الأسبوع:
2025-03-10@04:26:01 GMT

كل أسبوع.. بناء الوعي يبدأ باحترام التخصص

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

كل أسبوع.. بناء الوعي يبدأ باحترام التخصص

ما زلت لا أجد تفسيرا لإصرار بعض مقدمي البرامج على الخوض في قضايا لا يصح لهم التحدث فيها أو عرضها على العوام لمناقشتها، لمجرد أن نفرا قليلا يعترضون على حكم أو توجيه قرآني تقره الشريعة وقال به الراسخون في العلم.

وليعلم الجميع أن دين الله لا تحكمه الأهواء ولن تتحكم فيه فئة باغية مأجورة نعرف توجهاتهم، وسيظل الأزهر الشريف بعلمائه الثقات حائط الصد الراسخ في الدفاع عن دين الله.

وليتنا ننتبه جميعا إلى أننا سنكون خير أمة أخرجت للناس- كما يريد الله لنا- حين نحترم التخصص، ويتقن كل منا عمله، ولا يتدخل في عمل غيره ولا يتكلم فيما لا يعلم، ولن يكون ذلك في دنيانا هذه إلا بتدخل ولى الأمر، وسن قوانين تجرم الظهور الإعلامي للتحدث في غير التخصص، ولا بد من إعادة الهيبة لعالم الدين والمؤسسة الدينية بما يفوق هيبة المؤسسات الأخرى، إذا كنا جادين في قضية بناء الوعي، ونسعى بصدق لكسب الدنيا والدين معا.

إن احترام التخصص يا سادة من أعمدة بناء الوعى الأساسية، ونحن بخير بل كل أمة لا تنهض ولا تتقدم ولا تكون بخير إلا إذا احترمت التخصص في شتى المجالات وفي كل مناحي الحياة، وتأتي على رأس هذه التخصصات علوم الدين المختلفة، التي كانت فيما سبق قد يستوعبها عالم واحد بما فتح الله عليه من سعة الأفق وقوة الحفظ وشمولية المعرفة، فكنا نجد العالم الواحد على دراية بعلوم القرآن والتفسير والحديث والعقيدة وربما الطب والفلك، والنماذج كثيرة لا يتسع المقال لذكرها، ومع تقدم الزمن واتساع العلم الواحد وتشعب فروعه صار التخصص دقيقا جدا، فنجد كل فرع من علوم الشريعة له متخصصون، فنجد متخصصين في التفسير وآخرين في الحديث، وفى العقيدة، وفى الفلسفة، وفى السيرة، وفى النحو والصرف والبلاغة، كما الحال في علوم الطب والهندسة وبقية العلوم النظرية والتطبيقية، وذلك ليس في عالمنا الإسلامي فقط، بل في العالم كله، فلم يعد هناك العالم الشامل "الكشكول".

الشاهد من هذا الكلام أننا إذا كنا جادين فعلا في بناء وعي الأمة المصرية أو استعادته، فلا بد من أن نضع تشريعا عاجلا لتجريم التحدث في غير التخصص، لمنع كل من هب ودب من الحديث فيما لا يعلم، ويثير الجدل في المجتمع، وخاصة ما يتعلق بالقضايا الدينية، لأن الواقع يؤكد أن علوم الدين هي الأكثر عرضة للتجرؤ عليها دون بقية العلوم، وأي انتحال لصفة طبيب أو مهندس أو ضابط أو غير ذلك من المهن يجرمه القانون ويعاقب هذا المنتحل، أما عالم الدين فيستطيع أي ساقط ابتدائية أو فاشل في حياته العلمية أو العملية أن ينتحل صفة عالم الدين، ناهيك عن العصابة المتوغلة في القنوات الفضائية الذين نصبوا أنفسهم مفتين، بل يهاجمون أحيانا العلماء المتخصصين ويفترون الكذب على الأزهر وشيخة، بل على الإسلام وثوابته ونبي الإسلام وصحابته، وعلى أمهات المؤمنين.

وقد نفق من هؤلاء نفر غير قليل، ولكن بقى لهم أذناب لا يقلون وقاحة ولا وضاعة ولا سفالة عن سابقيهم ممن أخذهم الله وأراحنا من شرور أفكارهم الساقطة الزائفة القائمة على الكذب والتدليس والمغالطة، وبمجرد رحيلهم لا يبقى لهم أثر يذكر سوى اللعنات التي لاحقتهم أحياء، وأوزار من تابعهم ودخل في عباءة فكرهم الأسود المظلم، مهما ادعوا أنهم تنويريون، وهم في الحقيقة ظلاميون جهلة، وأجراء يقبضون ثمن ما يروجونه من أكاذيب لا تستند إلى أي منطق أو منهج علمي صحيح، ويخوضون في قضايا من المسلمات لدى عامة المسلمين وخاصتهم، ويتطاولون على علماء دين أفذاذ لهم قدرهم العالي على مستوى العالم، ويحظون بالقبول والاحترام من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء [email protected].

اقرأ أيضاًالأوقاف تنظم برنامج متكامل للقوافل الدينية الدعوية بقرية فارس بأسوان

افتتاح مركز الأوقاف المصرية للدراسات والبحوث الدينية يناير المقبل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر بناء الوعي بناء الشعب التقدم والازدهار

إقرأ أيضاً:

هل يتم احتساب زكاة الفطر بسعر كيلو الحبوب عند التاجر؟.. الإفتاء تجيب

هل حساب زكاة الفطر يكون بسعر كيلو الحبوب عند التاجر؟ سؤال أجابت عنه دار الافتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك.

وقالت دار الافتاء خلال إجابتها عن هذا السؤال إن زكاة الفطر فريضة يجب أداؤها على المستطيع، فيتم تحديد قيمتها بناء على سعر أقل غالب قوت البلد، بحيث لا يمكن النزول عن هذا الحد، وحتى يستطيع الجميع إخراجها ولو كانوا فقراء حتى يشاركوا غيرهم ثواب أداء الفريضة، ومن زاد عن هذا الحد فهو خير له.

وأوضحت أنه يتم تحديد قيمة الزكاة كل عام بناء على تسعير الدولة لأردب القمح، وهو سعر رسمي ثابت منضبط يمكن القياس عليه، بخلاف سعر الكيلو لدى التجار الذي يتفاوت من تاجر لآخر بناء على تفاوتهم في سعر التكلفة ولا يمكن القياس عليه.

هل تجزئ شنطة رمضان عن زكاة الفطر؟.. اعرف الموقف الشرعيزكاة الفطر تُخرج حبوبا أم نقود؟ وهل تجوز في أول رمضان؟أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 2025.. المفتى يحسم الجدلزكاة الفطر لماذا نخرجها نقودا والنبي لم يفعل ذلك؟.. الإفتاء توضحإخراج زكاة الفطر نقودا

أجابت دار الافتاء المصرية عبر صفحتها على فيسبوك، عن سؤال مضمون: إن النقود كانت موجودة في عهد النبي ومع ذلك فزكاة الفطر لم يخرجها النبي نقودًا؟


وقالت الإفتاء فى توضيحها على هذا الأمر، إن الحديث الوارد بَيَّن َكيفية إخراجها، ولم يَنُص على السنة العملية التي أخرج النبي صلى الله عليه وسلم بناء عليها زكاته حتى نُسلِّم بما ورد في السؤال، ومع ذلك: فإن الفقهاء من الصحابة والتابعين وأهل المذاهب لم يتقيدوا بهذه الأنواع الواردة بل ضبطوها بالنوع الذي هو غالب قوت أهل البلد.


لِمَ لمْ يخرج الصحابة ولا التابعون زكاة الفطر نقودًا؟

قالت دار الإفتاء المصرية أن ذلك ليس ذلك صحيحًا؛ فقد أجاز إخراجها بالقيمة أميرُ المؤمنين عُمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن جبل، والحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين.

ونوهت انه قد جاء فى صحيح البخاري، أنَّ معاذًا رضي الله عنه قال لأهل اليمن: "ائْتُونِي بِعَرَضٍ؛ ثِيَابٍ خَمِيصٍ أَوْ لَبِيسٍ فِي الصَّدَقَةِ مَكَانَ الشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ؛ أَهوَنُ عَلَيكُمْ، وَخَيْرٌ لِأَصحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ". 

وأفاد أنه أخذ مِن أهل الزكوات ما يتوافق مع حاجة الفقراء والمساكين بدلًا عن جنس ما وجبت فيه الزكاة.


أما التابعون: فذهبوا لجواز إخراجها بالقيمة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، والإمام طاوس، ووافقهما الإمامان الثوري والبخاري، وهو ما ذهب إليه الحنفية والإمام أَشْهَب وروايةٌ عن الإمام ابن القاسم وابن حبيب مِن المالكية، وروايةٌ عن الإمام أحمد، واختارها الشيخ ابن تيمية.

مقالات مشابهة

  • هل يتم احتساب زكاة الفطر بسعر كيلو الحبوب عند التاجر؟.. الإفتاء تجيب
  • ثورة وزلزال وقرار تاريخي.. أحداث غيّرت التاريخ في أسبوع مارس الثاني
  • عبد الله بن بيه: بناء جسور التواصل واجب ديني
  • عبد الله بن بيه: بناء جسور التواصل بين المذاهب الإسلامية واجب ديني
  • نص المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • عمران.. إحياء الذكرى الثامنة عشرة لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • فعالية خطابية في صعدة إحياء للذكرى السنوية لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • خالد الجندي: الدين النعمة الحقيقية المستحقة لشكر الله عليها
  • محمد الجندي: الأزهر هو حصن الوعي الإنساني في العالم كله
  • ١٠٨٥ عاما على تأسيسه.. وزير الأوقاف: الأزهر منارة العلم والوسطية وحصنٌ لحفظ الدين