دشن رئيس المجلس الانتقالي اليوم الثلاثاء، بالعاصمة عدن، أعمال الاجتماع التأسيسي لمجلس العموم للمجلس الانتقالي.

وألقى الزُبيدي في افتتاح الجلسة، التي استهلت بالنشيد الوطني الجنوبي، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، كلمة في ما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه سميع عليم”.

والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأخوات والأخوة أعضاء مجلس العموم، الضيوف الكرام، الحاضرون كافة، كلًا باسمه وصفته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدء يطيب لي أن أرحب بكم في العاصمة عدن، وأهنئكم وكافة أبناء شعبنا بحلول العام الجديد، آملًا أن ينعم شعبنا خلاله بمزيدٍ من الأمن والاستقرار والتنمية والتمكين الوطني. كما يسعدني أن أنضم إلى هذا الجمع المبارك وهذه النخبة القيادية من مختلف ربوع وطننا الحبيب. لنقف معًا أمام هموم ومعاناة شعبنا وآماله وتطلعاته، ونتدارس خياراتنا لاتخاذ قراراتنا، بما يخدم المصالح الوطنية العليا لشعب الجنوب.

الأخوات الأخوة، أعضاء مجلس العموم:

ها أنتم اليوم تدشنون من العاصمة عدن، الاجـتماع التأسيـسي لمـجلس العموم الذي يضم (هيئة الرئاسة، والجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، والهيئة التنفيذية العليا) تجسدون الاصطفاف الوطني الجنوبي، لتعزيز الأداء السياسي والبناء المؤسسـي على طريق استعادة وبناء دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة…. تقع عليكم مسؤولية كبيرة في هذه اللحظة الحاسمة، تستوجب تكثيف الجهود وحشد الطاقات والإمكانات لخدمة شعبنا والانتصار لمشروعه الوطني.

السيدات السادة:

لقد أظهرت تجارب الماضي، ثبات شعبنا الجنوبي وانتصاره لهويته وقضيته وقيمه الوطنية الأصيلة. تجلى ذلك في إعلان “التصالح والتسامح الجنوبي”، والتزام النهج السلمي للتعبير عن مطالب شعبنا الجنوبي المشـروعة، دون انجراره إلى العنف، رغم حملات القمع التي تعرض لها. كما جسد أروع مآثر التضحية والفداء، والتضامن الوطني، في مقاومة الغزو الحوثي العدواني على الجنوب عام 2015 … وعلى الدوام، كلما اشتدت النوائب برز شعبنا أكثر صلابة وتماسكًا.

تلك القيم النبيلة هي ما مكن شعبنا من تجاوز الأزمات، وتجعله دائما أكثر قوة وعزيمه، للدفاع عن مبادئه، وتطويع الظروف والتغلب على المآسي، واستلهام دروس الماضي، لمواصلة مساراته، صوب بناء المستقبل المنشود للشعب والوطن على أسس صلبة وقواعد راسخة.

لقد أفنى شعبنا ثلاثة عقود في النضال لاستعادة وبناء دولته. إنه كفاح شعب لبناء دولة النظام والقانون ونماء الوطن والإنسان. بمعزل عن هيمنة وصراعات قوى صنعاء القبلية والدينية والعسكرية.

ثلاثة عقود أفناها شعبنا ثائرا ملتزما نهج النضال السلمي أمام آلة القمع العسكري. ومع اشتداد الأزمة وتزايد حجم التضييق والألم والمعاناة، تتزايد دوافع شعبنا إلى انتهاج خيارات أخرى لانتزاع حقه سلمًا أو حربًا. حدث ذلك في السابق، وقد يتكرر إن لزم الأمر.

إن مسيرتنا لاستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، مسؤولية لا رجعة ولا تفريط فيها. لن تثنيا عنها حملات الترهيب وعمليات الإرهاب وحشود الغزو. فالسبيل الوحيد إلى السلام هو العودة لوضع الدولتين لما قبل 21مايو 1990. تلك مصلحة جنوبية ويمنية وإقليمية ودولية.

الأخوات الأخوة الكرام:

إيمانًا منّا بأهمية تماسك الجبهة الداخلية باعتبارها حجر الزاوية في الدفاع عن قضية شعبنا وصون مكتسباته واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة. فقد انتهجنا منذ اللحظة الأولى لتأسيس المجلس الانتقالي نهج الحوار كقيمة حضارية لتجاوز التباينات وتوحيد الصف الوطني.

وجاءت حصيلة سنوات من الحوار مع كل قوى الجنوب، بانعقاد “اللقاء التشاوري الجنوبي”، في رحاب العاصمة عدن للفترة من 4 إلى 8 مايو 2023م، بمشاركة واسعة للنخب الوطنية من مختلف المشارب السياسية والثقافية والاجتماعية على امتداد أرض الجنوب. حيث خاضوا تجربة ديمقراطية فريدة. وسجلوا في مشهد مهيب، حالة من التوافق والاصطفاف الوطني، تمثلت بإقرار “الميثاق الوطني الجنوبي”. كمرجعية حاكمة، لبناء الإنسان والوطن والدولة.

وحرصًا منّا على تعزيز تلك النجاحات، نؤكد استمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي، حيث ستظل قلوبنا مفتوحة وأيادينا ممدودة لكل قوى شعبنا الجنوبي بمختلف توجهاتهم.

السيدات السادة:

لقد شرعنا في ترجمة مخرجات اللقاء التشاوري إلى واقعٍ عملي، من لحظة إعلان مخرجاته، عبر تنفيذ عملية هيكلة شاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي، لتعزيز الحضور والتمثيل الوطني لكافة شرائح شعبنا، ووجودكم اليوم في هذا الجمع المبارك، ما هو إلا تجسيدًا فعليًا لذلك النهج الذي اخترناه معًا، وسنمضـي باستكمال مهام المرحلة وتحمل المسؤوليات الوطنية جنبًا إلى جنب.

إن جهودنا لهيكلة وتطوير بنية ونظـم العـمل المؤســسي للمجلس الانتقالي الجنوبي، لن تتوقف على هيئاته العليا، بل نولي أهمية خاصة، لتطوير وتحديث هيئات القيادة المحلية للمجلس في المحافظات والمديريات، بما يسهم في تعزيز دورها، لتغدو أكثر فاعلية وارتباطا بالجماهير.

ونتطلع لإحداث تحول نوعي في أداء وفاعلية وتكامل هيئات المجلس بمختلف مستوياتها. سيتم متابعة وتقييم أداء الجميع، ولن نتوانى عن مساءلة كل من يقصـر في أداء مسؤولياته الوطنية.

الحاضرون جميعًا:

نحيي بإكبار قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، التي أثبتت جسارتها في الذود عن حياض الوطن وصون مكتسباته، بما حققته من انتصارات مشهودة في معارك التصدي للغزو الحوثي ومكافحة الإرهاب وضرب أوكاره وملاحقة عناصره. وتسطر ملاحم البطولة والفداء في مختلف الجبهات.

ومن هذا المنطلق، شرعنا في إعادة بناء وتنظيم هياكل قواتنا المسلحة والأمن، وتنسيق عملياتها وتطوير أداءها، ورفع قدرات منتسبيها، على أسس عسكرية متينة، وعقيدة وطنية راسخة، تحمي السيادة، وتحفظ أمن المواطن وتصون حقوقه، وتؤدي مهامها الوطنية بكفاءة ومسؤولية.

ولتحقيق ذلك، عملنا على دعم وتشجيع إعادة فتح مؤسسات التأهيل والتدريب العسكري والأمني في حضـرموت وعدن، بعد عقود من إغلاقها وتدمير منشآتها ومصادرة أصولها… سنواصل بناء وتحديث قواتنا المسلحة الجنوبية بمختلف قطاعاتها البرية والبحرية والجوية، حتى استعادة دورها الريادي في تأمين الجنوب، والإسهام بدورٍ فاعل مع الأشقاء والأصدقاء في تأمين الملاحة الدولية، ومكافحة الإرهاب، وأعمال القرصنة، والهجرة غير الشرعية، والتهريب عبر الحدود.

السيدات السادة:

إن شبابنا وبناتنا من الشباب هم عماد المستقبل. نتطلع إلى إسهاماتهم ودورهم الفاعل في بناء المؤسسات وإرساء مقومات التنمية والاستقرار… وقد حرصنا على دعم الشباب والمرأة والأخذ بأياديهم لترجمة ذلك على أرض الواقع… حيث وجهنا جهات الاختصاص في المجلس والحكومة والسلطات المحلية لإعداد وتنفيذ برامج وطنية لتمكين الشباب والمرأة في كافة دوائر صنع القرار.

ولا يفوتني التأكيد على أن إنصاف المتضـررين من حروب 1994 و2015 ومن سياسات الإبعاد والتسـريح القسـري عقب 1994 يأتي في طليعة اهتماماتنا. إذ تم تسوية أوضاع بعضهم وسنواصل العمل لتسوية وتعويض كل المبعدين والمتضـررين، وإعادة الإعمار، واسترداد كافة الحقوق والممتلكات الخاصة والعامة التي تم الاستيلاء عليها أو نهبها أو تدميرها، منذ صيف 1994م.

الحضور الكرام:

لقد حرصنا منذ تفويضنا في الرابع من مايو 2017م، على العمل بتفانٍ وإخلاص، إذ قمنا بتكثيف اتصالاتنا، لتعزيز حضور وتمثيل قضية شعبنا إقليما دوليا. واستطعنا إيصالها -بعون الله وتوفيقه ثم بدعم شعبنا- إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي… وبات الجميع اليوم يدرك محورية قضية شعب الجنوب ودورها الحاسم كمفتاح لإنهاء الصراع وإحلال السلام في المنطقة.

وترجمة لذلك، جاء البيان الختامي لمشاورات الرياض ليؤكد التزام القوى السياسية، بوضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية.

سنواصل جهود تطوير الأداء السياسي بتكثيف تحركاتنا السياسية النشطة والعمل لتعزيز الحضور على المستويين الداخلي والخارجي، لمواكبة العملية السياسية، وتعظيم مكتسبات شعبنا، والانتصار له بانتزاع حقه “غير القابل للتصـرف” في تقرير مصيره واستعادة وبناء دولته.

الأخوات الأخوة:

نحيي جهود حملة الأقلام ومنابر الفكر والتنوير العلمي والديني والإعلامي والثقافي والحقوقي، الذين يسدون ثغرة لا تقل أهمية عن جبهات الصـراع العسكري، بمواجهة سياسات التجهيل ومنابر التطرف وحملات الإعلام المعادي لتزييف الحقائق والتضليل والترهيب… ونشدد على إيلاء اهتمام ودعم أكبر لبناء وتطوير كوادر ومؤسسات، ومناهج التعليم، وبرامج الإعلام ومنابر الفكر والتثقيف الوطني، بمختلف أدواتها ووسائلها، وبما يواكب تطورات بيئة العمل.

كما أحيي جهود الجالية الجنوبية في دول المهجر، لحمل قضية شعبنا وتمثيلها دوليًا. إذ تتميز جالية الجنوب بحضور كبير في عددٍ من بلدان العالم، وكفاءتها وتنوع خبراتها. ولذلك نشدد على إعداد استراتيجية للاستفادة من رأس المال الوطني والكفاءات الجنوبية في الداخل والمهجر، لنقل وتوطين التجارب الرائدة، ودعم جهود ومستهدفات التنمية المستدامة.



الأخوات الأخوة:

إن عمليات التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، تهدد بشكل مباشر الأمن القومي والغذائي للجنوب، وتفاقم من حدة الأزمة الإنسانية والاقتصادية وتداعياتها، وتعطل حركة الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر. سبق ذلك ممارساتهم في التضييق والحصار ومنع دخول السفن إلى موانئنا منذ أكثر من عام، مما خلف أزمة إنسانية غير مسبوقة. وبذلك يؤكد الحوثيون نهجهم المعطل لكافة جهود وقف الحرب وإحلال السلام، وأي أطروحات لحل الأزمة دون إنهاء التصعيد الحوثي، فلن تنهي الصراع بل تفرغ العملية السياسية من مضمونها.

وإننا إذ نجدد تأكيد المجلس الانتقالي الجنوبي على نهج التفاوض لحل النزاعات السياسية، ودعم كافة الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، والشـروع في عملية سياسية شاملة للتوصل إلى حل عادل ودائم في الجنوب واليمن، فإننا نؤكد في الوقت ذاته، إن أي توجه لتجزئة العملية السياسية أو انتقاء أولوياتها، يعد إخلالًا بمبدأ العدالة والشمول، مما يقوض جهود إحلال السلام المنشود.

وتبعًا لذلك، ندعو المجتمع الإقليمي والدولي إلى التعامل مع تعقيدات الأزمة، من منطلق المسؤولية التاريخية، التي تحتم العمل لتحقيق سلامٌ عادل وشامل ودائم بإجراءات متسلسلة ومترابطة ومزمنة وانتقالية. سلامٌ لا يحتكم لثقافة الغلبة، ولا يعيد تكريس تجارب الماضي الأليمة، التي تناسلت عنها سلسلة حروب، وكلَّفت أثمان باهظة لا يزال الجميع يدفع ضريبتها إلى يومنا.

وإذ نؤكد إن لا رجعة عن استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية، فإننا في الوقت ذاته نجدد تأكيدنا على المضي في إسناد ودعم قوى الشمال وفق خياراتها لمقاومة المشروع الحوثي الإيراني.

الأخوات الأخوة:

أبعث من هذا المقام، نيابة عن شعبنا الجنوبي، باقات الشكر والعرفان لقيادة وشعبي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكافة قيادة وشعوب دول التحالف العربي، لجهودهم في تقديم الدعم الإنساني والتنموي والعسكري. إذ كان لهم الفضل بعد الله تعالى في إسناد قواتنا المسلحة لتحرير الجنوب من ميليشيا الحوثيين، ومكافحة الإرهاب، وقيادة جهود السلام.

سيظل شعبنا يحمل الوفاء والعرفان لكل من سانده أو وقف إلى جانبه لتجاوز الأزمة. كما إنه لن يتوانى عن أداء دوره لتعزيز الأمن والسلم الإقليمي، انطلاقًا من موقعه المحوري، الذي يؤهله لتشكيل طوقًا وحزامًا أمنيًا لدول الخليج والجزيرة العربية في الركن الجنوبي الغربي منها.

الحضور الكرام:

ندعو الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية في العمل لوقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وحماية حقوق الإنسان وإنفاذ القانون الإنساني الدولي. إذ أن تجاهل الكارثة الإنسانية في غزة، يعرض الولايات المتحدة لمخاطر فقدان مصداقية التزاماتها بحماية حقوق الإنسان وتعزيزها على المستوى الدولي.

لقد بات المجتمع الدولي مطالبًا بتحرك عاجل لإنقاذ سكان غزة، وتكثيف جهود الإغاثة الإنسانية، والعمل لإحلال السلام في المنطقة، من خلال تطبيق حل الدولتين، وفقًا لمبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، والتي تمثل الحل الفعلي والأساس الحقيقي لضمان إنهاء الصـراع وحل القضية الفلسطينية. والسعي لتعزيز السلام والأمن والاستقرار الإقليمي وفقًا للاتفاق الإبراهيمي، كمدخل لسلام شامل ودائم في المنطقة.



السيدات السادة:

ستظل تضحيات شهداء وجرحى ومناضلي شعبنا الجنوبي، نبراسًا ينير طريقنا، ويقوي عزيمة شعبنا ونضاله الوطني صوب تحقيق تطلعاته، وسيخلد شعبنا مآثر الشهداء والمناضلين ومواقفهم في التضحية والتضامن والفداء، لتظل منارة إلهام للأجيال المتعاقبة تعزز الهوية والانتماء الوطني، وتُحيي قيم الوفاء لرواد النضال الوطني الجنوبي والمقاومة والتحرير الذين كرسوا أنفسهم لخدمة شعبنا وحماية مصالحه ومكتسباته الوطنية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: المجلس الانتقالی العملیة السیاسیة الوطنی الجنوبی قواتنا المسلحة شعبنا الجنوبی

إقرأ أيضاً:

البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الخامس والأربعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون المنعقد في الدوحة

المناطق_واس

في ضوء التصعيد العسكري والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، عقد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعه الاستثنائي الخامس والأربعين، في يوم الأربعاء 29 ربيع الأول 1446هـ الموافق 2 أكتوبر 2024م، في الدوحة بدولة قطر.

ورأس الاجتماع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر -رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري-، وبمشاركة أصحاب السمو والمعالي والسعادة:

أخبار قد تهمك المملكة تدعو لوقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني 2 أكتوبر 2024 - 11:34 مساءً أمير منطقة القصيم يرعى حفل موسم عنيزة الدولي للتمور 2 أكتوبر 2024 - 11:30 مساءً

صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي وزير دولة بالإمارات العربية المتحدة خلفية شاهين المرر، ووزير الخارجية بمملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بسلطنة عُمان الشيخ خليفة بن علي الحارثي، ومعالي وزير الخارجية بدولة الكويت عبدالله علي عبدالله اليحيا، ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ جاسم بن محمد البديوي.

واستعرض المجلس الوزاري لمجلس التعاون في اجتماعه الاستثنائي، التطورات الخطيرة والتصعيد المتزايد المزعزع لأمن واستقرار المنطقة، بما في ذلك في جمهورية لبنان وقطاع غزة، والانتهاكات الخطيرة في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الدينية، وبين إسرائيل وإيران.

ودان المجلس الوزاري التصعيد في الأراضي اللبنانية والفلسطينية، وحذر من التداعيات الخطيرة جراء هذا التصعيد التي لا تقتصر آثارها على هذه المنطقة وحدها، وإنما تتعدى ذلك إلى دائرة أوسع، وما يترتب عليه من تهديد للسلم والأمن الدوليين، وتقويض لجهود السلام والأمن في المنطقة والعالم، مؤكدًا ضرورة حماية أمن المنطقة وعدم اتساع رقعة الحرب. مطالبًا جميع الأطراف المعنية بهذا التصعيد بضبط النفس والكف عن العنف وتغليب لغة الحوار.

كما طالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالمنطقة.

وفيما يتعلق بلبنان أكد المجلس الوزاري وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق بمكوناته كافة في هذه المرحلة الحرجة، داعيّا إلى تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لتقديم الدعم الإنساني العاجل للبنان للتخفيف من معاناة المدنيين، وحمايتهم من أي تداعيات خطيرة.

كما دعا إلى ضبط النفس، وتجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة.

وشدد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعه الاستثنائي الخامس والأربعين على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليًا.

وأكد على مضامين البيان الوزاري المشترك الصادر بتاريخ 25 سبتمبر 2024م، عن الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأخرى، الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يومًا، عبر الخط الأزرق الفاصل للحدود الجنوبية للبنان، والمضي في تسوية دبلوماسية تجنب المنطقة خطر نشوب حرب إقليمية.

ورحب المجلس الوزاري بالبيان الصادر في 27 سبتمبر 2024م، في مدينة نيويورك، عن الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث تصعيد الهجمات العسكرية الإسرائيلية ضد دولة فلسطين والجمهورية اللبنانية.

وفيما يتعلق بفلسطين، أكد المجلس الوزاري وقوف مجلس التعاون إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وإدانته للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية، مطالبًا بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، والإفراج عن الرهائن والمعتقلين، مشددًا على أهمية فتح جميع المعابر بشكل فوري دون شروط، وضمان تأمين وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية والإمدادات الطبية والاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة، وذلك في إطار الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وأكد المجلس الوزاري على مضامين البيان المشترك الصادر بتاريخ 8 أغسطس 2024م، عن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ورئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية جوزيف بايدن، بشأن ضرورة اتمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين في غزة، والدعوة لاستئناف المفاوضات، مؤكدًا دعم مجلس التعاون الخليجي الكامل للجهود المتواصلة في سبيل إتمام التوصل إلى وقف إطلاق النار والمعالجة العاجلة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، مشيدًا بالدور البناء الذي تقوم به دول مجلس التعاون مع شركائها الإستراتيجيين، خاصةً الولايات المتحدة الأمريكية، لخفض التصعيد وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية في المنطقة، وضمان أمنها واستقرارها وازدهارها.

وطالب المجلس الوزاري مجلس الأمن بتنفيذ قراراته رقم 2735، ورقم 2712، ورقم 2720، بشأن الدعوة إلى الوقف الفوري التام والكامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن وتبادل الأسرى، وعودة المدنيين إلى ديارهم، والتوزيع الآمن والفعّال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

وأكد المجلس الوزاري أهمية جهود اللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية، التي شكلتها القمة العربية الإسلامية المشتركة الاستثنائية لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، والتحرك على المستوى الدولي لمساندة جهود دولة فلسطين في نيل اعتراف مزيد من دول العالم، ودعمها للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي للسلام.

ورحب المجلس الوزاري بنتائج الاجتماع الدولي الذي عقد في نيويورك بتاريخ 26 سبتمبر 2024م، لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وأكد أهمية دعم الوكالة في ظل الظروف الإنسانية الحرجة، لضمان استمرار الوكالة في أداء مهامها لتوفير المتطلبات الأساسية للأشقاء الفلسطينيين، منوهًا بالمساعدات السخية والدعم الذي تقدمه دول المجلس لأنشطة الوكالة.

وأكد المجلس الوزاري مركزية القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم سيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، داعيًا الدول كافة إلى استكمال إجراءات اعترافها بدولة فلسطين.

وعبر المجلس الوزاري عن دعمه لنتائج الاجتماع الوزاري الذي عقدته اللجنة الوزارية برئاسة المملكة العربية السعودية، التي شكلتها القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، بالمشاركة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي وإطلاق “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، في سبيل تجسيد الدولة الفلسطينية، تنفيذًا للقرارات الأممية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

ورحب المجلس الوزاري باعتماد الجمعية العامة بتاريخ 18 سبتمبر 2024م، قرار “إنهاء الوجود غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وثمن قرار الجمعية العامة بأهلية فلسطين بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعا مجلس الأمن لسرعة إصدار قرار بحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما رحب بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية، بتاريخ 18 يوليو 2024م، بإقرار عدم شرعية الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي لتثبيت وقائع تتجاوز قرارات الشرعية الدولية المؤكدة على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

واختتم المجلس الوزاري اجتماعه بإعادة التحذير من التصعيد المتزايد في المنطقة وتداعياته الخطيرة على السلام والأمن الإقليميين والدوليين، داعيًا مرة أخرى إلى أهمية خفض التصعيد والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة والعالم مزيدًا من عدم الاستقرار ومن أخطار الحروب والدمار وآثارها على شعوب المنطقة والعالم.

صدر في الدوحة
يوم الأربعاء 29 ربيع الأول 1446هــ الموافق 2 أكتوبر 2024م.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 3 أكتوبر 2024 - 12:29 صباحًا شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أهم الاخبار2 أكتوبر 2024 - 11:26 مساءًهيئة الإذاعة والتلفزيون تطلق مشاريع وبرامج جديدة بقيمة تتجاوز 150 مليون ريال أبرز المواد2 أكتوبر 2024 - 11:23 مساءًوزير الخارجية يشارك في الاجتماع الاستثنائي الـ 45 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون أبرز المواد2 أكتوبر 2024 - 11:04 مساءًالتعاون يخسر من القوة الجوية بدوري أبطال آسيا 2 أبرز المواد2 أكتوبر 2024 - 11:02 مساءًمعرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي وأهمية الصور التاريخية ثقافة وفنون2 أكتوبر 2024 - 10:59 مساءًفريد زكريا: السعودية تواكب تغيّرات وتطورات النظام العالمي2 أكتوبر 2024 - 11:26 مساءًهيئة الإذاعة والتلفزيون تطلق مشاريع وبرامج جديدة بقيمة تتجاوز 150 مليون ريال2 أكتوبر 2024 - 11:23 مساءًوزير الخارجية يشارك في الاجتماع الاستثنائي الـ 45 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون2 أكتوبر 2024 - 11:04 مساءًالتعاون يخسر من القوة الجوية بدوري أبطال آسيا 22 أكتوبر 2024 - 11:02 مساءًمعرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي وأهمية الصور التاريخية2 أكتوبر 2024 - 10:59 مساءًفريد زكريا: السعودية تواكب تغيّرات وتطورات النظام العالمي المملكة تدعو لوقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني المملكة تدعو لوقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • فضيحة مدوية في حفل المجلس الانتقالي الجنوبي في شيكاغو
  • البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لمجلس التعاون
  • طارق العوضي: لقاء رئيس الوزراء مع القوى السياسية خطوة تاريخية نحو التعاون والشراكة الوطنية
  • البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الخامس والأربعين للمجلس الوزاري لمجلس التعاون المنعقد في الدوحة
  • "الأعلى لمراجعة أخلاقيات البحوث الطبية" يؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم البحث العلمي
  • جبالي يدعو الأحزاب السياسية بسرعة إخطار المجلس بأسماء ممثلي الهيئات البرلمانية
  • الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر: للإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية
  •  قيادي في الحراك الجنوبي يتهم قيادات الانتقالي بتعمد نشر الفوضى الأمنية في عدن
  • عاجل - رئيس الوزراء يتابع جهود توفير المواد البترولية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تستطلع آراء العموم حول التعديلات على وثيقة «الضوابط الأساسية للأمن السيبراني»