قالت الفنانة التشكيلية السعودية نجوى رشيد:"إن الساحة التشكيلية العربية غنيّة بالقامات الفنية ممن أقاموا صروحاً سامقة في سماء الفن ووصلوا بما قدّموه من إبداعات متفردة إلى العالمية، لكن كثيرين منهم ما زالوا غير معروفين في أوطانهم نتيجة لعدم وجود منظومة إعلامية عربية تبرز أعمال الفنان وتروج له بشكل صحيح".

وأكدت أثناء مشاركتها مؤخراً في إحدى الفعاليات الفنية بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، أن بلادها استطاعت أن تحقق ما يطمح له كل فنان تشكيلي من خلال تنفيذ مخرجات رؤية المملكة 2023، والتي وفّرت الكثير من الدعم للحركة الفنية على أرض المملكة.
وأضافت  أن "الفنانين العرب لا يقلون خبرة وقوة وإبداعا عن الأسماء الأجنبية اللامعة في عالم الفن التشكيلي، وأن العالم العربي لديه إرث حضاري وتاريخي وثقافي ضارب في القدم، والمشهد التشكيلي العربي لديه وجوه مبدعة قادرة على إيصال هذا الإرث العظيم للعالم من خلال الفن".
وذكرت أن كل "فنان وفنانة عربية يملكون طموحا بتحقيق الأفضل خاصة وأنهم يمتلكون كل تلك المقومات".
وأوضحت رشيد التي ترأس الرابطة العربية للفنون، وجود تعاون مشترك بين مجموعات كبيرة من الفنانين العرب، وذلك يظهر جلياً في الملتقيات والمهرجانات والمعارض التشكيلية الجماعية، التي تقام داخل بلدان العالم العربي، مبينة أن تلك الفعاليات التشكيلية مناسبة جيدة يتمكن خلالها الفنان من تبادل الرؤى والأفكار والتجارب مع زملائه، والإطلاع على ثقافات مغايرة ومدارس فنية متنوعة.
 ولفتت إلى إن الفنانين العرب يعانون من عدم وجود منظومة إعلامية قادرة على تسليط الضوء على تجاربهم الفنية، وإبراز أعمالهم والترويج لها بما يساهم في تسويقها، موضحة أن ممارسة الفنون التشكيلية يُمكن أن تكون مصدر رزق مساعد للفنان، وأن قلّة من الفنانين استطاعوا أن يجعلوا ممارستهم للفن مصدر رزق وحيد لهم.
وأضافت رشيد إن المرأة العربية كانت تعاني في السابق من وجود صعوبات تعيق إبداعها، وخاصة تلك المتعلقة بالواقع الاجتماعي للمرأة العربية وتأثيره على قدراتها الإبداعية، وأما اليوم فإن أكثر النساء تغلبن على هذه الصعوبات، وبات هناك تطوّر كبير في مجال تمكين المرأة على جميع الأصعدة، وهو أمر حفّز المرأة على الإبداع في المجال الفني ومكّنها من وضع بصمتها في الساحة التشكيلية العربية خاصة بعد أن تمكنت من امتلاك أدواتها بقوّة".
وبالنسبة لتجربتها الخاصة بالفن ذكرت إنها بدأت الرسم في سن مبكرة حيث كانت ترسم ما تراه من حولها، وإنها سعت إلى صقل تلك التجربة من خلال المشاركة في دورات تدريبية وورش فنية داخل وطنها السعودية، وخارجه، وإنها، ككل فنان، كانت بدايتها مع المدرسة الواقعية باعتبارها المدرسة التي يجب على كل فنان إتقانها قبل الانتقال لأي مدرسة أخرى يُحبها.
وقالت إنها تنقلت بين عدة مدارس فنية، وأحبت فن البورتريه، ثم فن الحروفيات الذي قدمت فيه تجارب بتقنيات مختلفة في هذا المجال الذي يؤكد على مدى مرونة الحروف العربية بما يمكن الفنان من دمجها في أعمال فنية بات لها جمهورها الخاص.
وأكدت أن  الفرشاة والألوان بالنسبة لها كالماء والهواء حيث لا يمكن العيش بدونهما، وأن باستخدام الفرشاة والألوان تُعبّر عن أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها، وأن لها مع كل قصة حكاية وذكريات.
وذكرت أن الفن بالنسبة لها هو "غذاء الروح" وأنها حين تشرع في رسم لوحة تُحب أن تختلي مع نفسها وتعيش مع اللوحة بعالم من الخيال حتى تنتهي من تأسيس اللوحة والانتهاء من كل تفاصيلها.
و قالت رشيد إنها "مسكونة بالأماكن المقدسة، وبتراث وطنها وطبيعته، وما يشهده من نهضة، وأن الرجل حاضر في لوحاتها وأنها ترى أنه إذا كان هناك من يقول إن وراء كل رجل عظيم امرأة، فإنها تؤمن بأن "وراء كل امرأة عظيمة رجل"، لافتة إلى حضور المرأة في لوحاتها حيث تعبر عنها بصورة تتماشى مع عقيدتها وما تربت عليه من تعاليم دينها.
يُشار إلى أن رشيد تتمتع بعضوية عدد من الجمعيات الثقافية والفنية، وتنقلت لدراسة الفنون الجميلة ما بين المملكة وأمريكا ، وروسيا وماليزيا.
 وحازت العديد من الجوائز والتكريمات داخل وطنها والعديد من البلدان الأخرى مثل مصر، و عُمان، والأردن، واليمن، والجزائر، وأسبانيا، وأمريكا، كما أقامت وشاركت في العديد من المعارض الفنية محلياً وعربياً ودولياً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السعودية

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"

 

اختتم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالشراكة مع جامعة القصيم، فعاليات مؤتمر (اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية)، الذي أُقيم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، في مركز المؤتمرات بجامعة القصيم، وسط حضور نوعي من المسؤولين والأكاديميين والمختصين والمهتمين باللغة والثقافة الوطنية، ومشاركة أكثر من 20 جهة.
وثمَّن الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الدعم الذي يحظى به المجمع من صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس أمناء المجمع، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يمثل إحدى المبادرات الحيوية لتعزيز حضور اللغة العربية في المؤسسات والمجتمع، وربطها بمسارات التنمية والهوية الوطنية وفق مستهدفات رؤية 2030.
وفي كلمته الافتتاحية قدم الوشمي شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على رعايته لأعمال المؤتمر، ولجامعة القصيم دعمها المتواصل لقضايا اللغة العربية.
وأكَّد أن المجمع يعمل على مدّ الجسور مع جميع الجهات المعنية؛ لدعم اللغة العربية، وحمايتها، وترسيخ مكانتها عالميًّا؛ انطلاقًا من الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في تعزيزها.
وهدف المؤتمر إلى إبراز دور اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية السعودية، ومناقشة التحديات التي تواجه هذا الدور الحيوي، واستعراض التجارب العالمية في تعزيز اللغات الوطنية، إضافةً إلى طرح المبادرات والمشروعات التي تدعم اللغة العربية، وتربطها بمسارات التنمية والهوية في المملكة العربية السعودية.
وتناول المؤتمر أربعة محاور علمية رئيسة؛ حيث ناقش المحور الأول دور الجهات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز الهوية اللغوية، مع عرض جهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومبادرات دعم العربية. وناقش المحور الثاني السياسات اللغوية وأثرها في الهوية الوطنية، مستعرضًا مشروع (منظومة بيانات السياسات اللغوية العربية)، وأثر التشريعات والسياسات السعودية، مع تسليط الضوء على دور الإعلام في تمكين اللغة ضمن رؤية المملكة 2030.
في حين بحث المحور الثالث قضايا الأمن اللغوي ومهددات تمكين اللغة العربية، متضمنًا الحديث عن دور الأسرة، والتحديات المرتبطة باللغة الهجينة، ومزاحمة اللغات الأجنبية، واستعرض المحور الرابع تجارب دولية في تعزيز الهوية الوطنية، مع عرض نماذج من التجارب الإنجليزية والفرنسية والعربية عامة والسعودية خاصة، إضافةً إلى الإسبانية والصينية.
وصاحب المؤتمر معرض تعريفي بأبرز جهود المجمع والجهات المشاركة في دعم اللغة العربية، وربطها بالهوية الوطنية، استمر مدة يومين، وسط تفاعل واسع من المشاركين والزوار.
ويؤكد تنظيم المؤتمر التزام المجمع بدوره الإستراتيجي في قضايا اللغة والهوية، والحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز حضورها في شتى مجالات التنمية والثقافة، ويبرز أيضًا الدور المحوري لجامعة القصيم في خدمة اللغة العربية تدريسًا وبحثًا؛ بواسطة برامج أكاديمية متخصصة، ومبادرات علمية تسهم في تطوير الدراسات اللغوية، وترسيخ الهوية الوطنية

مقالات مشابهة

  • مجمع الملك سلمان العالمي" يختتم مؤتمر "اللغة العربية وتعزيز الهوية الوطنية السعودية"
  • وصول طلائع الحجاج إلى المملكة العربية السعودية إيذانًا ببدء موسم الحج
  • حماية المنافسة يوافق على صفقتي استحواذ في قطاع المصاعد والتقنيات بالمملكة العربية السعودية
  • رشيد يصادق على قانون محافظة حلبجة
  • بعد حملة فنانة خرابة بيوت.. دينا الشربيني تقوم بتصرف غريب
  • ناهد السباعي: الأعمال الفنية ليس من دورها تغير القوانين
  • بينها السعودية.. دول عربية تعلن غدا الثلاثاء بداية شهر ذي القعدة لعام 1446 هجريا
  • وزير الثقافة: مسابقة آدم حنين فرصة حقيقية لإلقاء الضوء على تجارب فنية جديدة تثري الحركة التشكيلية
  • نجوى كرم تستعد لطرح أحدث ألبوماتها الغنائية
  • مي كساب تستعيد ذكريات البداية الفنية وتوجه رسالة شكر لأستاذها الأول