قال الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن عام 2023 يُعتبر علامة فارقة في مسيرة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ حيث يحمل كشف حساب وحصاد الأمانة إشراقة ملهمة، حيث تجسدت الجهود الجادة والمبادرات الإبداعية في مواجهة التحديات وصياغة مستقبل يتَّسم بالتفاؤل والتطوير.

حصاد أعمال وإنجازات دار الإفتاء المصرية

جاء ذلك في البيان الثاني لحصاد أعمال وإنجازات دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة مضيفًا أن من أهم حصاد الأمانة خلال العام هو اجتماع ممثلين عن 100 دولة في المؤتمر السنوي للأمانة لمناقشة تحديات الألفية الثالثة تجاه الفتوى تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما لم تَغِب القضية الفلسطينية عن المؤتمر بل دعم المؤتمر وساند الشعب الفلسطيني وساند قضيته العادلة، ووقف وقفة شجاعة شهد لها العالم ضد تهجير الشعب الفلسطيني ومتسقًا مع الموقف المصري قيادةً وشعبًا.

تحقيق رؤية مستقبلية للأمانة وللإفتاء

وأشار الأمين العام إلى أنه تم في هذا العام المنقضي العمل بجدية وتكاتف على تحقيق رؤية مستقبلية للأمانة وللإفتاء تنفيذًا واتساقًا لرؤية فضيلة مفتي الجمهورية أ.د. شوقي علام رئيس الأمانة العامة، حيث ناقش اجتماع الأمانة العامة برئاسة فضيلته أعمال الدورة السابقة ووضع الخطط للدورة القادمة، ممهدًا الطريق لتأسيس مركز استشراف المستقبل الإفتائي لرصد واستقراء التقنيات الحديثة وتأثيرها على الفتوى والإفتاء.

وشدَّد الأمين العام على أهمية التعامل الأمثل والحازم مع ظاهرة الإسلاموفوبيا؛ ولذا فقد تم خلال العام الإعلان عن تأسيس مركز لرصد ومكافحة الإسلاموفوبيا، جنبًا إلى جنب مع الجولات الخارجية والشراكات الاستراتيجية لتصحيح صورة الإسلام في دول مختلفة شارك فيها برفقة فضيلة المفتي للقاء عدد من الشخصيات ذات الثقل الدولي فضلًا عن لقاء عدد من القوافل الخارجية لبناء جسور التعاون وتصحيح صورة الإسلام وذلك في دول كثيرة، كان من أهمها زيارة دول الهند وصربيا والولايات المتحدة وأوزبكستان وغيرهم.

وقال الأمين العام إن الأمانة لم تنسَ دعم باحثي الرسائل الجامعية، فقد قام مركز دعم البحث الإفتائي بإرشاد وتوجيه باحثي الماجستير والدكتوراه لعدد (24) أطروحة ودراسة علمية.

وأوضح د. إبراهيم نجم أن هموم الأقليات المسلمة كانت حاضرة وبقوة خلال هذا المؤتمر، فضلًا عن كل المؤتمرات السابقة، فقامت الأمانة العامة خلال هذا العام بتدشين "ملتقى بحوث ودراسات فتاوي الأقليات المسلمة"، وذلك تحت قيادة مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي علام، ليكون المظلة التي تجمع المهتمين بقضايا الأقليات وتقرِّب بين وجهات النظر والآراء حول جميع ما يخص الأقليات وشؤونهم ومعوقات اندماجهم في مجتمعاتهم.

كما أشار الأمين العام إلى أن الأمانة العامة أطلقت خلال العام وعلى هامش مؤتمرها السنوي منصة (IFatwa.org) كأول بوابة إلكترونية رقمية تتضمن جوانب إعلامية وتحليلية وبحثية وخدمية تتعلق جميعها بالفتوى الشرعية ومفرداتها المختلفة، وتوفر أحدث الإحصاءات والمؤشرات والتقارير المتعلقة بالحقل الإفتائي، تنطلق في معالجاتها من مواكبة كل جديد، وتحمل رصانة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

ولفت كذلك الأمين العام د. إبراهيم نجم إلى أن الأمانة العامة قامت بتنفيذ طائفة من المبادرات، وهي: إعلان ميثاق شرف لدُور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، وتسليم جائزة الإمام القرافي هذا العام لرئيس مجلس القضاة بإدارة مسلمي القوقاز، والقيام بفعاليات اليوم العالمي للإفتاء.

وأكد د. نجم أن المراكز البحثية المتخصصة التابعة للأمانة العامة قامت بجهد متميز واستثنائي؛ فقد قدم المؤشر العالمي للفتوى عدد (12) تقريرًا دوريًّا، وعدد (12) نشرة لفتوى تريند، كما قدَّم مركز سلام لدراسات التطرف عدد (24) تقريرًا دوريًّا ودراسة بحثية عن التطرف.

وأضاف أن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أصدرت العديدَ من الأعمال العلمية المطبوعة والإلكترونية، منها إصدار عدد (40) مجلدًا من مجلدات المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية لتتم (90) مجلدًا حتى الآن، فضلًا عن إصدارات باللغة الإنجليزية، منها: دليل إرشادي عن الدبلوماسية الدينية كأداة فاعلة في مواجهة خطاب الكراهية، ودليل إرشادي للتعامل مع الشبهات الفكرية، ودليل تعامل القيادات الدينية مع الصحفيين الأجانب، وإصدار خاص لمجلة إنسايت حول مواجهة خطاب الكراهية «insight on confronting hate speech»، وكذلك إصدار عشرة أعداد من نشرة جسور للتواصل بين دُور الإفتاء في العالـم، وستة أعداد من نشرة دعم البحث الإفتائي لـخدمة طلاب الـماجستير والدكتوراه في مـجال الفتوى، وأيضًا إصدار القسم الثاني من مقدمات العلوم باللغة الإنجليزية، فضلًا عن تطوير الإصدار الرابع من المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية فلسطين الأمانة العامة الأمین العام فضل ا عن

إقرأ أيضاً:

وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا

أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من ‏الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية‏، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل ‏أفضل: المرونة والقدرة ‏على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ ‏لما يجري في ‏الساحة من ‏حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على ‏تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس ‏‏عبد الفتاح ‏السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة ‏كريمة لجميع المصريين، واهتمام ‏أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح ‏الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ ‏‏مصر2030، التي تمثِّل إرادةً ‏حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في ‏مستقبلٍ ‏‏مختلفٍ. ‏

الجامع الأزهر: أعداؤنا يريدون شبابنا بلا هوية حتى يسهل عليهم النيل من أوطاننا التسامح في الإسلام.. ندوة لـ”خريجي الأزهر” بتشاد

وأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم ‏المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر ‏التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: ‏‏(التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ ‏الفقر) وتبعاته، وذلك ‏من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في ‏مجالات ‏التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول ‏مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة ‏لمواجهته.‏ كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ‏ويكثفوا جهودَهم من أجل ‏انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا ‏يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي ‏يصيب ‏الجميع بالألم.‏

‏وقال إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف ‏المتغيرة، ولقد أصبحت هذه ‏التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى ‏نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي ‏اختراق أو ‏استهداف.‏ وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، ‏والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، ‏وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة ‏هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق ‏بالتنمية ‏المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات ‏المعيشية وتداعياتها.. رؤية ‏شرعية قانونية» بكلية أصول الدين ‏بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور ‏‏الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.‏

وأشار خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر ‏تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ‏ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع ‏منسوبيه وقطاعاته ‏وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة ‏والاقتصاد ‏الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي ‏إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة ‏والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ ‏العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ‏‏والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل ‏أعبائها.‏

ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من ‏أجل القضاء على ‏‏الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي ‏‏والأخلاقي ‏والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة ‏‏بمفهومها الإسلامي الأكثر ‏شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز ‏الحلول ‏‏المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم ‏توزيع الثروات على نحو صحيح.‏

وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ‏ومواردها وإنسانها، ‏‏‏بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين ‏الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا ‏‏‏غنًى، وتساعد الفقراء في ‏الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها ‏أنواع الزكاة ‏‏‏والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها ‏تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد ‏‏‏البشرية، ومنها دعم ‏المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى ‏مباشرة مسؤوليتها ‏‏‏المجتمعية وغير ذلك من أدوات.‏ فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، ‏وغيرها من ‏‏‏أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي ‏تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية ‏‏‏المستدامة للفرد والمجتمع.‏

وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة ‏وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها.‏ فالفقر ظاهرة ذات جذور ‏متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة ‏اليوم، من حروب وقتل وتدمير من ‏أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به ‏‏المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، ‏يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى ‏المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ‏ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما ‏اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن ‏والاستقرار.‏

وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي ‏بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه ‏الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع ‏والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل ‏‏والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما ‏يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا ‏عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. ‏مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد ‏الإسلامي ‏لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب ‏تعاونًا دوليًّا وإرادة ‏سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف ‏المرجوة من هذا التكامل.‏

مقالات مشابهة

  • الأمين العام يستقبل وزيرة خارجية دولة بوليفيا متعددة القوميات
  • وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني‏ تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا
  • الإفتاء توضح حكم تشريح جثة المتوفي بالأدلة
  • أمن العالم .. تفاصيل اجتماع ترامب مع الأمين العام لحلف الناتو
  • كنائس فلسطين تدعو إلى اقتصار فعاليات عيد الميلاد المجيد على الشعائر الدينية
  • الأمين العام لهيئات الإفتاء يشارك في المنتدى العالمي العاشر لتحالف الحضارات
  • الأمين العام لهيئات الإفتاء بالعالم يلقي كلمة رئيسية في منتدى تحالف الحضارات
  • جلسة مرتقبة للبرلمان السويسري للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني
  • الفيتو الأمريكي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني
  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني