موقع النيلين:
2024-07-08@03:29:13 GMT

الشرارة من تل أبيب والبنزين من واشنطن

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT


القوة- بكل مستوياتها العسكرية والاقتصادية والسياسية- باتت الآن الحاكم والمتحكم الوحيد فى إدارة الصراعات والعلاقات والمصالح بين عموم الدول، والولايات المتحدة- باعتبارها الأقوى على كوكب الأرض- فهى تُدير العالم بمنطق أنها سيدته، تأمر فتُطاع، تريد فتنفذ، تحارب فتؤيدها وتساندها الدول، حتى لو بعيدًا عن غطاء الأمم المتحدة، لتتحمل غيرها من الدول أعباء سياساتها الانتهازية تلك، ولأن إسرائيل أهم حليفاتها وذراعها الطولى فى الشرق الأوسط، فهى محظية بأن تكون طفلها المدلل، الذى له ما لها.

إسرائيل تطلب ما تشاء من الدعم- مهما كان حجمه- والولايات المتحدة تلبى دون شروط، إسرائيل تحاصر وتقتل وتبنى المستوطنات وتعتقل الفلسطينيين وتُهَوِّد القدس وتحرم المصلين من المسجد الأقصى وتنتهك قرارات الشرعية الدولية، والولايات المتحدة تبرر وتتستر، بل تستخدم حق النقض الفيتو ضد أى قرار يصدر عن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن يضع حدودًا لجرائم إسرائيل.

إسرائيل تشعل الحرائق، والولايات المتحدة تسكب البنزين، وكأنها مُصِرّة على أن تكون محور الشر الأول فى هذا العالم، ولا أشك لحظة فى أن الحريق الذى أشعلته إسرائيل منذ «7» أكتوبر المنصرم فى قطاع غزة لم يكن ليشتد لهيبه لولا البنزين الأمريكى الكامن فى الدعم العسكرى غير المشروط لإسرائيل سواء بإقامة جسر جوى معها أو بنقل حاملة الطائرات إلى الشرق الأوسط أو بمنح إسرائيل آلاف الأطنان من المتفجرات من أجل استعمالها ضد المدنيين الأبرياء العزل.

وتكفى الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تُعتبر المسؤول الأول والأخير عن جرائم إسرائيل غير الأخلاقية فى قطاع غزة، والتى أودت حتى الآن بحياة ما يقرب من 21600 شهيد فلسطينى، وإصابة ما يقرب من 55000، ناهيك عن التدمير الممنهج للقطاع الصحى وكافة وسائل الاتصال ومراكز الإيواء ومقار الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والكنائس والمساجد والمدارس من أجل إجبار الغزيين على النزوح من شمال غزة إلى وسطها ثم إلى جنوبها، بعد أن أصبح أكثر من 80% من قطاع غزة غير صالح لبنى الإنسان.

إن رئيس الوزراء الإسرائيلى مُصِرّ على مواصلة الحرب رغم كم التضحيات التى يدفع ثمنها أهل غزة، ولو أن الولايات المتحدة لم توفر الغطاء لاستمرار هذه الحرب الأسوأ فى التاريخ لما تجرأ نتنياهو على أن يرتكب جرائمه دون خوف من حساب أو عقاب.

إن صهيونية بايدن التى افتخر بها تؤكد أنه متستر على مجرم وموافق على جرائمه، ومَن يحرض على القتل أو يتستر عليه فهو قاتل، والخوف كل الخوف من اتساع دائرة الحرب ودخول أطراف أخرى فيها، وهو ما بدأ يتضح فى الهجمات المتكررة من جانب الحوثيين على السفن التجارية المتوجهة لإسرائيل وما يقوم به الحشد الشعبى فى العراق ضد القواعد الأمريكية هناك وكذا مواصلة حزب الله هجماته على شمال إسرائيل.

إن الولايات المتحدة هى أصل الداء، وإسرائيل منطلقه، وكلمة السر فى نشر عدواه، ولولا ذوبان الكيانين فى بوتقة شر واحدة، لما قلنا إن الشرارة تخرج من إسرائيل والبنزين من الولايات المتحدة.

طارق عباس – المصري اليوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: والولایات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس

ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فى عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تستشعر حاليًا وترى بأن هناك "فرصة كبيرة" لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق محتمل بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر فى قطاع غزة المنكوب وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.


ونقلت الصحيفة، فى سياق مقال رأى كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف، عن مسئول رفيع المستوى فى الإدارة الأمريكية، قوله: إن ثمة انفراجة محتملة قد تحدث قريبًا، وذلك بعد اتصال هاتفى أجراه أمس الخميس الرئيس الأمريكى جو بايدن لمدة 30 دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وقال المسئول الذى لم تذكر الصحيفة اسمه  : "لقد حققنا انفراجه بشأن مأزق حرج"، لكنه حذر من أن الصفقة "لن يتم التوصل إليها فى غضون أيام رغم أن هناك فرصة كبيرة جدًا نحو إتمامها".


من جهتها، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن موجة التفاؤل المفاجئة جاءت بعد أن قدمت حماس ردًا على اقتراح أخير قدمه الوسطاء بشأن إنهاء الأزمة فى القطاع رغم أنه كانت هناك فترات سابقة من التفاؤل تبددت بسبب الخلافات بين إسرائيل وحماس حول الشروط الأساسية.


وأضافت الصحيفة أن الوسطاء فى الأزمة وعلى رأسهم مصر والولايات المتحدة وقطر يسعون منذ أشهر إلى التفاوض على اتفاق بين الأطراف المتحاربة من شأنه أن يؤدى إلى اتفاق من ثلاث مراحل، يبدأ بوقف مبدئى للأعمال العدائية فى غزة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح النساء، بما فى ذلك النساء الإسرائيليات وجنود وشيوخ وجرحى محتجزون فى القطاع المحاصر. وسيعقب ذلك ما يأمل الوسطاء فى أن يكون وقفًا ممتدًا لإطلاق النار، أى إنهاء الحرب فعليًا، وسيتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين المتبقين.


وبموجب أى مقترح محتمل، ستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين مقابل المحتجزين وتسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع ولسكان غزة النازحين بالعودة إلى منازلهم فى جميع أنحاء القطاع، بما فى ذلك الشمال. وتعتقد الولايات المتحدة والوسطاء الآخرون أن صفقة المحتجزين هى الطريقة الأكثر واقعية لإنهاء الحرب وتهدئة التوترات الإقليمية، خاصة الاشتباكات شبه اليومية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، الحركة المسلحة اللبنانية المدعومة من إيران.


وأشارت الصحيفة إلى أن آخر مرة اعتقد فيها الوسطاء أنهم كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق فى شهر مايو الماضى شهدت عراقيل عديدة أدت إلى توقفها بسبب خلافات حول التفاصيل حيث أصرت حماس على أن أى اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات بأن الترتيب سينتهى بوقف دائم لإطلاق النار وسحب إسرائيل لقواتها من غزة.


فمن جانبه، رفض نتنياهو مرارًا وتكرارًا فكرة أن صفقة الرهائن وحدها ستنهى الحرب وواصل هجومه على مدينة رفح بجنوب القطاع، حيث تضم أكثر من مليون نازح، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الغربيين الآخرين. ويواجه نتنياهو أيضًا ضغوطًا من حلفائه اليمينيين المتطرفين، الذين يلعبون دورًا حاسمًا فى بقاء ائتلافه الحاكم، لعدم إنهاء الهجوم فى غزة أو تقديم تنازلات لحماس.


مع ذلك، قال مسئولون عسكريون إسرائيليون علنًا إن الاتفاق مع حماس هو أفضل وسيلة لضمان العودة الآمنة للمحتجزين المتبقين، الذين يعتقد أن عددهم حوالى 120، وبعضهم مات. وشككوا أيضًا فى تعهد نتنياهو بالقضاء على حماس، قائلين إنه من المستحيل تدمير الجماعة، مشيرين إلى أيديولوجيتها المتشددة وجذورها فى المجتمع الفلسطيني. لكن مسئولاً إسرائيليًا كرر، فى تصريح خاص للصحيفة، أن الصراع لن ينتهى إلا بعد تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية والتى تشمل تحرير المحتجزين وتدمير حماس.


وتابع المسئول الأمريكى تعليقًا على الأمر أن هذه المرحلة من المحادثات "تبدو مشابهة" لـ "اللعبة النهائية" للعملية التى أدت إلى وقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع فى نوفمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • مظاهرة أمام القنصلية الأمريكية في إسطنبول منددة بدعم واشنطن "لإسرائيل"
  • مبعوث اليابان لدى الصين يدعو إلى التواصل الصريح بين طوكيو وبكين
  • مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بتبادل أسرى مع حماس
  • خبيران: بزشكيان يدعم محور المقاومة لكنه يريد إحياء المفاوضات مع واشنطن
  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • إسرائيل تخسر دعم الولايات المتحدة
  • الأمم المتحدة: “إسرائيل” قتلت عشرة آلاف امرأة، منهن ستة آلاف أم، تركن خلفهن 19 ألف طفل يتيم
  • فاينانشيال تايمز: واشنطن تستشعر "فرصة كبيرة" في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • الكشف عن غضب أمريكي وبريطاني بعد طلب الجنائية إصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال