دواء مثير للجدل و"مميت" قد يصبح سلاحا سريا في الحرب على السرطان
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أفاد العلماء أن الكيتامين، المعروف على نطاق واسع باسم "مهدئ الخيول" و"المخدرات الترفيهية"، قد يكون قادرا على قتل الخلايا السرطانية، وفقا لاختبارات معملية واعدة.
إقرأ المزيد ماذا تعرف عن "الكيتامين" الذي أدى لوفاة الممثل ماثيو بيري؟!ويستخدم الكيتامين بشكل واسع في الطب البيطري في تخدير الحيوانات حيث أنه يسبب حالة تشبه النشوة مع تخفيف الألم، والتهدئة.
وتكشف الدراسة المنشورة في مجلة European Journal of Pharmacology، أن الكيتامين قد يمنع نمو وانتشار الخلايا السرطانية، خاصة في حالات سرطان الدماغ والرئة.
وعلى الرغم من عدم إثبات نجاحه على البشر، يأمل العلماء في إمبريال كوليدج لندن وجامعة هيروساكي وكلية نيبون الطبية في اليابان والمركز الوطني للبحوث السريرية لصحة الطفل في الصين، في رؤية نتائج مماثلة في مزيد من الدراسات المعملية وبين المرضى.
وستكون هناك حاجة لدراسات متعمقة تشمل الآلاف من مرضى السرطان قبل طرح الكيتامين كعلاج، ما يعني أن أي تطور ما يزال على بعد سنوات في أحسن الأحوال.
تأثيرات الكيتامين المحتملة المضادة للسرطان
في الاختبارات المعملية، تعرضت خلايا سرطان الرئة والدماغ البشرية التي تمت إزالتها من الجسم ونمت في حاضنة مرطبة، لتركيزات مختلفة من الكيتامين. وقام العلماء بتصوير العينات واستخدموا الليزر لتحليلها قبل تعرضها للدواء وبعد 24 ساعة من التعرض.
وأظهرت النتائج أنه تم قمع نمو وانتشار الخلايا السرطانية، مع ملاحظة التأثير الأكبر في الخلايا المعرضة لأعلى جرعة من الكيتامين.
إقرأ المزيد روسيا.. ابتكار جسيمات نانوية تعزز بشكل انتقائي العلاج الإشعاعي للسرطانوقال الفريق إن هذا يعني أن نشاط الخلايا السرطانية انخفض بشكل كبير وأصبح أقل عدوانية.
وكشفت النتائج أيضا عن وجود زيادة كبيرة في عدد الخلايا في مرحلة موت الخلايا المبرمج المتأخرة، عندما تدمر الأورام نفسها.
ويبدو أن الدواء يمارس تأثيراته عن طريق منع مستقبل معين يعرف باسم N N-methyl-D-aspartate، أو اختصارا NMDA، والذي يلعب دورا محوريا في تنظيم حجم الورم وانتشاره ومدى خطورة السرطان.
وأشار الفريق إلى أنهم استخدموا تركيزات "عالية نسبيا" من الكيتامين في الدراسة. وقالوا إن النتائج لا تعني بالضرورة أن الدواء سيعمل بنفس الطريقة على المرضى.
وعلى الرغم من أن هذا البحث يقدم نتائج أولية واعدة، إلا أن المجتمع العلمي يحث على الحذر، حيث أن التأثيرات التي تمت ملاحظتها في المختبر لا تعادل تلقائيا تأثيرات مماثلة لدى المرضى من البشر.
وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الشاملة قبل اعتبار الكيتامين علاجا محتملا للسرطان. وستتضمن هذه التحقيقات الإضافية اختبارات صارمة على مرضى السرطان، ما يدل على أن أي تطورات مهمة من المحتمل أن تكون على بعد سنوات عدة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض بحوث تجارب دراسات علمية طب مرض السرطان معلومات عامة معلومات علمية الخلایا السرطانیة
إقرأ أيضاً:
ابتكار دواء جديد يعزز فرص النجاة لمرضى سرطان الرئة
في خطوة هامة نحو تحسين رعاية مرضى سرطان الرئة، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية عن توفير عقار "أوسيميرتينيب" (تاجريسو) كعلاج روتيني للمصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) الإيجابي لطفرة EGFR.
وأظهر هذا الدواء، الذي طورته شركة أسترازينيكا، فعالية في مضاعفة وقت البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يعانون من هذا النوع من السرطان، مما يقدم الأمل لمئات المرضى.
يستهدف أوسيميرتينيب طفرة جينية في مستقبلات عامل النمو البشري (EGFR) والتي تعد عاملاً رئيسياً في تطور سرطان الرئة. من خلال استهداف هذه الطفرة، يساعد الدواء في منع عودة السرطان بعد إجراء الجراحة، ويعطى كعلاج تكميلي مع العلاج الكيميائي.
قبل هذا القرار، كان الدواء متاحاً فقط عبر صندوق أدوية السرطان (CDF)، ولكن بناءً على توصية المعهد الوطني للصحة والتميز في الرعاية الصحية (NICE)، سيتمكن الآن نحو 600 مريض في إنجلترا من الحصول عليه بشكل روتيني. وتشير الدراسات إلى أن أوسيميرتينيب يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى بنسبة ملحوظة.
في التجارب السريرية، أظهر المرضى الذين تناولوا أوسيميرتينيب متوسط وقت بقاء خالٍ من المرض يصل إلى 65.8 شهراً، مقارنة بـ 28.1 شهراً لدى المرضى الذين تناولوا علاجاً وهمياً. كما عاش حوالي 88% من المرضى الذين استخدموا أوسيميرتينيب لمدة خمس سنوات، مقارنة بـ 78% لدى أولئك الذين تلقوا العلاج الوهمي.
وفي تعليقها على القرار، قالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في المعهد الوطني للصحة: "يسعدنا أن نوفر الآن هذا العلاج المستهدف بشكل روتيني، وهو يمثل تقدماً كبيراً في معالجة مرضى سرطان الرئة". وأضافت أن المرضى سيستفيدون من هذا الخيار الجديد بعد الجراحة، مما يوفر لهم فرصة أفضل للنجاة.
ارتفاع حالات الوفاة بسرطان الرئةتقدّر الإحصاءات أن 95 شخصاً يموتون يومياً بسبب سرطان الرئة في المملكة المتحدة، ويشمل هذا المرض العديد من الأشخاص الذين لم يظهر عليهم الأعراض التقليدية مثل السعال المستمر. جولز فيلدر، التي تم تشخيص إصابتها بسرطان الرئة في المرحلة الرابعة عام 2021، عبرت عن ارتياحها لاستخدام أوسيميرتينيب، إذ شهدت تقلصاً بنسبة 90% في حجم الورم بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء العلاج.
من جهته، أكد الدكتور جيسمي فوكس، المدير الطبي لمؤسسة روي كاسل لسرطان الرئة، أن هناك تحولات كبيرة في علاج سرطان الرئة، مشيراً إلى أن التشخيص المبكر والتطورات العلاجية توفر خيارات جديدة للمرضى.
وأكد البروفيسور بيتر جونسون، المدير الوطني السريري لسرطان هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، أن "أوسيميرتينيب يوفر فرصة حقيقية لتمديد حياة المرضى بشكل فعال من حيث التكلفة، وهو مثال آخر على كيفية استفادة المرضى من العلاجات المتقدمة المستهدفة التي تقدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
تعتبر هذه الخطوة علامة فارقة في تطور علاج سرطان الرئة، ويُتوقع أن تساهم في تحسين معدل البقاء على قيد الحياة للمصابين بهذا المرض.