حكاية مسجد ضريح أم الغلام «تجاور فاطمة بنت الحسن».. وخلافات حول شخصيتها
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
مئات المساجد التاريخية تضمها شوارع مصر، ما بين قاهرة المعز ومحافظات الصعيد ومحافظات الوجه البحري، تضم العديد منها بين جدرانها أضرحة بعضها لأولياء الله الصالحين، وأخرى لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن القاسم المشترك بين العديد من تلك المساجد والأضرحة أن هناك العديد من الروايات المتعلقة بصاحب أو صاحبة المقام، بل وتاريخ الإنشاء.
ويعد ضريح ومسجد أم الغلام بحي الحسين بالقاهرة واحد من أهم الأضرحة المختلف عليها ليس فقط من حيث تاريخ الإنشاء ولكن أيضًا حول شخصية السيدة الذي يحمل اسمها الضريح والممر الموجود به. خلف مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، وفي أحد الممرات الضيقة التى لا يعرفها إلا دائمي التردد على المشهد الحسيني، تجد لافتة خضراء كبيرة الحجم مكتوب عليها "مقام السيدة فاطمة أم الغلام والسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن" إلا أن اللافتة لا تحمل تاريخ محدد لإنشاء الضريح، وما إن تنزل درجات الضريح حتى تجد غرفتين إحداهما للسيدة فاطمة بنت الإمام الحسن بن على، وزوجة الإمام علي زين العابدين، أما السيدة الثانية وهي فاطمة أم الغلام، والتي يسمى الممر والضريح باسمها، فقد اختلفت الروايات حول تعريف شخصيتها، بالإضافة إلى لوح معلق داخل الضريح حول قصة قدوم رأس الحسين إلى القاهرة، يوجد بذات الضريح لوح أخر يذكر أن السيدة فاطمة أم الغلام، هي زوجة الإمام الحسين الفارسية، شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، وهي إحدى بنات كسرى ملك الفرس، وقد زوجها الإمام على رضى الله عنه، لابنه الحسين فى حضور عمر بن الخطاب، وكانت قد أسرت خلال فتح المسلمين لبلاد فارس، وطلب علي بن أبي طالب من عمر بن الخطاب إعتاقها وأخريات وقعن في الأسر، لتغيير اسمها عقب دخول الإسلام إلى فاطمة وأنجبت الأمام على زين العابدين الملقب بـ"علي الأصغر".
وأما سر وجود لافتة بالضريح تروي قصة دخول رأس الإمام الحسين بن علي للقاهرة، فوفقَا للروايات الصوفية فإن رأس الإمام الحسين قد دخلت لمرقده الحالي، من خلال ممر بضريح أم الغلام ويصل ذلك الممر إلى مسجد الحسين. ورغم أن تلك الرواية تبدو الأقرب للتصديق، إلا أن التاريخ المكتوب على جدران المقام، ينفيها، فقد كُتب على الضريح أنها دفنت عام 702 من الميلاد، بينما زواج الحسين من شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد"، لم يتم إلا عقب معركة نهاوند سنة 642 ميلاديًا أي بفارق 60عامًا، فمن غير المعقول أن تكون هي صاحبة المقام.
أما الرواية الثانية والمتداولة أيضًا أنه في القرن الخامس عشر، أقام السلطان الأشرف إينال السيفي مدرسة تحمل اسمه في ذات المكان، ورفض القائمون عليها الرواية المنتشرة في ذلك الوقت بإن سيدة قبطية كانت تمر مصادفة خلال أحداث معركة كربلاء بين الحسين وأصحابه وجيش يزيد بن معاوية، ورأت رأس الإمام الحسين فأخذتها وضحت برأس رضيعها ووضعتها في ذات المكان وغطتها حتى تستطيع الهروب برأس الحسين، ودفنت الرأس بالقاهرة، ورفض القائمين على مدرسة السيفي تلك الرواية لأن القاهرة التي أسست على يد جوهر الصقلي قائد جيوش الدولة الفاطمية، لم تكن قد أسست في ذلك الوقت وهناك فارق زمني 4 قرون بين موقعة كربلاء وتأسيس القاهرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المساجد التاريخية قاهرة المعز الإمام الحسین
إقرأ أيضاً:
«مين زكي جمعة؟».. حكاية الإفيه الشهير لعادل إمام في مسرحية «مدرسة المشاغبين»
«فين أيام رفاعة الطهطاوي وقاسم أمين وعلي مبارك وزكي جمعة.. مين زكي جمعة ده؟».. إفيه على لسان الزعيم عادل إمام في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، عمره يتجاوز الـ50 عامًا، ولكن حتى الآن قادر على أن ينتزع قهقهات الجمهور كأنّها المرة الأولى التي يسمعه فيها، وبالرغم من تلك السنوات هناك عدد من المشاهدين يتساءلون حين عرض المسرحية عن هوية زكي جمعة، الذي جاء اسمه على لسان الزعيم بجانب أسماء أبرز رجال التنوير والفكر في التاريخ المصري.
في كلمة الفنان عادل إمام خلال حفل تكريمه من وزارة الثقافة بدار الأوبرا المصرية عام 2001، كشف أنَّه كان يفكر على مدار أسبوع في الكلمة التي سيلقيها على الحضور هل يلقي أبيات من الشعر أم الحديث عن الأدب اليوناني القديم، ولكنه قرر في النهاية أنَّ يكشف للجمهور هوية «زكي جمعة» الذي ذكر اسمه في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، مؤكّدًا أنَّه كان له تأثير كبير عليه.
«مين زكي جمعة ده؟».. عادل إمام يكشف سر إفيه «مدرسة المشاغبين»«مين زكي جمعة ده ؟»، هو السؤال الذي أجاب عنه عادل إمام خلال حفل تكريمه، قائلا إنَّه في أول يوم دراسة بكلية الزراعة لم يسأل على شيء إلا عن فريق التمثيل بالجامعة، إذ كان يهوى التمثيل منذ المرحلة الثانوية، وقدم أعمال الأدب العالمي على المسرح المدرسي، ولم يجد إلا لافتة صغيرة مدون عليها موعد اجتماع فريق التمثيل، وبالفعل ذهب إليهم في اليوم المحدد، ووجد رئيس فريق التمثيل شاب جميل وعظيم، على حد تعبيره، وأجرى له اختبارًا وسأله إذا مثّل من قبل ورشحه لدور في مسرحية كان يتمّ الإعداد لها.
وأكّد عادل إمام أنَّ هذا الشاب ساعده على فتح آفاقه ما بين قراءة أعمال الأدب العالمي، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية لأوركسترا القاهرة السيمفوني، ورشحه أنَّ يكون رئيس فريق التمثيل في العام التالي، متابعًا: «هذا الشاب كان له تأثير كبير.. وهذا هو الشاب زكي جمعة رئيس فريق التمثيل في الجامعة وكان نموذج عظيم».
وقدم عادل إمام زكي جمعة على المسرح، بعدما أصبح أستاذًا في جامعة الزقازيق ورجل أعمال، وطلب صعوده إلى المسرح ليقدمه للجمهور ويحييه ويحتضنه.