موقع 24:
2024-06-29@14:31:42 GMT

ما الذي يُرعب وسطيو أوروبا من 2024؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ما الذي يُرعب وسطيو أوروبا من 2024؟

 في الأيام التي سبقت آخر يوم من 2023، حذرت الحكومة الفرنسية من احتمال وقوع هجوم إرهابي. ونشر ما يقرب من 100 ألف عنصر من رجال الشرطة والدرك والجنود على امتداد فرنسا لمواجهة مثل هذا التهديد.

ستكون 2024 سنة الاختيار لفرنسا وأوروبا



 لكن بشكل عام، مرت ليلة رأس السنة في فرنسا بسلام حسبما لفت كاتب الشؤون الفرنسية في مجلة "سبكتيتور" غافين مورتيمر.


ويصلي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لكي تكون سنة 2024 خالية من الأحداث الأمنية على نحو مماثل لليلة رأس السنة. وكما قال الرئيس في خطابه التقليدي للأمة بالمناسبة، ستكون هذه السنة سنة خاصة بالنسبة إلى فرنسا: فالبلاد لن تستضيف الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الأولى منذ 100 عام وحسب، بل ستعيد أيضاً افتتاح كاتدرائية نوتردام المعاد بناؤها بعد خمسة أعوام من الحريق الذي اجتاحها. وفق ماكرون، 2024 هي سنة "العزم والخيارات والتعافي والفخر. في الواقع، سنة أمل".

For a decade ‘populist’ has been the insult of choice for European centrists to describe anyone who dares deviate from their progressive dogma. It impact has worn off

✍️ Gavin Mortimer: Why Europe's centrists are terrified of 2024https://t.co/eQmFs0MZvq

— The Spectator (@spectator) January 1, 2024


من أبرز "الخيارات" التي تواجه الفرنسيين هذه السنة الانتخابات الأوروبية في يونيو (حزيران)، وقد استحضر ماكرون روح الرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية جاك ديلور المتوفى مؤخراً لحث الناخبين على القيام بالشيء الصحيح في صناديق الاقتراع. وقال الرئيس: "سيتعين علينا أن نختار أوروبا أقوى وأكثر سيادة في ضوء إرث جاك ديلور"، معلناً أنه يجب على الناخبين الاختيار بين "استمرار أوروبا أو تعطيلها".

ماذا يعني ذلك؟

من خلال عبارة "تعطيلها"، يعني ماكرون التصويت لإحدى المجموعتين المحافظتين في البرلمان الأوروبي. الأولى هي كتلة الهوية والديموقراطية التي تضم حزب التجمع الوطني برئاسة مارين لوبان سابقاً وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الرابطة في إيطاليا. أما المجموعة الأخرى فهي كتلة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التي ينتمي إليها حزب إخوة إيطاليا برئاسة جورجيا ميلوني وحزب القانون والعدالة في بولندا وحزب فوكس في إسبانيا والديموقراطيون السويديون.
يعد حزب النهضة الذي أسسه ماكرون جزءاً من مجموعة التجديد التي كانت، إلى جانب حزب الشعب الأوروبي (حزب رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين)، القوى الوسطية الدافعة وراء اتفاق الاتحاد الأوروبي الأخير بشأن الهجرة واللجوء والذي وصفه وزير الهجرة البريطاني المستقيل حديثاً روبرت جينريك بأنه "لا يساوي ثمن الورقة المكتوب عليها". يوافق حزب مارين لوبان على ذلك ويصف الاتفاق بأنه "هذا المشروع المجنون (الهادف إلى) الإغراق المنظم لأوروبا"، لأنه لا يوجد في الاتفاق ما يتعلق بمنع القوارب الصغيرة من الوصول إلى أوروبا، بل يتعلق فقط بأفضل السبل لإدارة جميع الوافدين.

انتصار

هذه ليست وجهة نظر مجموعة التجديد. رداً على الاتفاقية، أصدرت المجموعة بياناً وصفتها بأنها "انتصار لتجديد أوروبا والقوى السياسية الوسطية المؤيدة لأوروبا". انتصار على من؟ "اليمين المتطرف واليسار المتطرف [اللذين] صوتا باستمرار ضد الاتفاقية ولم يقدما سوى حلول خيالية وشعبوية".
على مدار عقد من الزمن، كانت كلمة "شعبوية" بمثابة الإهانة المفضلة للوسطيين الأوروبيين لوصف أي شخص يجرؤ على الانحراف عن عقيدتهم التقدمية وفق الكاتب. وقد تلاشى تأثيرها في العام أو العامين الماضيين، ويعتقد أمثال مارين لوبان ورئيس حزبها، جوردان بارديلا، أن سنة 2024 ستكون سنتهم.

Extract: ‘Bardella’s advantage over Le Pen is that he appeals to the young….there is a growing feeling among some in the party that the National Rally’s best chance of winning the 2027 presidential election is if Bardella and not Le Pen is the candidate’ https://t.co/QErQTTnpFQ

— Karl Martin (@KarlMartinIrl) January 1, 2024


في رسالتها عشية رأس السنة الجديدة، أشادت لوبان بسنة 2023 باعتبارها السنة التي "تأكدت فيها صحة أفكار حزبها أكثر من أي يوم مضى"، في إشارة قبل كل شيء إلى مشروع قانون الهجرة الأخير الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية.
وأعلنت لوبان أيضاً عن طموحها لسنة 2024: "بما أننا وضعنا إيمانويل ماكرون كأقلية في الجمعية، الأمر منوط بنا الآن لجعل عائلته السياسية (مجموعة التجديد) أقلية في البرلمان الأوروبي".

نجم صاعد

يقود الحملة الأوروبية لحزب التجمع الوطني رئيس الحزب جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً، وهو النجم الصاعد في السياسة الفرنسية. دعت لوبان أنصار الحزب إلى "الوقوف جميعاً خلف جوردان بارديلا" قبل انتخابات يونيو، ويبدو أن هذه الدعوة تلقى صدى لدى فئة أوسع من أنصار التجمع الوطني.
أضاف الكاتب أنه إلى جانب الخطاب الرئاسي، إن التقليد الفرنسي الآخر في نهاية كل سنة هو قائمة الشخصيات الخمسين الأكثر شعبية. إنها قائمة يهيمن عليها المغنون والممثلون والرياضيون، لكن هذا السنة ثمة دخيل: جوردان بارديلا الوافد الجديد إلى المركز الثلاثين وهو السياسي الوحيد الذي دخل القائمة. ووصف فريديريك دابي، أحد أبرز منظمي استطلاعات الرأي في فرنسا، ظهور بارديل بأنه "إنجاز غير مسبوق".
يتمتع بارديلا بخلفية غير عادية بالنسبة إلى سياسي فرنسي: فقد نشأ على يد أم عازبة (مهاجرة إيطالية) في عقار سكني في منطقة سين سان دوني الفقيرة. والميزة التي يتمتع بها بارديلا على لوبان هي أنه يجذب الشباب. كما أنه أكثر معرفة بالاقتصاد من لوبان، وثمة شعور متزايد لدى البعض في الحزب بأن أفضل فرصة لحزب التجمع الوطني للفوز في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027 هي أن يكون بارديلا وليس لوبان هو المرشح.

ماكرون محق

لكن على المدى القصير، ينصب تركيز بارديلا على الانتخابات الأوروبية في يونيو، ومثل ماكرون، حث الناخبين في رسالته بمناسبة السنة الجديدة على الخروج والتصويت. وقال: "إن تعبئتكم ضرورية"، إذا أرادت فرنسا أن توقف ما وصفه بارديلا بـ"جنون (ماكرون والاتحاد الأوروبي الهجروي".
في الختام، رأى مورتيمر أن ماكرون على حق. ستكون 2024 سنة الاختيار لفرنسا وأوروبا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا

إقرأ أيضاً:

المعسكر الرئاسي يحرص على تغييب صورة ماكرون بحملته الانتخابية

مع اقتراب انتخابات تشريعية مبكرة محفوفة بالمخاطر للغالبية الرئاسية في فرنسا، يحرص المرشحون من معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون على تغييب صورته بالكامل عن ملصقاتهم لخوفهم من ردود الفعل السلبية للناخبين الناقمين عليه بسبب قراره حل الجمعية الوطنية (البرلمان).

ويقول مساعد برلماني سابق طالبا عدم نشر اسمه إن "ملصقاتنا تخلو من أي صورة للرئيس".

ويضيف -أثناء مشاركته في الحملة الانتخابية لنائب في المعسكر الرئاسي- "وجه الرئيس يغيب عن ملصقاتنا. هذه هي فرصتنا الوحيدة للفوز".

ويوضح أن "الرئيس يحدث التوتر لأنه بعد 7 سنوات في السلطة، أصبحنا مرهقين، ولكن أيضا لأنه حل الجمعية العامة وتسبب بأزمة سياسية"، معربا عن خشيته، على غرار آخرين، من أن تؤول السلطة إلى اليمين المتطرف الذي يتصدر حاليا استطلاعات الرأي.

ومع أن هذا المساعد البرلماني صوت لماكرون عامي 2017 و2022، فإنه يؤكد أنه لو تعين عليه أن يعيد الكرة اليوم فهو لن يدعم الرئيس، كونه يأخذ عليه الدعوة للانتخابات المبكرة وإقرار قانون الهجرة المثير للجدل في نهاية 2023.

ويقول "لو تعيّن علي أن أخوض الحملة لصالح ماكرون لما تمكنت من فعل ذلك".

خيبة أمل

وخيبة الأمل هذه بدت واضحة مساء التاسع من يونيو/حزيران عندما أعلن ماكرون حل البرلمان بعد خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية.

وسادت مساء ذلك اليوم المقر الرئيسي للحزب الرئاسي في باريس مشاعر عدم التصديق ونظرات الذهول على التصفيق الهزيل الذي حظي به ماكرون إثر إعلانه حل البرلمان.

وقال ناشط أمام الكاميرات وقد اغرورقت عيناه بالدمع "هذا ليس قرارا جيدا، هذا ليس قرارا جيدا".

لكن تغييب صورة ماكرون عن المشهد ليست سلوكا عاما، فبعض الناشطين في المعسكر الرئاسي اختاروا، على قلتهم، أن يضعوا جانبا غضبهم إزاء قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية والوقوف صفا واحدا خلف رئيسهم قبل 3 أيام من الجولة الأولى للانتخابات.

وبنبرة ملؤها المزاح، تقول الناشطة السبعينية بول "نحن نلومه على كل شيء، حتى على انقراض الديناصورات"، مؤكدة تأييدها قرار ماكرون الدعوة للانتخابات المبكرة.

لكن ناشطين آخرين في الحزب الرئاسي يبدون أقل حماسة من هذه المرأة لقرارات رئيسهم. ويحاول هؤلاء الدفاع عن قرار ماكرون حل البرلمان بوضعه في خانة الحاجة إلى "التوضيح"، وهو المصطلح الذي غالبا ما تستخدمه السلطة التنفيذية لتبرير هذا القرار.

ويقول بنجامين إنغرانيسي (30 عاما) "كان أمرا لا مفر منه. فبأي حال، المعارضة أرادت إسقاط الحكومة مع بداية الدورة البرلمانية المقبلة".

وعلى الرغم من هذا الدعم لقرارات رئيسهم، فإن المنشورات التي يحاولون توزيعها على المارة لا تحمل اسم ماكرون ولا صورته بل صورة كل من مرشح الدائرة الانتخابية ورئيس الوزراء غابرييل أتال الذي لم تتدهور شعبيته بالقدر نفسه.

خطوة إلى الوراء

ويقول الناشط جوليان فييرا الذي كان حتى قبل أسبوعين ملحقا برلمانيا لنائب في الحزب الرئاسي إنه "يجب على الرئيس أن يؤدي دوره كرئيس، لكن عليه أن يتراجع خطوة إلى الوراء".

ويتكرر الوضع نفسه في أماكن أخرى من فرنسا حيث يفضل المرشحون من المعسكر الرئاسي عدم التركيز على ماكرون البالغ 46 عاما والذي تسلم السلطة في 2017، وكان منصب الرئيس أول منصب انتخابي يفوز به في حياته.

غير أن بعض أنصار ماكرون يحفظون للرئيس مآثر عديدة. ومن هؤلاء برونو بيينيميه الذي يخوض غمار السياسة في منطقة السوم (شمال) والذي يقول إنه صوت لماكرون في 2017 لأنه "كانت هناك بعض الأخطاء الفادحة لكننا محظوظون للغاية بوجوده، والجميع نسي ما فعله، خصوصا في إنقاذ شركات خلال كوفيد".

ويوضح أن الرئيس "لم يكن أمامه حل آخر" سوى حل الجمعية الوطنية، حتى لو كان مقتنعا للأسف بأن اليمين المتطرف سينتصر في 7 يوليو/تموز، تاريخ الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، "على أمل أن يدرك الفرنسيون بعد ذلك أنه عاجز عن الحكم".

مقالات مشابهة

  • الحملة الانتخابية في فرنسا في ساعاتها الأخيرة واليمين المتطرف في الصدارة
  • بعد هجوم شرس من حزب لوبان.. ماكرون يدافع عن مزدوجي الجنسية
  • اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا
  • المعسكر الرئاسي يحرص على تغييب صورة ماكرون بحملته الانتخابية
  • "البيجيدي" يطالب بإنقاذ السنة الجامعية بكليات الطب والصيدلة بعد إضراب كاسح عن الامتحانات
  • قبل الانتخابات التشريعية المبكرة... مارين لوبان تشكك في دور رئيس الجمهورية كقائد أعلى للقوات المسلحة
  • الناخبون الفرنسيون أمام خيار مخيف.. مارين لوبان أو اليسار المتشدد
  • لوبان: ماكرون لن يتمكن من إرسال قوات إلى أوكرانيا
  • دي لا فوينتي يحذر إسبانيا من جورجيا
  • الهجرة، أوكرانيا، الطاقة: ما هي أولويات اليمين المتطرف الفرنسي؟