لبنان ٢٤:
2025-01-19@12:27:43 GMT

هذه آخر رسالة أميركية لـحزب الله

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

هذه آخر رسالة أميركية لـحزب الله

الساعات القليلة الماضية كانت شاهدة على تقريرين أميركيين لافتين يرتبطان بوضع الحرب في غزة والنفوذ الإيراني في المنطقة.

التقريرُ الأول نشرته شبكة "ABC" وأعلنت فيه أنَّ حاملة الطائرات الأميركيّة "يو أس أس جيرالد فورد" ستُغادر البحر الأبيض المتوسّط خلال أيام. أما التقرير الثاني فنشرته صحيفة "واشنطن بوست"، والتي قالت إن "إيران تستعرض قدراتها من خلال هجمات الجماعات التي تدعمها في كل أنحاء الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "حرب غزة أعطت إيران فرصة لإبراز قدرة شبكتها المعاد هيكلتها حديثاً من المجموعات المتحالفة في ما بينها، مما يدلّ على مدى النفوذ الإستراتيجي لطهران".



ماذا يعني كل هذا الكلام؟

إن تم التدقيق بمضمون التقريرين، فإنّه يمكن اعتبار الأول نتيجة للثاني، أي أن إنسحاب البارجة الأميركية قد يكون بمثابة إعتراف بجدوى نفوذ إيران الموسّع.

للتذكير، فإنّ "يو أس أس جيرالد فورد" جاءت إلى المنطقة إبان حرب غزة التي اندلعت يوم 7 تشرين الأول الماضي عقب اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وقالت واشنطن حينها إنها أرسلت البارجة الضخمة لردع إيران و "حزب الله" في لبنان في ظل حرب غزة.

 بمعنى أو بآخر، كانت أميركا تسعى لحماية إسرائيل ضد إيران والحزب، ولكن هذا حصل فعلاً؟ هل تحقق الهدف المُعلن؟

ما بينته الواقع إنّه وفي ظل وجود تلك البارجة، تعززت إعتداءات كثيرة ضد إسرائيل وسفن تجارية، كما أن ساحات عديدة باتت ناشطة ضد تل أبيب.

 وعليه، فإنّ ما حُكي عن أن تلك البارجة ستزيد من الردع، كان "خطاباً رناناً" لا أكثر ولا أقل.

مصادر معينة بالشؤون العسكريّة قالت لـ"لبنان24" إنَّ مغادرة البارجة الأميركية الضخمة مياه المتوسط يعني أنّ أميركا "سحبت عنصراً أساسياً للتوتر" في المنطقة، وما يجري يمكن أن يكون بمثابة تمهيدٍ لأمر أساسي وهو إنتفاء إمكانية حدوث حرب موسعة.

بحسب المصادر، فإنَّ أميركا وحينما أرسلت "جيرالد فورد"، كانت ماضية قدماً في دعم إسرائيل في حرب ضد غزة، لكن المعطيات الآن تبدلت. حالياً، فإن واشنطن باتت ترغب في "تطويق الحرب" بعدما وجدت أنه لا طائل منها، وأنّ الهدف الحالي الآن هو تقويض التوتر قدر الإمكان، والبداية كانت من سحب البارجة الحربية الضخمة.

تشير المصادر إلى أنَّ الخطوة الأميركية تُعد رسالة واضحة لطهران بأنه "لا مواجهة مباشرة معها"، كما أنها تحملُ عنواناً عريضاً مفاده إن واشنطن لا ترغب في تصعيد أكبر في المنطقة، وبالتالي يمكن أن يكون الإنسحاب إقرارا بخطورة التحركات المجموعات الموالية لإيران التي تسعى لإشغال إسرائيل بـ"المفرّق".

الأمر الأكثر أهمية وهو أن أميركا وبسحبها لبارجتها، يمكن أن تكون قد حفظت نفسها من تصادم مباشر مع إيران. عند حصول حرب شاملة، وفي حال إستخدام أميركا طائراتها الموجودة على "يو أس أس جيرالد فورد" لقصف لبنان أو غزة، عندها من الممكن أن يتم إسقاط المقاتلات الجوية، ما يعني رسالة مواجهة واضحة لا عودة فيها.

رسالة إلى "حزب الله"؟

الخطوة الأميركية المرتبطة بالبارجة الضخمة قد تكون أيضاً رسالة واضحة باتجاه "حزب الله".. فماذا في تحليل حيثياتها؟

- أولاً: يُعتبر ذلك بمثابة إشارة إيجابية عنوانها سحبُ فتيل مواجهة مباشرة بين الحزب وأميركا على أرض لبنان.

- ثانياً: ما جرى يمكن أن يكون بمثابة تمهيدٍ لحلول ديبلوماسية تقود باتجاه حوارٍ جدي حول مصير الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً أن هناك مساعٍ أميركية في هذا الإطار.

- ثالثاً: "تبريد" أميركا الأمور مع طهران ولو شكلياً يعني تراجع تأييدها شنّ إسرائيل حرب شاملة وتحديداً ضد لبنان.

 في الظاهر، فإنّ تل أبيب باتت تُهدّد كثيراً بتلك الخطوة باعتبار أنَّ وجود "حزب الله" عند الحدود بين لبنان وإسرائيل يعني أذية مباشرة للأخيرة. إلا أنه في المقابل، فإن واشنطن وحينما تنسحب من المنطقة، فإنها تقول لتل أبيب أن دعمها المباشر تراجع، وبالتالي فإن القوة التي قد تستندُ عليها إسرائيل في أي معركة قادمة باتت تتضاءل، ما يعني أنّ الوضع الذي كانت عليه قبل 7 تشرين الأول بات يعود تدريجياً، والدليل على ذلك ببساطة هو التالي: عدم انكسار النفوذ الإيراني – إستمرار بقاء حزب الله – عدم إنهزام حركة حماس، وعدم إقامة مناطق عازلة أرادتها إسرائيل عند الحدود مع لبنان وفي محيط غزة.

في خلاصة القول، فإن الإشارات التي حصلت مؤخراً ليست عادية، ومن خلالها يمكن القول إن ملامح التسوية بدأت ترتسم. في غضون ذلك، الرسائل الأميركية "الدبلوماسية" باتجاه لبنان كثيرة، وما يتبين، بحسب التحليلات، هو أنّ الأفق قد يكشف عن حل قريب يبدأ بتقليص العمليات العسكرية في غزة وصولاً إلى تهدئة في جنوب لبنان قبل الإنتقال إلى إطار تسوية واضحة برعاية دولية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جیرالد فورد حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل بحلول 26 الجاري

بيروت"وكالات": أكد الرئيس اللبناني الجديد جوزاف عون للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله في نوفمبر .

وتمسك الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 يناير، وهي المهلة المحددة لتنفيذ شروط وقف إطلاق النار.

وقال عون خلال استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 الماضي"، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.

وندد عون في الوقت نفسه بـ"استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولاسيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية يناقض كليا ما ورد في اتفاق وقف اطلاق النار".

ورأى أن ذلك "استمرار لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي بعودة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني".

ويسري منذ 27 نوفمبر وقف لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، إثر مواجهة بينهما استمرت لعام، تم التوصل إليه برعاية فرنسية أميركية. وتشرف لجنة على آلية تنفيذ الاتفاق، تضم في عضويتها قوة الأمم الموقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).

وخلال زيارته مقر قيادة اليونيفيل في بلدة الناقورة الجمعة، غداة وصوله الى بيروت، قال غوتيريش وفق بيان، "إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثّلان انتهاكا للقرار 1701".وأضاف "يجب أن يتوقف هذا".

وأشار غوتيريش كذلك الى ان قوة يونيفيل "قد كشفت عن أكثر من مئة مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى" في منطقة عملياتها منذ سريان الهدنة.

ونبّه الى أن "وجود أفراد مسلّحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكا صارخا للقرار 1701 ويقوّض استقرار لبنان"، موضحا أنه سيؤكد على هذه النقاط خلال اللقاءات التي يعتزم عقدها مع المسؤولين اللبنانيين.

من جهة أخرى اتهم الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اليوم إسرائيل بارتكاب مئات من الخروقات في اتفاق الهدنة، الذي يفترض استكمال تنفيذه بحلول الأسبوع المقبل، محذرا "لا تختبروا صبرنا".

وجاءت تصريحاته خلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى لبنان، الذي دعا إسرائيل إلى إنهاء عملياتها العسكرية و"احتلال" الجنوب، بعد شهرين تقريبا من وقف إطلاق النار بين حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل.

ودعا قاسم الدولة اللبنانية إلى "الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر".وأكد "صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا".

ودخل اتفاق الهدنة حيز التنفيذ في 27 نوفمبر، بعد شهرين من بدء مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران. ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الهدنة بشكل متكرر.

وينص اتفاق وقف اطلاق النار على انسحاب إسرائيل من مناطق دخلتها في جنوب لبنان، بحلول 26 يناير. ويشمل كذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006، والذي من بنوده ابتعاد حزب الله عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان وحصره بالقوى الشرعية دون سواها.

وترأس فرنسا مع الولايات المتحدة لجنة للاشراف على آلية تنفيذ الاتفاق، تضم في عضويتها قوات اليونيفيل الى جانب لبنان واسرائيل.

وتم انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية في التاسع من يناير، ما وضع حدا لشغور استمر أكثر من سنتين في سدة رئاسة البلاد.

وقال قاسم "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق" مؤكدا "لا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد".

وبعد اجتماعه مع عون اليوم، أعرب غوتيريش عن أمله في أن يتمكن لبنان من فتح "فصل جديد من السلام". وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه في "زيارة تضامن" مع لبنان.

مقالات مشابهة

  • بيانات وصور.. صحيفة أميركيّة: هذا ما قامت به إسرائيل بعد اتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان
  • رسالة للمستخدمين: تيك توك يتوقف عن العمل في أميركا اليوم
  • الرئيس اللبناني يتمسك بانسحاب إسرائيل بحلول 26 الجاري
  • الأمين العام لحزب الله: نحيي اليمن وقائد الثورة والشعب لما قدّموه من تضحيات لأجل فلسطين
  • الأمين العام لحزب الله: المقاومة والشعب الفلسطيني أفشلا مخططات إسرائيل
  • بحلول 26 يناير..عون يطالب إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • حقيقة هروب الأمين العام لحزب الله من لبنان
  • ماكرون في بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد وجهود تشكيل حكومة  
  • ماكرون يصل إلى بيروت في رسالة دعم للقادة الجدد