تعيش ميدان الطب في عصر تحولات ملحوظة، حيث تندمج التكنولوجيا والابتكارات الحيوية لتحديد مستقبل الرعاية الصحية. يتسارع التطور في مجال الطب التجديدي، ويتوقع أن يلعب الطب الشخصي والتكنولوجيا الحيوية دورًا حيويًا في تحسين الخدمات الطبية وتكاملها بشكل أفضل مع احتياجات المرضى والمجتمع بشكل عام.

الطب التجديدي الطب الشخصي (Precision Medicine):

تعد الطب الشخصي من أهم الابتكارات في مجال الرعاية الصحية، حيث يتم تخصيص العلاج بشكل دقيق وفعّال وفقًا للتفاوتات الجينية والتاريخ الطبي لكل فرد.

يمكن لتحليل الجينوم الشخصي أن يوفر فهمًا أعمق حول كيفية استجابة الفرد للعلاجات، مما يسهم في تخصيص علاجات فعّالة وتقليل الآثار الجانبية.

التكنولوجيا الحيوية (Biotechnology):

تأخذ التكنولوجيا الحيوية دورًا متزايد الأهمية في تطوير علاجات جديدة وتحسين تشخيص الأمراض. يعتمد هذا النهج على استخدام الخلايا والبروتينات والأحماض النووية لتطوير علاجات مستهدفة لمجموعة واسعة من الأمراض. مثلًا، يتم استخدام تقنيات التحرير الجيني CRISPR-Cas9 في تعديل الجينات المسؤولة عن الأمراض الوراثية.

الذكاء الاصطناعي (AI) في تحليل البيانات الطبية:

تلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالصحة. يمكن للأنظمة الذكية تحديد الاتجاهات والتنبؤ بتطور الأمراض، مما يساعد في اتخاذ قرارات طبية أفضل وتخصيص الموارد بشكل أكثر فعالية.

الطب العابر للحدود (Telemedicine):

تسهم التكنولوجيا في تطوير الرعاية الصحية عبر الإنترنت، مما يتيح للمرضى التواصل مع الأطباء واستشاريين الصحة عبر الشاشات. يسهم هذا التطور في توسيع الوصول إلى الرعاية الصحية وتحسين التواصل بين الأطباء والمرضى.

الطب البائيونيكي (Bionics):

تسعى التقنيات البائيونية إلى دمج أجهزة إلكترونية متطورة مع الأعضاء البشرية لتحسين وظائف الجسم. مثلًا، يتم تطوير أطراف صناعية ذكية قابلة للتحكم بواسطة العقل، مما يساهم في تحسين حياة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم.

الطب البديل - منهج مناسب لتحسين الصحة كيف يمكن علاج فرط التعرق؟.. الطب يجيبك بهذه الوسائل

مستقبل الطب التجديدي يتسم بالتنوع والتطور السريع. من خلال تكامل الطب الشخصي والتكنولوجيا الحيوية مع الذكاء الاصطناعي والطب البائيونيكي، يشهد العالم الطبي تحولات هائلة تعد بتحسين جودة الرعاية الصحية وتمكين المرضى بشكل لم يحدث من قبل. تبقى التحديات الأخلاقية والأمانية جزءًا مهمًا من هذا التطور، ومع ذلك، يبدو أن مستقبل الطب يعد بفترة مثيرة من الابتكار والتحسين المستمر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الطب الشخصي الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية الأعضاء البشرية الطب التجديدي التكنولوجيا الحيوية الطب التجديدي الطب التکنولوجیا الحیویة الرعایة الصحیة

إقرأ أيضاً:

«الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»

سامي عبد الرؤوف (دبي) 

أخبار ذات صلة «⁧‫الفارس الشهم 3‬⁩» تدعم إنتاج وجبات الإفطار لنازحي جنوب ⁧‫غزة‬⁩ برعاية منصور بن زايد.. «الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة» تطلق فعاليات مؤتمر الوقف والمجتمع

أطلقت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مبادرة «مسار الذكاء»، ضمن الجهود المستمرة لاستكمال تمكين وتعزيز قدرات الموظفين والعاملين لتوظيف ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن قطاع الرعاية الصحية، وذلك انسجاماً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، وبما يدعم مستهدفات مئوية الإمارات 2071 لتحقيق تحول نوعي في جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
وقالت مباركة إبراهيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في تصريح لـ«الاتحاد»: «تركّز مبادرة (مسار الذكاء) على ثلاثة محاور رئيسية تشمل تطوير الكوادر البشرية، ودمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، وضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات». وأضافت: «تعد مبادرة (مسار الذكاء) جزءاً من خطة تطوير ممنهجة تستند إلى أفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال». 
وأشارت إلى أن المؤسسة تتعاون بخصوص هذه المبادرة مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين العالميين، لدعم جهود تطوير برامج تدريبية متخصصة تدعم الكوادر، وتسهم في تزويدهم بالمعرفة والخبرة اللازمة، وتضمنت هذه الجهود مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية مثل الدورات الذاتية عبر منصة التعلم الخاصة بالمؤسسة، وورش العمل التفاعلية، والتدريب العملي، والندوات الإلكترونية، ولقاءات التدريب الرقمية، والنشرات التوعوية. وأكدّت، أن هذه المبادرة تجسد حرص والتزام المؤسسة بتوظيف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية على جميع المستويات، وإيمانها العميق بدوره المحوري في إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية من خلال إعادة تعريف أساليب التشخيص والعلاج وتعزيز قدرات التنبؤ الاستباقي بالأمراض لضمان رعاية أكثر كفاءة وفعالية. 
وأشارت إلى أن الاستثمار في التعليم والتدريب المتخصص يشكل ركيزة أساسية لإعداد كوادر قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها للارتقاء بتجربة المرضى وتحسين مخرجات الرعاية الصحية.
وأفادت أن مبادرة «مسار الذكاء» تمثل خطوة متقدمة نحو ترسيخ مكانة المؤسسة بين رواد الابتكار في مجال الرعاية الصحية عالمياً، منوهة بالتقدم الذي تم تحقيقه وثقتها بقدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز كفاءة الكوادر البشرية والارتقاء بجودة رعاية المرضى وإحداث تحول جذري في طريقة أساليب الخدمات الصحية على مستوى المنطقة. 
وأشارت إلى استكمال المؤسسة جهودها في التدريب والتطوير المستمر، وبناء قدرات كوادرها الوظيفية، وتنمية مهاراتهم الرقمية، عبر تعزيز جاهزيتهم وتمكينهم من التعامل بفعالية مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.  وذكرت أنه ضمن جهود تعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، قامت المؤسسة بتطبيق مجموعة من النماذج الذكية التي تغطي مجالات التنبؤ والتحليل الاستشرافي وتحسين سير العمل وإدارة الموارد وتعزيز الاستدامة ورفع مستوى تفاعل المرضى.  ولفتت إلى تبني المؤسسة حلولاً متقدمة قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجالات الروبوتات والجينوم والتوثيق الطبي الصوتي والتصوير التشخيصي، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتقليل الضغوط النفسية على الكوادر الطبية، مما يسهم في تعزيز نتائج المرضى ورفع مستوى سعادتهم ورضاهم. وتطرقت إلى اعتماد المؤسسة «سياسة الذكاء الاصطناعي الآمن»، استكمالاً لمسيرتها في تعزيز الحوكمة الرقمية وتبني أفضل الممارسات في هذا المجال، انسجاماً مع جهود دولة الإمارات في تعزيز الاستخدام المسؤول والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وبينت أن سياسة الذكاء الاصطناعي للمؤسسة وضعت إطاراً متكاملاً يضمن الحوكمة الفعالة لهذه التقنيات، مع التركيز على أربعة أهداف رئيسية تشمل ضمان التوافق مع المعايير الأخلاقية المعتمدة وطنياً في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحقيق التكامل مع الإطار الوطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، إلى جانب تعزيز القيم الإنسانية لضمان معاملة عادلة وآمنة لجميع أفراد المجتمع، والموازنة بين دعم الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي والحفاظ على أعلى معايير الأمان.
تعدّ مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية من أوّل الجهات الحكومية التي تعتمد سياسة داخلية شاملة لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز التزامها بالعدالة والشفافية والمساءلة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويسهم في توفير نهج منظّم لتقييم المخاطر والحدّ منها، مما يضمن تحقيق التوازن بين الابتكار والأمان والموثوقية في التقنيات المطبقة.

مقالات مشابهة

  • «أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • الرعاية الصحية: مشروعات التعاون مع جايكا ترتكز على تطوير الرعاية الأولية
  • بيطرى قنا يشن حملات مكثفة لضمان سلامة الدواجن وخلوها من الأمراض
  • بيطري قنا يشن حملات مكثفة لضمان سلامة الدواجن وخلوها من الأمراض
  • وفد جايكا يزور عددًا من منشآت الرعاية الصحية في الأقصر وأسوان
  • «الإمارات الصحية» لـ«الاتحاد»: إطلاق مبادرة لتسريع دمج الذكاء الاصطناعي بـ«الرعاية الصحية»
  • «الرعاية الصحية» تطلق الدورة الرياضية الرمضانية بمشاركة العاملين بالمحافظات|صور
  • مناقشة مستقبل تكليف الخريجين على مائدة «إفطار العلوم الصحية» بالدقهلية
  • الرعاية الصحية تطلق عيادات متنقلة ضمن حملة رمضان بصحة لكل العيلة