نشرت دورية "فورين أفيرز" مقالا للباحث بجامعة ساينس بو  في باريس، جان – بيير فيليو ومؤلف كتاب مهم عن غزة مقالا تحدث فيه عن أهمية المدينة عبر التاريخ، فقد شكلت المنطقة محاولات السيطرة على السلطة في الشرق الأوسط. فبعد ثلاثة أشهر من الحرب الضارية على القطاع، تجلت مسألة واضحة وهي أن المنطقة أصبحت في مركز السياسة الفلسطينية، وأثبتت خطأ مفاهيم القادة العالميين والمؤسسات الدولية أن القطاع المحاصر جوا وبحرا وبرا يمكن استبعاده من السياسة الدولية.



وكشف هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر المفاجئ ضد "إسرائيل" عيوب هذا الفهم. وبالتأكيد، فقد أعادت الحرب تشكيل المسألة الفلسطينيية ووضعت غزة وسكانها في مركز أي مفاوضات إسرائيلية- فلسطينية في المستقبل.

ومع أن القليل يتم تذكره اليوم، فتاريخها الذي يعود إلى 4.000 عام يجعل من الـ16 عاما الماضية حالة شاذة، فلطالما لعب القطاع دورا محوريا في الحركيات السياسية للمنطقة وكذا النزاعات القديمة حول الدين والقوة العسكرية.


وأصبحت غزة ومنذ الانتداب البريطاني في القرن العشرين في قلب الوطنية الفلسطينية. وعليه فأي محاولة لإعادة بناء غزة لن تنجح لو لم يتم أخذ موقع المنطقة ومكانتها الإستراتيجية بالاعتبار.

ويعلق المؤرخ أن نزع سلاح المنطقة لن يتم بدون رفع الحصار الكارثي وتقديم رؤية إيجابية بشأن النمو الإقتصادي. وبدلا من محاولة تهميش غزة سياسيا، على القوى الدولية العمل معا والسماح لها بأن تستعيد دورها التاريخي كواحة ومفترق طرق يربط البحر المتوسط بشمال أفريقيا ودول المشرق.

ويجب على الولايات المتحدة الاعتراف بمركزية غزة في أي حل دائم للكفاح الفلسطيني.

وعلى خلاف الواقع القاتم اليوم من الفقر ونقص المياه الحاد والبؤس الإنساني الذي لا ينتهي، فقد تم الاحتفال بغزة أو وادي غزة بخصوبة نباتاته وبرودة ظلالها.

وأهم من هذا هو الموقع الإستراتيجي لغزة الرابط بين مصر والمشرق. وهو ما جعل موقعها المتميز محل تنافس ومنذ القرن السابع قبل الميلاد، عندما غزا الهكسوس دلتا النيل من غزة ليهزموا مرارا على يد الفراعنة في طيبة. ولكن الفراعنة تخلو في النهاية عن غزة لناس البحر المعروفين بالفلسطينيين الذين أقاموا فدرالية من خمس مدن ضمت إلى جانب غزة، عسقلان وإسدود وعقرون.

ويشير الكاتب إلى قصة شمشون ودليلة، وفي العصور القديمة اللاحقة أصبحت غزة بموقعها المتميز ساحة نزاع بين القوى التي حاولت فرض هيمنتها، حيث وقعت تحت سيطرة الأشوريين والبابليين وسيطر عليها الإمبراطور الفارسي كورش العظيم في منتصف القرن السادس.

إلا أن الصدمة الكبرى كانت في 332 قبل الميلاد عندما قام الإسكندر المقدوني بفرض حصار مدمر استمر 100 يوم على غزة في طريقه إلى مصر. وأشار الكاتب إلى هذه السابقة التاريخية التي تعلمت منها حماس في حفر الأنفاق وتحصين غزة. وفي النهاية حققت قوات الإسكندر ما تريد ولكن بثمن باهظ، وجرح الإسكندر في أثناء الحصار وقرر أن ينتقم من أهل غزة المهزومين، وذبح معظم رجال غزة واسترق النساء والأطفال.

لكن أهمية غزة تجاوزت موقعها الإستراتيجي، ففي الفترة الهلنستية تحولت مدينة دولة ولمركز ديني في العصور الأولى للمسيحية ومن ثم الإسلام. وفي 407 قبل الميلاد استطاع أسقف غزة بورفيريوس فرض كنيسة على المعبد الوثني الرئيسي للإله زيوس. والأهم منه كان القديس هيلاريون (291- 371) الذي أقام مجتمعا رهبانيا مهما في غزة وتحول لمركز حجيج شهير.

وتوفي أحد أجداد النبي محمد، هاشم بن عبد مناف وهو في رحلة تجارة للمدينة في حوالي 525 . ويشير المسلمون للمدينة بغزة هاشم. وقام العثمانيون في القرن التاسع عشر ببناء مسجد حول قبر هاشم. وفي العصور الوسطى تأرجحت السيطرة بين القوى المتصارعة، فقد كانت محل نزاع بين المدافعين المسلمين والصليبيين في القرن الثاني عشر، ثم سيطر عليها المماليك والغزاة المغول في القرن الثالث عشر، وشهدت في القرنين ونصف من حكم المماليك- الأتراك عصرها الذهبي. فقد شهدت أوقافا للمساجد والمكتبات والقصور، وازدهرت كطريق تجاري.

 وأنشئ في 1387 خان مهم في جنوب القطاع والذي نشأت حوله مدينة خان يونس. وفي 1517 دخلت تحت الحكم العثماني، باستثناء فترة قصيرة احتل فيها نابليون بونابرت المدينة في 1798، وظلت غزة معروفة بهوائها الطيب وسكانها المتجانسين ومستوى الحياة الجيد. ووصفها سائح فرنسي في 1659 بأنها "مكان مفرح ومقبول للغاية"، وبعد قرنين كتب الرحالة الفرنسي بيير لوطي معجبا "بحقول الشعير الواسعة المغلفة بالخضرة". وعندما تم رسم الخط الفاصل بين مصر الخاضعة لبريطانيا والإمبراطورية العثمانية في 1906 مر عبر رفح بشكل خلق منطقة تجارية فعلية بين الإمبراطوريتين.

وفي أثناء الحرب العالمية الأولى، تنافست القوات البريطانية والعثمانية على المدينة، ولم تستطع القوات البريطانية تدمير خطوط دفاع العثمانيين إلا في المرة الثالثة، حيث دخل الجنرال إدموند المدينة المدمرة في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 وهو اليوم الذي أعلن فيه عن وعد بلفور، الذي وعد اليهود بدولة على فلسطين، وضمن هذا الوعد في قرار عصبة الأمم الذي منح بريطانيا الإنتداب على فلسطين.

وتحولت غزة التي لم تستهدفها الحركة الصهيونية بالاستيطان إلى مركز للوطنية، وبخاصة أثناء الثورة الكبرى ما بين 1936- 1939. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر قدمت الأمم المتحدة خطة لتقسيم فلسطين حيث جعلت غزة ضمن الدولة العربية.

 وما أصبح يعرف بقطاع عزة تشكل بالصدمات في 1948، فبعد فشل خطة التقسيم الذي رحبت به الحركة الصهيونية ورفضته الوطنية الفلسطينية والدول العربية، بشكل أدى إلى نزاع مسلح بين العرب واليهود، وهو ما أدى لأول موجة لاجئين، وبخاصة من يافا، وفي تذكير مر للمعضلة الحالية، اقترح البريطانيون أن المنطقة مناسبة لوصول المساعدات الإنسانية من القاهرة.


وبعد إعلان بن غوريون في أيار/ مايو 1948 عن دولة "إسرائيل" دخلت القوات العربية، حيث دخل 10.000 جندي مصري غزة، لكنهم لم يصلوا أبعد من أسدود حيث صدتهم عملية إسرائيلية جريئة. وفي عام 1949، لم تهزم "إسرائيل" الدول العربية بل وشردت 750.000 فلسطينيا فيما عرف بالنكبة. وجعلت الهدنة التي وقعتها مصر مع "إسرائيل" برعاية الأمم المتحدة غزة تحت الإدارة المصرية وتبنت خط 1906 باعتباره الحدود الفاصلة.

وبعد قرون من مفترق طرق للتجارة وموقع استراتيجي مهم تم تخفيض غزة إلى مجرد "قطعة" من الأرض. وزاد سكان غزة من 80.000 نسمة إلى 200.000 نسمة. ولم تكن هناك بنى تحتية لخدمة هذه الأعداد. وفي أول شتاء 1948- 1949 قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وفاة 10 أطفال كل يوم بسبب البرد. وأجبر اتساع صحراء الناجين على البقاء في الجيب. وأصبحت نسبة 25 بالمئة من السكان العرب في فلسطين التاريخية محصورين في غزة التي تشكل نسبة 1 بالمئة من مساحتها، فيما استولت "إسرائيل" على 77 بالمئة منها، وأصبحت 22 بالمئة منها تحت الحكم الأردني الهاشمي.

ونظرا لحجم المهمة فقد قررت الأمم المتحدة إنشاء وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين للإشراف على احتياجات اللاجئين. وقررت الجمعية العامة والتي وافقت على التقسيم حق العودة للاجئين. ولأن مصر ليست لها حقوقا في غزة، فقد تحولت المنطقة لحاضنة للقومية الفلسطينية.

وفهم بن غوريون التهديد طويل الأمد لغزة، ففي مؤتمر السلام بلوزان اقترح ضم القطاع واستيعاب 100.000 من اللاجئين، لكن المقترح رفض في "إسرائيل" ومصر حيث أصبح الدفاع عن غزة قضية وطنية. واعترفت الأمم المتحدة بعجزها عن حل المسألة الفلسطينية، حيث أوقفت مؤتمر لوزان، وأصبحت وكالة إغاثة اللاجئين الفلسطينين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تحولت لأهم مشغل للاجئين في غزة منذ ذلك الوقت.

ولم تمض سنوات قبل أن تبدأ المقاومة في المخيمات، حيث حاولت مصر و"إسرائيل" السيطرة على عمليات الفدائيين ومحاولة اختراقهم، إلا أن عبد الناصر  وبداية الخمسينات استخدم المقاومة كحركة وكيلة للرد على "إسرائيل".

وفي 1956 قتل ضابط أمن في كيبوتس قرب غلاف غزة، مما قاد رئيس هيئة الأركان، موشيه دايان للتحذير من التظلمات التي لم تحل "دعونا، اليوم ألا نلوم القتلة". و"لثمانية أعوام جلسوا في المعسكرات في غزة وأمام أعينهم حولنا أراضيهم وقراهم التي سكن فيها آباؤهم إلى بيوتنا".

وأصبحت السيطرة على القطاع أولوية لبن غوريون ودايان، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 1956 سيطرت "إسرائيل" على القطاع مدة أربعة أشهر ضمن العدوان الثلاثي، حيث قتل آلاف الفلسطينيين بما في ذلك ارتكاب مذبحتين وثقتهما الأمم المتحدة واحدة في خان يونس قتل فيها 275 شخصا على الأقل وأخرى في رفح قتل فيها 111 شخصا.

وكانت الصدمة عميقة لدرجة طلب فيها الفلسطينيون عودة الحكم المصري بعد خروج الإسرائيليين بدلا من وصاية الأمم المتحدة التي كانت فرصة ضائعة لإقامة كيان فلسطيني مستقل.

واحتلت "إسرائيل" غزة مرة ثانية عام 1967 حيث راهن وزير الدفاع دايان ورئيس هيئة الأركان اسحاق شامير على تذويب الوطنية الفلسطينية من خلال محو الحدود بين غزة و"إسرائيل" وفتح سوق العمل لسكانها. إلا أن هذا لم ينجح، حيث قام أرييل شارون قائد المنطقة في حينه بهدم أجزاء من مخيمات اللاجئين. ويستخدم الجيش الإسرائيلي اليوم في الهجوم على غزة نفس الخرائط التي استخدمها شارون للتفريق بين المحاور الآمنة والقتالية.

وطالما اعترف قادة "إسرائيل" أصحاب الرؤية بأن مشكلة اللاجئين لن تذهب بعيدا، حيث اقترح شارون في 1974  خطة توطين عدد من اللاجئين داخل "إسرائيل" وإن بشكل رمزي، لكن الفكرة رفضت مثل فكرة بن غوريون. وبدلا من ذلك بدأت "إسرائيل" لعبة تقسم الحركة الفلسطينيية بين فتح والحركة الإسلامية. ولعبت "فرق تسد" لوقت قصير في عزة، وبنهاية الثماننيات اندلعت أول انتفاضة وكان مكانها في مخيم جباليا وانتشرت إلى الضفة الغربية. ورد زعيم الحركة الإسلامية في غزة الشيخ أحمد ياسين وحول حركته إلى حماس واتهم فتح بالتخلي عن واجبها المقدس. وحاولت إسرائيل ممارسة اللعبة القديمة، وانتظرت حتى 1989 لسجن ياسين.

واستمرت الانتفاضة حتى وصول رابين للسلطة في 1992. ثم جاءت أوسلو عام 1993، وتزايد صعود حماس قوة، وفك الارتباط عن غزة الذي اعتقد شارون أنه سيعلن انتصاره على الانتفاضة بعد مقتل ياسين ورحيل ياسر عرفات. لكن خطة الانسحاب من غزة عام 2005 تمت بدون التشاور مع محمود عباس وخربت خطة تنمية طموحة لجيمس ولفنسون، المبعوث الخاص للرباعية- الولايات المتحدة، روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.


ويرى الكاتب أن سياسات "إسرائيل" أسهمت في صعود حماس وقوى الحصار من سيطرتها على القطاع. كما أن الإرث للسياسات التي تبعت فوز حماس في انتخابات 2006، والحرب الحالية بينها و"إسرائيل" هي نتيجة لإنكار الهوية التاريخية لغزة. وظنت "إسرائيل" خلال السنوات الـ 16 بأنها تستطيع تهميش 2.3 مليون نسمة في غزة عن الفلسطينيين في "إسرائيل" والقدس والضفة الغربية. وفشلت السلطة الوطنية في تخفيف الحصار لأن النزاع مع حماس أعماها، بشكل قاد لإضعاف شرعية السلطة في رام الله. ومنع الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني أي جهود لإحياء العملية السلمية، في وقت انخرطت فيه "إسرائيل" وطوال العقدين الماضيين بعملية مكافحة إرهاب أو "جز العشب" حيث شهد القطاع منذ 2009 – 2021 حروبا قتل فيها آلاف الفلسطينيين. إلا أن فكرة إمكانية إنكار الواقع الإنساني الرهيب انهارت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وقد قتل بالرد الإسرائيلي 21.000 فلسطيني وهجر الملايين في تكرار لمشاهد النكبة. 

وتعتبر أهداف نتنياهو للحرب "محو حماس" هي ترديد لأهداف بن غوريون عام 1956 وإن على قاعدة أوسع وتحت سمع ونظر العالم. وحتى لو تحقق هذا، فلا يوجد ناصر لكي يعيد النظام للقطاع، ولهذا يبدو أن إسرائيل على قدر مع القطاع الذي ساعدت على إنشائه عام 1948. وبدورات من العنف والاحتلال ومزيد من التطرف.

ولكي يعود السلام إلى المنطقة يجب أن تعود غزة لجذورها التاريخية، وهذا يعني إنهاء الحصار والسماح لها بأن ترتبط مع المحيط بها والعالم، كي تتحول إلى مركز تجارة ومعرفة، تماما كما فعلت في الماضي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة التاريخ الفلسطينية الحصار فلسطين غزة حصار تاريخ صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة على القطاع بن غوریون بالمئة من فی القرن إلا أن عن غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أصبح من التاريخ.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بجنوب لبنان

المؤرخ والباحث الإسرائيلي زئيف إيرلتش (71 عاما) كان برفقة رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم، قرب قلعة أثرية في بلدة شمع جنوب لبنان (قالت مصادر إسرائيلية إن اسم الموقع "قبر النبي شمعون") حين باغتهم صاروخ أطلقه عناصر من حزب الله اللبناني على المنطقة، ما تسبب بانهيار المبنى الذي كان يقف فيها، وأدى إلى مقتل المؤرخ وإصابة العقيد بجروح بليغة.

ولاقى انتشار الخبر رواجا كبيرا بين أوساط المغردين العرب، حيث تساءل ياسر الزعاترة عبر تغريدة عما كان يفعله عالم الآثار "الصهيوني العجوز" في جنوب لبنان، مضيفا أن الصحف الإسرائيلية وصفته بالباحث البارز في تاريخ أرض إسرائيل، ومؤلف كتب "السامرة وبنيامين"، و"دراسات يهودا والسامرة".

وأكد الزعاترة أن الباحث الذي كان يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحا "قطعا لم يأت إلى لبنان لأجل القتال، بل جاء ينقّب عن آثار أجداده، كما يفعل في الضفة الغربية منذ عقود دون جدوى".

عالم الآثار الصهيوني العجوز (قتيل الأمس): ماذا كان يفعل في جنوب لبنان؟!

يوم أمس قُتل عالم الآثار الصهيوني "زئيف إيرليش " في جنوب لبنان (صورته أدناه).

يبلغ من العمر (71 عاما)، وتعريفه كما قالت صحف الغزاة أنه "باحث بارز في تاريخ أرض إسرائيل ومؤلف لسلسلة كتب: "السامرة وبنيامين"،… pic.twitter.com/6dUERxYlAc

— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) November 21, 2024

كما علق أحد المغردين بالقول إن زئيف قُتل في جنوب لبنان بعد أن "طلب من صديق له، وهو قائد كتيبة في الجيش، إدخاله للبحث عن أدلة تاريخية في "أرض إسرائيل"، وإنه كان قد كتب العديد من المقالات المزيفة التي تهدف إلى إثبات أن أرض فلسطين تعود لليهود. مؤكدا أنه يعمل في توثيق المواقع الأثرية في القرى العربية في الضفة الغربية وينسبها لليهود. وقال أيضا إن "لديه العديد من المؤلفات والأبحاث والكتب المزورة التي تهدف إلى تزييف التاريخ".

هذا هو زئيف حنوك إرليخ، باحث مشهور لدى الاحتلال الإسرائيلي، متخصص في تاريخ ما يُسمى “أرض إسرائيل”. قُتل في جنوب لبنان بعد أن طلب من صديق له، وهو قائد كتيبة في الجيش، إدخاله للبحث عن أدلة تاريخية في “أرض إسرائيل”.

زئيف كتب العديد من المقالات المزيفة التي تهدف إلى إثبات أن أرض… pic.twitter.com/AbWsz3eror

— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 20, 2024

وعقّب أحد المغردين على فيديو نشره المؤرخ سابقا حيث يقف ويظهر وراءه مسجد أثري، ويقول فيه: "انظروا إلى هذا المسجد القديم في جنوب لبنان! يوجد تحته معبد قديم بناه اليهود". وأضاف أن زئيف الذي "تسلل إلى لبنان برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي دون تصريح لإثبات أن جنوب لبنان جزء من إسرائيل. تم قتله قبل أن يتمكن من إنهاء المهمة".

هذا الذي فطس قبل قبل ايام ظهر يقول .. انظروا إلى هذا المسجد القديم في جنوب لبنان! يوجد تحته معبد قديم بناه الديناصورات اليهود قبل انقراضهم.. أعطانا الله هذا.. ???????? "

تسلل زئيف إيرليش، عالم آثار إسرائيلي يبلغ من العمر 71 عامًا، إلى لبنان برفقة رفاقه في جيش الاحتلال الإسرائيلي… pic.twitter.com/fVXzAL602n

— أنيس منصور (@anesmansory) November 20, 2024

وقال معلق آخر إن الباحث المتخصص في "تاريخ أرض إسرائيل زئيف كتب العديد من المقالات عن أحقية إسرائيل "التاريخية" بأراض فلسطينية ولبنانية وغيرها، دخل إلى لبنان ليبحث عن علامات تقول إن الجنوب لهم، أراد أن يوثّق تاريخا مزيفا فأصبح من التاريخ. شبابنا أنهوا أبحاثه".

زئيف حنوك إرليخ، باحث اسرائيلي متخصص في تاريخ البحث عن “أرض إسرائيل”،
زئيف كتب العديد من المقالات عن أحقية اسرائيل "التاريخية" بأراض فلسطينية ولبنانية وغيرها، دخل إلى لبنان ليبحث عن علامات تقول أن الجنوب لهم، أراد أن يوثّق تاريخًا مزيفًا فأصبح من التاريخ.
شبابنا أنهوا ابحاثه pic.twitter.com/Qgb8qJVVnc

— Ahmad M. Yassine | أحمد م. ياسين (@Lobnene_Blog) November 20, 2024

في حين أكد أحد المغردين أن إيرليتش مقرّب من قادة الاحتلال ويُسمح له بالدخول لمواقع أثرية في الضفة الغربية بحراسة من الجيش. كما أنه "من مؤيدي فكرة إسرائيل الكبرى، وإقامة المستوطنات في كل مكان كان فيه وجود يهودي" وذلك يشمل جنوب لبنان، حيث دخل ليرى الحرب عن قرب فـ"تم ترحيله إلى جهنم مع صديقه"، بحسب وصفه.

وقال آخر إن زئيف إيرليش الذي يحمل اسما آخر هو "خانوخ" مستوطن عادي، مشيرا إلى أن جميع المستوطنين جنود، قد "شوهد تطاير أشلائه من السعادة بعد ترحيب مناسب من الحزب" مستنكرا وصفه بالمدني بالقول: "مدنيين بين العسكر!؟".

القتيل زييف إيرليخ، باحث إسرائيلي.
مقرّب من قادة الإحتلال ويُسمح له بالدخول لمواقع أثرية في الضفة مع حراسة من الجيش.
وهو من مؤيدي فكرة اسرائيل الكبرى، وإقامة المستوطنات في كل مكان كان فيه تواجد يهودي. (يشمل جنوب لبنان)
دخل ليرى الحرب عن قرب
تم ترحيله إلى جهنم مع صديقه ???????????????? pic.twitter.com/QowHuvEuFE

— Mona El Kettani ???????? ???????????????? منى الشريف الكتاني (@MElK241299) November 20, 2024

وعلقت الصحفية اللبنانية مايا أبي عقل على الحادثة بالقول إن عالم الآثار قتل قرب قلعة شمع الجنوبية، خلال تفتيشه عن "أرض إسرائيل"، حين باغت مقاتلان من حزب الله مجموعة من الجيش الإسرائيلي حيث أصيب معه رئيس أركان لواء غولاني يوآف ياروم وآخرون.

كما نشر أحد المغردين صورة للبروفيسور زئيف إرليتش قال إنها في جنوب لبنان، وهي الصورة الأخيرة له قبل مقتله، مضيفا أنه "أحد أهم المؤرخين الإسرائيليين التابع للجناح اليميني المتطرف والذي ينفي وجود الشعب الفلسطيني"، والذي يطالب بعدم منحه أي حقوق على أرضه.

كما أكد معلق آخر على أن زئيف الباحث في مجال علم الآثار التوراتي، "من سارقي الآثار من المواقع التاريخية وأحد أعمدة الاستيطان".

الصورة الأخيرة للبروفيسور الصهـ. يوني "زئيف إرليخ" في جنوب لبنان والذي قـ… تل في تفجير أحد المباني .

يعتبر هذا الشخص من أحد أهم المؤرخين الإسـ… ـرائيليين التابع للجناح اليميني المتطرف والذي ينفي وجود الشعب الفلسـ. ـطيني وعدم منحه اي حقوق على أرضه. pic.twitter.com/U3NJS13YeP

— د/بن سعيد Bin Saeed???? (@Se2Bin) November 20, 2024

في المقابل انتشر الخبر في الأوساط الإسرائيلية، وعلق مغردون إسرائيليون على الحادثة، حيث كتب وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو على حسابه في تويتر أن زئيف ليس مجرد خبير قتل في لبنان، بل قصة اليهود جميعا، وأن "الخبير البالغ من العمر 71 عاما كان لديه "طاقة صبي يبلغ من العمر 17 عاما، ولديه قصة لكل حجر. التاريخ في كل طريق. كتاب مقدس في أحد الجيوب، وخريطة في الآخر".

▪️"زئيف حنوك إرليخ" (71 عاماً) باحث في مجال علم الآثار التوراتي ومن سارقي الآثار من المواقع التاريخية وأحد أعمدة الاستيطان ومحرر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات عن يهودا والسامرة".

▫️إلى جهنم وبئس المصير pic.twitter.com/RVV7KlNuKR

— نصرالدين الجزائري (@WbSA64tnxyolzCh) November 21, 2024

في حين نشر أحد المعلقين صورة تجمعه مع زئيف وآخرين قائلا إنه "عاش في جيلنا في أرض أجدادنا وسقط اليوم في لبنان". مشيرا إلى أن الصورة الملتقطة كانت عند "قبر يوسف الصديق الذي أحبه كثيرا".

זאב ארליך לא היה סתם עוד מומחה.
הוא היה הסיפור של כולנו.

בן 71 עם אנרגיה של נער בן 17.

היה לו סיפור לכל אבן. היסטוריה בכל שביל. תנ"ך בכיס האחד, מפה בשני. בבית ספר שדה עפרה, שבין מקימיו נמנה, הוא לימד אלפים איך לקרוא את הארץ הזאת כמו ספר פתוח.

בגיל שבו אחרים יושבים בכורסה עם… pic.twitter.com/MJz0FLJjTi

— ????????עמיחי אליהו – Amichay Eliyahu (@Eliyahu_a) November 20, 2024

وفي تويتر حساب يكتب في الوصف أنه "مجموعة من المواطنين الإسرائيليين الذين يهتمون بحقوق الإنسان ويعارضون الاحتلال. هدفنا هو رفع مستوى الوعي بما يحدث في الأراضي المحتلة من خلال تقاريرنا المباشرة كناشطين"؛ نشر تدوينة عقب مقتل الباحث الإسرائيلي في لبنان أرفق فيها صورة لجندي إسرائيلي وقال إن "الذي قتل زئيف حانوخ إيرليتش أمس في لبنان هو التفوق اليهودي. نفس التفوق اليهودي الذي يقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي يدمر القرى، والذي يشعل النار في المنازل، ويقتل الأطفال والنساء في غزة من أجل الانتقام. والجيش يتراجع ولا يتوقف. قُتل جندي من الجيش بينما كان يحافظ على ذلك التفوق اليهودي".

מי שהרג אתמול בלבנון את זאב חנוך ארליך ז״ל היא העליונות היהודית. אותה עליונות יהודית שהורגת פלסטינים בגדה, שפורעת והורסת כפרים, שמציתה בתים בשביל האווירה והורגת ילדים ונשים בעזה בשביל הנקמה. והצבא מגבה, לא עוצר.
חייל צהל נהרג כששמר על אותה עליונות יהודית. אנחנו נפלוש, ניכנס,… pic.twitter.com/KSTy2T9Aob

— מסתכלים לכיבוש בעיניים (@Mistaclim) November 21, 2024

وقد اعترف وزير المالية الإسرائيلي ورئيس الحزب الديني الصهيوني بتسلئيل سموتريتش في حسابه على منصة إكس بأن الباحث المقتول في جنوب لبنان قد عمل بمساعدة مباشرة من الجيش الإسرائيلي على مر السنوات، حيث كتب أنه "ساهم كثيرا في أمن البلاد. وقد ساعده كبار الضباط على مر السنين في تحليل وفهم المنطقة وتداعياتها على الأمن والعمليات المستمرة".

זאב (ז׳אבו) ארליך הי״ד. כמה כאב. חקר וחשף את סודותיה של הארץ הטובה מתוך אהבה ותשוקה אליה.

ז'אבו תרם רבות לבטחון המדינה. קצינים בכירים נעזרו בו לאורך השנים בניתוח ובהבנת השטח ומשמעויותיו לבטחון השוטף ולמבצעים.

איש עפרה, איש של אהבת עם ישראל, תורת ישראל וארץ ישראל. pic.twitter.com/AQl7jOg3eh

— בצלאל סמוטריץ' (@bezalelsm) November 20, 2024

وعلى الرغم من أن كل الصور المنتشرة للباحث تظهره وهو يرتدي زيا عسكريا كاملا، ويحمل بندقية آلية، فإن جيش الاحتلال أعلن أن الخبير مدني وليس عسكريا، وأعلن عن فتح تحقيق بشأن طريقة دخوله إلى جنوب لبنان ووصوله إلى المكان الذي قتل قربه.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكولومبي: هدف حرب الإبادة التي تمارسها “إسرائيل” في غزة منع قيام وطن للفلسطينيين
  • أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • هذا ما نعرفه عن الصاروخ فرط الصوتي الروسي الذي أطلق لأول مرة على أوكرانيا .. خارق ولا يمكن اعتراضه ويصل أمريكا
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
  • قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
  • أصبح من التاريخ.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بجنوب لبنان
  • مصرع مؤرخ اسرائيلي في كمين لحزب الله