القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي: جدل كبير أثاره مقال الكاتب المصري عبده مباشر الذي نشره اليوم السبت في صحيفة “الأهرام” بعنوان “كراهية أمريكا”، وهو المقال الذي تضمن ما اعتبره الكثيرون مفاجأة من العيار الثقيل. مباشر قال إن المراقبين توقفوا أمام ما قاله لوشيوس باشل سفير أمريكا الأسبق بالقاهرة في كتابه أو مذكراته التي نشرها في فبراير 1974 أي في الفترة نفسها التي شهدت إبعاد هيكل من موقعه بجريدة الأهرام والإفراج عن مصطفى أمين من السجن وعودته للعمل بجريدة الأخبار وعودة توأمه على أمين من لندن للعمل بجريدة الأهرام، عن أنه كان يزود هيكل بمعلومات لكى يستخدمها في الهجوم على أمريكا.

وجاء في المقال: أي أن سفيرا أمريكيا كان يزود صحفيا وكاتبا مصريا هو الأبرز في هذه الفترة بمعلومات لكى يستخدمها في الهجوم على أمريكا!!.” واختتم قائلا: “أما التوقيت أي توقيت صدور الكتاب أو المذكرات مع التغييرات الجذرية فى الساحة الصحفية والسياسية الذى تم خلال هذا التوقيت، فهو يفتح أبوابا، أمام التساؤلات.” لم يمر ما كتبه عبده مباشر مرور الكرام، حيث علق د. إسماعيل صبري مقلد (ناصري الهوى) على مقال مباشر بقوله إن السطور الاخيرة من المقال جاءت لتفجر مفاجأة مذهلة من العيار الثقيل، عندما ذكر انه في فبراير 1974، وبالتزامن مع اقدام الرئيس السادات علي اقصاء محمد حسنين هيكل من رئاسة تحرير الاهرام، والدفع بالأخوين علي ومصطفي امين ليأخذا مكانه، نشر السفير الامريكي السابق في مصر لوشيوس باشل كتابه او مذكراته التي اعترف فيها في سابقة مذهلة وغير مسبوقة، بانه هو من كان يمد هيكل بالمادة التي كان يستخدمها في هجومه علي امريكا وسياساتها تجاه مصر والمنطقة… اي ان هذا الهجوم علي امريكا لم يكن من صنع هيكل، وانما كان عملية مدارة وموجهة من السفير الامريكي نفسه. وأضاف مقلد أن هذا الأمر لم يجد الاستاذ عبده مباشر تفسيرا منطقيا له. وأضاف مقلد أنه بدوره رجع الي قائمة السفراء الأمريكيين الذين خدموا في مصر وقتها ليعرف متي اضطلع السفير باشل بهذا الدور الخطير، فوجد انه كان سفيرا لامريكا في مصر من 31 يوليو 1964 حتي 5 مارس 1976، اي خلال أصعب السنوات واكثرها توترا التي مرت بها العلاقات الامريكية المصرية وقتها ووصل فيها الخلاف بين الرئيس عبد الناصر والرئيس الامريكي ليندون جونسون ذروته، وغادر راجعا بعد انتهاء مهمته قبل ثلاثة شهور فقط من نشوب حرب 5 يونيو 1967، اي وكل عوامل انفجار الموقف كانت قد اكتملت ولم يبق سوي اطلاق الشرارة الاولي في هذه الحرب. وتابع أستاذ العلوم السياسية: “هنا يثور التساؤل حول دور محمد حسنين هيكل الذي كان اقرب الي الرئيس عبد الناصر من ظله، وبتحريض من السفير الامريكي باشل، في دفع عبد الناصر الي الدخول في هذه الحرب الكارثية التي لم يكن مستعدا لها، واذا كان هيكل يعرف ما سوف تجره هذه الحرب علي مصر والمنطقة برمتها من كوارث وويلات، فلماذا سكت ولم ينصح او يصارح او يحاول كبح جماح عبد الناصر وهو يندفع الي الصدام المسلح مع اسرائيل في ظروف كانت مصر غارقة فيها في حربها في اليمن ؟ ولماذا لم يضع الصورة بكل تفاصيلها امامه ليأخذ بعدها قراره بالحرب او بعدم الحرب ؟ وقال التساؤل الاخطر والاهم: انه اذا كانت هذه المذكرات قد نشرت منذ نحو خمسين عاما، ويعرفها الاستاذ عبده مباشر، فلماذا تأخر كل هذا الوقت في الكشف عنها؟ وما الذي دعاه لان يقول ما قاله اليوم دون ان تكون هناك مناسبة له؟ وهل هو وحده من كان يعلم بأمر هذه المذكرات، ام انها كانت معروفة لغيره من الاعلاميين وسكتوا ولم ينطقوا؟ جدل من جهته قال  السفير فرغلي طه إن الفقرة الأخيرة من مقال مباشر بها تساؤلات منطقية، تدعونا إلى البحث جيدا عن مذكرات هذا السفير الأمريكي، وما قاله فيها، إضافة إلى أنه لو كان قال ذلك فلماذا لم يرد هيكل ويبرئ نفسه أو يعترف؟!. في ذات السياق  قال د. محمود الخشن إن ما قاله باشل أو عبده مباشر نقلا عنه يحتاج إلى تدقيق وتمحيص ولا ينبغي اعتباره أمرا مقدسا أو مسلما به، لافتا إلى أن  كثيرا من مذكرات السياسيين غالبا ما توجههم أجهزة مخابرات أو مصالح شخصية. الكاتب نبيل عبد الفتاح وصف مقال مباشر بأنه أمر بالغ الغرابة. وتابع متسائلا: لماذا لم يقل ذلك في وجود الاستاذ هيكل؟! وأضاف أنه ليس كل ما يقوله سفراء الدول من طرف واحد هو الحقيقة ! الا اذا كانت هناك وثائق تؤكدها ! البعض رأى في مقال “مباشر ” تشويها القامات والزعامات، وهو أمر ينطوي على حقد دفين. محبو هيكل ذهبوا إلى أن أمثال مباشر  يشوهون التاريخ عمدا، مؤكدين أن هيكل كان ظاهرة صحفية لم لن تتكرر، وهو رجل كان له مكانة عالمية لم لن يصل لها أي صحفي مصري قبله أو بعده.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: ما قاله فی مصر

إقرأ أيضاً:

بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي

يمانيون/ تقارير

يمكن القول إن مصانع الأسلحة الأميركية تصبّ بشكلٍ دوري في ترسانة “جيش” الاحتلال، مع الحرص على تزويده بأعتى الأسلحة والتكنولوجيات وأكثرها فتكاً في العالم، ما يطرح السؤال هل تجري واشنطن تجارب على أسلحتها في فلسطين ولبنان وغيرها من دول المنطقة؟

لا يتورّع الاحتلال  عن ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية،  واتباع سياسة الأرض المحروقة، وتاريخه عصاباته الإجرامي شاهد على ذلك منذ أوائل القرن الماضي في فلسطين والدول العربية المجاورة.

يستخدم “جيش” الاحتلال الأسلحة المحرّمة دولياً، برضى وغطاء أميركي، وهو الذي يملك رؤوساً نووية، فوفق تقرير  أبرزته صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في حزيران\يونيو، فإن ترسانة “إسرائيل” تضم 90 رأسا نووياً، ما يضعها في المرتبة الثامنة في مصاف الدول النووية.

وتجدر الإشارة إلى أن “الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية”  أكدت في  17 من الشهر نفسه امتلاك “إسرائيل” 90 رأساً نووياً، وأنها رفعت الإنفاق على الأسلحة النووية خلال العام الماضي بنسبة 2,4%، ليصل حجم الإنفاق الإسرائيلي على السلاح النووي سنوياً إلى 1,1 مليار دولار.

وفي السياق نفسه، أشارت منسقة السياسات والأبحاث في المنظمة، أليسيا ساندرز-زاكر، في حديثٍ إلى الميادين، إلى أنه من الصعب جداً التوصّل إلى تقديرات دقيقة للعدد الحقيقي للرؤوس النووية، بسبب الافتقار إلى الشفافية في “إسرائيل”، وعدم وجود تأكيد صريح من الحكومة الإسرائيلية حتى الآن بامتلاكها السلاح النووي.

ومن النافل قوله،إن الولايات المتحدة هي الرافد لا بل المورد الرئيسي للأسلحة الفتّاكة وتلك المحرّمة دولياً لـ “جيش” الاحتلال .

ولم تكتفِ واشنطن بما فعله “جيش” الاحتلال في غزة بسبب أسلحتهاالفتّاكة التي لا تستخدم بين الأماكن السكنية، خاصة قطاع غزة، فصادقت  الولايات المتحدة الاميركية على إرسال شحنة قنابل ذكية ثقيلة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قد أشارت في تموز/يوليو الماضي إلى أنّ حصيلة عمليات تسليم الولايات المتحدة الأميركية الأسلحة  والذخائر إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي، منذ ـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، بلغت “أكثر من 20 ألف قنبلة غير موجَّهة، ونحو 2600 قنبلة موجّهة، و3000 صاروخ دقيق، فضلاً عن الطائرات والذخيرة والدفاعات الجوية”.

ولعل من اللافت كشف شركة “تروي” التكنولوجية الدفاعية التركية، أن علامات وصول الذخيرة إلى المستشفى الأهلي المعمداني في غزة من جرّاء قصفه فضلاً عن صوت الانفجار وقوته، “تشير إلى أنها قد تكون تابعة لقنبلة (MK-84)”.

وفي الشهر المنصرم، صادقت  الولايات المتحدة الاميركية على إرسال شحنة قنابل لسلاح الجو “الإسرائيلي من طراز “Mark 83” التي يبلغ وزنها نصف طن، معلنةً أن قرار المصادقة على إرسال قنابل “Mark 83” اتخذ حتى قبل التصعيد الحالي.

وأمس الجمعة، كشفت تحليلات صور ومقاطع فيديو التقطت بعد الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت عن استخدام قنابل تزن 2000 رطل، وفقاً لتصريحات خبير سابق في التخلص من الذخائر المتفجرة في الجيش الأميركي.

وصُمّمت هذه القنابل لتكون ذات سقوط حرّ وغير موجّه، وتعدّ أكبر نسخة من سلسلة قنابل “مارك 80″، وقبلها تمّ تصنيع أنواع أخرى مثل “مارك” 83 و 82 وغيرها.

اختراق للمعادن والمخابئ تحت الأرض

وتزن “مارك 84” نحو 925 كيلوغراماً، منها 429 كيلوغراماً مادة متفجرة، وهي قنبلة موجّهة لها رأس حربي متفجّر.

يطلق على قنبلة “مارك 84” اسم “المطرقة” بسبب الضرر الشديد الذي تلحقه في إثر انفجارها. وتتمكّن كذلك من اختراق المعدن بعمق 38 سنتيمتراً تقريباً.

كما تستطيع هذه القنبلة أن تتسبّب في حفرة عمقها 11 متراً. ويمكنها استهداف وقتل الكائنات الحية في نطاق يزيد على 300 متر من نقطة سقوطها.

بالتوازي، وبعد استخدام هذه الأسلحة في لبنان، ذكر الخبير تريفور بول في تصريحات لشبكة “سي أن أن” أنه من الصعب تحديد النوع الدقيق للذخائر المستخدمة، ولكن يبدو أن الأضرار الناتجة تشير إلى احتمالية استخدام قنابل متعددة تزن 2000 رطل.

وأضاف أن هذه القنابل قد تكون من طراز Mk 84، أو MPR-2000، أو BLU-109 “المخترقة للمخابئ”، أو مزيج من هذه الأنواع.

إضافة إلى ما تقدّم، تحدث هذه القنابل، تلوّثاً بيئياً واسعاً بسبب المواد الكيميائية الموجودة في المتفجرات.

قنابل BLU-109

هي نوعٌ خاصٌ من القنابل شديدة الانفجار زنة 900 كلغ، صُمّمت خصيصاً لاختراق الأهداف المدفونة تحت الأرض، مثل الأنفاق والملاجئ المحصّنة. تُعرف هذه القنابل أيضاً باسم قنابل خارقة للتحصينات.

وتمتاز هذه الأسلحة بقوة هائلة تمكّنها من اختراق طبقات سميكة من الخرسانة والتربة والصخور للوصول إلى الأهداف المدفونة بعمق.

كذلك تتميّز بدقة عاليةلضرب الأهداف المحددة، ما يقلل من الأضرار الجانبية.

ويبقى أن قنابل MPR-2000 الذكية تتميّز عن نظيراتها بدقة التوجيه  عبر نظام GPS.

مقالات مشابهة

  • “أمريكا: دعمٌ لإسرائيل بالسلاح… ودروسٌ للبقية عن حقوق الإنسان” .. كاريكاتير
  • صحيفة إسرائيلية: الحوثيون أكبر تهديد لـ “إسرائيل”
  • مراقب: “حزب الله” سيستدرج الاحتلال إلى معركة طويلة يتفوّق فيها بالنهاية
  • “والا” الصهيوني: الغارات على الحديدة كانت بالتنسيق مع أمريكا
  • فيفا يكشف عن ملاعب كأس العالم للأندية 2025 التي ستقام في أمريكا
  • من الشخص الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن نصر الله؟.. صحيفة تكشف التفاصيل
  • بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تحكي قصة “الحكامة” التي خلعت ملابسها الداخلية وعلقتها داخل متحرك للدعم السريع وإنصاف مدني تقاطعها: (قولي قلعت لباسها عادي ما فيها حاجة)
  • وزير الصحة الأسبق: وضع توصيات مؤتمر الأهرام للدواء أمام الجهات التنفيذية
  • الخارجية الروسية: تفجيرات “التيار الشمالي” أعمال إرهابية يجب التحقيق فيها وفق القانون الدولي