هل يتحقّق السلام في أوكرانيا وغزة في 2024؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يروي الكاتب الصحفي سون شي أنه أثناء دراسته في كلية لي كوان يو للسياسة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية، أبلغهم العميد المؤسس وكبير الدبلوماسيين البروفيسور كيشور محبوباني بنبرة متفائلة أن "الحرب، وبعد أن ظلت بلاء للإنسانية طوال قرون، صارت الآن صناعة في طور الأفول".
لا يمكن تحقيق سلام طويل الأمد إلا في ظل حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين
لكن من المؤسف اليوم أن تلك "الصناعة التي كانت في طور الأفول" بدأت تنتعش، من الحرب الروسية الأوكرانية إلى الحرب بين إسرائيل وحماس.والبحث عن السلام
وقال شي في مقاله بموقع "آسيا تايمز": من المفترض أن يكون عيد الميلاد وقتاً للسلام والبهجة، لكن الناس في غزة لم ينالوا حظوة التمتع بالسعادة بل بقوا غارقين في الحزن والصمت بسبب الحرب المستعرة، وأما في الضفة الغربية فقد أُلغيت احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم لهذا العام.
وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة ومنذ 24 فبراير 2022(شباط)، أسفرت الحرب الروسية الأوكرانية عن مقتل ما لا يقل عن 10,000 مدني أوكراني، من ضمنهم أكثر من 560 طفلاً، وإصابة أكثر من 18,500 شخص.
Wishing for a peaceful 2024 in Gaza, Ukraine, and the world.
US double standards on Israel and Russia are considered to “play into a dangerous game,” and the US is gradually losing diplomatic support _ Sun Xihttps://t.co/5ZXP1u9bdY via @asiatimesonline
ومنذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أسفرت الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس عن مقتل أكثر من 14,000 شخص، من ضمنهم أكثر من 100 موظف في الأمم المتحدة وأكثر من 50 صحفيّاً وإعلاميّاً، وإصابة أكثر من 33,000 شخص.
هذه البيانات ربما تكون مجرد بعض الأرقام الباردة، لكنها واقع أليم بالنسبة لمن يعانون من هذه الحروب، وفق الكاتب.
وربما كان البروفيسور محبوباني مفرطاً في التفاؤل بشأن انتهاء الحرب، لكنه كرئيس سابق لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان محقّاً تماماً فيما ذهب إليه بشأن معايير الغرب المزدوجة، حيث ادعى أن "الغرب لا تخذ موقفاً أخلاقياً إلا عندما لا ينطوي الأمر على مصلحته الأساسية". وقد طبقت الولايات المتحدة مثل هذه المعايير المزدوجة مجددّاً على إسرائيل وروسيا، حيث دافع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الأساليب التي تتبعها إسرائيل في غزة، لكنه أدان الأساليب التي تتبعها روسيا في أوكرانيا. وانتُقدت محاولة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي التفرقة بين ضحايا الحرب الروسية في أوكرانيا والعملية العسكرية الإسرائيلية ضد حماس في غزة كسفسطة فارغة.
وقال الكاتب: "يبدو أن حقوق الإنسان في غزة لا تتساوى مع حقوق الإنسان في أوكرانيا في نظر إدارة بايدن. وهذا من المفارقات الساخرة بالنسبة للولايات المتحدة، التي ظلت تزعم دائماً أنها منارة لحقوق الإنسان في العالم".
ومثل هذه المعايير المزدوجة تجاه إسرائيل وروسيا تعتبر "انخراطاً في لعبة خطيرة"، وبدأت الولايات المتحدة تخسر دعمها الدبلوماسي تدريجياً. فعندما رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل قرار وقف إطلاق النار في غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول)، لم تحظ الدولتان بدعم إلا من ثماني دول أخرى، من ضمنها ميكرونيزيا وناورو.
Wishing for a peaceful 2024 in Gaza, Ukraine, and the world. Read Read Story from Sun Xi, in @asiatimesonline : https://t.co/RXuySXqaHP
— Shahriyar Gourgi (@ShahriyarGourgi) December 30, 2023
والواقع أن أكثر من 130 موظفاً في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية طلبوا في وقت سابق من إدارة بايدن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وتابع الكاتب أن أي هجمات على المدنيين، سواء على أيدي الجيش الإسرائيلي أو حماس، يجب إدانتها ومعاقبتها بشدة، مع ضرورة تشجيع وقف فوري لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن.
ولكن لا يمكن تحقيق سلام طويل الأمد إلا في ظل حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين. واقترحت أربع دول في الاتحاد الأوروبي عقد مؤتمر دولي للسلام لتنفيذ قرار بشأن خيار الدولتين، وأصر وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا على ضرورة تحرك جميع الأطراف نحو حل الدولتين بعد المرحلة الساخنة من الحرب.
وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في يونيو (حزيران) اقتراحاً من ثلاث نقاط لتسوية القضية الفلسطينية، ويشمل إنشاء دولة فلسطين المستقلة، وضمان تلبية احتياجات فلسطين الاقتصادية والمعيشية، وإبقاء محادثات السلام على مسارها الصحيح.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "ظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دون حل على مدى أكثر من نصف قرن، مما تسبب في معاناة كبيرة للناس هناك. ويعد العام الجديد وقتاً للأمل والتجديد، فهيا بنا نصلّي من أجل عام 2024 يسوده السلام في غزة وأوكرانيا والعالم أجمع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية حصاد 2023 غزة وإسرائيل فی أوکرانیا الإنسان فی أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
لافروف: أوروبا تقوم بإسكات من يقول الحقيقة بشأن أوكرانيا والأغلبية تعارض نشر قوات حفظ السلام
روسيا – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن غالبية دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو تتعامل “بفتور” مع فكرة نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا.
وأوضح الوزير في مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” أن: “رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتحمسون لهذه الفكرة ويشكلون تحالف (الراغبين). وقد انضمت دول البلطيق بالفعل إلى هذه المبادرة، لكن معظم دول الاتحاد الأوروبي والناتو تتعامل معها بتشكك”.
وأضاف لافروف: “يقولون إنه من الجيد أن تكون هناك خطوط اتصال، لكن الأهم هو وقف الصراع. مع ذلك، فإنهم يؤجلون التسوية السياسية إلى وقت لاحق”.
وتطرق الوزير إلى تساؤلات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “ماذا ستفعلون إذا تم إعلان هدنة دون تسوية دائمة؟ هل ستستمرون في التسلح ومساعدة السلطات الأوكرانية في استمرار التعبئة القسرية للمواطنين الأوكرانيين المساكين، الذين يتم انتزاعهم من المراحيض العامة أمام أعين أمهاتهم وإجبارهم على الانضمام إلى القوات المسلحة؟”.
وأشار لافروف إلى تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، الذي ذكر أن هناك نقاشات حول نشر قوات حفظ سلام “في المناطق الواقعة خلف نهر دنيبر”، مما يعني ضمنيا القبول بالوضع القائم غرب النهر والتخلي عن فكرة الوحدة الترابية هناك.
وعلق الوزير: “هذا يشبه اقتراح إنشاء (مناطق مسؤولية) على الضفة اليمنى لدنيبر، على غرار ما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية. وقد أثار هذا الاقتراح ضجة كبيرة”.
واتهم لافروف الدول الأوروبية بـ”إسكات” أولئك الذين يتحدثون بصراحة عن الواقع في أوكرانيا. وأشار إلى تصريحات فلاديمير زيلينسكي المعادية للروس، قائلا: “الأمريكيون يدركون الحاجة لمعالجة هذه الأسباب الجذرية. أما في أوروبا، فهناك من يفهمون ذلك أيضا، لكن يتم إسكاتهم”.
وأضاف: “فقط رئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، ورئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو، وبعض الخبراء السياسيين والعلماء غير المرتبطين بالسلطة، يجرؤون على قول الحقيقة داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأشاد لافروف بموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تحاول حسب قوله “فهم الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية الناتجة عن سياسات واشنطن وبروكسل التي أوصلت النظام الحالي إلى السلطة عبر انقلاب غير دستوري في فبراير 2014”.
واختتم الوزير بالقول: “ترامب يدرك جوهر الصراع في أوكرانيا بشكل أفضل من القادة الأوروبيين. وهو أول من طرح قضايا جوهرية مثل مسألة الأراضي وعضوية أوكرانيا في الناتو، ويفهم ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع من أجل حله”.
المصدر: كوميرسانت