جابر البغدادي يكشف السر وراء ذهاب موسى للخضر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
صنع الله تعالى موسى على عينه فكان وجيها واصطفاه على من خلق في زمانه بشرائعه وكلماته فكان كليم الله، ومن ثَمَ أمره الصانع بتلقي العلم على يد عبد يدعى الخضر ليس نبيًا ولا ملاكًا، فكيف لنبي ورسول يكلم الله مباشرة أن يتلقى العلم على يد من هو مصطفى عليه علمًا وشريعة وكلامًا وخلقًا.
واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي
تحدث الداعية الإسلامي جابر البغدادي عن كمال خلق واصطفاء الله تعالى لموسى عليه السلام، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة طه "واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي" فيقول موضحًا أن الله تعالى صنع قلب موسى عليه السلام على عينه فقال: "يعني ليس للأغيار عليه سبيلا ولا للأنوار على قلبه سلطان، ولا للأسرار على سره سلطان، لأنه سرًا وقلبًا وجسمًا وروحًا وحسًا ومعنًا عبدًا في حقيقة الكمال لله".
وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي
وتابع البغدادي قول الله تعالى في سورة طه “وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي” فقال إن هذا دليل على أن الإنسان هو بنيان الرب، فسيدنا موسى صنع على عين العناية الإلهية فكان عند الله وجيهًا كما قال الله تعالى في سورة الأحزاب "وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا"، فقد اصطفاه الله تعالى على الناس.
المقصود بالاصطفاء
ووضح البغدادي المقصود بالاصطفاء فقال: "يعني أن الله نظر إلى قلبه فأخذه واجتباه وهداه فلا سلطان لأحد على ذلك القلب"، كما أن الله اصطفى موسى عليه السلام بنزول الشرائع عليه فكان نبيًا ورسولًا من أولي العزم من الرسل، كما أنه اصطفاه بالكلام فكان علمه لادني يكلم الله مباشرة، فإذا استشكل عليه مشكل سأل الله فأجابه مستشهدًا بقوله تعالى في سورة الأعراف: "قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ"
موسى على أعتاب الخضر
وطرح الداعية جابر البغدادي سؤالا يحيرنا كثيرًا فقال: "إيه اللي ممكن سيدنا الخضر يعلمه لسيدنا موسي الذي يكلم الله؟"، ليوضح قائلًا إن وقوف موسى عليه السلام على أعتاب الخضر كان من الشكر والأدب لله تعالى، وهنا نذكر ما رواه الإمام مسلم أنّ موسى عليه السلام سُئل: "أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقالَ: أَنَا أَعْلَمُ، قالَ فَعَتَبَ اللَّهُ عليه إذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إلَيْهِ، فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: أنَّ عَبْدًا مِن عِبَادِي بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ هو أَعْلَمُ مِنْكَ"، فذهب سيدنا موسى إلى الخضر في رحلة شاقة جدًا في سبيل العلم فقال له كما جاء في سورة الكهف “ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ْ”.
وأشار البغدادي إلى أن ذهاب موسى عليه السلام للخضر يوضح مقام طلاب العلم في عين الطلاب، فكان موسى قدوة للتواضع والتفاني، موكدًا على أن سيدنا موسى كان أعلى مقامًا من الخضر فقد اصطفاه الله تعالى عن كل ما في زمانه، وقد تأكد بالإجماع أن الخضر ليس ملكًا، لذا فالخضر من ضمن البشر الذين اصطفى الله تعالى موسى عليهم، ولكنه تواضع وذهب وشد رحاله ليطلب العلم وهو كليم الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موسى الخضر جابر البغدادي موسى عليه السلام موسى علیه السلام تعالى فی سورة الله تعالى
إقرأ أيضاً:
كنز عظيم لمن واظب على هذه الصلاة.. حاول أن تصليها
فضل صلاة قيام الليل، يبحث كثيرون عن فضل صلاة قيام الليل على مواقع البحث والتواصل الاجتماعى، ولا شكّ أنّ صلاة قيام اللّيلِ من أعظمِ الطّاعات عند الله - سبحانه وتعالى-، وهي كنزٌ عظيمٌ لمن أدركها؛ فتتحصَّلُ فيها الطُّمأنينة والرِّضا، ويحصل العبد منصلاة قيام الليلعلى الأجر الوفير والخير الكثير حيث تشهدها الملائكة وتكتبها السَّفرة الكِرام البررة.
صلاة قيام الليلتُعد من أعظمِ الطّاعات عند الله سبحانه وتعالى، كما أن صلاة قيام الليل هي أيضًا سرٌ من أسرار الطُمأنينة والرِّضا في قلب الإنسانِ المؤمن؛ وكذلكصلاة قيام الليلمن فضائلها أنها ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث إنّ الله عز وجلّ يَنزل كلَ ليلة في الثُلثِ الأخير من اللّيل إلى السّماء الدُّنيا فيقول: «هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له»، حتى يطلع الفجر، ومن هنا تتضح أهميةصلاة قيام الليلولكن ماذا لو استيقظت قبل أذان الفجر بدقائق هل يمكنك اغتنام فضلصلاة قيام الليللعله سؤال يبحث عنه كثير من الناس خاصة في هذه الأيام والظروف الصعبة لعل الله يرفع بها البلاء.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص علىقيام الليل، وكان يتخير الأدعية الجامعة الشاملة التي تشمل خيري الدنيا والآخرة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأدعية التي كان يدعو بها فيقيام الليل.
وقد علم العارفون أنَّ قيامَ الليل مدرسةُ المخلصين، ومضمارُ السابقين، وأنّ الله تعالى إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنَّيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظ من قيام الليل.
والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا، ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره."
وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن، والروح، والقلب".
ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس، وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء، والتسميع، والعجب، وهم أشدّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله تعالى، والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.
ولا بد من تذكرة أخيرة، وهي أنه "صلى الله عليه وسلم" لم يترك هذه السُّنَّة قطُّ في حياته، لا في مرض، ولا في كسل، ولا في غيره، وهي سُنَّة قيام الليل، حيث روى أبوداود - وقال الألباني - صحيح: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، يَقُولُ: قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ، أَوْ كَسِلَ، صَلَّى قَاعِدًا".
وكان ينصح أصحابه بالحفاظ عليه، وعدم التذبذب في أدائه، حيث روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرِو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِيّ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «يَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
وتتحقَّق هذه السُّنَّة بصلاة ركعتين أو أربع، أو أكثر، في أي وقت من بعد صلاة العشاء، وإلى قبل صلاة الفجر، وقد أراد رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لجميع المسلمين أن يؤدوا هذه السُّنَّة، فجعل الأمر سهلًا على الجميع، فلم يشترط طول القيام، إنما نصح أن نصلي قدر الاستطاع، حيث روى أبو داود - وقال الألباني - صحيح، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم": «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ».
فلْيحرص كل مؤمن على هذه العبادة الجميلة، كلٌّ حسب طاقته، ولا تنسوا شعارنا الدائم قول الله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} النور:54