قيادات في صنعاء:عواقب الاعتداء الأمريكي ستكون وخيمة
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
وفي تعليقه على إعلان القوات المسلحة ارتقاء 10 شهداء من أبطال البحرية اليمنية بنيران العدوّ الأمريكي أثناء أدائهم لواجبهم في حظر الملاحة الصهيونية عبر البحر الأحمر، قال قائد لواء الدفاع الساحلي اللواء محمد القادري “لن نترك دماء شهدائنا تذهب هدرًا”.
وأضاف: “ردنا سيكون قريبًا جِـدًّا بسلاح مناسب وهدف مناسب”.
من جهته، كتب عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، على حسابه في منصة “إكس” أن “الأمريكي يتحمل تبعات وعواقب هذا الاعتداء الوحشي الإجرامي والذي ستكون تبعاته وعواقبه وخيمةً عليه” في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لن تنجو بفعلتها بدون أن تتحمل التداعيات.
وأوضح أن “هذا الاعتداء الأمريكي يأتي في سياق الإصرار على استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها العدوّ الإسرائيلي الصهيوني ضد أهالي غزة واستمرار الحصار وتجويع أطفال ونساء غزة”.
وَأَضَـافَ أن “هذا الاعتداء جاء أَيْـضاً في مسار محاولات الأمريكي لتأمين سفن العدوّ الإسرائيلي ونشاطه التجاري والاقتصادي؛ ليستمر في ارتكاب الجرائم بدلاً عن الإصغاء للصوت العالمي ونداءات الشعوب في مختلف بلدان العالم التي تنادي وتطالب بوقف استمرار الإبادة بحق الشعب الفلسطيني ووقف التجويع والحصار لأهل غزة”.
وأكّـد أن “شعبنا اليمني والقوات المسلحة اليمنية والأجهزة الرسمية لن يثنيَهم هذا الاعتداءُ الإجرامي عن مواصلة أداء هذه المهمة التضامنية مع الشعب الفلسطيني المظلوم، وسيبقى شعبنا العزيز بجميع مكوناته رسميًّا وشعبيًّا وقواته المسلحة ثابتين على هذا الموقف لأداء هذه المهمة كجهاد مقدس في سبيل الله سبحانه وتعالى”.
وأشَارَ إلى أن “الأمريكي لن يزيدَنا بما قام به من إجرام إلا إصرارا وعزما وتصميما على الثبات والاستمرار”.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى: “إن شهداء البحرية اليمنية العشرة هم الطليعة في هذه المعركة، وقد فازوا فوزا عظيما خلال أداء مهمة مقدسة وواجب عظيم، وإن شاء الله سبحانه وتعالى ستتحقّق بدمائهم الزكية نتائج عظيمة ومهمة”.
ووجه الحوثي تحذيرا جديدًا لكل الدول “بألّا تورط نفسها مع الأمريكي؛ لأَنَّه الآن سيكون أكثر حرصاً من أي وقت مضى على توريط الآخرين معه”.
وَأَضَـافَ أنه “قد تم التحذير سابقًا ونحذر مجدّدًا أن أية دولة تتورط في الاعتداء على الشعب اليمني مع الأمريكيين ستجازف وتغامر بمصالحها وأمن ملاحتها”.
من جهته أكّـد ناطق حكومة تصريف الأعمال، ضيف الله الشامي أن: “البيان العسكري للقوات المسلحة اليمنية كان واضحًا فما بعد سقوط الشهداء سيكون مختلفا، والموقف اليمني لن يتغير أَو يتأثر بالتهديدات الأمريكية والبريطانية وغيرها”.
وَأَضَـافَ أن “الدماء اليمنية ليست أغلى من الدماء الفلسطينية وسيبقى شعبنا وجيشنا مع فلسطين حتى النصر”.
وتؤكّـد هذه التصريحاتُ بشكلٍ واضحٍ على نقطتين رئيسيتين: أولها أن الموقف اليمني المساند للشعب الفلسطيني وللمقاومة في غزة لن يتغير ولن تنخفض وتيرة عملياته العسكرية سواء فيما يتعلق بحظر الملاحة الصهيونية في البحرَينِ الأحمر والعربي، أَو بالضربات الصاروخية والجوية على كيان العدوّ الصهيوني، وهو ما أكّـدته بوضوح العمليةُ الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة، الأحد، والتي تمكّنت فيها من استهدافِ سفينة تابعة لشركة “ميرسك” كانت تحاولُ الوصولَ إلى موانئ العدوّ، تحت حماية القوات الأمريكية.
بل إن الاعتداءَ الأمريكيَّ -وكما وضَّح عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي- يستدعي المزيد من التحَرّك لمساندة الشعب الفلسطيني؛ كون هذا الاعتداء يترجمُ رغبةً أمريكيةً واضحةً في دعم العدوّ الصهيوني لمواصلة جرائمه بحق الفلسطينيين.
أما النقطةُ الثانية التي تؤكّـدها تصريحاتُ المسؤولين في صنعاء فهي أن ما حدث من اعتداء أمريكي على طواقم البحرية اليمنية لن يمر مرور الكرام، وستكون له تداعيات وتبعات كبيرة سيواجهها العدوّ الأمريكي؛ لأَنَّه قد فتح عمليًّا باب مواجهة مباشرة مع الشعب اليمني الذي سبق أن أعلنت قيادته الثورية ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وبشكل صريح أن الاشتباك المباشر مع الولايات المتحدة سيكون بقواعد مختلفة تماماً ولن يخضع حتى لحسابات الوساطة والتهدئة.
وفي هذا السياق، كتب نائب وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، حسين العزي، أن على العالم أن يتذكر جيِّدًا بأن “أمريكا وليس صنعاء هي من بدأت القتل وسفك الدماء” وَ”نرجو عدم نسيان هذه الحقيقة” في إشارة إلى أن أي عنوان ستحاول الولايات المتحدة الأمريكية الاختباء خلفه لتضليل الرأي العام العالمي بخصوص أي فعل قد تقوم به صنعاء لاحقا، سيكون عنوانا مضللا بالكامل؛ لأَنَّ واشنطن هي من بدأت الاعتداء وبصورة مستفزة وأعلنت ذلك رسميًّا واعتبرته إنجازا لها بكل وقاحة، الأمر الذي يعطي الشعب اليمني وقواته المسلحة كامل الحق في الرد بما يرونه مناسبا.
وَأَضَـافَ العزي أن “هذا الاعتداء ليس الأول فأمريكا لا شك ضالعة ومتورطة في العدوان على اليمن منذ تسع سنوات” في إشارة إلى أن حساب الشعب اليمني مع الولايات المتحدة كبير وقديم.
وقد سارع العدوّ الأمريكي عقب اعتدائه على طواقم البحرية اليمنية إلى التصريح بأن الولاياتِ المتحدة “لا تريد التصعيد” ضد اليمن، في محاولة لامتصاص غضب الشعب اليمني، والالتفاف على التحذيرات الصريحة المسبقة من عواقب الاعتداء على اليمن، لكن تصريحات المسؤولين في صنعا أجمعت على أن الأمر لن يمر بدون تبعات، وهو ما يذكر بنقطة هامة كان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد وضّحها في خطابه الأخير عندما أكّـد أنه لن يكون بمقدور الأمريكي أن ينفذ ضربات محدودة ثم يسعى لتهدئة الأمور كالعادة، وأنه إذَا تورط في الاعتداء على اليمن فستكون ورطته كاملة، الأمر الذي يغلق تماماً كُـلّ أبواب المراوغات والمساومات التي تعودت واشنطن على اللجوء إليها لتفادي عواقب جرائمها.
ويجمع المراقبون على أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة من اعتداء على قوات البحرية اليمنية يمثل خطوة انتحارية، بالنظر إلى التحذيرات اليمنية المسبقة وإلى حجم السخط الجماهيري المتعاظم إزاء واشنطن في الشارع اليمني.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البحریة الیمنیة هذا الاعتداء الشعب الیمنی أ ض ـاف إلى أن
إقرأ أيضاً:
قوة اليمن: كيف تبرز العمليات العسكرية للجيش اليمني نقاط ضعف الأسطول البحري الأمريكي؟
يمانيون – متابعات
تَلقى العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، ضد حاملات الطائرات والسفن الأميركية، أصداء واسعة في الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصاً بسبب تأثيرها.
وقالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، أمس الجمعة، إنّ اليمنيين شنّوا مؤخراً هجوماً كبيراً على مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية في أثناء عبورهما مضيق باب المندب، عبر طائرات من دون طيار وصواريخ، لافتةً إلى أن “هذا الحادث يسلط الضوء على نقاط الضعف في الأسطول البحري”.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، الثلاثاء، تنفيذها عمليتين عسكريتين استمرتا ثماني ساعات، شاركت فيهما القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر. العملية الأولى استهدفت حاملة الطائرات الأميركية “أبراهام”، الموجودة في بحر العرب، بعدد من الصواريخ المجنّحة والطائرات المسيّرة. والعملية الثانية استهدفت مدمِّرتين أميركيتين في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.
وأكد محلل الأمن القومي في المجلّة، براندون جيه ويتشرت، أن الأهم هو تقييم وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون المشتريات والإمداد، بيل لابلانت، الذي أكد أن “ما تمكن اليمنيون من تحقيقه، من خلال هجماتهم بالصواريخ والطائرات من دون طيار، خلال العام الماضي، كان غير مسبوق”.
وفي الإطار ذاته، قال لابلانت إنّ “اليمنيين يستخدمون أسلحة متطورة بصورة متزايدة، بما في ذلك صواريخ يمكنها القيام بأشياء مذهلة”.
وذكّرت المجلة بما قاله الكاتب في مجال الدفاع والأمن القومي، هاريسون كاس، في مادة نشرها في المجلة أمس، عنوانها “اليمنيون اقتربوا من ضرب حاملة طائرات نووية أميركية بصاروخ”، أكد فيها أن تقريره الأولي، في الصيف الماضي، أظهر أن حاملة الطائرات الأميركية “دوايت د. أيزنهاور” تعرضت لخطر شديد في أثناء القتال ضد اليمنيين، وأنها فشلت في اعتراض صاروخ باليستي يمني مضاد للسفن، وصل حينها إلى مسافة قريبة من حاملة الطائرات.
وذكرت المجلّة أنّه “بعد فترة وجيزة، سحب الأميركيون حاملات طائراتهم المعرضة للخطر بصورة واضحة إلى ما وراء الأفق، خشية تدمير تلك الحاملات باهظة الثمن والمكشوفة على ما يبدو”. وبدلاً من ذلك، “لجأ الأميركيون إلى سفنهم الحربية السطحية الأصغر حجماً، مثل المدمرات”.
وأشارت المجلّة إلى أن تقرير “أكسيوس”، فضلاً عن تقارير سابقة، في وقتٍ سابق من هذا العام، في “بيزنس إنسايدر”، تُظهر أنّ “هذه الأنظمة معرضة للخطر بصورة كبيرة في مواجهة هجمات اليمنيين”.
ورأت أن الحقيقة تُظهر أن “ما يواجهه أسطول الحرب التابع للبحرية الأميركية، في مواجهة اليمنيين، هو لمحة أولية عن نوعية الشدائد التي تنتظر البحرية الأميركية في حالة نشوب صراع مع الصين”.
وأكدت المجلة أنّ “ما يفعله اليمنيون يُظهِر للعالم نقاط الضعف الخطيرة التي تُعيب أسطول البحرية الأميركية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الصواريخ الباليستية المضادة للسفن”.
وبحسب المجلة، فإنّ المشكلة الأكبر ستظل قائمة، وإنّ “اليمنيين أظهروا الطريق لتعقيد استعراض القوة البحرية الأميركية، والآن يستعد أعداء أميركا الأكثر تقدماً، وخصوصاً الصين، لاستخدام هذه الاستراتيجيات على نطاق أوسع ضد البحرية الأميركية إذا اندلعت الحرب بين الصين والولايات المتحدة”.
———————————–
الميادين نت