المتتبع لتناولات الإعلام البريطاني والأمريكي للعملية التي شهدها جنوب البحر الأحمر، الأحد، بين قوات جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) والبحرية الأمريكية، والتي سقط فيها 10 من منتسبي الجماعة، سيلاحظ أن ثمة نوايا (مترددة أمريكيًا متقدمة بريطانيا) لإنشاء تحالف داخل التحالف مهمته تنفيذ عمليات جوية ضد أهداف للحوثيين في البحر وداخل اليمن؛ وهو ما تحدث عنه صراحة وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، في مقال بصحيفة تلغراف.

 

فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، الأحد، بهذا الشأن “يشكل الحادث الآن خيارًا صعبًا بالنسبة للسيد بايدن وإدارته. قال مسؤولون كبار إنه يتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيضربون مواقع الحوثيين للصواريخ والطائرات بدون طيار في اليمن، أو ينتظرون ليروا ما إذا كان الحوثيون سيتراجعون بعد غرق ثلاثة من زوارقهم السريعة ومقتل مقاتليهم”.

 

وقالت صحيفة تلغراف البريطانية، الأحد، إن الحكومة “تفكر في توجيه ضربة جوية لجماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، في ظل التهديدات التي تمثلها لحركة الملاحة جنوبي البحر الأحمر”.

 

وقال وزير الدفاع البريطاني إن الحكومة “لن تتردد في اتخاذ إجراء مباشر” لمنع أي هجمات أخرى.

 

في ذات السياق أكدت تلغراف أن “المملكة المتحدة والولايات المتحدة تجهزان بيانا مشتركا لتوجيه تحذير أخير للحوثيين”.

 

يأتي ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة إغراق 3 زوارق حوثية إثر محاولة من على متنها الاستيلاء على إحدى السفن جنوبي البحر الأحمر.

 

وفي تعليقهم على ذلك، حمّل الحوثيون الولايات المتحدة مسؤولية وتبعات ما حصل في البحر الأحمر أمس الأحد.

 

وتبنت الجماعة استهداف سفينة حاويات “ميرسك هانغتشو”، التي قالوا إنها كانت متجهة لموانئ إسرائيلية. وأكدت استمرار عملياتها في منع عبور السفن الإسرائيلية أو التي تتجه إلى الموانئ الإسرائيلية في سياق ما اعتبرته الجماعة الدعم المستمر للفلسطينيين في قطاع غزة.

 

نبرة تهديد

 

كما ارتفعت نبرة التهديد فيما صدر عن قيادات الجماعة في منصات التواصل الاجتماعي.

 

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الجماعة، حسين العزي، في تدوينة على منصة إكس: “حتى لا تخونكم الذاكرة في المستقبل: أمريكا (وليس صنعاء) هي من بدأت القتل وسفكت الدم، وأعتقد كل سكان الكرة الأرضية الآن يعرفون هذه الحقيقة بشكل جيد. إن كل ما نرجوه هو عدم نسيان هذه الحقيقة فقط لا غير “.

 

فيما قال عضو المكتب السياسي للجماعة، محمد البخيتي:” رغم أننا قمنا بواجبنا الديني والاخلاقي والانساني تجاه إخواننا الفلسطينيين إلا اننا كنا نشعر بالخجل ونحن نشاهد شهداء فلسطين خصوصًا من النساء والأطفال، ولكن بعد أن اختلطت دماؤنا اليوم بدمائهم فإن هذا خفف عنا كثيرًا و(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)”.

 

ينضح من تلك التدوينات أن الرد على ما حصل أمس بات واردًا، ومن خلال تتبع علاقة الحوثيين برد الفعل؛ سيجد المراقب أنهم لا ينسون ثأرهم، ولا يفوتون فرصة الرد؛ وهو أمر لو حصل سيزيد من تعقيد الأوضاع؛ لأن ما شهده البحر الأحمر، الأحد، يمثل أول مواجهة مباشرة بين الطرفين في البحر؛ لن تمر دون تداعيات؛ وهي التداعيات التي بدأت تطل برأسها.

 

هذه المواجهة قرأها الأمريكيون بأنها جاءت في سياق “الدفاع عن النفس”؛ وهو مبرر يرفضه بعض المراقبين بالنظر للرواية الحوثية التي لم تتطرق إلى أن زوارق الجماعة أطلقت النيران على المروحيات.

 

ماذا بعد؟

 

السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد، وهل التهديدات التي أطلقها البريطانيون والأمريكيون تمثل محاولة “لا أكثر” لردع الحوثيين لتجنب الرد؟ لأن الرد في حال حصل فسيكون له رد فعل؛ وبالتالي تكون الحرب قد اندلعت بشكل رسمي في جنوب البحر الأحمر.

 

بات الوضع حاليًا أكثر تعقيدًا، لاسيما وأن التصريحات البريطانية بتنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين كانت واضحة، بل إن صحيفة التايمز تحدثت عن تحالف بريطاني- أمريكي، وربما مع دولة أوروبية أخرى لم تسمها، لإطلاق وابل من الصواريخ على أهداف مخطط لها مسبقًا للحوثيين إما في البحر أو داخل اليمن. وقالت إن الضربات ستنفذها بريطانيا للمرة الأولى من خلال سلاح الجو البريطاني أو من خلال المدمرة البريطانية HMS Diamond.

 

على الرغم من ذلك ما زال الأمريكيون مترددين في الحديث عن ذلك صراحة، و يظهر التردد من خلال ما صدر عن بعض قياداتهم؛ إذ يعرفون أن ذلك يمثل توسيعًا لدائرة حرب غزة؛ وهو ما لا يريدونه، علاوة على مطالب السعودية الخاصة بهذا الجانب.

 

إلا أن تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، الأحد، حمل نبرة تهديد، وفي نفس الوقت نبرة رفض فيها توسيع الصراع في المنطقة، إذ قال إن الولايات المتحدة ستواصل التصرف دفاعًا عن نفسها. وأضاف لشبكة ABC: “لا نسعى إلى صراع أوسع في المنطقة، ولا نسعى إلى صراع مع الحوثيين”. وأضاف أن “أفضل نتيجة هنا هي أن يوقف الحوثيون هذه الهجمات، كما أوضحنا مرارًا وتكرارا “.

 

وقال البيت الأبيض، الأحد، إنه لا يسعى إلى صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط.

 

ثمة رغبة بريطانية لتوجيه ضربة للحوثيين، إلا أن الأمريكيين ليسوا واضحين في هذا الأمر بقدر الوضوح البريطاني

 

ما يمكن فهمه مما صدر عن الأمريكيين والبريطانيين أن ثمة رغبة بريطانية لتوجيه ضربة للحوثيين، إلا أن الأمريكيين ليسوا واضحين في هذا الأمر بقدر الوضوح البريطاني؛ وهذا في ذات الوقت لا يلغي أن ثمة تنسيقا مشتركا بينهما في هذا الشأن؛ لأنهم يعرفون أن ما بعد إغراق زوارق حوثية سيكون تصعيدًا حوثيًا؛ وهذا التصعيد سيضع تحالف “حارس الازدهار” في مأزق؛ لأن معظم من تبقى من أعضائه يرفضون أن يكون تحالف حرب؛ وبالتالي فلا بد من إنشاء تحالف داخل تحالف؛ والمتمثل في تحالف أمريكي بريطاني مع دولة أوروبية، يُرجح أن تكون فرنسا، لتوجيه ضربات ضد الحوثيين؛ كما أن واشنطن كعادتها لا تخوض حروبها خارج حدودها إلا من خلال تحالفات، كما حصل في العراق وأفغانستان وغيرهما، إلا أن تأسيس تحالف لاستهداف الحوثيين سيكون توسيعًا للصراع بلا شك؛ وهذا يجعلها بالإضافة إلى المطالب السعودية أكثر ترددًا من غيرها في قطع خطوة للأمام في هذا الجانب.

 

ووفق مراقبين، فإن نتائج الحرب المفترضة ستكون أكثر سلبية على المستوى الشعبي العربي والإسلامي في ظل القمة العربية والإسلامية تجاه موقف الغرب من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

 

الصعيد العسكري

 

على الصعيد العسكري، يمكن القول إن الحوثيين خاضوا حروبًا عديدة آخرها ضد التحالف العربي بقيادة السعودية، وأصبحوا يمتلكون خبرات متراكمة في إدارة الحرب، وكيفية امتصاص تأثيراتها على قدراتهم؛ وبالتالي فإن الحرب المفترضة مع التحالف الجديد لن تنحصر في توجيه ضربات لأهداف محددة، بل سيكون هناك رد ربما يكون في مستواه مفاجئا للمتابعين؛ لأن الحوثيين يعملون باستمرار على تطوير قدراتهم؛ وبخاصة فيما يتعلق بقدراتهم الصاروخية، وعلى الرغم من أنها تمثل قدرات تقليدية بالنظر للسلاح الذي يمتلكه الطرف الآخر، إلا أن هذا النوع من الأسلحة ما زال له قدرة على تحويل كفة المعركة لصالحه.

 

الكاتب الصحافي والباحث الأمريكي، مايكل هورتون، وهو باحث في مؤسسة جيمس تاون قال: “في حين أن التكاليف العالمية لهجمات الحوثيين على الشحن البحري تتزايد بشكل مطرد، فإن الهجمات تحقق مكاسب سياسية وحتى استراتيجية كبيرة للحوثيين، الذين يبدو أنهم ينتصرون على جبهة العلاقات العامة داخل اليمن وخارجه. وفي اليمن، ازداد الدعم للحوثيين، حتى بين بعض الأعداء”.

 

وقال في تقرير نشرته مجلة ريسبونسبل ستاتكرافت الأمريكية، الأسبوع الماضي: “إن الحوثيين يتمتعون بقدرة قوية على الصمود والقدرة على التكيف. لقد أدى ما يقرب من عقدين من الحرب إلى شحذ القدرات القتالية للحوثيين”.

 

مايكل هورتون: تحقق الهجمات مكاسب سياسية واستراتيجية كبيرة للحوثيين، الذين يبدو أنهم ينتصرون على جبهة العلاقات العامة داخل اليمن وخارجه، إذ ازداد الدعم لهم حتى بين بعض الأعداء

 

وذكر التقرير: “أن الحوثيين لم يستخدموا طائراتهم بدون طيار وصواريخهم الأكثر تطوراً بعيدة المدى. كما يمتلك الحوثيون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها”.

 

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أن سفينة الحاويات “ميرسك هانغتشو” تعرضت لقصف صاروخي أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر بعد ظهر السبت. وبث طاقم السفينة نداءات استغاثة وطلب مساعدة. وجاءت ثلاث سفن تابعة للبحرية الأمريكية للإنقاذ، واعترضت المدمرة “جريفلي” صاروخين باليستيين آخرين.

 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن كبار قادة البنتاغون يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية ضد الوكلاء الإيرانيين الذين يهاجمون القوات الأمريكية، بما في ذلك في سوريا والعراق. وفي الأسبوع الماضي، ضربت الولايات المتحدة قاعدة في العراق تستخدمها كتائب حزب الله بعد هجوم أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين، وترك أحدهم في حالة حرجة.

 

نيويورك تايمز: الحذر الأمريكي تجاه الحوثيين مدفوع باعتبارات عديدة، أهمها هو أن المملكة العربية السعودية تريد تجاوز حربها المكلفة في اليمن

 

وأضاف تقرير للصحيفة: لكن يبدو أن المشكلة الأكثر إلحاحا تكمن في البحر الأحمر، حيث أطلق الحوثيون العشرات من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن التجارية ردًا على حرب إسرائيل ضد جماعة أخرى مدعومة من إيران، حماس، على حد تعبير الصحيفة.

 

وبينما قصفت القوات الأمريكية مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار في سوريا والعراق، كان بايدن – حسب الصحيفة – مترددًا في إصدار الأمر نفسه ضد قواعد الحوثيين في اليمن، “هذا الحذر مدفوع باعتبارات عديدة، لكن أهمها هو أن المملكة العربية السعودية تريد تجاوز حربها المكلفة في اليمن”.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي أمريكا الملاحة الدولية الولایات المتحدة البحر الأحمر داخل الیمن بدون طیار فی البحر فی الیمن من خلال فی هذا إلا أن

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية

ترجمة وتحرير “يمن مونيتور“

المصدر: مركز صوفان للدراسات الأمنية

يهدد الحوثيون، الحركة الوحيدة المتبقية ضمن محور المقاومة الإيرانية باستئناف الهجمات على الاحتلال الإسرائيلي وفي البحر الأحمر إذا انهار وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك إذا استمرت إسرائيل في منع دخول المساعدات إلى غزة.

وقال مركز “صوفان” للدراسات المخابراتية الأمنية (أمريكي) إن مسؤولو إدارة ترامب حذروا علناً من أنه في حالة فشل العقوبات في تحقيق أهدافها، فإنهم سيتخذون إجراءات عسكرية لمحاولة منع الحوثيين من مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر.

ويعتمد مسؤولو ترامب على العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحوثيين وإيران على حد سواء، لردع المزيد من الهجمات الحوثية وتقييد إمدادات الأسلحة للجماعة المسلحة.

العقوبات الأميركية الجديدة استهدفت محاولات الحوثيين تنويع إمداداتهم من الأسلحة من خلال الحصول على أسلحة من روسيا.

تحقيق حصري- تمردات وصراع نفوذ.. فشل الهيكلة يشلّ مؤسسات صنعاء حصري- الحوثيون يخططون لشن “حرب استباقية” على مأرب هددت إدارة ترامب باستخدام الإجراءات العسكرية إذا فشلت العقوبات الاقتصادية على الحوثيين- جرافيك يمن مونيتور فشل ردع

امتنعت حركة الحوثيين، التي تسيطر على صنعاء ومعظم شمال ووسط اليمن، إلى حد كبير عن مهاجمة إسرائيل والسفن الحربية التجارية والبحرية في البحر الأحمر منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة في أواخر يناير/كانون الثاني.

ربما كانت الجماعة الأكثر ثباتًا وشجاعة بين شركاء محور المقاومة لإيران، رغم جولات الانتقام المتكررة من قبل القوات التي تقودها الولايات المتحدة وإسرائيل. أدت ضربات الصواريخ والطائرات بدون طيار المسلحة التي يشنها الحوثيون على الشحن إلى تقليص حاد في حركة المرور التجارية عبر البحر الأحمر. طوال عام 2024، استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة مرافق تخزين وإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة للحوثيين والأهداف العسكرية ذات الصلة، مما أدى إلى إلحاق الضرر بقدرات الحوثيين ولكنها فشلت في ردع الجماعة.

كما رد الاحتلال الإسرائيلي على الحوثيين باستهداف البنية التحتية المدينة، مما تسبب في خسائر كبيرة. ومع ذلك، فإن مسافة اليمن عن إسرائيل جعلت الجماعة أقل عرضة للضربات الانتقامية الإسرائيلية المكثفة والدقيقة، فضلاً عن القتال البري، الذي استخدمته إسرائيل بشكل كبير ضد حزب الله اللبناني .

وعلى النقيض من حزب الله، الذي وافق على وقف إطلاق نار شامل مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، رفض الحوثيون إنهاء هجماتهم بشكل دائم ما لم يتم التوصل إلى نهاية نهائية للصراع في غزة. وانتهت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة في الأول من مارس/آذار، وهددت إسرائيل، بدعم من ترامب، باستئناف قتال حماس في غزة إذا لم يوافق قادتها على تمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين.

حصري- مختبئة في أعماق الأرض.. مخازن ومصانع الحوثيين الأكثر سرية الحوثيون يخفون شعور الضعف بالاعتقالات.. هل تسوء الأمور أكثر؟! حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة حصري- الحوثيون يضاعفون الإجراءات الأمنية مع اقتراب حُكم ترامب عقوبات وتحذيرات أمريكية

وتوقعًا لانهيار وقف إطلاق النار في غزة، أكد حازم الأسد، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في الثالث من مارس/آذار، أن الحركة “مستعدة لخوض حرب شاملة تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة” إذا استؤنف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وصرح مسؤول رفيع المستوى آخر في نظام الحوثيين، نصر الدين عامر: “العيون تراقب غزة والأصابع على الزناد”. وأكد أن ترسانة الحوثيين من الصواريخ والطائرات بدون طيار المسلحة “في حالة تأهب كامل”، مؤكدًا: “لقد أثبتنا أنفسنا في الاختبارات السابقة”.

وفي الآونة الأخيرة، أعلن مسؤولون حوثيون أن الجماعة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا استمرت في منع المساعدات من دخول غزة. وفي يوم الجمعة، أصدر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إنذارا، حيث قال في رسالة مصورة: “نوجه للعالم أجمع إشعارا: نحن نمنح مهلة أربعة أيام (حتى 11 مارس/آذار). وتهدف هذه المهلة إلى السماح للوسطاء بمواصلة جهودهم. وإذا استمر العدو الإسرائيلي بعد هذه الأيام الأربعة في منع دخول المساعدات إلى غزة، واستمر الإغلاق الكامل للمعابر، واستمر في منع دخول الغذاء والدواء إلى غزة، فسوف نستأنف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي [وهو ما يُفسَّر على أنه هجمات على الشحن التجاري المرتبط بإسرائيل في البحر الأحمر]”.

في محاولة لردع الحوثيين عن استئناف هجماتهم، أصدر مسؤولو ترامب تحذيرات وفرضوا عقوبات إضافية على الجماعة. يوم الجمعة، حذرت السفيرة دوروثي شيا، القائمة بالأعمال المؤقتة لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات ضد الحوثيين إذا استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وعلى إسرائيل”. ويشير التهديد إلى أن ترامب سيسمح بعمل عسكري أمريكي ضد الجماعة، ربما على نطاق أوسع من الضربات على المنشآت العسكرية الحوثية التي أجريت خلال إدارة بايدن. في وقت سابق من الأسبوع، أرسل وزير الخارجية ماركو روبيو رسالة إلى الحوثيين من خلال حليف رئيسي للولايات المتحدة، سلطنة عمان، التي تستضيف مكتب تمثيلي للحوثيين ونصحت الحوثيين بوقف هجماتهم في البحر الأحمر. ووفقًا لقراءة لمحادثة الوزير روبيو مع وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي، “ناقش الوزير أيضًا [مع البوسعيدي] أهمية إنهاء الهجمات الحوثية غير القانونية بشكل دائم في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة”.

كما ربطت إدارة ترامب إجراءاتها ضد الحوثيين بجهود ترامب الأوسع لإعادة فرض سياسة “الضغط الأقصى” التي تركز على العقوبات على إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، والتي نفذها خلال فترة ولايته الأولى. وأضافت شيا في بيانها أمام مجلس الأمن: “سنتخذ أيضًا خطوات لوقف دعم إيران للإرهاب الحوثي، وفقًا لمذكرة الأمن القومي الرئاسية للرئيس ترامب التي تعيد فرض أقصى قدر من الضغط على إيران”. وحثت شيا مجلس الأمن على “الرد على انتهاكات إيران الصارخة لقراراتنا من خلال استمرارها في تسليح الحوثيين” من خلال إضافة موظفين وزيادة التمويل والبنية الأساسية الحيوية لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM). توافق هذه البعثة ثم تفتش البضائع التي تدخل الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون، وخاصة الحديدة والصليف، لمنع الحوثيين من تلقي الأسلحة المحظورة ومكونات الأسلحة – والتي يأتي معظمها من إيران. دعت شيا إلى زيادة قدرة UNVIM إلى الحد الذي يمكنها من تفتيش “100٪ من الحاويات المغطاة”.

يد الظل الإيرانية في هجمات الحوثيين على البحر الأحمر عيوب التفكير الاستراتيجي.. لماذا لا تنجح الضربات البريطانية والأمريكية على اليمن؟ حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! تقييم الأثر الاستراتيجي للهجوم الإسرائيلي على الحديدة تنفيذ دولي

وبالإضافة إلى جهوده الدبلوماسية وتحذيراته العلنية، يستخدم فريق ترامب العقوبات الاقتصادية ضد الحوثيين. وتصرّ إدارة ترامب على أن العقوبات لها تطبيقات واسعة النطاق وعالمية، على الرغم من أن التدابير – إن وجدت- أثبتت فعاليتها بشكل هامشي في كثير من الأحيان.

في الرابع من مارس/آذار، دخل الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني (14175) والذي حدد عملية مدتها 45 يوما لإعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية حيز التنفيذ بالكامل. وفي إعلانه عن التصنيف الرسمي للمنظمات الإرهابية الأجنبية، كتب وزير الخارجية روبيو: “إن وزارة الخارجية تفي بأحد الوعود الأولى التي قطعها الرئيس ترامب عند توليه منصبه، ويسعدني أن أعلن عن تصنيف الوزارة لأنصار الله، التي يشار إليها عادة باسم الحوثيين، كمنظمة إرهابية أجنبية”.

ونص بيان روبيو على العواقب العملية لهذا التصنيف ــ عزل الحوثيين عن التجارة العالمية والنظام المالي الدولي ــ قائلا: “لن تتسامح الولايات المتحدة مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين باسم ممارسة الأعمال التجارية الدولية المشروعة”.

يمثل تصنيف “المنظمة الإرهابية الأجنبية” تسمية أكثر بروزًا وشمولاً من تصنيف “المنظمة الإرهابية العالمية المحددة خصيصًا” (SDGT) الذي فرضته إدارة بايدن على الجماعة في أوائل عام 2024. في ذلك الوقت، توقف فريق بايدن عن إعادة تسمية الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، بحجة أن هذا التصنيف من شأنه أن يعيق المشاركة الدبلوماسية مع الحوثيين في تسوية الحرب الأهلية في اليمن وقد يردع وكالات الإغاثة الإنسانية العالمية عن تقديم المساعدة لليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟! خبراء.. الضربة الإسرائيلية تزيد بؤس اليمنيين وتأثير صفري على الحوثيين ترامب يتعامل مع الحوثيين ضمن الضغوط على إيران يمن مونيتور تفاوض مع روسيا

كما يعمل مسؤولو ترامب على توسيع نهجهم القائم على العقوبات إلى ما هو أبعد من الحوثيين ورعاتهم الرئيسيين في طهران، ويسعون بشكل خاص إلى منع ما يبدو أنه محاولات من جانب الحوثيين لزراعة علاقة جديدة ومهمة محتملة لتوريد الأسلحة مع موسكو. في الأسبوع الماضي، وبالتزامن مع عودة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على سبعة مسؤولين حوثيين رفيعي المستوى، والذين، وفقًا للبيان، زُعم أنهم “هربوا مواد وأنظمة أسلحة عسكرية إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، كما تفاوضوا على مشتريات الحوثيين من الأسلحة من روسيا”. وقال بيان وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي يشرح تسميات العقوبات: “من خلال السعي للحصول على أسلحة من مجموعة متزايدة من الموردين الدوليين، أظهر قادة الحوثيين نيتهم ​​​​مواصلة أعمالهم المتهورة والمزعزعة للاستقرار في منطقة البحر الأحمر … ستستخدم الولايات المتحدة جميع الأدوات المتاحة لتعطيل أنشطة الحوثيين الإرهابية وتدهور قدرتهم على تهديد أفراد الولايات المتحدة وشركائنا الإقليميين والتجارة البحرية العالمية”.

وقد تضمن إعلان وزارة الخزانة الأمريكية عن العقوبات بعض التفاصيل في تصنيفاتها، حيث وجهت ضمناً رسالة إلى روسيا والحكومات الأخرى، فضلاً عن الشركات العالمية، للامتناع عن التعامل مع المسؤولين والنشطاء الحوثيين.

 ومن بين الأسماء التي وردت في القائمة محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحوثيين المقيم في عمان، والذي فرضت عليه العقوبات بسبب “تسهيل جهود الحوثيين لتأمين الأسلحة وغيرها من الدعم من روسيا”. وبحسب التقارير فقد سافر إلى موسكو للقاء موظفي وزارة الخارجية الروسية ونسق مع أفراد عسكريين روس لترتيب وفود الحوثيين إلى روسيا.

كما فرضت العقوبات على عبد الولي عبده حسن الجابري (الجابري)، أحد قادة ميليشيا الحوثي، لاستخدامه شركته، شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار (شركة الجابري)، “لتسهيل نقل المدنيين اليمنيين إلى الوحدات العسكرية الروسية التي تقاتل في أوكرانيا مقابل المال، مما أدى إلى توليد مصدر جديد للإيرادات نيابة عن قادة الحوثيين”. واتهمت وزارة الخزانة الأميركية الحوثيين بتجنيد أفراد من الفئات الأكثر ضعفا في اليمن للقتال في أوكرانيا، “غالبا تحت ذرائع كاذبة ومضللة”، فيما يعادل “عملية تهريب بشر مربحة”.

ويقال إن مسؤولي ترامب يأملون في استخدام مشاركتهم مع روسيا بشأن قضية أوكرانيا لوقف أي تدفق للأسلحة الروسية إلى الحوثيين؛ على الرغم من أن المسؤولين الروس من المرجح أن يطالبوا بتخفيف بعض العقوبات كشرط مسبق.

مقالات مشابهة

  • إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية
  • مصر: أمن البحر الأحمر مرتبط بحل أزمة اليمن
  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • مصر تربط أمن البحر الأحمر بحل أزمات اليمن وغزة والسودان
  • ابن سلمان يبحث مع وزير الخارجية الأمريكي تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر
  • البحر الأحمر على صفيح ساخن:هل يعيد اليمن خلط الأوراق بخسائر إسرائيلية فادحة تتجاوز 240 مليار دولار؟
  • اليمن تثمن دور واشنطن في منع تهريب الأسلحة للحوثيين
  • التداعيات الاقتصادية لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.. دراسة بحثية لمركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية
  • مع عودة "هاري ترومان" إلى البحر الأحمر.. مسؤولون أمريكيون يقولون إن ترامب يحتفظ بعنصر المفاجأة للحوثيين
  • تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟