سودانايل:
2024-11-23@10:59:33 GMT

الاستنفار بين مؤيديه ومعارضيه

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستنفار ببساطة يعني تمكين القادرين من الشعب السوداني من الدفاع عن انفسهم ورد عدوان المتمردين عليهم، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ،من حمل للسلاح وخوض للحرب. وقد ظل هذا الامر مطلباً شعبيا ،لا سيما بعد ان تعدى المتمردون على ممتلكات الشعب واحتلال منازلهم وطردهم منها بالقوة ونهبها، والتعدي على اعراضهم .

وبينما يدعو كثير من الناس الى تأييد هذا المطلب الملح ، ويعتبرونه أرقى أدوات الوعي الشعبي،* يسعى البعض الى معارضة ذلك بل يسعون الى تثبيط همم الناس وتخذيلهم عن الدفاع عن انفسهم،ومن ثم شن هؤلاء هجوما ضاريا على الدعوة الى الاستنفار، ،واتخذوا لذلك عدة حيل تمثلت في: ربط الدعوة الى الاستنفار وحمل السلاح للدفاع عن النفس والعرض والمال،بنشوب حرب اهلية ،يوقد اليها هذا العمل يقود . وحتى ينفروا الناس اكثر ربطوا الدعوة الى الاستنفار وصوروها بأنها مؤامرة من الكيزان ومكر منهم ومن،والفلول، بهدف سوق الناس الى التهلكة والموت بالمجان. ويلاحظ بأن هؤلاء المخذلين يقفون خلف شعار "لا للحرب "،ولكن لا احد منهم قدم طالب المتمردين للخروج من منازل المواطنين ،او كف ايدييهم من تدمير المؤسسات ونهب الاموال والممتلكات ،او إخراج الناس مما هم فيه من كرب وضيق . ولا احسب ان احداً من الناس يصدق بأن الدعوة الى ايقاف الحرب ورفع شعار "لا للحرب" ،سيقود الى وقف الحرب أو ان المتمردين سيستمعون الى هذه الدعوة ويلقوا باسلحتهم ،مهما كانت نوايا رافعي شعار " لا للحرب". ولذا كان على من يرفعون هذا الشعار ، ان يقدموا البديل،واذا قالوا ان البديل هو:" ايقاف الحرب"، فعليهم ان يبينوا كيفية ايقافها.
وقبل ان نعرض حجج هؤلاء ،نود ان نذكرهم ان الاستنفار اواستدعاء ما يعرف بالجيش الاحتياطي للدولة، من الممارسات المعلومة في كل الدول، اذا دعت لذلك الضرورة. واذا نظرنا الى الحروب التي تجري الان في العالم، نجد أن دولها استدعت الاحتياطي لمساندة الجيش النظامي والمشاركة في الدفاع عن الارض والعرض. فالكيان الصهيوني الغاصب المحتل استدعى في حربه الاجرامية على غزة القوة الاحتياطية( المستنفرين)، الذين قاربت اعدادهم او تجاوزت اعداد الجيش النظامي .وكذلك فعلت اوكرانيا حيث استدعت جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عام، ومن المعلوم ان لدى أوكرانيا أكثر من 200 ألف جندي احتياط بالإضافة إلى 250 ألفًا من القوات المسلحة النظامية.،بل ان امريكا-التي يعد جيشها من اقوى الجيوش واكثرها عددا- درجت على استدعاء قواتها الاحتياطية ( كل قادر على حمل السلاح،ما بين 18 -36- )،في معظم الحروب التي تخوضها ،وبالمثل فعلت وتفعل معظم الدول . صحيح انه ليس للجيش السوداني قوة احتياطي،بل ليس لديه قوة مشاة ،اذ كان لسذاجة القائمين علي امره يعتمد على الدعم السريع ( ويحمد للانقاذ ما قامت به من تدريب للشباب واعدادهم لمواجهة التمرد في الجنوب وكونت ما يعرف (بالدفاع الشعبي) ويقدر عددهم بحوالي 150 ألف مجند، وسعت الحكومة آنذاك إلى رفع عددهم وفقا للضرورة وحسب الحاجة لذلك. ورغم ما صاحب التجربة من سلبيات فقد ابليَّ الشباب الذي انخرطوا في الدفاع الشعبي بلاء حسنا ،وسطروا ملاحم بطولية في "صيف العبور" و" الميل اربعين"، شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء،واستطاع الجيش السوداني دحر التمرد الذي كان يهدد باستباحة الخرطوم بل وشرب القهوة في دار جعل( كما اشيع أنذاك). ولولا العثرات التي وقعت فيها تجربة الانقاذ في عموها، ولولا تأمر القوى الإستعمارية،وتواطوء الساسة السودانيين انذاك، لما انتهى الأمر بانفصال الجنوب.واخشى ما اخشاه ان يعمل الجنجويد بالساسة الذين يدعمونهم الآن، ما فعله قرنق والحركة الشعبية بالسياسيين ،حيث اتخذوهم مطية لنيل الانفصال،ثم فكوهم عكس الهوى، كما يقال في اللهجة السودانية العامية.
واذا استبعدنا ما اورده بعض الذين لا زالت تلازمهم فوبيا الكيزان وتآمر الفلول،ومن ثم يصورون الدعوة الى الاستنفار بانها مؤامرة دبرها الكيزان والفلول "لحصاد بقية أرواح أبناء الوطن وتدمير ما تبقى منه" ،كما يقولون .،فهذه تهمة ساذجة سخيفة مل الناس من تردادها، ولم يعد يصدقها أحد. واذا غضضنا الطرف عن العبارات الساقطة ،والالفاظ البذيئة التي اطلقها مناهضوا الاستنفار على الكيزان والفلول ما سموهم!!!،** فإن ما قدموه من حجج لصرف الناس عن الاستنفار وتخذيلهم عن الانخراط فيه،تتمثل فيما يلي:
1- التهوين من شأن المستنفرين وتخويفهم من حمل السلاح في وجه المتمردين بحجة ان المستنفر، في زعمهم ضعيف، يحمل بيده سلاحا هزيلاً لم يتدرّب عليه ، ولا يعرف حتى كيف يحمله ،في مواجهة شخص شخص اعد اعدادا جيدا مما يجعل المواطنين الذين يحملون البنادق طعاماً للموت الزؤام..!
ويمضي المخذلين في التهوين من شأن المستنفرين، فهم غير مدربين او لم ينالوا تدريباً كافياً، ومن ثم يصبحون هدفاً عارياً أمام الراجمات والدانات والصواريخ والدبابات والتاتشرات والمصفحات والمدرعات. وهذا قول غير صحيح ،وتضحده التجربة ،فمعظم الشباب الذي نخرطوا في سلك المستنفرين سبق لهم ان نالوا حظا من التدريب العسكري بعد المرحلة الدراسية الثانوية ،ودخل بعضهم في دورات تدريبية لما يقرب من اربعة اشهر، مما اكسبهم مهارة في العمل العسكري يقدرها المشرفون عليها ,على كل فان مثل هذا القول لا يعدو ان يكون تشكيكاً في مقدرات الشباب السوداني،وطعن في كفاءة المواطنيين السودانيين.ومن المتوقع ان ينال المستنفر قبل ان ينخرط في القتال تدريبا علياً يؤهله للدفاع عن منزله و ممتلكاته وعرضه ،ويمكنه من صد هجمات المليشيا التي استباحت الممتلكات والاعراض ودفعت الناس الى مغادرة بيوتهم ،واشاعت الفزع والرعب بين المواطنين.ولو اقترح معارضوا الاستنفار،
2- تسليح المواطنين تدشين للحرب الأهلية،كم جاء في عنوان مقالة احد المثبطين،وأن الاستنفار يهد ف الى إشاعة الفوضى واقتتال المواطنين فيما بينهم ناس شمال ووسط مع ناس غرب،،ويقول آخر ان الهدف من الدعوة لتسليح المواطنين هو الفتنة وتحويل السودان إلى رواندا التسعينات. ورد على الذين يعتقدون أن الاستنفار سوف يقود إلي حرب أهلية. و هذه مقولة غير صحيحة لأن الحرب ليست بين السودانيين ،,وان الاستنفار ليس موجهاً إلي قبيلة أو مناطقية، بل موجه ضد مليشية عابرة للحدود ،و إلي عناصر جاءت من دول أخرى تريد أن تستوطن في البلاد، و أخرى جاءت من أجل النهب و السرقة تحت راية " البحث عن الغنائم"، وهؤلاء لا يمثلون عشائرهم بل هؤلاء خارجين عن القانون، و يجب التصدي لهم بقوة و رباط الخيل.كما يقول الاستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن.
3-ذهب معارضو الاستنفار الى ان الدعوة الى الاستنفار مؤامرة يسعى الكيزان من ورائها الى جعل الناس يتقاتلون من بيت لبيت، ويريودون من وراء هذه الدعوة نشر فوضى عارمة تؤدي الى ازكاء نار الفتنة والعنصرية والقبلية والعشائرية والغبائن." وهذا زعم باطل وخيال مريض، وعلى العكس من ذلك فإن الاستنفار فرصة للتلاحم الوطني في المعركة ضد المتمردين واللصوص والنهابين ،وينمي الشعور بين المواطنين السودانيين بأنهم يقاتلون صفا واحدا ،عدوا واحدا ،يهدد حياتهم و استقرارهم و ممتلكاتهم. " وهذا-كما يقول الاستاذ زين العابدين- من أقوى أعمدة الوطنية التي سوف يشيدها الدفع الشعبي في كل ولايات السودان، وهي فترة تتراجع فيها المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة من أجل تحقيق مصالح وطنية ينعم بها كل السودان في كل مناطقه" .اضافة الى ان الاستنفار يمثل مرحلة تخلق جديدة للوطن، لنبذ الفرقة و الجهوية و العنصرية، فالسودان على مفترق الطرق بين أن يكون موحدا أو تتقاسمه الدول التي وراء دعم الميليشيا حسب مصالحها. فالاستنفار دعم للجيش في صد هذه المؤامرة التى تهدد السودان في وجوده وطمس هويته
.4- يزعم معارضو الاستنفار ان الاستنفار يفتح الباب للتدخل الاجنبي، واخضاع البلاد التدخل الدولي،وحقيقة فإن دعاة المعارضون للاستنفار والرافعون لشعار "لا للحرب"، يسعون الى جلب التدخل الاجنبي ،حيث يرفعون هذا الشعار المضلل ،ولكن كما اشرنا من قبل لم يبينوا كيفية ايقاف الحرب ، ومن ثم ذهبوا انه الى ان تتوقف الحرب يجب أن تسعى "القوى المدنية"، إلى مطالبة الأمم المتحدة بإقامة معسكرات آمنة وتدابير دولية لتوفير حماية للمدنيين؟!!!. وهذا -كما يذهب الاستاذ زين العابدين -في مقاله المشار اليه اعلاه- "نوع من التخويف المضلل، فإذا كانت الحرب و أفرازاتها تدفع لذلك، كانت أوقفت حرب أوكرانيا و روسيا أو حرب الفلسطينيين و إسرائيل. أن الاستنفار الذي بدأ في السودان سوف يرفع راية الانتباه لأي دولة تحاول أن تعبث بمصالحه، إن الدول لا تحتل أو تضيع مصالحها إلا إذا كانت هناك أيادي من ابناء الوطن تستخدم من أجل ذلك". وحقيقة هذا ما يسعى دعاة ""، اليه،بل إن احدهم وجه خطابا للامين العام للامم المتحدة، يدعوه للتدخل وتفعيل الفصل السابع وايقاف الحرب في السودان!!! ***
واخيرا فإن الاستنفار-كما يقول الاستاذ زين العابدين- حالة وعي انتظمت البلاد و هي لا تشكل خطورة إلا على الميليشيا، و الذين يتعاونون معها." وعلى كل فقد انتبه المواطنون في مختلف انحاء السودان الى أن السبيل الى وقف تعديات المتمردين وانتهاكهم للحرمات، ونهبهم للاموال والممتلكات، هو مواجهتهم والتصدي لهم بالسلاح . وقد انتظم هذا الوعي كل اقاليم السودان مدنه وقراه، و أن المواطنين استبسلوا في الدفاع عن كرامتهم واعراضهم وممتلكاتهم .ونأمل ان تنتبه القوات المسلحة لذلك، فتنظم هذه المشاعر الشعبية الجارفة ،وتضبط مسارها ،بحيث تكون رافد قوة للقوات المسلحة ،وتتجنب المخاوف التي اثارها معارضوا هذا المد الشعبي .واحسب ان القوات المسلحة بخبرتها الطويلة أهل للقيام يهذه المهمة،,وفق الله الجميع لدرء هذه الفتنة وانقاذ السودان من هذا الخطر الداهم، ورد الله كيد الاعداء ومؤامراتهم.ةلا نامت اعين الجبناء.
*انظر : زين العابدين صالح عبد الرحمن،في مقالته : الاستنفار أرقى أدوات الوعي الشعبي،المنشورة في :سودانايل : 27 December, 2023.
** راجع المقالين التاليين :
1- مرتضى الغالي : آخر مؤامرات الفلول.. تسليح المواطنين لتدشين الحرب الأهلية( اخبار السودان).
2- رشا عوض :أحذروا مؤامرة تسليح المواطنين ( اخبار السودان).
*** دعوة لتفعيل الفصل السابع وايقاف الحرب في السودان (زهير السراج) مناظير الاربعاء ٢٠ ديسمبر، ٢٠٢٣م.

ا.د. احمد محمد احمد الجلي
ahmedm.algali@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدفاع عن لا للحرب ومن ثم

إقرأ أيضاً:

روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!

من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول اهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، اذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر انتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، او سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!
ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.
وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا... فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على ان لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.
روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.
ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهي - الجزيرة - تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 2023/8/5
كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب "جبل عامر"، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.
فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني - سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.

 

tina.terwis@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بعد إطلاق النار في جوبا .. جيش دولة جنوب السودان يطمئن المواطنين والأجانب على سلامتهم
  • شاهد بالفيديو.. الكابتن التاريخي لنادي الزمالك يتغزل في المنتخب السوداني بعد تأهله للنهائيات: (السودان التي كتب فيها شوقي وتغنت لها الست أم كلثوم في القلب دائماً وسعادتنا كبيرة بتأهله)
  • عضو بـ«النواب»: «بداية» من أهم المبادرات التي تعمل على تحسين حياة المواطنين
  • في شهرها العشرين وقف الحرب واستدامةالديمقراطية؟
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
  • المبعوث الأمريكي للسودان: الولايات المتحدة تؤيد إنهاء الحرب والجرائم التي ترتكب في حق الشعب السوداني
  • الغريب.. والأغرب