بنشرها المدمّرة "البرز" في البحر الأحمر أمس الإثنين، أثارت إيران تساؤلات وتكهنات إسرائيلية. ويبدو أن طهران مُصرة على "مواصلة إدارة الصراع ضد إسرائيل"، وفقا لسيث فرانتزمان في تحليل بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد".

وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وتشن الأخيرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلّفت حتى الإثنين 21 ألفا و978 شهيدا، و57 ألفا و697 جريحا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

فرانتزمان قال إن المدمرة الإيرانية عبرت مضيق باب المندب الاستراتيجي، ودخلت البحر الأحمر بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، بينما غادرت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد" الشرق الأوسط.

وشددت الوكالة على أن السفن الحربية الإيرانية تعمل في المنطقة "لتأمين الممرات الملاحية منذ عام 2009". وعادة ما تحّمل طهران القوات الأجنبية، ولاسيما الأمريكية، المنتشرة في الممرات الملاحية الإقليمية المسؤولية عن التوترات في تلك الممرات.

وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما ردت عليه تل أبيب وواشنطن.

وأضاف فرانتزمان أن "الجماعات المدعومة من إيران لم تخفض هجماتها في الشرق الأوسط. وعلى العكس، سعت وسائل الإعلام الموالية لإيران إلى تسليط الضوء على كيفية تزايد الهجمات".

ومن عقود، تواصل إسرائيل احتلال أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً

إيران تنشر بارجة حربية في البحر الأحمر غداة قصف أمريكي للحوثيين

إدارة الصراع

و31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أفادت تقارير بأن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد فورد" تتجه خارج البحر الأبيض المتوسط؛ مما أثار الدهشة في إيران والمنطقة، بحسب فرانتزمان.

وهذه الحاملة هي ضمن أصول عسكرية نشرتها الولايات المتحدة في المنطقة للحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية واسعة، بينما تشن حليفتها إسرائيل حربها المدمرة على غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" في غزة.

وقال فرانتزمان إنه "في حين يبدو أن القتال في غزة انخفض قليلا، إلا أن إيران لا تزال ترغب في إدارة الصراع ضد إسرائيل"، مشيرا إلى استهداف الحوثيين واستهداف الفصائل الفلسطينية لإسرائيل.

وبصواريخ وطائرات مسيّرة، استهدف الحوثيون مرارا سفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، ويرهنون وقف هجماتهم بإنهاء الحرب على غزة.

وفي 18 ديسمبر، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تشكيل قوة مهام بحرية باسم "حارس الازدهار" تضم 10 دول، بينها دولة عربية واحدة هي البحرين؛ بهدف مواجهة الهجمات في البحر الأحمر.

و"يرى النظام الإيراني أن الأصول البحرية (الأمريكية) لم تكن قادرة على منع الحوثيين من مواصلة الهجمات على السفن. لكن مروحية أمريكية دمرت (الأحد الماضي) ثلاثة زوارق صغيرة للحوثيين، مما يشير إلى أنهم يتكبدون خسائر"، كما أردف فرانتزمان.

اقرأ أيضاً

إيران تسرع عمليات نقل الأسلحة إلى حزب الله.. صحيفة عبرية تكشف التفاصيل

مقتل موسوي

فرانتزمان قال إن "وزارة الخارجية الإيرانية شددت على أن مقتل ضابط الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي في غارة جوية بسوريا مؤخرا لا يمثل انتكاسة لإيران. ويبدو أن العكس هو الصحيح؛ في ظل مشاركة النظام الكبيرة في مراسم تشييع جثمانه".

وأضاف أن "إيران اتهمت إسرائيل (بقتل موسوي)، وقالت الخارجية الإيرانية إن الحادث لن يوقف مشاريع إيران في المنطقة، وأكدت أن العلاقات بين إيران ومصر آخذة في التحسن. وقد يكون لذلك آثار سلبية لأن إيران تدعم (حركة) حماس في غزة المتاخمة لمصر".

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، إذا تمكن من إعادة الأسرى، وإنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال القائم لفلسطين منذ عقود.

وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: الحوثيون أربكوا العالم بسبب البحر الأحمر.. ونجاح تجربتهم يغري إيران بالمزيد

المصدر | سيث فرانتزمان/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مدمرة إيران البرز إسرائيل تكهنات البحر الأحمر غزة حرب فی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

"عبده وسنية" في عرض عالمي أول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشارك فيلم عبده وسنية للمخرج عمر بكري، وهو أول فيلم صامت معاصر من نوعه في المنطقة، في برنامج روائع عربية، حيث يقام عرض عالمي أول للفيلم ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي المقرر إقامتها في جدة خلال الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر المقبل.

وعبر المخرج عمر بكري عن سعادته باختيار فيلمه في المهرجان، مضيفًا أن الجمهور الحالي لم يحظِ بالقدر الكافي من مشاهدة الأفلام الصامتة، ولم يخض الكثيرون هذه التجربة مطلقًا، منوها أن الجمهور يمكنه أن يجد متعة كبيرة إذا تعرض لها، لافتا إلى أن أمنيتي العميقة كانت أن أبتكر قصة معاصرة باستخدام هذا الشكل الفني التقليدي على أمل التأثير على الناس بطريقة منسية منذ زمن طويل.

و"عبدو وسنية" هو فيلم صامت متعدد الثقافات فريد من نوعه، بالأبيض والأسود، وهو عبارة عن أوبرا صامتة ذات مقطوعة موسيقية شرق أوسطية/غربية كاملة التكوين تعكس بعض الحقائق الوحشية التي تعيشها أقلية مهاجرة لا صوت لها تشكل طبقة غير مرئية من المجتمع الأمريكي، وهو أيضًا قصيدة بصرية عن عالم تقليدي قديم يفسح المجال ببطء للتقدم التكنولوجي والعولمة.

وتدور أحداث الفيلم حول الزوجين عبده وسنية، وهما مزارعان مصريان، تركا حياتهما القروية البسيطة وتوجها للعيش في مدينة نيويورك بدون إجادة اللغة الإنجليزية أو أي معرفة بطبيعة الحياة الأمريكية، بالإضافة إلى كونهما أميان، ولكنهما يتحديان المستحيل لإيجاد علاج لمشكلة العقم لديهما، كما أنهما فريسة مثالية في تلك المدينة سريعة الحركة بسبب سذاجتهما، ولكن رغبتهما في البقاء على قيد الحياة تأخذهما من التشرد إلى أعمال المطاعم والمطابخ العالمية.

و"عبده وسنية" من بطولة عمر بكري، وإنجي الجمال التي شاركت في مسلسل Ramy، وروجر هندريكس سيمون، ومارلين فيلافان، وأحمد خالد، وهيثم نور، وكاتارين ماكليود وجاي ليمونير؛ إخراج وتأليف عمر بكري، ومدير التصوير فيسنتي روكساس، ومونتاج صلاح أنور وعمر بكري، وإشراف فني وديكور نهال فاروق ومحمد ميخا، ومنتج فني جاسل مارتينو، وتصميم الأزياء يانليسا رافرتي ونيرمين سعيد، وموسيقى تصويرية اليكساندر ازاريا، ومن إنتاج فيلم كلينك (محمد حفظي)، وChaconia Pictures (جاسل مارتينو)، وTimewormz (إنجي الجمال).

مقالات مشابهة

  • عن الدور الفرنسي في وقف الحرب على لبنان.. هذا ما تريده إسرائيل
  • منتجع شيبارة أيقونة الفخامة والمغامرات في قلب البحر الأحمر
  • إصابة 30 فتاة في انقلاب أتوبيس أثناء توجهه إلى دير بالبحر الأحمر
  • كيف علقت تركيا على استهداف الحوثيين لإحدى سفنها في البحر الأحمر؟
  • الفيتو الروسي (عشان جيشنا يلعب صقرية)
  • مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة
  • تحليل: أخطاء استراتيجية أوروبية شجعت الحوثيين على عسكرة البحر الأحمر
  • عبده وسنية.. فيلم مصري صامت في مهرجان البحر الأحمر
  • فيلم "عبده وسنية" في عرض عالمي أول ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • "عبده وسنية" في عرض عالمي أول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي