سلط معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الضوء على رصد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف إيران تخصيب 9 كيلوجرامات من اليورانيوم إلى مستوى 60% شهرياً، وهي كمية أكبر بـ 3 مرات عما كانت عليه في الأشهر السابقة، مشيرا إلى أن طهران تستغل الانشغال الدولي بحرب غزة لتحقيق أهدافها النووية.

وذكر المعهد، في تقدير نشره موقعه الرسمي وترجمه "الخليج الجديد"، أن إيران انتهكت الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع واشنطن لخفض كمية اليورانيوم المخصب كجزء من التفاهمات المحيطة بصفقة تبادل الأسرى بينهما، والتي أبرمت الصيف الماضي.

وأضاف أن التخصيب بنسبة 60% يجعل إيران أقرب إلى مستوى الأسلحة النووية (90% وما فوق)، مشيرا إلى أن إجمالي كمية اليورانيوم المخصب، الموجودة بالفعل في إيران، تسمح لها، إذا قررت التخصيب إلى المستوى العسكري، بإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع حوالي 10 أجهزة نووية في غضون بضعة أشهر فقط.

وإضافة لذلك، يلفت المعهد الإسرائيلي إلى أن إيران قامت بتشغيل أحد أجهزة الطرد المركزي التي كشفت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقًا والتي تقوم بالتخصيب إلى مستوى عالٍ جدًا، منوها إلى أن تقريرا أصدرته الوكالة أورد أن إيران تواصل رفض التعاون فيما يتعلق بالتفتيش على تخصيب اليورانيوم.

اقرأ أيضاً

بينيت يعترف بشن هجومين إسرائيلين على إيران ويثير غضبا في تل أبيب

وأصدرت الولايات المتحدة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا يدين سلوك إيران، وينص صراحة على أن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب ليس له أي مبرر مدني جدير بالثقة في الجمهورية الإسلامية، وينطوي على مخاطر كبيرة تتعلق بالانتشار النووي.

ودعا البيان إيران إلى التراجع عن مسارها على الفور، ووقف تصعيد برنامجها النووي والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشددا على عزم الدول الثلاث على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

غير أن تقدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي يضع بيان الدول الثلاثة في إطار تأكيد "التزامها بالحل الدبلوماسي"، وهو "شاغل إيران الأهم"، إذ أن طهران لا تخشى سوى "استخدام الخيار العسكري، وهذا فقط ما قد يدفعها إلى تغيير اتجاه سياستها".

ويقر المعهد الإسرائيلي بأنه لا توجد مؤشرات على نية إيرانية للاختراق وإنتاج سلاح نووي في المدى القريب، لكنها تواصل، في الوقت نفسه، جهودها لتعزيز قدراتها كدولة على عتبة امتلاك هذا السلاح.

كما استغلت طهران الحرب في غزة والساحات الأخرى المرتبطة بإيران للانسحاب من القيود التي وافقت عليها مؤخراً، بينما تمكنت من إبقاء نفسها خارج دائرة القتال المباشر.

ويخلص المعهد الإسرائيلي إلى أن إيران تأمل في أن يتواصل انشغال الساحة الدولية بمنع التدهور على ساحات الحرب، حتى تمتنع الولايات المتحدة والأوروبيون عن التحرك ضد برنامجها النووي أثناء الاجتماع القادم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي مجلس الأمن الدولي.

اقرأ أيضاً

إيران تدعو أمريكا لإنقاذ نفسها بالتخلي عن إسرائيل في حربها ضد غزة

المصدر | معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إيران اليورانيوم تخصيب اليورانيوم السلاح النووي الولايات المتحدة بريطانيا فرنسا ألمانيا الوکالة الدولیة للطاقة الذریة أن إیران إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟

تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.

 

وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.

في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik

— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025  تأثير العقوبات الأمريكية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.


تقدم البرنامج النووي

وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.

هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR

— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025  إقالة دون تأثير

وعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.

مقالات مشابهة

  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تناقش تقريرا عن ملف إيران النووي
  • صحيفة عبرية: إسرائيل تستغل الصراع بين إيران وتركيا حول النفوذ في سوريا
  • الطاقة الذرية تدافع عن استخدام طريق تسيطر عليه روسيا في زابوريجيا
  • أوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلة
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • غروسبي: قلقون من توسع تخصيب اليورانيوم الايراني
  • «بحوث الإلكترونيات» يبحث التعاون في التكنولوجيا المتقدمة مع «بحوث أمراض العيون»
  • روسيا تعلن وصول بعثة من وكالة الطاقة الذرية
  • ارتدادات إيقاف العقد بين إيران والعراق في قبضة الأزمة.. الغاز بين الحاجة والضغوط الدولية
  • ارتدادات إيقاف العقد بين إيران والعراق في قبضة الأزمة.. الغاز بين الحاجة والضغوط الدولية - عاجل