آخر تحديث: 2 يناير 2024 - 9:41 صبغداد/شبكة أخبار العراق- كشفت أطراف سياسية عراقية عدة ، عن تفاهم سياسي مدعوم إيرانياً يقضي بإكمال الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، دورتها التشريعية (حتى عام 2025) من دون الذهاب إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وسط تحذيرات من استفزاز التيار الصدري بهذه الخطوة.وتضمن البرنامج الوزاري للسوداني، الذي حصل على ثقة البرلمان بموجبه في عام 2022، بنوداً كثيرة، ركز بعضها على إجراء انتخابات مبكرة، ومحاربة الفساد والسلاح المنفلت.

ويُعدّ مطلب إجراء انتخابات مبكرة من أبرز مطالب التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، الذي طالب بها قبل تشكيل حكومة السوداني من قبل “الإطار التنسيقي”، وقبل اعتزاله العمل السياسي. وقالت مصادر سياسية مطلعة،إن “السوداني كان جاداً بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، بدعمٍ من أطراف سياسية سنية وكردية، إضافة إلى أطراف في الاطار التنسيقي، مثل حيدر العبادي وعمار الحكيم”.وأضافت أنه “بعد تشكيل الحكومة وسيطرة أطراف داخل تحالف الإطار التنسيقي على مفاصل مهمة بالدولة، وعلى رأسها قيس الخزعلي ونوري المالكي، ضغطت باتجاه التخلي عن فكرة الانتخابات المبكرة والإبقاء على الحكومة بدورة كاملة، حتى نهاية عام 2025″، أي حتى موعد الانتخابات التشريعية، بعد إجراء الانتخابات الأخيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.وأوضحت المصادر أن “هناك شبه اتفاق سياسي تم التوصل إليه أخيراً داخل الإطار التنسيقي، يقضي بإكمال حكومة السوداني فترتها التشريعية والتخلي عن فكرة حل البرلمان ثم الذهاب إلى الانتخابات المبكرة، كما كان مطروحاً قبل عام. لكن هذا الأمر ربما تكون له تداعيات تدفع الصدريين إلى تحركات شعبية وسياسية خلال الفترة المقبلة”، متحدثة عن “دعم إيراني” للتفاهم السياسي المتعلق بإلغاء فكرة الانتخابات المبكرة. وبشأن هذه المعلومات قال القيادي في ائتلاف “دولة القانون”، سعد المطلبي، إنه “لا يوجد ما يدفع لإجراء انتخابات مبكرة، في ظل الاستقرار السياسي والأمني ونجاح الحكومة الحالية في الكثير من الملفات، تحديداً الملف الخدمي والاقتصادي”.وأضاف أن “القوى السياسية الداعمة لحكومة السوداني، مع استمرار هذه الحكومة بدورة كاملة وعدم إجراء أي انتخابات مبكرة، والباب مفتوح بأي وقت لعودة التيار الصدري للمشهد السياسي، ولا يوجد أي تهميش أو إقصاء لهم كما يريد البعض الترويج لذلك”.وأضاف المطلبي أن “الذهاب نحو الانتخابات المبكرة، يتطلب اتفاقاً سياسياً واسعاً، ولا يمكن فرض هذا الأمر على كل الأطراف السياسية، لأن خطوة كهذه لا يمكن أن تحصل إلا بعد حل البرلمان نفسه، وهذا الأمر متفق عليه بين الكتل والأحزاب، بالتالي إن تحقيق خطوة مثل هذه يتطلب اتفاقاً سياسياً، والأمر ليس بيد الحكومة فقط”. أما عضو تحالف “السيادة” حسن الجبوري، فاعتبر في حديثٍ ، أن “التوجه السياسي العام هو مع إكمال حكومة السوداني دورتها الكاملة، لكن عملياً هذا الملف لم يطرح بشكل حقيقي حتى يكون الاتفاق عليه رسمياً بين أطراف ائتلاف إدارة الدولة”.وشدّد على أنه “ندعم اتخاذ أي خطوة سياسية من أجل عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي، وموقفنا كان ثابتاً من خلال تشكيل حكومة مقبولة تعمل على إجراء الانتخابات المبكرة من أجل فتح الباب لعودة الصدريين، فهم جزء مهم وأساسي من العملية السياسية”.وأضاف الجبوري أن “المرحلة المقبلة ربما تشهد تطورات سياسية مختلفة، وهذا الأمر قد يدفع نحو الذهاب للانتخابات المبكرة، فاتخاذ خطوة كهذه أكيد متوقف على التطورات السياسية، لكن في الوقت الحاضر لا توجه للانتخابات المبكرة والكل مع متابعة السوداني دورته الدستورية الكاملة لأربع سنوات”. في المقابل، رأى المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي، في حديثٍ، أن “عدم الذهاب نحو الانتخابات المبكرة أمر متوقع جداً، فهناك قوى بالإطار التنسيقي تريد إكمال السيطرة على كامل الدولة من خلال الحكومة الحالية وفي ظل غياب التيار الصدري، ولا تريد إفساح المجال لعودة الصدريين عبر بوابة الانتخابات المبكرة”.وأوضح الشريفي أن “كل المعطيات تؤكد أن التيار الصدري سيشارك بالانتخابات البرلمانية، وسيحصل على مقاعد أكثر من التي استقال منها، ولهذا السبب لا ترغب بعض الأطراف في الإطار التنسيقي هذا، وفي الأصل هي سعيدة جداً بغياب الصدريين عن انتخابات مجالس المحافظات (أُجريت في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي)، حتى تكمل السيطرة والاستحواذ على كل المفاصل في الدولة العراقية”.وأضاف الشريفي أن “التيار الصدري أصبح يدرك خطورة محاولة تهميشه وإقصائه، وربما قد يكون له تحركات سياسية وشعبية تدفع إلى الذهاب نحو الانتخابات المبكرة. وهذا الأمر متوقف على ردود أفعال زعيم التيار مقتدى الصدر، لكن بقاءه بهذه العزلة، يعني عدم إجراء أي انتخابات مبكرة ويعني استمرار إكمال سيطرة الإطار التنسيقي على كل مفاصل الدولة”.وخلال الأشهر الماضية، لم تظهر أية مؤشرات على عزم السوداني المضي بتنفيذ أبرز ما تضمنه برنامج حكومته، وهو إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، والذي جاء ضمن توافق سياسي بين قوى “الإطار التنسيقي” وباقي الأطراف السياسية الأخرى، سعياً لضمان التهدئة عقب انسحاب “التيار الصدري” بزعامة مقتدى الصدر من العملية السياسية.ونص المنهاج الوزاري لحكومة السوداني، الذي أقره مجلس النواب في 27 أكتوبر 2022، على “تعديل قانون الانتخابات النيابية خلال ثلاثة أشهر، وإجراء انتخابات مبكرة خلال عام”، فيما أكد التزام الحكومة بـ”القيام بواجبها بدعم المفوضية المستقلة للانتخابات في جميع المجالات، لتمكينها من القيام بإجراء الانتخابات المقبلة لمجلس النواب الاتحادي وانتخابات مجالس المحافظات، وذلك بتوفير المخصصات المالية، وتهيئة الأجواء الآمنة والمستقرة لإجراء الانتخابات لضمان نجاحها ونزاهتها”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: إجراء انتخابات مبکرة الانتخابات المبکرة إجراء الانتخابات الإطار التنسیقی حکومة السودانی التیار الصدری هذا الأمر

إقرأ أيضاً:

انتخابات الإقليم.. الأحزاب الحاكمة تحافظ على نفوذها وسط ضعف المعارضة والمستقلين

بغداد اليوم - كردستان

كشف الكاتب والمحلل السياسي كاظم ياور، اليوم الاثنين (30 أيلول 2024)، عن تراجع حظوظ الأحزاب المعارضة والمستقلين في انتخابات برلمان إقليم كردستان بسبب المقاطعة الشعبية الواسعة للاقتراع.

وأوضح ياور في تصريح لـ "بغداد اليوم" أن "اليأس يسود بين صفوف أحزاب السلطة، حيث ينحصر التنافس بشكل أساسي بين جمهورها فقط، مما يعزز فرصها في الانتخابات المقبلة".

وأشار إلى أن "المعارضة تواجه تحديات كبيرة بسبب عدم توحيد صفوفها، في حين يساهم دخول المستقلين في قوائم متعددة بتشتيت الأصوات، ما يؤدي إلى ضعف قوتهم الانتخابية مقارنة بالأحزاب الحاكمة التي تبقى متماسكة في ما بينها".

وأضاف ياور: "حتى لو حصلت أحزاب السلطة على أصوات قليلة، فإن تشتت أصوات المعارضة سيمكن الأحزاب الحاكمة من الحفاظ على ديمومتها ونفوذها في الإقليم".

في 21 شباط 2024، اصدرت المحكمة الاتحادية حكما يقضي بتقليص عدد مقاعد برلمان الإقليم إلى 100 مقعد بعد إلغاء مقاعد الكوتا الامر الذي دفع الحزب الديمقراطي الكردستاني (الحزب الحاكم في إقليم كردستان)، الى الانسحاب من الانتخابات البرلمانية في الإقليم قبل ان يعدل عن هذا القرار ويعلن المشاركة.

وأعاد قرار المحكمة الاتحادية القاضي بعدم دستورية تمديد عمل برلمان إقليم كردستان، تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجهها العملية الانتخابية في الإقليم، شبه المستقل، في وقت وجهت فيه القوى السياسية الرئيسة في الإقليم أصابع الاتهام لبعضها البعض بشأن المسؤولية عن عرقلة إجراء الانتخابات في موعدها.

وأصدرت المحكمة الاتحادية، قرارا يقضي بعدم دستورية تمديد عمل برلمان كردستان لعام إضافي، بعد أن جدد لنفسه، في عام 2022، معتبرة أن كل القرارات الصادرة عنه بعد تلك المدة "باطلة".

واستعدادا للانتخابات البرلمانية التي طال انتظارها في إقليم كردستان تخوض قوى المعارضة تحديات جمة لإعادة تنظيم صفوفها وتشكيل جبهة عريضة قبل دخولها مضمار المنافسة مع القوى التقليدية المهيمنة على دفة الحكم، في محاولة لاستعادة ثقة الناخب المحبط من أداء القوى السياسية بجميع أطيافها.

وفي ظل المشهد السياسي المعقد يلقي تراجع نفوذ المعارضة بظلاله على الأسباب الكامنة وراء إخفاقها في تحقيق تقدم ملموس، وتداعيات ذلك على إقبال الناخبين للمشاركة في الانتخابات، وسط تساؤلات حول مستقبل التحالفات السياسية ومدى قدرة المعارضة على العودة إلى المشهد بقوة.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يعقد 3 جلسات برلمانية غدا لإجراء انتخابات لجانه
  • رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا يدعو إلى انتخابات مبكرة
  • انتخابات الإقليم.. الأحزاب الحاكمة تحافظ على نفوذها وسط ضعف المعارضة والمستقلين
  • لمدة 5 ساعات.. فصل التيار الكهربائي عن الغردقة
  • هل تؤثر أحداث لبنان على انتخابات برلمان إقليم كردستان؟
  • رئيس وزراء اليابان الجديد يحدد 27 أكتوبر موعدا لإجراء انتخابات مبكرة
  • أردوغان يعلق على دعوات إجراء انتخابات مبكرة
  • رئيس وزراء اليابان الجديد يحدد موعداً لإجراء انتخابات مبكرة
  • رئيس وزراء اليابان الجديد: سأدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في 27 أكتوبر المقبل
  • الشريف: الانتخابات تحتاج اتفاق سياسي حقيقي يسبقها