علماء النفس يقدمون طريقة سحرية لهزيمة التوتر نهائيا
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
يحلم معظم من يعيشون تحت ضغط مسؤوليات الحياة العصرية، بحل نهائي لاستعادة الهدوء، والتغلب على الشعور المحموم والمرهق بالضيق والتوتر.
ذكر تقرير لموقع "مايو كلينك" أن بعض تقنيات التخلص من التوتر قد تبدو مريحة وتبعث على الاسترخاء، ولا تتطلب أداء أي نشاط بدني، مثل مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت أو الانشغال في ألعاب الفيديو، لكنها تتميز بعدم الاستدامة، وقد تزيد من حدة التوتر بمرور الوقت.
لذا، في أواخر عام 2020، وفي خضم تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19)، وما ترتب عليها من إغلاق شامل، ترك آثاره على كافة نواحي الحياة، قدم علماء نفس في كلية العلوم الصحية بجامعة مانشستر، بالمملكة المتحدة، بحثا تضمن إستراتيجية شاملة لمواجهة الأسباب الجذرية للضغوط، وتقليل الضيق، واستعادة الرفاهية، وعيش حياة أكثر هدوءا، من خلال إعادة ضبط العلاقة بالتوتر، مرة واحدة، وإلى الأبد.
الباحثون ينبهون إلى أن الإلهاء أو التخفيف أو تشتيت الانتباه من شأنه أن يخفف الضغط ويؤدي إلى استعادة السيطرة على المدى القصير (بيكسلز) طرق تقليدية للتغلب على التوتريُقدم البحث تعريفا للتوتر أو الضيق، بأنه "الشعور بفقدان السيطرة، بسبب فشل الشخص في تحقيق الأشياء المهمة بالنسبة له، والحفاظ عليها".
وهو ما يتجلى في الحياة اليومية في صورة مضاعفات عقلية، مثل "القلق، العصبية، سوء المزاج، عدم التركيز، ضعف الحافز، الرغبة في العزلة، والشعور بالاكتئاب"، بالإضافة إلى أعراض أخرى جسدية، ذكرها تقرير "مايو كلينك"، مثل "ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السكتات الدماغية، ضعف المناعة، السمنة، السكري، حرقة المعدة، الصداع، الإعياء، اضطرابات الأكل والنوم".
ويقترح التقرير بعض الحلول العملية للتقليل من هذه الأعراض، مثل:
ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. الاسترخاء والتنفس العميق أو اليوغا. قضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء. ممارسة الهوايات المفضلة، كقراءة كتاب أو سماع الموسيقى أو التمشية. تجنب التدخين وتناول غذاء صحي ومتوازن، والحصول على قسط كاف من النوم الجيد.مع ملاحظة أن الأمر متروك لك لتحديد نوع التوتر الذي تشعر به، ومتى وأين تستفيد من كل ممارسة بشكل أفضل، لأن بعض هذه الأساليب قد تكون مناسبة أكثر من غيرها، كما قد تختلف فعاليتها باختلاف المواقف.
الإلهاء أو صرف الانتباه عن التوتر، لن يفيد في التخلص من الضغوط على المدى الطويل (بيكسلز) طريقة الأبعاد الأربعة للتعامل مع الضغوطتشير هذه التقنية إلى 4 إستراتيجيات متتالية تبدأ بحرف الـ D، ويرمز لها بمصطلح "4 د" (4Ds)، حيث تعتمد على مجموعة من المراحل التي تساعد في تنظيم العواطف، والتدرب على المرونة وأساليب حل المشكلات، وهي (الإلهاء Distract، بالتخفيف Dilute، التطوير Develop، الاكتشاف Discover):
الإلهاءيقول الخبراء إن الاستخدام الهادف لتقنيات الإلهاء، يمكن أن يكون مفيدا في مواجهة المشاعر غير المريحة، وذلك من خلال أخذ قسط من الراحة، والانغماس في التركيز على أنشطة ممتعة ومفيدة ومهدئة، كقراءة كتاب، أو التنزه في الهواء الطلق.
ومثلما أن الخطوة الأولى في الإسعافات الأولية هي إيقاف النزيف، فإن الخطوة الأولى للتعامل مع الضغوط وفق طريقة الأبعاد الأربعة، هي الإلهاء، بمعنى "تشتيت الانتباه، لإنهاء المعاناة الحادة، ومنح الجسم والعقل فترة راحة"، كما تقول الكاتبة جيسيكا ستيلمان على موقع "آي إن سي".
لكن الباحثين ينبهون إلى أن الإلهاء -وهو مصطلح لوصف الهوايات والأنشطة اليومية الممتعة أو العمليات الداخلية مثل أحلام اليقظة أو التحليق في الخيال، التي قد تؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، وصرف الانتباه بعيدا عن المشاعر الضاغطة لفترة من الوقت- من شأنه أن يخفف من الضغط ويؤدي إلى استعادة السيطرة بشكل فعال للغاية على المدى القصير، لكنه في الوقت نفسه، قد لا يحل المشكلات الطويلة المدى، بل قد يتسبب في حدوث مشاكل أخرى.
على سبيل المثال، في الوقت الذي قد يساعد فيه العمل الإضافي في إلهاء الشخص وزيادة دخله، لكنه يأتي على حساب الوقت المخصص لعائلته.
أيضا، الانخراط في الوسائط الإلكترونية، قد يوفر إحساسا بالابتعاد عن الأفكار السلبية، لكنه يصرف الانتباه بعيدا عن الاهتمام بأمور مُلحة تحتاج لمعالجتها فورا.
قد يساعد العمل الإضافي على إلهاء الشخص وزيادة دخله، لكنه يأتي على حساب الوقت المخصص لعائلته (بيكسلز) التخفيفيقول الباحثون بما أن الإلهاء أو صرف الانتباه عن التوتر، لن يفعل شيئا للتخلص من الضغوط على المدى الطويل -رغم أنه أمر جيد- فنحن نحتاج إلى البدء في الارتقاء نحو الإصلاحات الطويلة المدى.
ويوضحون أن مصدر التوتر الطويل الأمد ليس الافتقار إلى المهارات، بل الصراع بين المُثل العليا والأمور ذات الأهمية. فعلى سبيل المثال، عندما يتعرض موظف للتنمر من زميل له، فقد يسبب له ذلك مشاعر مختلطة بين طلب المساعدة لوقف التنمر، أو تخطي الموقف تفاديا للتعرض للسخرية أو لمزيد من التنمر.
ومن هنا تأتي أهمية التخفيف من الصراع، بمعرفة كيفية استخدام المرونة النفسية التي تسمح للشخص بتهدئة جهازه العصبي عندما يكون وسط المواقف الضاغطة، من خلال ممارسة أساليب الاسترخاء، كالتنفس العميق أو التأمل أو اليوغا، للمساعدة في التعامل معها بهدوء.
التطويربحسب البحث، فإن "التطوير هو التحضير للخطوة النهائية، التي تتضمن تذكير نفسك بمرونتك ونقاط قوتك وإمكاناتك، وقدرتك على التخطيط للمستقبل، وتحديد الأشخاص الذين يتقدمون لمساعدتك في مواجهة التحديات، حتى تشعر أنك أكثر تحكما وجاهزية لمواجهة أية مشكلات مستقبلية بشكل أفضل".
لذا، بمجرد أن تقطع شوطا في تعلم كيفية التخلص من بعض التوتر الذي تشعر به في الوقت الحالي، يجب عليك البدء في إعداد نفسك للراحة على المدى الطويل، بالوصول إلى مرحلة "الاكتشاف".
عند تعلم كيفية التخلص من التوتر ، يجب البدء في إعداد نفسك للراحة على المدى الطويل (شترستوك) الاكتشافيقول الباحثون، "والآن بعد أن أصبحت مسلحا بمزيد من الثقة والهدوء، بعد مواجهة المشكلة بشكل كامل، نأمل أن يكون عقلك مستعدا للدخول في مرحلة اكتشاف الأسباب الجذرية للتوتر لديك ووضع خطط لتقليلها، باستخدام التحكم الإدراكي، الذي يُعد جوهر الصحة العقلية والرفاهية"، من خلال اقتراحات تشمل ممارسة الكتابة الحرة، لمساعدتك في تحديد سبب التوتر لديك بدقة، وإفساح المجال للأفكار لكي تظهر على السطح وتخرج إلى النور، ومعرفة ما تريده حقا وليس ما يريده الآخرون منك، رغم ما قد يثيره ذلك من مشاعر صعبة في بعض الأحيان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على المدى الطویل التخلص من من خلال
إقرأ أيضاً:
خبراء يقدمون لـ"الوفد" قراءات سياسية وعسكرية للتصعيدات الاخيرة في المنطقة
أبو زيد: إسرائيل تستعد لعمل عسكري غير مسبوق
باحث بموسكو: سقوط الأسد نتيجة ضعف النظام وليس لقوة الجماعات المسلحة*
تسود حالة من التوتر المتزايد في المنطقة مع تصاعد التحركات العسكرية الإسرائيلية، والتي تترافق مع تصريحات إعلامية تشير إلى استعداد تل أبيب لشن عمليات جوية غير مسبوقة، في وقت تتزايد فيه الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة، مما يثير تساؤلات حول الأهداف المحتملة لهذه العمليات وما إذا كانت ستشمل الحوثيين في اليمن.
يقدم الخبراء والمحللون في الشأن الدولي ل"الوفد" قراءات للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة والوضع الحالي في سوريا وموقف القوي الدولية من الصراعات بالمنطقة .
في هذا السياق، أشار نضال أبو زيد الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني إلى وجود تحركات إسرائيلية جديدة تتزامن مع تصاعد حدة التصريحات الإعلامية الإسرائيلية، مما يُشير إلى إمكانية تنفيذ عملية جوية كبيرة تستهدف تهديدات تتعلق بالأمن الإسرائيلي.
وأوضح أبو زيد أن إسرائيل تستغل الوضع القائم في المنطقة، وخاصة التغيرات الناتجة عن الأحداث في سوريا، حيث تعرض محور المقاومة لضغوط شديدة أدت إلى انقطاع سلاسل الإمداد بين أذرع إيران في المنطقة. ويرى أبو زيد أن هذه الديناميكيات قد تدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عسكرية أكثر جرأة، في ظل اتصالات متزايدة مع الجانب الأمريكي.
إندونيسيا: قمة الدول الثماني تدين الاعتداءات الإسرائيلية في غزة ولبنانكما أشار إلى ارتفاع النشاط الاستطلاعي الإسرائيلي، بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين عسكريين نشرتها صحيفة "هآرتس" حول التحضيرات لعملية عسكرية. واعتبر أبو زيد أن هذه المؤشرات تعكس احتمال حصول إسرائيل على "الضوء الأخضر" الأمريكي لتنفيذ عملية جوية، قد تستهدف بشكل خاص القدرات الحوثية في اليمن.
وأكد أبو زيد أن المؤشرات تدعم هذا الاتجاه، مما يعني أن العملية الجوية المتوقعة لن تكون محدودة، بل قد تكون شاملة أكثر من العمليات السابقة التي استهدفت ميناء الحديدة. وأوضح أن دعم حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" الموجودة في البحر الأحمر سيكون حاسمًا، حيث لا يمكن لإسرائيل تنفيذ عملية بهذا الحجم دون مساعدة أمريكية في عمليات التزود بالوقود أو جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة لتقييم الأهداف.
ومن جهته قال الباحث السياسي بموسكو، صدقي زاهر عثمان، في تصريحات خاصة للوفد، إن الوضع الحالي في الأراضي السورية معقد للغاية. وأشار إلى أن الأحداث التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 أظهرت تأثيرًا كبيرًا على وجود حزب الله والنظام الإيراني في سوريا، وأن ما يُعرف بحلف المقاومة أو المشروع الإيراني بات في مهب الريح.
وأوضح عثمان أن سوريا، منذ تأسيسها، كانت محط أطماع مباشرة من عدة أطراف، أبرزها إسرائيل في الجنوب وتركيا في الشمال. ولفت إلى أن العمليات العسكرية التي تقوم بها هيئة تحرير الشام تدعم الأهداف التركية والإسرائيلية في القضاء على نظام الأسد. وأكد أن استهدافات الطيران الإسرائيلي تتزايد، حيث شهدت الأيام الماضية أكثر من 300 غارة جوية، ما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
دور القوى الكبرى
أما بالنسبة للدور الروسي، فقد أشار عثمان إلى أن روسيا تسعى للعودة إلى المشهد الدولي من خلال تدخلها في سوريا. وقد اعتبرت أن موقفها في سوريا يُعتبر فرصة لتعزيز وجودها بعد الانتقادات التي تعرضت لها في أحداث ليبيا عام 2011. لكن التصريحات الروسية بشأن الوضع في سوريا قد بدت متضاربة، مما يعكس حالة من الارتباك في السياسة الروسية.
وأكد عثمان أن روسيا تواجه تحديات كبيرة في تحديد مواقفها، مشيرًا إلى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قبل سقوط الأسد في عام 2011 كانت تتسم بالتفاؤل المفرط، رغم أن الواقع كان مخالفًا لذلك. وأشار إلى أن تراجع الموقف الروسي يُظهر تخبطًا في إدارة الأزمات الإقليمية.
ودعا عثمان إلى ضرورة أن تكون هناك استراتيجيات واضحة من القوى الكبرى تجاه الأزمات في المنطقة، محذرًا من أن التوترات الحالية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي ، مشيرًا إلى أن السلطة الحالية، التي تمثلها هيئة تحرير الشام تحت قيادة أبو محمد الجولاني، تُعتبر مصنفة ضمن قوائم الإرهاب، لكنها تتبنى نهجًا براغماتيًا في تعاملاتها مع الأطراف المختلفة، موضحا انه مدعوم من قوى خارجية
أوضح عثمان أن سقوط نظام الأسد لم يكن نتيجة لنجاح الجماعات المسلحة، بل بسبب ضعف النظام نفسه. وأكد على أن الجولاني وفريقه واعون تمامًا بأنهم ليسوا مركز القرار الفعلي، حيث يفتقرون إلى القوة العسكرية الكافية داخليًا والدعم الخارجي اللازم. ونتيجة لذلك، فإنهم مضطرون إلى اتباع دبلوماسية شاقة.
قال عثمان إن الجولاني يعبر عن استعداده للتعاون مع روسيا، رغم أن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا محل شك. وأشار إلى أن روسيا تعاني من احتياجات عسكرية ملحة في أوكرانيا، مما يجعل اهتمامها بسوريا أقل أهمية. ولفت إلى أن روسيا بحاجة لصواريخ باليستية من كوريا وإيران، مما يعكس تراجع استراتيجيتها في المنطقة.
تحدث عثمان عن الأموال الطائلة التي أنفقتها روسيا في سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات لم تحقق النتائج المرجوة. واعتبر أن هذا يعكس استراتيجية معقدة، حيث أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 200 مليار دولار على المساعدات لأوكرانيا، مما دفع روسيا إلى اتخاذ خطوات إلى الوراء على الساحة الدولية.
مدير المستشفيات الفلسطينية يدين الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي شمال غزةالسيناريوهات المطروحة
أشار الباحث إلى أن السلطة الحالية في سوريا ليست معترف بها دوليًا، ولا تمتلك مؤسسات دولة حقيقية أو جيشًا منظمًا، بل تتكون من ميليشيات مرتبطة بهيئة تحرير الشام. وذكر أن أي انتخابات قد تُجرى تتطلب رفع العقوبات عنها، مما يمنحها مجالًا أكبر للتحرك وإجراء تحالفات سياسية.
ذكر عثمان أن هناك إشارات على استعداد بعض الأطراف الغربية، مثل هولندا، للتعاون مع الحكومة الانتقالية بشرط إزالة القواعد العسكرية الروسية. إذا تحقق هذا، فقد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المشهد السوري، مما يسمح للجولاني بتعزيز موقفه.
فيما يتعلق بغزة، أشار عثمان إلى أن إسرائيل تمكنت من عزل القضية الغزاوية عن القضايا الإقليمية، مما جعل الرأي العام العالمي يعاملها كمسألة داخلية إسرائيلية. وأكد أن هذا التحول يعكس فشل الدعم العربي والدولي للقضية الفلسطينية؛ قال عثمان :" إن غزة، التي كانت تُعتبر كيانًا سياسيًا مستقلًا، باتت تُعالج الآن كجزء من الشأن الداخلي الإسرائيلي. وهذا يعزز السيطرة الإسرائيلية ويضعف من موقف الفلسطينيين في الساحة الدولية"
في ختام تحليله، حذر عثمان من أن الأحداث في سوريا وغزة تشير إلى تحول كبير في موازين القوى الإقليمية. وشدد على ضرورة متابعة التطورات عن كثب، حيث أن الوضع لا يزال غير مستقر وقد يحمل في طياته تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي.