عائلات الرهائن غيّرت خطط نتانياهو
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
على مدى أسبوع في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، أقامت نعوم إيدان بن عزرا وعشرة آخرون من أقارب الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول)، في مخيم نصبوه أمام مقر وزارة الدفاع بهدف إيصال رسالتهم.
لو لم يكونوا هناك، لربما كان تدمير حماس الأولوية الأولى للحكومة
مرة كل ساعة، كانت العائلات مع مؤيديها يمنعون السيارات من الدخول أو الخروج من المقر، بينما يتلو أحدهم أسماء الرهائن الـ129 الذين لا يزالون محتجزين في غزة، ويقولون إن الساعة تدق بالنسبة لأحبائهم، وأنه يتعين على القادة الإسرائيليين فعل المزيد من أجل إعادتهم.
ووتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها إن بن عزرا التي تركت وظيفتها كمديرة لمدرسة ثانوية من أجل النضال لعودة أخيها تساهي إيدان البالغ من العمر 49 عاماً والذي يعمل مهندساً في برمجيات الكومبيوتر، تسجل كل يوم يمر منذ اختطافه. وقالت خلال احتجاج في 22 ديسمبر(كانون الأول) :"لقد مضى 77 يوماً. يجب أن ينتهي ذلك". ضغوط مستمرة
ومارست عائلات الرهائن الإسرائيليين، التي جمعتها المأساة والمهمة المشتركة، ضغوطاً مستمرة على الحكومة لجعل عودة الأسرى أولويتها. ويؤكد معظم الأقارب أن أي عرض إسرائيلي لحماس لن يكون مكلفاً، إذا أعاد الرهائن إلى الوطن. منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، نفذوا حملتهم في وسائل الإعلام، في تجمعات احتجاجية وفي لقاءات مع صناع القرار في إسرائيل والخارج.
Families of Israeli hostages, brought together by tragedy, have transformed what began as a support group into a collective campaign to win back Hamas’s captives https://t.co/mhIKht5HfR https://t.co/mhIKht5HfR
— The Wall Street Journal (@WSJ) January 1, 2024
والخميس، التقى ممثلون عن 28 عائلة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي أكد لهم أنه يفعل كل ما في وسعه. واستضاف الرئيس جو بايدن مجموعة أصغر في منتصف ديسمبر في البيت الأبيض، حيث أخبرهم أن الجهود الأمريكية لإعادة الجميع إلى الوطن لن تتوقف. وقال البيت الأبيض وقتذاك إن ثمانية أمريكيين لا يزالون محتجزين داخل غزة.
ورأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس جدعون راهات أن استعادة الرهائن باتت على رأس أولويات الحكومة، بفضل العائلات. وقال: "لو لم يكونوا هناك، لربما كان تدمير حماس هو الرقم 1، وكانت استعادة الرهائن الرقم 2 و3".
ويتعين على حكومة نتانياهو أن توازن بين الضغوط الرامية إلى استعادة الرهائن وبين هدفها المعلن المتمثل في القضاء على تهديد حماس - وهو الهدف الذي يحظى أيضاً بدعم واسع النطاق في إسرائيل عقب هجوم 7 أكتوبر الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل. ومما يزيد من التحدي الذي تواجهه إسرائيل أن جماعات مسلحة أخرى غير حماس تسيطر على بعض الرهائن.
وخلصت العائلات إلى أن رسالتها إلى القيادة الإسرائيلية كانت قد وصلت في نوفمبر(تشرين الثاني)، عندما أوقفت إسرائيل هجومها على غزة وأطلقت السجناء الفلسطينيين في صفقة أدت إلى إطلاق 105 من نحو 240 رهينة.
Families of Israeli hostages, brought together by tragedy, have transformed what began as a support group into a collective campaign to win back Hamas’s captives https://t.co/JklJucrkya via @WSJ
— drdivine (@drdivine) January 1, 2024
وبعد انهيار هذا الاتفاق، واصلت العائلات الضغط، واقترح المسؤولون الإسرائيليون في ديسمبر على حماس وقف القتال لمدة أسبوع والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة مقابل إطلاق سراح 40 رهينة أخرى. ورفضت الحركة العرض، في محاولة للضغط على إسرائيل لتقديم المزيد من التنازلات.
وبعد ذلك، قدمت مصر اقتراح سلام كاملاً، وهو ما أولته الحكومة الإسرائيلية اهتماماً جدياً، لأن مرحلته الأولى تتضمن تبادل الرهائن والسجناء.
وسرعان ما أدركت عائلات الرهائن أنها في حاجة إلى التكاتف معاً. وتدخلت مجموعة من المحامين الإسرائيليين والاستراتيجيين الإعلاميين والديبلوماسيين السابقين للمساعدة. وقرروا أن الحاجة الأكثر إلحاحاً هي إيجاد وسيلة للعائلات للعثور على بعضها البعض وتبادل المعلومات. وأنشأوا مركز اتصال، أصبح في ما بعد مجموعة دعم، تعرف بـ"منتدى عائلات الرهائن والمفقودين".
وبينما أطلقت إسرائيل هجومها على غزة، سارع نتانياهو إلى تعيين منسق لملف الرهائن. لكن الأمر يستغرق أسبوعاً حتى يتمكن رئيس الوزراء من الاجتماع مع عائلات المختطفين.
تم بذل جهد جماعي من قبل العائلات لدعم بعضها والتوصل إلى طرق لجعل صوتها مسموعاً عالمياً. وتبرع رجل أعمال إسرائيلي في مجال التكنولوجيا، قُتلت ابنته في 7 أكتوبر، بمكتب لمنتدى العائلات، الذي اجتذب آلاف المتطوعين.
وبفضل التبرعات، أنفق المنتدى ملايين من الدولارات على الإعلانات على غوغل والفايس بوك، كما قال متطوعون في المجموعة، ووضع اعلانات على الشاشات في ساحة "تايمز سكوير" بنيويورك. وبدأت مجموعات "واتساب" للعائلات تمتلئ بالتحديثات المتعلقة بالرهائن والفرص المتاحة للأقارب للتواصل مع وسائل الإعلام والانضمام إلى الوفود في الخارج.
ونظم المنتدى نحو 100 رحلة دولية للعائلات للقاء مسؤولين في أوروبا والولايات المتحدة، فضلاً عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، وفق ما قال السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا دانيال شيك.
ويمكن رؤية حملة العائلات في أنحاء تل أبيب، مع ملصقات تعرف بالمختطفين الإسرائيليين على زوايا الطرقات وعند محطات الوصول في مطار تل أبيب. وتعرف ساحة أمام متحف تل أبيب للفنون الآن باسم "ساحة الرهائن، مع إقامة تجمعات وخطب وموسيقى كل سبت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل عائلات الرهائن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
يتّفق المحللون الإسرائيليون على أنّ المذكرةَ التي قدّمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا، (أعلى سلطة قضائية)، وما تضمّنته من اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ستعمّق الأزمة الداخلية في إسرائيل، وتنعكس مباشرة على مسار مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزّة.
لا جدال حول ما يعيشه نتنياهو اليوم من لحظة تقييم حقيقية، بعد أن حصل في السابق على تفويض غير مشروط لتصعيد الحرب من أجل استعادة الأسرى، وتحقيق أهداف عسكرية، دون أن ينجح فعليًا في أي منها.
لم تهدأ الساحة الداخلية الإسرائيلية، ولم تستكن تلك الاحتجاجات الملونة في دعواتها، التي تبدأ بالدفع بالحكومة نحو إبرام صفقة الأسرى مع حركة حماس ووقف النار، ولا تنتهي عند حالات التمرّد داخل المؤسسات العسكرية، والتي شكّلت حالة "توترية" مستحدثة سببتها تلك الرسالة العلنية التي نشرها نحو ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي في 10 أبريل/ نيسان الجاري، والتي تدعو إلى إعادة الأسرى ووقف الحرب.
لا شكّ أن الداخل الإسرائيلي يشهد على اهتزازات، لم تعهدها الدولة العبرية في تاريخها، حيث وصلت الحال بزعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لبيد، في تصريحات أطلقها، الأحد 20 أبريل/ نيسان الجاري، إلى حدّ التحذير من أن هناك كارثة ستبدأ من الداخل الإسرائيلي "نتيجة التحريض المستمر"، محملًا رئيسَ جهاز الأمن المسؤولية عن "الفشل في التعامل مع هذه التحديات".
إعلانكما أضاف لبيد، أنه "وفقًا لمعلومات استخباراتية، نحن مقبلون على كارثة وهذه المرة ستكون من الداخل". ما دام أن جميع المعطيات تتقاطع حول موضوع الانهيار الداخلي الإسرائيلي، فلمَ لم يحصل إذًا؟
عقبات كثيرة تقف عائقًا أمام استمرارية حكومة نتنياهو، وإشكاليات تطرح عليها من الداخل والخارج، وهذا ما برزَ بعد استئناف حربه على قطاع غزة، حيث تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الضغوط داخل الحكومة على رئيسها، لاتخاذ قرار باحتلال كامل قطاع غزة، في ظلّ مخاوف رئيس الأركان الجديد إيال زامير من الثمن العسكري لمثل هذه الخطوة.
يشير أغلب التقارير إلى أن إطالة أمد الحرب في المنطقة، يصبّ في صالح توفير الحماية لنتنياهو، الذي تحيط به ملفات مشبوهة. هو الذي مثَلَ في مارس/ آذار الماضي أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للردّ على اتهامه بالتورط في فساد وتلقّي رِشا.
كُشفت نوايا نتنياهو من خلال إفشال مسارات التفاوض، ومن الذهاب إلى الخيار العسكري، ولكن الذي ما يزال غامضًا، هو الموقف الأميركي (اللين) تجاه نتنياهو، ورفضه المقترحات التي قدّمها الأميركي لحلّ الأزمة في المنطقة.
هذا (التراخي) الأميركي تجاه نتنياهو، قابله صرامة وصلت إلى حدّ "البهدلة" بالنسبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 فبراير/شباط الماضي.
لا يوفّر ترامب مناسبة إلا ويتهجم فيها على زيلينسكي، لا بل ذهب بعيدًا في مواقفه، عندما عرض عليه الأربعاء 23 أبريل/ نيسان الجاري، ورقة "الذل" لإنهاء الحرب، طالبًا منه الموافقة على التخلي عن شبه جزيرة القرم، من خلال أخذ كييف إلى الاعتراف بملكيتها لروسيا. لا يتوقف الموضوع عند فرض الاستسلام على كييف، بل ذهب بعيدًا في المطالبة بالاستيلاء على الموارد النادرة في أوكرانيا. رغم أن ترامب أطلق في حملاته الانتخابية مواقف حاسمة تتعلق بإنهاء حالة الحرب في كل من القطاع وأوكرانيا.
إعلانلا مصالح لأميركا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، بل على العكس هناك مكاسب لها تستطيع أن تستغلها لصالح سياساتها في الشرق الأوسط. يفتّش ترامب عن صادقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كيف لا وهو يجد في أوكرانيا تسوية كبرى ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط.
إنّ جلّ ما يريده الرئيس الأميركي من روسيا ممارسة المزيد من الضغط على حليفتها إيران للتوصل إلى تسويات في المنطقة، بهدف إبعاد شبح الحرب معها.
أفصح نتنياهو عن "تهديد وجودي" يداهم إسرائيل من خطورة التسوية التي تقودها أميركا مع إيران، ورفع من مستوى خطابه تجاه إيران. فعبّر قائلًا الأربعاء 23 أبريل/ نيسان، إن "إيران تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وخطرًا على مستقبلها"، مؤكدًا عزم حكومته على مواصلة التصدي لما وصفه بـ"الخطر الإيراني" حتى لو اضطرت إسرائيل للتحرك بمفردها".
هذا السقف العالي من التهديدات تحتاجه إدارة ترامب، كي تستغلّه لفرض شروطها في المفاوضات مع الجانب الإيراني. وبهذا يتبلور ما تخطط له واشنطن في المنطقة، بعيدًا عن التوجّسات الإسرائيلية، مستغلة تهديدات نتنياهو تجاه إيران.
إنّ زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى الرياض، السبت 19 أبريل/ نيسان الجاري، وإعلانه عن "طريق مشتركة" لاتفاق نووي مدني مع السعودية، دليل واضح على ما تراه الإدارة الأميركية للمرحلة القادمة في المنطقة، ودليل إضافي على أن النظرة الأميركية تختلف كل الاختلاف عن نظرة نتنياهو.
في السبعينيات، قام نيكسون ووزير خارجيته في حينها "هنري كيسنجر" ببلورة مبادئ ما سُمي "سياسة الركيزتين" ووقتها الخطة استهدفت ضمان استقرار إقليمي، ووفرة النفط ومساعدة متبادلة ضد النفوذ السوفياتي، بينما اليوم تتوجه ضد النفوذ الصيني.
وقعت المملكة مع الولايات المتحدة على اتفاقية المادة 123 التي تطرق إليها قانون الطاقة النووية الأميركية من العام 1954، والذي يسمح لواشنطن بنقل التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى. قد تهدف واشنطن من هذا الاتفاق إلى خلق تقاربات إقليمية تعتمد على ركائز متنافسة، بدل اللجوء إلى خيار الحروب المباشرة، التي يحتاجها نتنياهو.
إعلانليس صحيحًا أن يد نتنياهو مطلقة التصرف، بل الأصح هو أن لواشنطن حساباتها في المنطقة، وأن نتنياهو أصبح أداة تدار من قبل الإدارة الأميركية، التي تتصرف بما ينسجم مع مصالحها.
فنتنياهو يدمر غزة لأجل تحقيق الممر الاقتصادي الهندي، وبناء "ريفيرا الشرق"؛ تمهيدًا لفتح الاستثمارات الأميركية تحديدًا الخدماتية والسياحية.
لهذا لن يتخلَّى ترامب في المدى المنظور عن نتنياهو، ولن يُسمح للداخل الإسرائيلي بالتهور وأخذ الأمور نحو الانهيار، ما دام لم تُرسم المنطقة بحسب مع تريده واشنطن، ولم يزل النظام الدولي يرسم أطره العامة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline