لبنان ٢٤:
2024-10-02@01:04:16 GMT

أمنيات العام الجديد لبنانيًا.. من يمكن أن يحقّقها؟!

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

أمنيات العام الجديد لبنانيًا.. من يمكن أن يحقّقها؟!

 
على الأمنيات المعهودة بسنة تكون بالحدّ الأدنى "أفضل" من سابقاتها، ولو ورثت كلّ "أثقال" المرحلة الماضية، من فراغ سياسي، وانهيار اقتصادي، وتخبّط اجتماعي، وقد أضيف إليها جميعها "شبح" حرب يبقى احتمالها قائمًا في أيّ لحظة، يمكن أن "تنزلق" معها الجبهة "المشتعلة" أصلاً على الحدود الجنوبية إلى ما لا تُحمَد عقباه، ودّع اللبنانيون العام 2023، ليستقبلوا عامًا آخر، متمسّكين بـ"الأمل" بغدٍ أفضل وأكثر إشراقًا.


 
في استقبال العام الجديد، اختلطت أمنيات اللبنانيين بين ما هو عام وما هو شخصيّ، في ظلّ "ترابط" بين الإثنين لا يخفى على أحد، لتتقاطع بمجملها عند الرغبة بالوصول إلى حدّ أدنى من "الاستقرار" ليس على المستوى الأمني فحسب، ولكن قبل ذلك وبالتوازي معه ربما، على المستويين السياسي والاقتصادي، فضلاً عن الاجتماعي، بما يسمح بالمضيّ عمليًا إلى الأمام، والتطلّع بناءً عليه لخوض التحدّيات وتحقيق الذات.
 
وإذا كان هناك من استبدل تعبير "تنعاد عليكم" المعتمَد في مثل هذه المناسبات، بمصطلحات أكثر تحديدًا، تعبيرًا عن رفض أن "تنعاد" بالظروف القاسية نفسها، فإنّ السؤال الذي يطرحه كثيرون، مع بداية العام الجديد: هل تكفي الأمنيات أصلاً؟ كيف يمكن تحويلها إلى واقع عمليّ على الأرض؟ ومن الذي يستطيع فعل ذلك على أرض الواقع؟ وأبعد من ذلك، هل من "خريطة طريق" يمكن أن تؤمّن ذلك؟
 
أمنيات اللبنانيين في العام الجديد
 
في حال وضع الأمنيات الشخصيّة، على أهميتها ودقتها، جانبًا، يمكن اختصار أمنيات اللبنانيين العامة في استقبال العام 2024، بمجموعة من التعابير تكرّرت على ألسنة الكثيرين، من بينها إبعاد "شبح" الحرب عن البلد الذي قد لا يحتمل مواجهة عسكريّة كبرى في ظلّ الظروف الاستثنائية التي يعيشها على كل المستويات، وإن كان جزء لا يتجزأ منه واقعًا منذ نحو ثلاثة أشهر، في أتون حرب بأتمّ معنى الكلمة على الحدود الجنوبية.
 
في أمنيات اللبنانيين ما يرتبط أيضًا بالواقع الاقتصادي، وما ينتج عنه من استقرار مالي أو فوضى نقدية واجتماعية، فإذا كان اللبنانيون قد "طبّعوا" إن جاز التعبير، مع وضعهم الاقتصادي، في ظلّ "الدولرة الشاملة"، أو بالحدّ الأدنى "تأقلموا" معه رغم كلّ الصعوبات، فإنّ الخوف الحقيقيّ الذي ينتابهم على أعتاب العام الجديد يكمن في عودة عقارب الساعة إلى الوراء، وتحديدًا إلى زمن الانهيار، وتفلّت الأسعار مع ما اصطلح على تسميته لبنانيًا بـ"جنون الدولار".
 
ولا يغيب الواقع السياسي عن آمال اللبنانيين وانتماءاتهم، ولا سيما لجهة انتخاب رئيس للجمهورية، بعد عامل كامل من الفراغ، الذي انعكس على كلّ القطاعات، وأن تتوقف النكايات السياسية، التي لم تعرقل عملية انتخاب رئيس فحسب خلال العام الماضي، لكنّها عطّلت في طريقها الكثير من المشاريع التي تعنى بشؤون المواطنين مباشرة، بذرائع وحجج أثارت ولا تزال تثير الكثير من الجدل، مع انّها قد لا تعني الناس فعليًا.
 
الاستقرار السياسي أولاً
 
صحيح أنّ انتخاب الرئيس قد لا يكون في صدارة أمنيات اللبنانيين في استقبال العام الجديد، فهو يأتي خلف عنواني الأمن والاقتصاد، اللذين يتأثر بهما عامة الشعب بصورة مباشرة، إلا أنّ الاستقرار السياسي هو الذي يأتي في الصدارة، وفقًا للعارفين، لأنّ كل العناوين الأخرى تتفرّع منه، بل لأنّها أضحت في مكان ما "رهينة" هذا الاستقرار الغائب، والفراغ الذي يبدو أنّ هناك من يطمح لمنحه "إقامة طويلة" في قصر بعبدا، بغض النظر عن التبعات الثقيلة.
 
صحيح أنّ انتخاب الرئيس لا يمكن أن يؤمّن "حلاً سحريًا" لكلّ الأزمات، خلافًا لما يروّجه البعض، بعيدًا عن "وهم" الفرج الشامل الذي قد يحصل بمجرد إنجاز الاستحقاق المغيَّب، لكنّ الصحيح أيضًا وفق العارفين، أن من شأنه إعادة الانتظام للواقع السياسي والدستوري في البلاد، بما قد ينعكس إيجابًا على الوضعين الأمني والاقتصادي، عبر "تحصين" الساحة الداخلية أولاً، وإطلاق العنان ثانيًا للإصلاحات الاقتصادية "المعلَّقة" منذ سنوات، وهنا بيت القصيد.
 
يبقى السؤال الأكبر عمّن يفترض أن يتحمّل هذه المسؤولية، من أجل تحويل الأمنيات إلى واقع على الأرض، إلا أنّ الإجابة "أبسط" من ذلك بكثير، ولو أنّ "التعقيدات" تحيط بآليات التنفيذ، فالمسؤولية هي "جماعية"، وتتطلّب من الجميع "حسًّا وطنيًا"، مع الاستعداد لتقديم "التنازلات المتبادلة"، لأنّ الاستمرار على "نَفَس التحدّي" الذي طبع المواقف خلال العام الماضي، لن يؤدي سوى لاستمرار "الكابوس" لعام آخر، وربما أكثر.
 
المطلوب بحسب العارفين، من أجل وضع "خريطة طريق" لتحقيق الأمنيات، أن يبدي جميع الأفرقاء "مرونة" لمقاربة من نوعٍ آخر لكلّ الملفات، وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي، بعيدًا عن منطق "مرشحي أو لا أحد"، لكن بعيدًا أيضًا عن منطق "لا للتفاهم"، الذي لا يزال عصيًا على الاستيعاب لكثيرين، وقد أصبح واضحًا أنّ "تحرير" الاستحقاق مستحيل، من دون المرور بمرحلة "التحاور"، أو "التشاور"، بلا شروط مسبقة أو ملحقة! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما هو دور إيران في اختيار الأمين العام الجديد لحزب الله؟

طهران- في ظل التغيرات الجيوسياسية الحادة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز في طهران تساؤل محوري حول مستقبل حزب الله اللبناني، الحليف الأقوى لإيران في المنطقة، بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، الذي يعد أحد أبرز الشخصيات القيادية في الشرق الأوسط.

ووسط هذه المعطيات، يثار السؤال حول الدور الذي ستلعبه إيران في اختيار قيادة جديدة للحزب، خاصة وأن طهران هي الممول الرئيسي والداعم العسكري والسياسي لحزب الله، والذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني في استمراره كقوة إقليمية.

إيران، التي تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع حزب الله، لن تترك مسألة اختيار الأمين العام الجديد للحزب للصدفة بحسب مراقبين إيرانيين. فباعتبارها الراعية الأساسية له منذ تأسيسه في الثمانينيات، تُعنى طهران بعمق بتحديد القيادة الجديدة، وذلك لضمان استمرارية الخط الإستراتيجي المتوافق مع سياساتها الإقليمية.

وترى الأوساط الإيرانية أنه بالنظر إلى الدور الحاسم الذي لعبه حسن نصر الله في تعزيز مكانة حزب الله، فإن اختيار خليفته لن يكون مجرد مسألة تنظيمية داخلية بل قضية ذات أبعاد إقليمية تتجاوز لبنان، وقد تمتد تأثيراتها إلى ساحات الصراع مع إسرائيل وإلى عمق التحالفات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن.

حسن نصر الله، الذي اختزل في شخصه الحزب وتمتع بكاريزما فريدة جعلت منه رمزا للمقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خلق تحديا كبيرا لأي قائد جديد قد يخلفه، وهو ما يجب على خليفته أن يتحلى به من وجهة نظر المحللين الإيرانيين.

وسيتعين على الأمين العام الجديد أيضا مواجهة تحديات داخلية تتعلق بإعادة بناء الثقة بين القاعدة الشعبية للحزب التي ربما اهتزت جراء خسارة نصر الله، وإثبات قدرته على القيادة في ظل الظروف الصعبة، وأخرى خارجية في التعامل مع الضغوط الإسرائيلية المتزايدة، والتي تسعى لتغيير معادلة الصراع في لبنان بشكل جذري.

مهمة صعبة للغاية

في هذا السياق، رأى الباحث في قضايا الشرق الأوسط محمد خواجوئي أن ما يهم إيران كداعمة لحزب الله في عملية تعيين أمين عام جديد، هو أن يتمكن حزب الله من إعادة بناء نفسه وإحيائه تنظيميا بعد اغتيال هرمه القيادي.

لكن التمادي الاستخباراتي الإسرائيلي بشأن حزب الله، والذي ألحق به الكثير من الضرر، هو أحد التحديات في طريق تعيين أمين عام جديد وقادة جدد، حيث إن احتمال اغتيال وجوه جديدة لا يزال قائما وهذا سيجعل من إحياء الحزب أمرا صعبا، ويبدو أن قوات الأمن الإيرانية وفيلق القدس سيكون لها مهمة خاصة في هذا المجال، وفق رأي الباحث.

وقال خواجوئي في حديثه للجزيرة نت إن المهمة الأكثر إلحاحا للأمين العام الجديد هي كيفية التعامل مع الحرب الحالية مع إسرائيل، حيث إنه من خلال العمليات الأمنية المركزة خلال الأسبوعين الماضيين، وجهت إسرائيل ضربة غير مسبوقة لحزب الله، وأصبحت لها اليد العليا ضده.

ويرى الباحث أن الطريقة التي سيواجه بها حزب الله هذه الظروف، والإجراء الذي سيتخذه لإحياء نفسه ولو إلى حد ما وعدم السماح بتثبيت المعادلة الأمنية التي تريدها إسرائيل، ستكون مهمة الأمين العام الجديد، وهي مهمة صعبة للغاية.

وتابع "من بين مهام الأمين العام الجديد إعادة الهيكلة التنظيمية لحزب الله ورفع معنويات الهيئة الداعمة له بعد الإخفاقات الأخيرة وكيفية مواجهة الأوضاع السياسية داخل لبنان".

ورأى خواجوئي أنه إذا فرضت إسرائيل على حزب الله ما يتجاوز الترتيبات الأمنية الواردة في القرار 1701، فمن الطبيعي أن يشكل ذلك هزيمة كبيرة لحزب الله، وسيؤثر ذلك على مكانته في الساحة الداخلية اللبنانية.

وخلص إلى أنه ستنخفض تحركات حزب الله على الساحة الإقليمية، لكن إذا تمكن حزب الله من ضرب إسرائيل في الأيام المقبلة بحيث يتوصل الطرفان أخيرا إلى اتفاق للعودة إلى الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في القرار 1701، ففي هذا الوضع يمكن لحزب الله أن يعتبر ذلك نجاحا على الرغم من الضربات غير المسبوقة التي تعرض لها.

الكاريزما والعلاقات

من جانبه، توقع الباحث في الشؤون العربية علي رضا مجيدي أن يرأس الحزب بعد اغتيال حسن نصر الله هاشم صفي الدين.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هاشم صفي الدين كان في مدينة قم الإيرانية وعاد إلى لبنان تلبية لدعوة حسن نصر الله وأصبح رئيسا للمجلس التنفيذي للحزب، ولا شك أن هذا الأمر تم بتنسيق مع طهران.

وقال إن نصر الله كان يتمتع بكاريزما عالية جدا، ولكن صفي الدين كذلك يمتلك شيئا من الكاريزما التي تميزه، كما أن علاقات صفي الدين كذلك بمستوى علاقات نصر الله.

وفيما يتعلق بتأثير الكاريزما على الحزب، رأى مجيدي أنه يجب أن ننتظر المستقبل، لكنه لفت إلى أن الحزب كان يمر بظروف أصعب من الآن عند اغتيال عباس الموسوي، ونجح الحزب باجتياز تلك المرحلة.

واعتبر مجيدي أنه على المدى البعيد، ومن الجانب الإستراتيجي، فإن هذا الاغتيال يضر الاحتلال الإسرائيلي وإن كان من حيث التكتيك والمدى القصير يظهر وكأنه انتصار لتل أبيب. وختم بأن المعادلات في المنطقة ستتغير وسنشهد قواعد اشتباك جديدة.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: الأزهر هو المكون الفكري الذي يسير على منهاج الوسطية
  • بالعون: ضريبة النقد الأجنبي محددة بزمن معين وستنتهي نهاية هذا العام ولا يمكن أن تمدد إلا بإصدار قانون
  • خطة نتنياهو للبقاء السياسي
  • ما هو دور إيران في اختيار الأمين العام الجديد لحزب الله؟
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • إعلام لبناني: كلمة مرتقبة لنائب الأمين العام لحزب الله
  • صحيفة فرنسية تكشف جنسية الجاسوس الذي سرب لإسرائيل مكان نصر الله
  • كانت سليمة.. مصدر أمني لبناني لـCNN: انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
  • مصدر لبناني يكشف سبب وفاة حسن نصر الله
  • من يكون حسن نصر الله زعيم حزب الله الذي اغتالته إسرائيل باستخدام 85 طنا من القنابل؟