سانا: أضرار مادية بعد هجوم إسرائيلي على ريف دمشق
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
تسببت ضربات إسرائيلية على مناطق في ضواحي العاصمة السورية دمشق، الثلاثاء، بوقوع خسائر مادية دون تسجيل إصابات، وفقا لما أفادت به وكالة أنباء النظام "سانا"، فيما لم تعلن إسرائيل عن قصف في سوريا.
وقال مصدر عسكري للوكالة إن الهجوم وقع حوالي الساعة 4:35 من فجر الثلاثاء، حيث نفذت إسرائيل "عدوانا جويا من اتجاه الجولان السوري" مستهدفة "عددا من النقاط في ريف دمشق، وأسفر العدوان عن حدوث بعض الأضرار المادية".
وقتل 23 مقاتلا مواليا لإيران، السبت، جراء غارات جوية رجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون إسرائيلية في شرق سوريا، كما قتل أربعة مقاتلين من مجموعات مدعومة من إيران في وقت لاحق جراء قصف إسرائيلي في شمال البلاد.
وأفاد المرصد أن القتلى في شرق سوريا هم خمسة مقاتلين من الجنسية السورية، إضافة إلى أربعة عناصر من حزب الله اللبناني وستة عراقيين وثمانية إيرانيين، مشيرا إلى وقوع "تسع غارات جوية نفذتها طائرات يرجح أنها إسرائيلية" فجر السبت قرب الحدود العراقية.
كما أدت الغارات إلى إصابة قرابة عشرين مقاتلا بجروح.
واستهدفت الضربات، وفق المرصد، مواقع ومقرات تابعة لمجموعات موالية لطهران في مدينة البوكمال وريفها حيث لإيران نفوذ عسكري كبير. كما استهدفت حمولة أسلحة مصدرها العراق ومستودع ذخيرة.
وأفاد المرصد بعد ظهر السبت عن قصف إسرائيلي بستة صواريخ استهدف "مستودعات ومقرات" لمجموعات موالية لإيران في منطقة مطار حلب، ما أدى إلى مقتل أربعة مقاتلين على الأقل وإصابة أربعة آخرين بجروح.
ومنذ بدء النزاع عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا استهدفت بشكل رئيسي أهدافا إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ولكن أيضا مواقع لجيش النظام السوري، وفقا لفرانس برس.
لكن وتيرة الغارات والقصف ازدادت بعد بدء الحرب في غزة وتصاعد حدة التوتر في المنطقة.
قصف في جنوب سورياوكان المرصد أفاد عن قصف بري إسرائيلي، ليل الجمعة السبت، على محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين.
وأشار المرصد إلى أن القتيلين من أصول فلسطينية، وهما عضوان في مجموعة تابعة للمقاومة السورية لتحرير الجولان العاملة مع حزب الله اللبناني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر، صباح السبت، أنه نفذ ضربات في سوريا ردا على إطلاق صاروخين من داخل الأراضي السورية.
ونادرا ما تعلن إسرائيل عن تنفيذ ضربات في سوريا، وتقول إنها لن تسمح بتمدد الميليشيات الموالية لطهران بالقرب من حدودها.
من جهة أخرى، أفاد المرصد عن تعرض قاعدتين أميركيتين في محافظة دير الزور في شرق سوريا لهجمات بالصواريخ ومسيرة، مشيرا إلى وقوف مجموعات مدعومة من إيران وراءها.
وتعرضت القوات الأميركية في العراق وفي سوريا لعشرات الهجمات منذ منتصف أكتوبر الماضي أي بعد عشرة أيام من بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
وتعكس تلك الهجمات التداعيات الإقليمية التي تثيرها الحرب. وتقول الفصائل الموالية لإيران إن هجماتها ضد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط تأتي بسبب الدعم الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل.
من جانب آخر، نعى حزب الله اللبناني في بيانات متلاحقة، السبت، أربعة من عناصره قال إنهم قتلوا "على طريق القدس"، وهي التسمية التي يطلقها على عناصره الذين يقتلون في ضربات إسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة.
ولم يحدد الحزب مكان مقتلهم في سوريا أو في لبنان.
وقتل، الاثنين الماضي، القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي، بضربة في سوريا في منطقة السيدة زينب قرب دمشق، واتهمت طهران إسرائيل بالعملية.
وفي 8 ديسمبر الماضي، نشر المرصد تقريرا يفيد بأنه "منذ بداية الحرب في غزة، شنت إسرائيل أكثر من 28 هجوما"، مؤكدا مقتل 34 شخصا وإصابة العشرات بها.
وأحصى المرصد منذ مطلع عام 2023، 50 مرة قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية، 43 منها جوية و17 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 121 هدفا ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 110 من العسكريين بالإضافة لإصابة 125 آخرين منهم بجراح متفاوتة.
ويذكر أن مطاري دمشق وحلب تعرضا لقصف عدة مرات خلال الأشهر الماضية، ما تسبب بإغلاقهما.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الله اللبنانی فی سوریا فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يريد الدروز في سوريا حقا أن تهب إسرائيل لنجدتهم؟
نشرت صحيفة هآرتس مقالا لسياسية ونائبة سابقة في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) استقصت فيه موقف تل أبيب من الأحداث التي شهدتها الجمعة الماضي مدينة جرمانا القريبة من العاصمة السورية دمشق.
واستجلت كسينيا سفيتلوفا في مقالها تصريحات إسرائيل الأخيرة لحماية الطائفة الدرزية في سوريا، لا سيما في ضاحية جرمانا بريف دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: لم نلتزم بالاتفاق ودعم أميركا لنتنياهو خطوة خاطئةlist 2 of 2صحف عالمية: ترامب قلب نظام العالم وخلافه مع زيلينسكي أضر بحلف الناتوend of listوتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، مساء السبت، بالتدخل العسكري "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز في ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق".
وتساءل مقال هآرتس عما إذا كان نتنياهو بتصريحه هذا يبحث عن ذريعة لشن عملية عسكرية في سوريا، وهل يريد دروز سوريا أن يهب الجيش الإسرائيلي لنجدتهم؟
وقد بدأ الهدوء يعود تدريجيا إلى جرمانا بعد ساعات شهدت فيها المدينة – التي تقطنها غالبية درزية إلى جانب مسيحيين وسنة وعلويين- توترا أمنيا الجمعة الماضي بين قوات محلية تطلق على نفسها اسم "درع جرمانا" العسكري وإدارة الأمن العام التابع للداخلية إثر خلاف شخصي تسبب في مقتل عنصر أمن تابع للوزارة.
وتشكك سفيتلوفا في مقالها التحليلي في ما إذا كان الدروز يسعون أو يحتاجون أصلاً إلى المساعدة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن جرمانا مجتمع مختلط حيث يبدو أن القوات المحلية قادرة على الحفاظ على النظام دون تدخل خارجي.
إعلانويشير التحليل إلى أن دوافع نتنياهو قد لا تتعلق بحماية الدروز بقدر ما تتعلق بتبرير الوجود العسكري الإسرائيلي بالقرب من دمشق، مما قد يضمن مكاسب استراتيجية.
وتقول الكاتبة -التي تعمل مديرة تنفيذية للمنظمة الإقليمية للسلام والاقتصاد والأمن (ROPES)- إن تصريحات نتنياهو حول ضرورة حماية الدروز تبدو شبيهة إلى حد كبير بتبرير روسيا تدخلها في أوكرانيا.
وتعتقد سفيتلوفا أن هذا النوع من الحماية الذي ينادي به رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يضر بالدروز بدلا من الدفاع عنهم، بل قد يخلق فجوة بينهم وبين بقية السوريين الذين قد تزداد شكوكهم حول رغبة نتنياهو المفاجئة في حماية هذه الطائفة وتقسيم سوريا، ملفتة إلى أن إسرائيل كانت قد وقفت في الحرب الأهلية اللبنانية مع قوات مسيحية ضد دروز لبنان.
ويحذر المقال من أن مثل هذه التحركات تخاطر بعزل الدروز داخل سوريا وتفاقم التوترات مع الحكومة السورية الجديدة التي لم تستجب نسبياً للتحركات الإسرائيلية حتى الآن.
كما أن ذلك لن يصب في مصلحة إسرائيل. فمن وجهة نظر الكاتبة، أنه في الوقت الذي تنهمك فيه سوريا بمحاولة تضميد جراح ماضيها القريب، والتغلب على صعوباتها الاقتصادية ومعركتها من أجل الأمن، ستضطر الآن إلى التركيز مرة أخرى على انتهاكات إسرائيل لسيادتها.
وتتكهن سفيتلوفا أيضا بأهداف إسرائيل الاستراتيجية الأوسع نطاقا، بما في ذلك التنسيق المحتمل مع روسيا لضمان حفاظ البلدين على النفوذ في سوريا. وتخلص إلى أن نهج إسرائيل قد يثير العداء ويضر بالاستقرار الإقليمي ويقوض مصالحها الأمنية.