سودانايل:
2024-11-09@02:30:10 GMT

الاستنفار بين مؤيديه ومعارضيه

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستنفار ببساطة يعني تمكين القادرين من الشعب السوداني من الدفاع عن انفسهم ورد عدوان المتمردين عليهم، بكل الوسائل الممكنة والمتاحة ،من حمل للسلاح وخوض للحرب. وقد ظل هذا الامر مطلباً شعبيا ،لا سيما بعد ان تعدى المتمردون على ممتلكات الشعب واحتلال منازلهم وطردهم منها بالقوة ونهبها، والتعدي على اعراضهم .

وبينما يدعو كثير من الناس الى تأييد هذا المطلب الملح ، ويعتبرونه أرقى أدوات الوعي الشعبي،* يسعى البعض الى معارضة ذلك بل يسعون الى تثبيط همم الناس وتخذيلهم عن الدفاع عن انفسهم،ومن ثم شن هؤلاء هجوما ضاريا على الدعوة الى الاستنفار، ،واتخذوا لذلك عدة حيل تمثلت في: ربط الدعوة الى الاستنفار وحمل السلاح للدفاع عن النفس والعرض والمال،بنشوب حرب اهلية ،يوقد اليها هذا العمل يقود . وحتى ينفروا الناس اكثر ربطوا الدعوة الى الاستنفار وصوروها بأنها مؤامرة من الكيزان ومكر منهم ومن،والفلول، بهدف سوق الناس الى التهلكة والموت بالمجان. ويلاحظ بأن هؤلاء المخذلين يقفون خلف شعار "لا للحرب "،ولكن لا احد منهم قدم طالب المتمردين للخروج من منازل المواطنين ،او كف ايدييهم من تدمير المؤسسات ونهب الاموال والممتلكات ،او إخراج الناس مما هم فيه من كرب وضيق . ولا احسب ان احداً من الناس يصدق بأن الدعوة الى ايقاف الحرب ورفع شعار "لا للحرب" ،سيقود الى وقف الحرب أو ان المتمردين سيستمعون الى هذه الدعوة ويلقوا باسلحتهم ،مهما كانت نوايا رافعي شعار " لا للحرب". ولذا كان على من يرفعون هذا الشعار ، ان يقدموا البديل،واذا قالوا ان البديل هو:" ايقاف الحرب"، فعليهم ان يبينوا كيفية ايقافها.
وقبل ان نعرض حجج هؤلاء ،نود ان نذكرهم ان الاستنفار اواستدعاء ما يعرف بالجيش الاحتياطي للدولة، من الممارسات المعلومة في كل الدول، اذا دعت لذلك الضرورة. واذا نظرنا الى الحروب التي تجري الان في العالم، نجد أن دولها استدعت الاحتياطي لمساندة الجيش النظامي والمشاركة في الدفاع عن الارض والعرض. فالكيان الصهيوني الغاصب المحتل استدعى في حربه الاجرامية على غزة القوة الاحتياطية( المستنفرين)، الذين قاربت اعدادهم او تجاوزت اعداد الجيش النظامي .وكذلك فعلت اوكرانيا حيث استدعت جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عام، ومن المعلوم ان لدى أوكرانيا أكثر من 200 ألف جندي احتياط بالإضافة إلى 250 ألفًا من القوات المسلحة النظامية.،بل ان امريكا-التي يعد جيشها من اقوى الجيوش واكثرها عددا- درجت على استدعاء قواتها الاحتياطية ( كل قادر على حمل السلاح،ما بين 18 -36- )،في معظم الحروب التي تخوضها ،وبالمثل فعلت وتفعل معظم الدول . صحيح انه ليس للجيش السوداني قوة احتياطي،بل ليس لديه قوة مشاة ،اذ كان لسذاجة القائمين علي امره يعتمد على الدعم السريع ( ويحمد للانقاذ ما قامت به من تدريب للشباب واعدادهم لمواجهة التمرد في الجنوب وكونت ما يعرف (بالدفاع الشعبي) ويقدر عددهم بحوالي 150 ألف مجند، وسعت الحكومة آنذاك إلى رفع عددهم وفقا للضرورة وحسب الحاجة لذلك. ورغم ما صاحب التجربة من سلبيات فقد ابليَّ الشباب الذي انخرطوا في الدفاع الشعبي بلاء حسنا ،وسطروا ملاحم بطولية في "صيف العبور" و" الميل اربعين"، شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء،واستطاع الجيش السوداني دحر التمرد الذي كان يهدد باستباحة الخرطوم بل وشرب القهوة في دار جعل( كما اشيع أنذاك). ولولا العثرات التي وقعت فيها تجربة الانقاذ في عموها، ولولا تأمر القوى الإستعمارية،وتواطوء الساسة السودانيين انذاك، لما انتهى الأمر بانفصال الجنوب.واخشى ما اخشاه ان يعمل الجنجويد بالساسة الذين يدعمونهم الآن، ما فعله قرنق والحركة الشعبية بالسياسيين ،حيث اتخذوهم مطية لنيل الانفصال،ثم فكوهم عكس الهوى، كما يقال في اللهجة السودانية العامية.
واذا استبعدنا ما اورده بعض الذين لا زالت تلازمهم فوبيا الكيزان وتآمر الفلول،ومن ثم يصورون الدعوة الى الاستنفار بانها مؤامرة دبرها الكيزان والفلول "لحصاد بقية أرواح أبناء الوطن وتدمير ما تبقى منه" ،كما يقولون .،فهذه تهمة ساذجة سخيفة مل الناس من تردادها، ولم يعد يصدقها أحد. واذا غضضنا الطرف عن العبارات الساقطة ،والالفاظ البذيئة التي اطلقها مناهضوا الاستنفار على الكيزان والفلول ما سموهم!!!،** فإن ما قدموه من حجج لصرف الناس عن الاستنفار وتخذيلهم عن الانخراط فيه،تتمثل فيما يلي:
1- التهوين من شأن المستنفرين وتخويفهم من حمل السلاح في وجه المتمردين بحجة ان المستنفر، في زعمهم ضعيف، يحمل بيده سلاحا هزيلاً لم يتدرّب عليه ، ولا يعرف حتى كيف يحمله ،في مواجهة شخص شخص اعد اعدادا جيدا مما يجعل المواطنين الذين يحملون البنادق طعاماً للموت الزؤام..!
ويمضي المخذلين في التهوين من شأن المستنفرين، فهم غير مدربين او لم ينالوا تدريباً كافياً، ومن ثم يصبحون هدفاً عارياً أمام الراجمات والدانات والصواريخ والدبابات والتاتشرات والمصفحات والمدرعات. وهذا قول غير صحيح ،وتضحده التجربة ،فمعظم الشباب الذي نخرطوا في سلك المستنفرين سبق لهم ان نالوا حظا من التدريب العسكري بعد المرحلة الدراسية الثانوية ،ودخل بعضهم في دورات تدريبية لما يقرب من اربعة اشهر، مما اكسبهم مهارة في العمل العسكري يقدرها المشرفون عليها ,على كل فان مثل هذا القول لا يعدو ان يكون تشكيكاً في مقدرات الشباب السوداني،وطعن في كفاءة المواطنيين السودانيين.ومن المتوقع ان ينال المستنفر قبل ان ينخرط في القتال تدريبا علياً يؤهله للدفاع عن منزله و ممتلكاته وعرضه ،ويمكنه من صد هجمات المليشيا التي استباحت الممتلكات والاعراض ودفعت الناس الى مغادرة بيوتهم ،واشاعت الفزع والرعب بين المواطنين.ولو اقترح معارضوا الاستنفار،
2- تسليح المواطنين تدشين للحرب الأهلية،كم جاء في عنوان مقالة احد المثبطين،وأن الاستنفار يهد ف الى إشاعة الفوضى واقتتال المواطنين فيما بينهم ناس شمال ووسط مع ناس غرب،،ويقول آخر ان الهدف من الدعوة لتسليح المواطنين هو الفتنة وتحويل السودان إلى رواندا التسعينات. ورد على الذين يعتقدون أن الاستنفار سوف يقود إلي حرب أهلية. و هذه مقولة غير صحيحة لأن الحرب ليست بين السودانيين ،,وان الاستنفار ليس موجهاً إلي قبيلة أو مناطقية، بل موجه ضد مليشية عابرة للحدود ،و إلي عناصر جاءت من دول أخرى تريد أن تستوطن في البلاد، و أخرى جاءت من أجل النهب و السرقة تحت راية " البحث عن الغنائم"، وهؤلاء لا يمثلون عشائرهم بل هؤلاء خارجين عن القانون، و يجب التصدي لهم بقوة و رباط الخيل.كما يقول الاستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن.
3-ذهب معارضو الاستنفار الى ان الدعوة الى الاستنفار مؤامرة يسعى الكيزان من ورائها الى جعل الناس يتقاتلون من بيت لبيت، ويريودون من وراء هذه الدعوة نشر فوضى عارمة تؤدي الى ازكاء نار الفتنة والعنصرية والقبلية والعشائرية والغبائن." وهذا زعم باطل وخيال مريض، وعلى العكس من ذلك فإن الاستنفار فرصة للتلاحم الوطني في المعركة ضد المتمردين واللصوص والنهابين ،وينمي الشعور بين المواطنين السودانيين بأنهم يقاتلون صفا واحدا ،عدوا واحدا ،يهدد حياتهم و استقرارهم و ممتلكاتهم. " وهذا-كما يقول الاستاذ زين العابدين- من أقوى أعمدة الوطنية التي سوف يشيدها الدفع الشعبي في كل ولايات السودان، وهي فترة تتراجع فيها المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة من أجل تحقيق مصالح وطنية ينعم بها كل السودان في كل مناطقه" .اضافة الى ان الاستنفار يمثل مرحلة تخلق جديدة للوطن، لنبذ الفرقة و الجهوية و العنصرية، فالسودان على مفترق الطرق بين أن يكون موحدا أو تتقاسمه الدول التي وراء دعم الميليشيا حسب مصالحها. فالاستنفار دعم للجيش في صد هذه المؤامرة التى تهدد السودان في وجوده وطمس هويته
.4- يزعم معارضو الاستنفار ان الاستنفار يفتح الباب للتدخل الاجنبي، واخضاع البلاد التدخل الدولي،وحقيقة فإن دعاة المعارضون للاستنفار والرافعون لشعار "لا للحرب"، يسعون الى جلب التدخل الاجنبي ،حيث يرفعون هذا الشعار المضلل ،ولكن كما اشرنا من قبل لم يبينوا كيفية ايقاف الحرب ، ومن ثم ذهبوا انه الى ان تتوقف الحرب يجب أن تسعى "القوى المدنية"، إلى مطالبة الأمم المتحدة بإقامة معسكرات آمنة وتدابير دولية لتوفير حماية للمدنيين؟!!!. وهذا -كما يذهب الاستاذ زين العابدين -في مقاله المشار اليه اعلاه- "نوع من التخويف المضلل، فإذا كانت الحرب و أفرازاتها تدفع لذلك، كانت أوقفت حرب أوكرانيا و روسيا أو حرب الفلسطينيين و إسرائيل. أن الاستنفار الذي بدأ في السودان سوف يرفع راية الانتباه لأي دولة تحاول أن تعبث بمصالحه، إن الدول لا تحتل أو تضيع مصالحها إلا إذا كانت هناك أيادي من ابناء الوطن تستخدم من أجل ذلك". وحقيقة هذا ما يسعى دعاة ""، اليه،بل إن احدهم وجه خطابا للامين العام للامم المتحدة، يدعوه للتدخل وتفعيل الفصل السابع وايقاف الحرب في السودان!!! ***
واخيرا فإن الاستنفار-كما يقول الاستاذ زين العابدين- حالة وعي انتظمت البلاد و هي لا تشكل خطورة إلا على الميليشيا، و الذين يتعاونون معها." وعلى كل فقد انتبه المواطنون في مختلف انحاء السودان الى أن السبيل الى وقف تعديات المتمردين وانتهاكهم للحرمات، ونهبهم للاموال والممتلكات، هو مواجهتهم والتصدي لهم بالسلاح . وقد انتظم هذا الوعي كل اقاليم السودان مدنه وقراه، و أن المواطنين استبسلوا في الدفاع عن كرامتهم واعراضهم وممتلكاتهم .ونأمل ان تنتبه القوات المسلحة لذلك، فتنظم هذه المشاعر الشعبية الجارفة ،وتضبط مسارها ،بحيث تكون رافد قوة للقوات المسلحة ،وتتجنب المخاوف التي اثارها معارضوا هذا المد الشعبي .واحسب ان القوات المسلحة بخبرتها الطويلة أهل للقيام يهذه المهمة،,وفق الله الجميع لدرء هذه الفتنة وانقاذ السودان من هذا الخطر الداهم، ورد الله كيد الاعداء ومؤامراتهم.ةلا نامت اعين الجبناء.
*انظر : زين العابدين صالح عبد الرحمن،في مقالته : الاستنفار أرقى أدوات الوعي الشعبي،المنشورة في :سودانايل : 27 December, 2023.
** راجع المقالين التاليين :
1- مرتضى الغالي : آخر مؤامرات الفلول.. تسليح المواطنين لتدشين الحرب الأهلية( اخبار السودان).
2- رشا عوض :أحذروا مؤامرة تسليح المواطنين ( اخبار السودان).
*** دعوة لتفعيل الفصل السابع وايقاف الحرب في السودان (زهير السراج) مناظير الاربعاء ٢٠ ديسمبر، ٢٠٢٣م.

ا.د. احمد محمد احمد الجلي
ahmedm.algali@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدفاع عن لا للحرب ومن ثم

إقرأ أيضاً:

حتى يكون لنا مايسمى “وطني السودان أحب مكان وأعز مكان”

بقلم / عمر الحويج

كما ظللت أردد في مقالاتي باستمرار لدرجة إزعاج بعض الأطراف التي أحترمها يردون لي ، خلف أقبيتهم السرية كأخوة أعزاء ، دون إحراجي "طيب ما نحن عارفين" ، وأنا أقول في علنية دون إحراج للآخرين ، لقد بنيت كل تحليلاتي السياسية ، منذ إنقلاب اكذوبة إنحياز العسكر للثورة ، في 11 / 4 /2019 ، على الوجود الحضوري الشرس ، للإسلاموكوز والجنجوكوز ، وأعني بهم ( الدعم السريع ، وقيادة العسكر الكيزانية) أكرر وأزيد وأزايد ، أنهم ليسوا أكثر من جيفة واحدة وأنقسمت نصين ، وتوأم سيامي ملتصق ، بين حيَّتَّين شريرتين ، خرجتا من قمقم رحم الفكر الظلامي . ومع هذا ، لازلت على قناعة تامة أنهما التوأم الذي تحول إلى التوأم الأعداء ، وليسوا الإخوة الأعداء فقط ، فهم ألصق مما يتصور المرء ، وأبعد كثيراً مما يتخيل بشر ، أو ينتجه تحليل سياسي حصيف ومصيب .

ولأوضح أكثر ، فالطرفين في الأصل الوراثي خُلِّقا ، من جينة وراثية واحدة ، نجدها وقد خرجت من جلباب أبيهم الراحل شيخهم الترابي ، ومن ثوب الأمهات ، ذوات اللون والشكل والتسمية ، لبسنه " ليس ثوب زفاف إنما ثوب حداد" كل من أخوات نسيبة ورهطهن . حتى وصلن قوناتهن ..!! .

كان ذلك ، بدءاً منذ أمهن الأولى ، مجهولة الإسم والهوية ، حتى السفيرة ، والمحققة قوية الشكيمة ، قوية العين والجرأة الحنكية ، التي أجلست جنرالات اللجنة الأمنية ، الذين هم ذات مجلس السيادة الحاكم بأمره ، أبركتهم بكل جلالة قدرهم ، وعلو شأنهم ، ورتبهم العالية المتعالية ، تحت حِجرِها إن لم نقل تأدباُ تحت حذائها ، وأستجوبتهم صاغرين " كما إستجواب ذلك الناجي مصطفى ، لصاحب تلك الرتبة العالية..مطاطئ الرأس والمراس " . فالأولين لم ينكروا ولم يتملصوا من الفضيحة ، بل حتى لم ينبسوا ببنت شفة ، لإسترداد كرامتهم المهدرة ، وإن غطوا عليها فيما بعد بريحها الفاحت ، ومن ثم حاولوا إستردادها بلغتهم الإجرامية ، جرعة كاملة عند اللزوم ، فحازوها بما يلزم ، في حرب الكرامة ، فكانت وبالاً وخراباً للبلاد والعباد . من أتحدث عنها حتماً خبرتموها أظنكم ، فهي الإسلاموية ، حتى النخاع ، الأولى في الإنقاذ التي نجحت بقدرة القادر ، على القفز بالزانة الوظيفية إلى مداها الأعلى بفعل التمكين ، آخرها لقب "السفيرة عزيزة" آسف والإسم سالم ، بل أعني السفيرة سناء حمد .

وحسب العلم الحديث فإن الخلية قابلة للإنقسام وقد إنقسموا بقانون السماء والطبيعة الفزيائية ، فتفاصلا وأنفصلا ، بقانون السياسة ومسالكها المصلحية والإقصائية والثقافية والعنصرية ، وفجَّـرا في الخصومة ، وأمتلأ كل منهما ، حقدا وضغينة ، حين فاجأتهما ديسمبر العظيمة ، في بدايتهم تفرقوا شللاً وأفراداً في الفضاءآت القارية " فيما بعد اعتلوا الفضائيات العربية" بجانب مسميات لخلايا حزبية متعددة ومتناحرة .

كان أهمها فصيل القصر البشيري ، الذي تميز برغبته ، التي لا تحدها حدود في العودة المتلهفة للسلطة ، وبدأت رحلة رغبته المحمومة هذه ، بمحاولته الأولى ، بإجهاض الثورة ، التي شرع فيها وهي وليدة يومها ، بإدعاء لجنته الأمنية أكذوبة الإنحياز لثورة الشعب ، كما كان يدعي ، بخدعة لا أخلاقية مغلفة ، وكأنهم شرفاء الجيش السوداني ، في زمانه الأنظف وجوداً ووطنية ، الذين وقفوا "وإن كان أبداً إلى حين" مع شعبهم في صف الثورات التي أنجزها الشعب السوداني في تاريخ نضالاته الطويلة ضد الدكتاتوريات المستبدة مدنية كانت أم عسكرية ، وتوالت بعدها مؤامرات العودة إلى السلطة ، وما بينها من طازج ومستور ،إنقلابات إنتحارية وأخرها الحرب العبثية .

أما الفصيل الآخر فهو فصيل المنشية الذي حار به الدليل "فأتفرنقوا" أيدي سبأ ، ولكن أعظمهم وأحيلهم " تقرا صاحب حيلة"صنعوا ثم إبتدعوا ثم تجمعوا وإخترعوا ، فيما يسمى (بمستشارية القائد محمد حمدان حميدتي ) تراهم في أحاديثهم الفضائية ، لا يهربون حتى من إنتماءَاتهم الظلامية ،ومن بعدها العنصرية حتي القبلية والإثنية. وهم المجموعة التي خرجت ، كما قلنا من جلباب الترابي ، ومن مخلفات بالوعات المؤتمر الوطني ومن ثم الشعبي ، ومن ثم إلى الدعم السريع ، وإليه ساقوا ، محمد حمدان دقلو من نقطة ضعفه ، لا أقول من إذنيه كما السائر ، وإنما من طموحاته ، وحلمه برئاسة حكم السودان المنكوب بهم جميعاً ، ومنازعة صَفِّيه ونديمه البرهان في حلم أبيه ، وما في "حد أحسن من حد" ، هذا بسلاحه ومسلحيه براؤون ، وذاك بسلاحه ومسلحيه جنجودون ، فأوهموه أنهم سيحققون له حلمه ووعدوه ، بعد أن يرفع شعارات ثورة ديسمبر بأكملها ، بما فيها حتى "الجنجود ينحل" . ومن خلفه جنده المدججة أشاوس ، يرهب بها أعداؤه وأعداء حلمه والدين ، هو لهذا الغرض المطلوب منه تنفيذه ، والباقي عليهم هم جماعة المستشارية ، في توضيب ديمقراطية خاصة به ، بالسلاح مخجوجة ومحروسة ، تأتي به للرئاسة بما يفوق نسبة ال 99% المحتكرة لديمقراطيات بؤساء العالم المنهك ، التي يشكلها عسكر الإستبداد خاصة ، في عالمنا الشرق أوسطي ، كل ذلك رغم معرفة مستشارية حميدتي ذي جوع بطونهم ، من هم جند الدعم السريع ، الذين تربى جلهم على النهب والغنيمة ثم القتل والتشريد ثم الإغتصاب دون تدرج إنساني وظيفي ومهني ..!! . وللمستشارية بالغ العزاء ، لا عزاء للتابعين والتابعات ، بعد أن غادر قائدهم بشعِره متردم ، وديمقراطيتهم المخجوجة لاحقاً ، وهاجر إلى قبيلته وقبليته العنصرية .

ماذا أقول غير الولوج إلى داخل الكهف المظلم بذاته وقدراته ، وأعني الضلع الثالث للفاعلين في مسرح الأحداث الدموية ، دون الشعب المفعول به ، الجارية في بلادنا الحبيبة ، أنهاراً وسيولاً ، من الدماء والنزوح والتشرد . وأعني بها "تنسيقية تقدم" ، وبقدر مافي فمي من مياء ، ابتلعها مؤقتاً ، لأن هذا "ماوقته كما يواسي البلابسة بعضهم البعض" ، فسوف إعترف لها بحقها المعلوم ، فقد واجهت ببسالة تحسد عليها ، بديلاً عن ثوار وثائرات الثورة ، وصدروهم وظهورهم عارية ، وشالوا شيلتهم وتحملوا ، البذاءة والقباحة واللؤم بالسب والشتم وإغتيال الشخصية ، التي كالها أطراف نعم للحرب ، في سعيهم لإستعادة السلطة ، وإن كانوا يعنون مع تفدم ، ثوار ديسمبر على عينة إياك أعني وأسمعي ياجارة ، فالتنسيقية في مجملها وهي بالصدق كله الوطني داخلها ، فهي حقيقة ، تقف مع وقف الحرب ، وإن كان ذلك بطريقتها الإنفرادية الزعامية الإقصائية ، دون خيانة قطعاً ، التي ستعيق مسعاها لا بد ، وهذا ما لانريده لها ، فلتغير مساعيها ، فأهلها يموتون ، يشردون ، ينزحون ، يجوعون ، وهذا ما لم يكن في الحسان او يخطر على البال الشعبي ، فلنساعد في وقف الحرب ونحن متحدون ، وأنتم تعرفون أين توجد وكيف تولد ومع من تتشكل ، حتى تكون ، وحدة قوى ثورة ديسمبر فائمة لا هائمة، فهي الطريق السالك والضامن ، لإنتصار الوطن والمواطن ، وعلى الجميع الهنا والهناك ، الجذري والناعم ، الصامت واللاهي ، والشجاع الصابر ، وحتى الخائف من الموت سنبلة . عليهم جميعاُ تسهيل عملية ولادة الوحدة ، بإستثناء ليس الوطني وحده ، وإنما كل من دق معه الطبول مبايعاً أو مخادعاً ، وحتى أصحاب التحليلات الفطيرة ، التي ضربها تحت الحزام ، خاصة تلك التي تدعي وتنسب الثورة لها ، وليس لغيرها ، ومن ثم كل أنتهازي وصولي ، ساهم بقصد حتى لو ضئيل ، باشعال هذه الحرب العبثية اللعينة ، ومن يطالب بمواصلتها حتى الدحر النهائي لآخرجنجويدي حتى لو تمرحلت لمائة عام ، تزحف سلحفاة ، من شارع لشارع ، ومن عمارة لعمارة ومن زقاق لآخر .

لاحل لوقف الحرب إلا وحدة قوى الثورة ، المطلوبة لذاتها في هذه المرحلة الحرجة ، والواجب إكمالها دون تعسرات وتعقيدات ، تجعل من ولادتها قيصرية الخروج ، فقط الشعار المطلوب الآن لوحدة قوى الثورة ، هو شعار وقف الحرب لا غير ، وإن فشلنا " فلا سودان " أما المتبقي من خلافات الإستعصاء والإغصاء ، المتأصلة في جسد الكيانات بأنوعها فهي "ملحوقة" حين ديمقراطية "راجحة وعائدة" ، حتى يكون لنا ، مايسمى بوطني السودان أحب مكان ، أعز مكان .

omeralhiwaig441@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • «الجمعة البيضاء».. الفرصة التي تتكرر مرة واحدة سنويا.. تخفيضات تصل لـ 70%.. «حماية المستهلك» يحذر من المخالفات ويحث المواطنين على الإبلاغ عنها.. خبير اقتصادي يؤكد انتعاش الأسواق
  • رفض اتفاقية الحكم الذاتي ثم شارك في الانتخابات التي أجريت بموجبها (3- 15)
  • ترمب والسودان المنسي !
  • تقرير: المتفجرات التي أسقطت على قطاع غزة أكثر مما ألقي خلال الحرب العالمية الثانية
  • أمين الجامعة العربية يتحدث عن القوات المسلحة السودانية والمساس بها وتحديد موعد لزيارته السودان
  • وزير خارجية السودان يستنجد بالجامعة العربية ضد قرار إرسال قوات أجنبية ويحذر من مؤامرة
  • السودان يشكو تشاد ويطالبها بتعويضات
  • مسئول أممي: شمال غزة لا يصلح للحياة والوضع يتخطى الخيال
  • حتى يكون لنا مايسمى “وطني السودان أحب مكان وأعز مكان”
  • لم يقرأوا أو يسمعوا، ماذا دها من قرأ وسمع؟