آخر تحديث: 2 يناير 2024 - 10:09 صبقلم:أحمد صبري لَمْ تشهد البَشَريَّة ـ بعد أن وضعت الحرب العالَميَّة الثانية أوزارها عام 1945 ـ استخدامًا للفيتو من قِبل الولايات المُتَّحدة لتعطيل قرارات كانت تصبُّ لصالح فضِّ النزاعات بالطُّرق السلميَّة وهي كثيرة، الأمْرُ الَّذي انعكس على أوضاع المنظَّمة الدوليَّة الَّتي هيمنت واشنطن على مقدراتها وانحراف بوصلتها، ليس للسِّلم والأمن الدوليَّين ـ وإنما إلى تطلُّع الكثير من الدوَل الَّتي اكتوت بنيران وكوارث الاستخدام الأميركي للفيتو الَّذي تحوَّل إلى أداة للقتل وتبرير العدوان، وتعطيل الجهود المخلِصة لدرء المخاطر على الشعوب.

وحتَّى لا نستغرق بالتفاصيل فإنَّ غزَّة وشَعب فلسطين عامَّة كانت ضحيَّة هذا الاستخدام المنحرف والمنحاز دومًا وتداعياته على مستقبل شَعب اغتُصبت أرضه من كيان متسلِّح بهذا السِّلاح الَّذي أدَّى إلى تكريس الاحتلال وإنكار حقِّ الشَّعب الفلسطيني في دَولته القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشريف. ولولا الفيتو الأميركي وإشهاره ظلمًا بوَجْه العالَم الَّذي ضاق ذرعًا من عمليَّات القتل والتهجير والعقاب الجماعي، وقضم الأرض الفلسطينيَّة لَمَا كان لهذا الكيان أن يتمادى مع سبق الإصرار على تهويد فلسطين والإفلات من العقاب. إنَّ الفيتو الأميركي وصل إلى حدٍّ لا يُمكِن السكوت عَنْه أو تبريره، لا سِيَّما الضغط على «إسرائيل» لتمرير مساعدات العالَم لشَعب غزَّة، وهو موقف يرتقي إلى حدِّ المشاركة بالقتل، وإمعانًا بالعقاب الجماعي للشَّعب الفلسطيني. لقَدْ تحوَّل الفيتو الأميركي في مجلس الأمن إلى شرعنة الاحتلال ومنع محاسبة رموزه الَّذين لَنْ يتورَّعوا عن التهديد في استمرار مُخطَّط التهجير والقتل والعقاب الجماعي، وإنكار حقِّ الشَّعب الفلسطيني في الحياة، والعيش بكرامة على أرضه. فهذا الفيتو سبق وإن استخدمته واشنطن في تبرير فرض الحصار على العراق والعدوان على أرضه، وعطَّل سَعْيَ الداعين لمنعِ الخيار العسكري في تعاطيها مع الملف العراقي الَّذي أدَّى إلى احتلاله وتدمير بنيته، وضياع مستقبله، كما الصورة الَّتي تتكرر في الغطاء الأميركي لـ»إسرائيل» لِنَفْس الأهداف الَّتي تسعى لتحقيقها في فلسطين. إنَّ المقاومة العراقيَّة الَّتي أجبرت جيش الاحتلال الأميركي على الانسحاب من العراق عام 2011 وسطَّرت أروع الملاحم في الفداء والتضحية، أكيد أنَّ المقاومة الفلسطينيَّة في معركة طوفان الأقصى كانت حافزًا لهؤلاء الأبطال في مقارعة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيًّا رغم طغيان العدوِّ الصهيوني وآلته الحربية الَّتي تغذِّيها واشنطن بالسِّلاح والمال، في محاولة للإمعان في قتلِ الفلسطينيِّين. فالفيتو الأميركي الَّذي عطَّل عدَّة مشاريع متوازنة في مجلس الأمن قوبلت برفض أميركي من دُونِ أن ترعوي من مخاطر تعطيل هذه المشاريع الَّتي أصبحت شريانًا لإدامة الحياة بعد أن تقطَّعت بالصَّابرين والصَّامدين السُّبل. وأمام العالَم تستعرض «إسرائيل» أحدث فنون القتل الجماعي والفردي، وتهديم البيوت على ساكنيها، وهذا لَنْ يتحقَّقَ لولا الدَّعم والتحريض الأميركي الَّذي أصبح شريكًا بشكلٍ مباشر بالعدوان على شَعب فلسطين. ومهما تمادت «إسرائيل» وشريكتها الولايات المُتَّحدة في مسار التدمير الممنهج ضدَّ الشَّعب الفلسطيني فإنَّها لَمْ تستطع أن تقتلعَه من أرضه وأنَّ معركة طوفان الأقصى هي الدليل على تمسُّك المقاومة الفلسطينية بحقِّها المشروع في الدِّفاع عن النَّفْس، وهي مَنْ سوف ترسم ملامح المشهد في اليوم التالي بعد تحقيق الانتصار على العدوِّ الصهيوني وليس غيرهم بعد أن يختفيَ (النتن ياهو) من المشهد كمُجرِم حرب مهزومًا أمام إرادة الشَّعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الفیتو الأمیرکی العال م

إقرأ أيضاً:

الهيئة الدولية لدعم فلسطين: نثمن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة

ثمن الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، الجهود المصرية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، موضحًا أن جهد مصر الدبلوماسي غير معتاد على المستوى العربي والدولي، فمصر في كل قمة ومشهد ومحفل تفرض القضية الفلسطينية وتدعم كل الطرق للوصول إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات.

الأمم المتحدة تعتمد قرارًا حول الممارسات الإسرائيلية في فلسطين  رئيس إيران يقدم اقتراحا من خمس بنود لدعم فلسطين وملاحقة إسرائيل حقوق الشعب الفلسطيني

وقال عبدالعاطي، خلال مداخلة على فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن مصر دائمًا تتحرك باتجاه دعم مسار جاد لحقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة، وتسجل مصر اليوم نجاحًا إلى جوار أيرلندا والنرويج في تقديم مسودة مشروع قرار جرى التصويت عليه بإجماع دولي في الأمم المتحدة باتجاه إحالة ملف المساعدات الإنسانية والتزامات دولة الاحتلال تجاه المنظمات الدولية بغزة إلى محكمة العدل الدولية.

 وقف الحرب في غزة

وأضاف أن مصر لها دور كبير في الجهود الرامية إلى وقف الحرب في غزة، عبر تفعيل الوساطة العربية الذي يأمل الشعب الفلسطيني أن تفضي هذه الجهود إلى نجاح قريب، إضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر مع الفرقاء الفلسطينيين باتجاه المصالحة الوطنية الفلسطينية.

نحن في اللحظة الأقرب لتوقيع اتفاق هدنة في غزة

يذكر أن وسام نصيف، الباحث في العلاقات الدولية، فتا إن الآن اللحظة الأقرب لتوقيع اتفاق تبادل أسرة وهدنة بين إسرائيل وحماس نتيجة تغيرات متعددة من ضمنها الضغط الذي يمارسه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء هذه المسألة قبل وصوله إلى البيت الأبيض.

وأضاف «نصيف»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة في شروطها للوصول إلى اتفاق وجيش الاحتلال الإسرائيلي بات يتعامل مع الامر بجدية أكثر، مؤكدًا على ان الآن الحظة الأكثر جدية للتوصل إلى اتفاق وكل المعطيات تشير إلى اننا متجهين إلى اتفاق في غزة.

وتابع الباحث في العلاقات الدولية: « الوصول إلى اتفاق متوقف بشكل أساسي على موقف إسرائيل وعلى كل الأطراف في المفاوضات تقديم  بعض التنازلات وإلا  فستستمر الحرب»، مشيرًا إلى أن إسرائيل هي العقبة الأكبر في هذا الموضوع وفي أي لحظة يمكن ان تزيد إسرائيل من شروطها وتتراجع في كلامها.

مقالات مشابهة

  • أنباء محافظة ريمة ينظمون وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • إلى لغة الضاد في يومها العالمي
  • مأرب.. مظاهرة حاشدة تضامنا مع فلسطين وللمطالبة بوقف العدوان على غزة
  • 98 مسيرة جماهيرية حاشدة في إب دعماً للشعب الفلسطيني وإعلان الجاهزية لردع العدوان
  • الهيئة الدولية لدعم فلسطين: نثمن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • «هيئة دعم الشعب الفلسطيني»: نثمن الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الصهيوني على الشعب اليمني
  • الرئيس الإيراني: العدوان الإسرائيلي نهب الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني
  • الرئيس الفلسطيني: تحقيق استقرار المنطقة يقتضي حصول فلسطين على عضوية أممية كاملة  
  • برشلونة وأتلتيكو.. «عقدة 18 عاماً»