتهم “ميتا” بالفشل في الامتثال لقواعد التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي بصدد توجيه الاتهام إلى ميتا بانتهاك قانون الأسواق الرقمية
  • حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟
  • ماسك يعلن عن موعد إطلاق برمجيات Grok 2 للذكاء الاصطناعي
  • في ذكرى وفاته.. تعرف على أبرز المحطات الفنية للفنان عزت أبو عوف
  • ميتا تتيح ابتكار شخصيات ذكاء اصطناعي مخصصة
  • ميتا تخطط لإطلاق روبوتات المحادثة الآلية على إنستغرام
  • قتال عنيف لا يتوقف في غزة.. شوارع تملؤها الجثث والضحايا