لبنان ٢٤:
2025-02-23@05:35:35 GMT

هذه آخر رسالة أميركية لـحزب الله

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

هذه آخر رسالة أميركية لـحزب الله

الساعات القليلة الماضية كانت شاهدة على تقريرين أميركيين لافتين يرتبطان بوضع الحرب في غزة والنفوذ الإيراني في المنطقة.

التقريرُ الأول نشرته شبكة "ABC" وأعلنت فيه أنَّ حاملة الطائرات الأميركيّة "يو أس أس جيرالد فورد" ستُغادر البحر الأبيض المتوسّط خلال أيام. أما التقرير الثاني فنشرته صحيفة "واشنطن بوست"، والتي قالت إن "إيران تستعرض قدراتها من خلال هجمات الجماعات التي تدعمها في كل أنحاء الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "حرب غزة أعطت إيران فرصة لإبراز قدرة شبكتها المعاد هيكلتها حديثاً من المجموعات المتحالفة في ما بينها، مما يدلّ على مدى النفوذ الإستراتيجي لطهران".



ماذا يعني كل هذا الكلام؟

إن تم التدقيق بمضمون التقريرين، فإنّه يمكن اعتبار الأول نتيجة للثاني، أي أن إنسحاب البارجة الأميركية قد يكون بمثابة إعتراف بجدوى نفوذ إيران الموسّع.

للتذكير، فإنّ "يو أس أس جيرالد فورد" جاءت إلى المنطقة إبان حرب غزة التي اندلعت يوم 7 تشرين الأول الماضي عقب اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وقالت واشنطن حينها إنها أرسلت البارجة الضخمة لردع إيران و "حزب الله" في لبنان في ظل حرب غزة.

 بمعنى أو بآخر، كانت أميركا تسعى لحماية إسرائيل ضد إيران والحزب، ولكن هذا حصل فعلاً؟ هل تحقق الهدف المُعلن؟

ما بينته الواقع إنّه وفي ظل وجود تلك البارجة، تعززت إعتداءات كثيرة ضد إسرائيل وسفن تجارية، كما أن ساحات عديدة باتت ناشطة ضد تل أبيب.

 وعليه، فإنّ ما حُكي عن أن تلك البارجة ستزيد من الردع، كان "خطاباً رناناً" لا أكثر ولا أقل.

مصادر معينة بالشؤون العسكريّة قالت لـ"لبنان24" إنَّ مغادرة البارجة الأميركية الضخمة مياه المتوسط يعني أنّ أميركا "سحبت عنصراً أساسياً للتوتر" في المنطقة، وما يجري يمكن أن يكون بمثابة تمهيدٍ لأمر أساسي وهو إنتفاء إمكانية حدوث حرب موسعة.

بحسب المصادر، فإنَّ أميركا وحينما أرسلت "جيرالد فورد"، كانت ماضية قدماً في دعم إسرائيل في حرب ضد غزة، لكن المعطيات الآن تبدلت. حالياً، فإن واشنطن باتت ترغب في "تطويق الحرب" بعدما وجدت أنه لا طائل منها، وأنّ الهدف الحالي الآن هو تقويض التوتر قدر الإمكان، والبداية كانت من سحب البارجة الحربية الضخمة.

تشير المصادر إلى أنَّ الخطوة الأميركية تُعد رسالة واضحة لطهران بأنه "لا مواجهة مباشرة معها"، كما أنها تحملُ عنواناً عريضاً مفاده إن واشنطن لا ترغب في تصعيد أكبر في المنطقة، وبالتالي يمكن أن يكون الإنسحاب إقرارا بخطورة التحركات المجموعات الموالية لإيران التي تسعى لإشغال إسرائيل بـ"المفرّق".

الأمر الأكثر أهمية وهو أن أميركا وبسحبها لبارجتها، يمكن أن تكون قد حفظت نفسها من تصادم مباشر مع إيران. عند حصول حرب شاملة، وفي حال إستخدام أميركا طائراتها الموجودة على "يو أس أس جيرالد فورد" لقصف لبنان أو غزة، عندها من الممكن أن يتم إسقاط المقاتلات الجوية، ما يعني رسالة مواجهة واضحة لا عودة فيها.

رسالة إلى "حزب الله"؟

الخطوة الأميركية المرتبطة بالبارجة الضخمة قد تكون أيضاً رسالة واضحة باتجاه "حزب الله".. فماذا في تحليل حيثياتها؟

- أولاً: يُعتبر ذلك بمثابة إشارة إيجابية عنوانها سحبُ فتيل مواجهة مباشرة بين الحزب وأميركا على أرض لبنان.

- ثانياً: ما جرى يمكن أن يكون بمثابة تمهيدٍ لحلول ديبلوماسية تقود باتجاه حوارٍ جدي حول مصير الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً أن هناك مساعٍ أميركية في هذا الإطار.

- ثالثاً: "تبريد" أميركا الأمور مع طهران ولو شكلياً يعني تراجع تأييدها شنّ إسرائيل حرب شاملة وتحديداً ضد لبنان.

 في الظاهر، فإنّ تل أبيب باتت تُهدّد كثيراً بتلك الخطوة باعتبار أنَّ وجود "حزب الله" عند الحدود بين لبنان وإسرائيل يعني أذية مباشرة للأخيرة. إلا أنه في المقابل، فإن واشنطن وحينما تنسحب من المنطقة، فإنها تقول لتل أبيب أن دعمها المباشر تراجع، وبالتالي فإن القوة التي قد تستندُ عليها إسرائيل في أي معركة قادمة باتت تتضاءل، ما يعني أنّ الوضع الذي كانت عليه قبل 7 تشرين الأول بات يعود تدريجياً، والدليل على ذلك ببساطة هو التالي: عدم انكسار النفوذ الإيراني – إستمرار بقاء حزب الله – عدم إنهزام حركة حماس، وعدم إقامة مناطق عازلة أرادتها إسرائيل عند الحدود مع لبنان وفي محيط غزة.

في خلاصة القول، فإن الإشارات التي حصلت مؤخراً ليست عادية، ومن خلالها يمكن القول إن ملامح التسوية بدأت ترتسم. في غضون ذلك، الرسائل الأميركية "الدبلوماسية" باتجاه لبنان كثيرة، وما يتبين، بحسب التحليلات، هو أنّ الأفق قد يكشف عن حل قريب يبدأ بتقليص العمليات العسكرية في غزة وصولاً إلى تهدئة في جنوب لبنان قبل الإنتقال إلى إطار تسوية واضحة برعاية دولية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جیرالد فورد حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

عون تلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية وحركة أميركية أوروبية في بيروت

بقيت الحركة الدبلوماسية، العربية والدولية، تركز على المرحلة المقبلة، لا سيما لجهة إلزام اسرائيل الانسحاب من آخر النقاط المحتلة في الجنوب، والمساعدات المتاحة لتأسيس صندوق اعادة الاعمار.
وقالت مصادر سياسية متابعة للإتصالات لـ«اللواء»: ان هناك ضمانات اميركية اكيدة بحصول الانسحاب عاجلا ام آجلا لكن بعد التأكد الاسرائيلي والاميركي من خلو قرى الحدود من اي وجود لحزب الله وهو امر صعب لأن عناصر الحزب هم من ابناء القرى فهل نقوم بتهجيرهم مع اهلهم من ارضهم. لكن المهم قبل الانسحاب ان يوقف الاحتلال استهداف المدنيين بالقتل ويوقف الغارات الجوية والخروقات المتمادية لوقف اطلاق النار، وهو ما لم تضمنه التأكيدات الاميركية.
وتسلم امس الرئيس جوزف عون رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نقلها إليه سفير مصر في لبنان علاء موسى، تضمنت دعوة للمشاركة في القمة العربية غير العادية، التي ستُعقد في القاهرة في 4 آذا المقبل، لبحث مستجدات القضية الفلسطينية.
 
وخلال استقباله اعضاء السلك الدبلوماسي العربي امس ثمن رئيس الحكومة نواف سلام  "الدعم العربي للعهد الجديد والحكومة"، لافتاً إلى أن البيان الوزاري يلتزم استعادة لبنان لمكانته بين اشقائه العرب، والحرص على ألا يكون منصة للتهجم على الدول العربية والصديقة"، كما شدد على "اهمية الموقف العربي الموحد لمواجهة التحديات المشتركة، لا سيما مخطط تهجير الفلسطينيين". واطلع رئيس الحكومة السفراء على الاتصالات التي اجراها مع المسؤولين العرب بهدف الضغط الدبلوماسي كي تنسحب اسرائيل من كل الاراضي اللبنانية بأسرع وقت. 
 
في الوقت نفسه جال امس وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور داريل عيسى على كبار المسؤولين بدءا من رئيس الحكومة نواف سلام، الذي استقبلهم في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون. وقدم الوفد التهنئة، مؤكداً دعمه للبنان في مختلف المجالات الى جانب الدعم المستمر للجيش اللبناني. من ناحيته، شدد الرئيس سلام على ضرورة الضغط الاميركي على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها في اسرع وقت، معتبراً ان ليس هناك اي مبرر عسكري او امني لذلك، وهو يشكل خرقا مستمرا لترتيبات وقف اطلاق النار والقرار 1701والقانون الدولي وانتهاكا لسيادة لبنان. كما زار الوفد قصر بعبدا واجتمع مع الرئيس عون، وقال عيسى: "بحثنا مع رئيس الجمهورية في التحديات الأمنية وتطبيق القرار 1701 وعودة الاستثمارات إلى لبنان وتطرقنا إلى العلاقة بين لبنان وسوريا". وقد طلب الرئيس عون من الوفد ان تمارس واشنطن ان تمارس ضغوطا على إسرائيل لاستكمال الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة كما طلب استمرار دعم الجيش اللبناني. 
 
وكان لافتا ما اعلنه داريل عيسى لجهة بقاء إسرائيل في خمس نقاط اذ قال: "ان القرار الدولي 1701 قديم، واخذ سنوات ليصل الى ما هو عليه اليوم. ولكن في اقل من 60 يوماً شاهدنا تعاوناً شبه كامل من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. فقد انسحبت القوات الإسرائيلية من معظم الأراضي اللبنانية ما عدا 5 أماكن، والجيش اللبناني عزز سيطرته على الأراضي اللبنانية. ولكن ما لم يحصل بعد، وما بحثته مع الرئيس عون وقادة آخرين هذا الأسبوع، هو تدمير المخازن الكبيرة للأسلحة، فكل يوم هناك انفجارات جراء تدمير أسلحة واكتشاف انفاق جديدة مليئة بالأسلحة، لذلك سيكون هناك وقت انتقالي أطول للتخلص من هذه منها. ولكن، يفهم الجانبان ان التطبيق الكامل للقرار 1701 سيحصل، وهذا يتضمن العودة الإسرائيلية الى الحدود المتعارف عليها تاريخياً، وكلا الجانبين يعيش من دون خوف ان يتخطى أي منهما الحدود مع أسلحة". 
 
كذلك جالت مفوضة الاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط دوبرافكا شويتزا ترافقها سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وول على المسؤولين، فزارت الرئيس عون واعلنت شويتزا انها "تطرقت الى حزمة  جديدة لمنطقة المتوسط التي انا مسؤولة عنها. ونحن نتحدث هنا عن ميثاق جديد لمنطقة المتوسط  الذي يشمل اتفاقات وتعاون مع مختلف دول هذه المنطقة. وكان الرئيس عون متجاوبا ويود ان نبدأ عملية التفاوض بالنسبة لهذا الميثاق الجديد. ان المفوضية الأوروبية والاتحاد الأوروبي يدعمان الرئيس والحكومة الجديدة ولبنان كبلد صديق. وسبق للمفوضية الأوروبية ان خصصت حزمة مساعدات بقيمة مليار يورو للبنان، وتم اعتماد خمسمائة مليون من هذه الحزمة خلال شهر آب الماضي. وسوف يتم تخصيص خمسمائة مليون أخرى الا ان ذلك يتوقف على بعض الشروط وأحد هذه الشروط المسبقة هو إعادة هيكلة القطاع المصرفي في لبنان والاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وما ان يتم الوفاء بهذين الشرطين سوف نتابع العمل على صرف المبالغ المخصصة الإضافية". وزارت لاحقا رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

مقالات مشابهة

  • لمنع حزب الله من تهريب أسلحة..إسرائيل تقصف معابر حدودية بين لبنان وسوريا
  • وزير خارجية ايران يتوجه إلى لبنان للمشاركة في مراسم تشييع السيد نصر الله
  • كميل شمعون: من حق إسرائيل البقاء في لبنان لحين تسليم سلاح حزب الله (شاهد)
  • عون تلقى دعوة للمشاركة بالقمة العربية وحركة أميركية أوروبية في بيروت
  • من أميركا.. هذا ما تبلغه لبنان بشأن الجيش
  • إسرائيل تقصف معابر بين سوريا ولبنان تسببت بسقوط جرحى وأضرار مادية جسيمة  
  • بالفيديو.. هذا ما استهدفته إسرائيل ليلا على الحدود
  • إسرائيل تعلن قصف معابر بين سوريا ولبنان
  • حركتا أمل وحزب الله: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مرفوض
  • إيطاليا: لا يمكن ضمان أمن أوروبا من دون أميركا