اليمن في 2024: إرث من الفقر وقلق من مناوشات باب المندب
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يدخل اليمن عام 2024 بإرهاصات انفجار الصراع الداخلي مجدداً ونشوب حرب أوسع على ضفاف باب المندب، إذ تتصاعد المناوشات مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية استهداف الحوثيين السفن الإسرائيلية وغيرها من الجنسيات الأخرى التي تعبر البحر الأحمر نحو إسرائيل، بينما لم يكد اليمنيون يتنفسون الصعداء معيشياً بعد التوصل في 2023 إلى هدنة بين الحكومة والحوثيين وإن كان ينظر إليها على أنها هشة في ظل بقاء العديد من عوامل الانفجار.
ووفق بيانات أممية، فإن أكثر من 21.6 مليون شخص، أي 75% من سكان اليمن، يحتاجون إلى مساعدات، منهم 17 مليون شخص في فقر مدقع نتيجة انعدام الأمن الغذائي. ويواجه البلد العديد من الأزمات، منها انهيار سعر صرف الريال والتقلبات الحادة في تداولاتها لاسيما في مناطق الحكومة، وارتفاع التضخم، واشتداد الاضطرابات الاجتماعية وتسببها في تراجع أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة.
كما زادت الضغوط على المالية العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، بحسب تقرير صادر نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن البنك الدولي الذي أرجع السبب الرئيسي لذلك إلى تهاوي صادرات النفط، وانخفاض الإيرادات الجمركية بسبب تحول الواردات عن ميناء عدن جنوب البلاد.
يقول أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز محمد قحطان، لـ"العربي الجديد" إن انقسام الدولة ومؤسساتها في اليمن ترك آثاراً بالغة على مختلف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فقد تعمق الانقسام في الجهاز المالي للدولة وفقد كل من صنعاء وعدن القدرة على عمل موازنات عامة للدولة، الأمر الذي تصعب معه مواجهة التقلبات الاقتصادية.
وتزيد الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 من التداعيات الاقتصادية على اليمن، وفق قحطان الذي أكد أن تأثير تمدد الحرب في المنطقة سيكون كارثياً على اليمن، إذ ستتراجع المساعدات الإنسانية أكثر ويمكن أن ترتفع أسعار المشتقات النفطية وكذا السلع الغذائية التي سيكون لها بالغ الأثر على الجانب الغذائي، وبالتالي من المتوقع أن تزداد أعداد من يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
كل ذلك وفق قحطان يحتم على القوى السياسية اليمنية، سواء في عدن (الحكومة اليمنية) أو صنعاء (سلطات الحوثيين)، الإسراع في وضع نهاية للصراع وتحقيق السلام، والتوجه الجاد لمواجهة الانقسام السياسي والاقتصادي لمواجهة الوضع القائم.
بدوره، يرى الخبير الاقتصادي مطهر العباسي، وهو مسؤول حكومي سابق في وزارة التخطيط والتعاون الدولي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المرحلة الراهنة تمثل فرصة مهمة يجب التقاطها من قبل أصحاب الشأن في اليمن لاتخاذ قرارات شجاعة ومسؤولة لإنقاذ ما أمكن من التدهور الحاصل على كافة المستويات، وهو توجه لا ينبغي أن يرتبط بأي أحداث مستجدة لحل مشاكل البلاد الواضحة للعيان والتي تتطلب كحل أولي إنهاء الانقسام وتحييد المؤسسات المالية والنقدية.
وتأتي التوترات في البحر الأحمر والتصعيد المحتمل بشكل أكبر من جانب الولايات المتحدة وحلفاء لها ضد الحوثيين، في وقت يعاني اليمن من انحسار المساعدات والتمويلات الخارجية لتقليص تداعيات الفقر وانهيار مستويات المعيشة.
ويقدر البنك الدولي احتياجات إعادة إعمار اليمن بما يتراوح بين 20 و25 مليار دولار، كما يشير تقرير صادر عن البنك في مايو/ أيار الماضي إلى انخفاض الدعم المقدم لليمن من 5.2 مليارات دولار عام 2015، إلى 2.4 مليار دولار عام 2022.
وفي فبراير/ شباط من العام الماضي، جمعت الأمم المتحدة نحو 1.2 مليار دولار من المانحين من أجل خطة مساعدات بقيمة 4.3 مليارات دولار لليمن، الذي يشكل واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الأزمة اليمنية مفاوضات الحوثي
إقرأ أيضاً:
غانا تستضيف نهائيات بطولة المدارس الأفريقية
قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، اليوم الاثنين، اختيار غانا لاستضافة نهائيات بطولة «الكاف» للمدارس الإفريقية لكرة القدم 2025، المُقرر إقامتها في الفترة الممتدة من 21 إلى 26 أبريل 2025.
وتُقام النهائيات القارية في ملعب، ليجون الرياضي، بجامعة غانا في أكرا، وهي المرة الأولى التي تستضيف فيها منطقة اتحاد غرب أفريقيا لكرة القدم نهائيات البطولة، بعد النسخ السابقة التي أُقيمت في جنوب أفريقيا 2023 وتنزانيا 2024.
تم إطلاق بطولة «الكاف» للمدارس الإفريقية لكرة القدم، من قبل رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف"، الدكتور باتريس موتسيبي، في شهر أبريل 2022 في مابوتو، موزمبيق.
شارك في البرنامج أكثر من مليون و965 ألف فتى وفتاة من 46 دولة منذ انطلاق المنافسة، مما يجعلها أنجح حركة تعبئة رياضية للشباب في أفريقيا.
وتمكن «الكاف» بالشراكة مع مؤسسة، موتسيبي، التي تبرعت بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي، من استخدام أموال الجوائز في مشروعات مُستدامة داخل المدارس، تشمل التجديدات، بناء المكتبات، تطوير البنية التحتية، وغيرها من المشاريع المجتمعية.
ويحصل الفائز على مبلغ 300 ألف دولار أمريكي، فيما سينال الوصيف 200 ألف دولار أمريكي، أما صاحب المركز الثالث فسيحصل على 150 ألف دولار أمريكي.
وتشارك 46 دولة في موسم 2024 /2025، حيث دفعت بمنتخباتها المدرسية الوطنية إلى التصفيات الإقليمية التي أُقيمت بين شهري أكتوبر 2024 ويناير 2025، على أن نضم الفائزون من المناطق الست التابعة لـ"الكاف"، إلى جانب المُتوجين في نسخة 2023 /2024 من فئتي الفتيان والفتيات، إلى البلد المضيف، غانا، في النهائيات القارية.
وتتضمن البطولة إلى جانب توفير منصة للمواهب الشابة للتنافس على المستوى الدولي، برنامجا موازيا لبناء القدرات، يتيح للناشئين والمدربين والمعلمين اكتساب مهارات فريدة، تشمل: إجازة التدريب وورش عمل لحماية الأطفال ودورات تدريبية للمدربين وورش عمل للسلامة والأمن وبرنامج الأطباء الشباب وبرنامج الحكام الشباب ورنامج المراسلين الشباب.