"ألبرز" المدمرة الإيرانية تصل إلى البحر الأحمر (تويتر)

رغم أنها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها مدمرة "ألبرز" الإيرانية العملاقة مضيق باب المندب للوصول إلى البحر الأحمر، فالإبحار في المياه الدولية من المهام الاعتيادية للمدمرة الإيرانية، إلا أن وصولها في هذا التوقيت لا يبدو اعتيادياً مع التوتر المتصاعد قبالة السواحل اليمنية على البحر الأحمر.

 

ويأتي وصول المدمرة الإيرانية بعد يوم فقط من تعرض القوات البحرية التابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، الحليفة لإيران، لهجوم أميركي أودى بحياة عشرة من عناصرها.

 

وكانت تقارير غربية تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن استعدادات أميركية وبريطانية لتنفيذ هجمات ضد الحوثيين، وسبق ذلك تشكيل الولايات المتحدة تحالفا عسكريا للتصدي للهجمات الحوثية ضد سفن إسرائيلية وأخرى متجهة إلى إسرائيل للضغط عليها لوقف الحرب على غزة.

 

واتهمت واشنطن إيران مراراً خلال الفترة الأخيرة بالوقوف وراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مع توجيه رسائل إلى طهران للعمل على إيقاف هذه الهجمات ومنع اتساع الحرب في المنطقة، بحسب ما قاله وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مؤكداً أن بلاده ردت بالقول إن الحل في البحر الأحمر ليس عبر تشكيل تحالف عسكري الذي اعتبره "خطأ استراتيجيا" بل من خلال وقف الحرب على غزة.

 

من جهتها، أكدت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء، الاثنين، أن "ألبزر" تقوم بمهامها الاعتيادية في المياه الحرة التي كانت تقوم بها منذ عام 2009، بغرض تأمين أمن الخطوط الملاحية والتصدي للقراصنة وتنفيذ مهام أخرى.

 

ويرى القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني، حسين كنعاني مقدم، في حديث لـ"العربي الجديد" أن الهجمات الأميركية على القوات البحرية اليمنية، أمس الأحد، "تحمل رسالة مهمة، مفادها أن الأميركيين بصدد القيام بمغامرات في البحر الأحمر"، مؤكداً أن إرسال إيران مدمرة وقطعاً بحرية إلى تلك المنطقة أيضاً يكشف عن "رسالة دعم إيرانية لليمنيين وأنهم كحليف استراتيجي مدعوم من إيران" في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية.

 

ويضيف كنعاني مقدم، أن "على الأميركيين أن يعلموا أنهم إذا ما أرادوا إشعال حرب في المنطقة على قوى المقاومة فإن نيرانها ستلتهمهم".

 

وحول إمكانية وقوع احتكاك بين البحريتين الإيرانية والأميركية في البحر الأحمر، يقول كنعاني مقدم إن "المنطقة عندما تتأزم وتصل إلى الوضعية الحمراء، فحينئذ لا يستبعد أي احتمال خاصة إذا حاولت البحرية الأميركية عرقلة عبور المدمرة الإيرانية في البحر الأحمر"، مؤكداً في الوقت ذاته أن إيران "لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع البحرية الأميركية إلا اذا بادرت الأخيرة بإشعال مواجهة بحرية".

 

قدرات المدمرة "ألبرز"

 

بحسب الخبير العسكري الإيراني، مرتضى موسوي، فإن مدمرة "ألبرز" صنعتها شركة "واسبر تورنيكرافت فيكرز" البريطانية عام 1969 بناءً على طلب شراء إيراني، قُدم عام 1966 لشرائها مع أربع مدمرات أخرى، والتحقت المدمرة بالبحرية الإيرانية عام 1972، أي قبل الثورة الإسلامية عام 1979، وكانت المدمرة تحمل اسم "رستم" لكن اسمها تغير بعد الثورة إلى "ألبرز".

 

ويضيف موسوي أن المدمرة وزنها ألف و550 طناً، وطولها يبلغ 94.5 متراً، وسرعتها أيضاً أكثر من 36 عقدة بحرية، لافتاً إلى أن البحرية الإيرانية استخدمت "ألبرز" في الحرب الإيرانية العراقية وأوكلت إليها مهام "الدفاع عن مصالح إيران الوطنية وأمن مياه المنطقة".

 

والمدمرة الآن تختلف عنها حين استلمتها إيران من بريطانيا قبل الثورة، إذ يقول الخبير موسوي إن الجيش الإيراني قام بتطويرها وتحديثها عام 2019 "استغرق ذلك 45 ألف ساعة عمل، وعمل فيها 250 مهندساً وتقنياً".

 

وشملت التحديثات منظومات التوجيه والإبحار والمحرك والدفاع الجوي والدفاع الصاروخي والرادار المتطور وتقنية الاتصالات والحرب الإلكترونية المتطورة، وأكد موسوي أن المدمرة "تمت إعادة بنائها وتحديثها بقدرات وإمكانية محلية إيرانية بالكامل".

 

تتمتع مدمرة "ألبرز" بقدرات هجومية ودفاعية في وقت واحد، وفق الخبير موسوي، الذي لفت إلى أنها تحمل صواريخ كروز "نور" بعيدة المدى ضد السفن، يبلغ مدى الصواريخ نحو 130 كم ووزنها 715 كغ ووزن رأسها الحربي 165 كغ وهي صواريخ شديدة الانفجار.

 

كما أن المدمرة مزودة بمنظومة "كمند" للدفاع الجوي بمدى قصير يتراوح بين 4 و5 كم، وبمسلسلات "غاتلينغ" تتمتع بسرعة إطلاق 4 إلى 5 آلاف رصاصة في دقيقة واحدة، فضلاً عن نظام "جوشن 140" المحلي الدفاعي المزود بقاذفات "شاف" التي توفر مظلة دفاعية للمدمرة أمام الصواريخ الذكية، وفق موسوي.

 

ويوضح موسوي أن "ألبرز" مجهزة أيضاً في مقدمتها ومؤخرتها بمدفعين (20 ملم)، متصلين أتوماتيكياً بالرادار، فضلاً عن 4 قاذفات لإطلاق أنواع طوربيدات مضادة للغواصات.

 

وعن مكامن الضعف في المدمرة، يقول موسوي إنها عولجت في نسختها المحدثة عام 2019 من خلال تركيب منظومات الرادار والصواريخ الهجومية والدفاعية وأجهزة الاتصالات المحدثة.

 

من جهته، يقول الخبير، محمد شلتوكي، لـ"العربي الجديد"، إن المدمرة مزودة بأنظمة صواريخ كروز "سطح ـ سطح" و"سطح ـ جو"، فضلاً عن "صواريخ هجومية دقيقة" للتصدي لهجمات يمكن أن تتعرض لها.

 

ويضيف أن المدمرة تملك تقنيات تحتاجها المدمرات، مشيراً إلى أنها "مشاركة فاعلة في مهمات البحرية" الإيرانية. ويشير شلتوكي إلى أن "ألبرز" مزودة بصواريخ كروز يصل مداها إلى 300 كم لضرب الأهداف البحرية في هذا الشعاع، لافتاً إلى أنها أيضاً قادرة على التصدي للهجمات الجوية من خلال صواريخ "سطح ـ جو" دقيقة، حسب توصيفه.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ايران المدمرة ألبرز البحر الأحمر أمريكا المدمرة الإیرانیة فی البحر الأحمر أن المدمرة

إقرأ أيضاً:

“مصائد موت” في أعماق البحر الأحمر تثير دهشة العلماء 

يمن مونيتور/قسم الأخبار

عثر فريق من علماء المحيطات على برك شديدة الملوحة في أعماق البحر الأحمر، تشكّل بيئة قاتلة للكائنات البحرية التي تدخلها. 

وجد العلماء هذه البرك على عمق 4000 قدم تقريبا (1219.2 متر) في قاع خليج العقبة، حيث تنعدم فيها مستويات الأكسجين وتكون أكثر ملوحة بعشر مرات من مياه البحر العادية، ما يجعلها مكانا غير صالح للحياة باستثناء بعض الميكروبات القادرة على العيش في الظروف القاسية. 

ونظرا لكثافة المحلول الملحي العالية، فإنه يستقر في قاع المحيط دون أن يختلط بسهولة بالمياه المحيطة. وفي المناطق التي تتسرب منها هذه المياه المالحة من قاع البحر، تتشكل برك وبحيرات غامضة تحت الماء. 

وتعد برك المياه المالحة ظاهرة نادرة في العالم، إذ لم يكتشف منها سوى 40 بركة فقط، موزعة بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وخليج المكسيك. ويشير العلماء إلى أن هذه البرك تعمل كـ “كبسولات زمنية”، تحفظ سجلات جيولوجية دقيقة للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية مثل الزلازل والتسونامي التي وقعت في المنطقة على مدار آلاف السنين. 

وتوصل فريق البحث من جامعة ميامي إلى هذا الاكتشاف خلال بعثة استكشافية استمرت 6 أسابيع، استخدم خلالها مركبة تعمل عن بُعد لاستكشاف قاع البحر. وجاء الاكتشاف المفاجئ في الدقائق الأخيرة من إحدى الغطسات، عندما كشفت المركبة عن قاع بحر مهجور مغطى بطبقات كثيفة من الطين، قادتهم إلى هذه البرك الغامضة. 

وعلى الرغم من الظروف القاسية لهذه البرك، فقد اكتشف العلماء أن بعض الميكروبات المتطرفة، مثل البكتيريا التي تختزل الكبريتات، تزدهر في هذه البيئة. 

وتلعب هذه الكائنات دورا في تغيير التركيب الكيميائي للمياه، ما قد يساعد العلماء في فهم كيفية نشوء الحياة في بيئات مشابهة على الأرض وربما في عوالم أخرى خارج كوكبنا. 

ويرى العلماء أن دراسة هذه البرك قد تقدم أدلة على إمكانية وجود حياة في البيئات القاسية على كواكب أخرى، حيث توفر الظروف الموجودة في هذه البرك نموذجا يشبه البيئات التي يعتقد أنها كانت موجودة في بدايات تشكّل الأرض، ما قد يساعد في توجيه البحث عن الحياة خارج كوكبنا. 

وأظهرت تحليلات الرواسب المأخوذة من البرك أن المنطقة تعرضت لفيضانات كبرى كل 25 عاما تقريبا، في حين شهدت موجات تسونامي كبرى بمعدل مرة كل 100 عام. ويسعى الفريق إلى الاستفادة من هذه البيانات لفهم تغير المناخ والتأثيرات الجيولوجية العميقة على البيئة البحرية. 

  

المصدر: ديلي ميل 

مقالات مشابهة

  • ميليشيا الحوثي تشن هجوماً ضد مقاتلة وطائرتين أمريكيتين دون طيار
  • “مصائد موت” في أعماق البحر الأحمر تثير دهشة العلماء 
  • انعقاد الاجتماع الأول للجنة القانونية لمشروع ترسيم خط الأساس و انشاء قاعدة البيانات البحرية بالبحر الاحمر
  • من جديد.. البحرية الامريكية تصف القتال في البحر الأحمر بالأصعب 
  • أيام الشارقة التراثية تستعرض البيئة البحرية الإماراتية
  • موسم «السمك الناشف» ينطلق فى البحر الأحمر.. الوجبة الشعبية
  • البحرية الأمريكية تقيل قائد حاملة الطائرات “ترومان” من منصبه
  • البحرية الامريكية :القتال في البحر الاحمر صعب لم نشهده منذ الحرب العاليمة الثانية
  • الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية: أزمة البحر الأحمر لا يمكن السيطرة عليها
  • مصر وإسبانيا تؤكدان التزامهما بالتعاون الأمني المائي وحماية الملاحة البحرية بالبحر الأحمر