ما دوافع الولايات المتحدة الأمريكية لعسكرة البحر الأحمر؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
الجديد برس:
بعد انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في المستوطنات المحيطة بالقطاع، شنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً لا يزال مستمراً حتّى يومنا هذا. ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزّة، أعلن اليمن بشكلٍ رسمي أنّه جزءٌ من هذا الطوفان في 31 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
لذلك، بدأ بشنّ عملياته باستخدام الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة على نقاطٍ مُحددة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، بهدف وقف العدوان على غزّة ورفع الحصار عنه.
نصرةُ اليمن لقطاع غزّة أخذت منحىً تصاعدياً، فأعلنت القوات اليمنية أنّها ستستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وفي 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، احتجزت القوّات اليمنية ضمن عمليةٍ نوعية، سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية في البحر الأحمر، وفي 9 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أعلن اليمن أنّ قوّاته ستستهدف إضافةً إلى السفن الإسرائيلية السفن الأجنبية المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية بغضّ النظر عن جنسيتها، وربط اليمن هذه التهديدات والاستهدافات بإيقاف العدوان على قطاع غزّة، وفك الحصار عنه.
ومع أنّ اليمن فرض معادلةً استراتيجية مهمّة في باب المندب والبحر الأحمر وبحر العرب، عبر فرضه “حصاراً بحرياً” على “إسرائيل”، فإن الموقف اليمني طمأن أكثر من مرّة بشأن حريّة الملاحة البحرية وأنّ لا خطر على سفن أيّ دولة باستثناء السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، لافتاً (الموقف اليمني) إلى أنّ الولايات المتحدة تُحاول أنّ تنشر دعاية مُغرضة مفادها أنّ من يهدد الملاحة في البحر الأحمر هو القوات اليمنية، وكل ذلك لحماية “إسرائيل” والسفن المتوجّهة إليها، الأمر الذي رفع مستوى القلق الأميركي على مصالحه والمصالح الإسرائيلية.
وعن التحرّكات اليمنية المساندة لغزّة في البحر الأحمر، قال الباحث في الشؤون العسكرية، العميد عبد الغني الزبيدي في تصريحات لـ”الميادين نت” إنّ الولايات المتحدة الأميركية انزعجت من الاستهدافات اليمنية للسفن الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى كيان الاحتلال إذ كانت تعدّ البحر الأحمر آمناً وأنّه لن يُستخدم ضدّ مصالحها ومصالح “إسرائيل”، لذلك، عندما قامت ثورة 21 سبتمبر في العام 2014 في اليمن، انزعج الأميركيون، لأنّ هذه القوّة (أنصار الله) التي حظيت بتأييدٍ ودعمٍ شعبي هي جزءٌ من محورٍ يُعادي الولايات المتحدة الأميركية ويقف ضدّ الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار الزبيدي إلى أنّه عندما أعلن اليمن دعم “طوفان الأقصى”، واستخدم حقّه المشروع في نصرةِ غزّة، انزعجت واشنطن أيضاً، وعدّت التصرفات اليمنية تجاوزاً للخطوط الحمر التي رسمتها واشنطن في الفترات الماضية، إذ كانت تعدّ البحران الأحمر والعرب ضمن الموقع الجيوستراتيجي في هيمنتها سواء على دول المنطقة أو على الدول الكبرى المنافسة لها.
وشدد الزبيدي على أنّ اليمن انطلق في الدفاع عن أهالي غزّة من حقّه المشروع والمنصوص في القانون الدولي وهو الحق في السيادة على مياه اليمن الإقليمية والدولية، معتبراً أن اليمن سيستخدم كل الوسائل الممكنة من أجل ردع الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.
واتهم الزبيدي واشنطن بعسكرة البحر الأحمر، الأمر الذي يعرّض التجارة الدولية البحرية للخطر. وعن خيارات صنعاء قال الزبيدي إنّها تسعى إلى أنّ تكون لها السيادة الكاملة على تلك المنطقة (البحر الأحمر).
“حارس الازدهار” لفكّ الحصار عن “إيلات”سعي “إسرائيل” والولايات المتحدة إلى حماية مصالحهما في البحر الأحمر، دفع الأخيرة، في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، إلى إنشاء تحالف بحري مكوّن من نحو 20 دولة تحت اسم “حارس الازدهار” لمواجهة عمليات القوّات اليمنية، تحت مظلّة القوات البحرية المشتركة وقيادة “فرقة العمل 153” التابعة لها، لضمان المرور الآمن للسفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر وكل ذلك لفكّ الحصار عن ميناء “إيلات” الإسرائيلي.
“حارس الازدهار” الذي أعلن عنه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن ضمّ بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا والنرويج وهولندا وسيشيل والبحرين، وغيرها من الدول. إنّ الأمر المثير للاهتمام هو أنّ الدول العربية -وعلى رأسها السعودية والإمارات اللتان خاضتا عدواناً ضد اليمن- لم تنضما إلى تحالف “حارس الازدهار”، ووحدها البحرين التي تحتضن مقرّ الأسطول الخامس الأميركي انضمّت إلى التحالف البحري الجديد من بين بقية الدول العربية، على الرغم من أنّ دورها يقتصر فقط على الجانب اللوجيستي.
وعلى الرغم من أنّ بريطانيا واليونان ودول أخرى قد وافقت على العملية الأميركية علناً، فإن العديد من الدول التي ورد ذكرها في الإعلان الأميركي، (ذكر 12 اسماً من أصل 20 دولة فقط)، سارعت إلى القول إنّها “ليست مُساهمة بشكلٍ مباشر”.
وبدل أن تسعى واشنطن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حشدت أكبر عدد من الدول لحماية “إسرائيل” وتجارتها في البحرين الأحمر والعرب، وهذا ما جعل دولاً عربية مثل مصر تحجم عن المشاركة في تحالف هدفه الحقيقي حشد الدعم العسكري لـ”إسرائيل” في عدوانها على غزّة ولو بصورةٍ غير مباشرة، في محاولةٍ لكسر العزلة الدولية التي تُعاني منها “تل أبيب” بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها في غزّة. وفي هذا الصدد، تقول صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية إنّه في ظل الدعم الأميركي للحرب الإسرائيلية على غزة لا يبدو أنّ أيّ دولة في المنطقة ترغب في الارتباط بالولايات المتحدة في مغامرة عسكرية.
تحالف “حارس الازدهار” الذي ادعى أنّه يسعى إلى حماية الملاحة البحرية التي لم تستهدف أساساً من القوات اليمنية هدف في الواقع إلى حماية المصالح الإسرائيلية وهذا الأمر يعود لسببين أساسيين: الأول أنّ أكثر من 95% من تجارة “إسرائيل” تتم عبر البحر، أما الثاني فإنّ إغلاق باب المندب أمام السفن المتوجهة إلى “إسرائيل” يُساهم في عزل الاحتلال عن جميع دول الشرق. وبناءً عليه، فإنّ ما تقوم به واشنطن يهدف بشكلٍ أساسي إلى محاولة إنقاذ “إسرائيل” من ورطتها التجارية والاقتصادية فقط نتيجة الحصار اليمني عليها، من خلال محاولة ربط الخطر على “إسرائيل” بالخطر على التجارة العالمية.
ما هو هدف واشنطن من عسكرة البحر الأحمر؟بعد تشكيل تحالف “حارس الازدهار” في البحر الأحمر، صعّدت الولايات المتحدة الأميركية من اعتداءاتها، فيوم الأحد، شهد البحر الأحمر هجوماً أميركياً على زوارق القوات اليمنية في البحر الأحمر التي كانت تقوم بدورها في حماية الملاحة البحرية وفي نصرة غزة، ما أدّى إلى إغراق 3 زوارق يمنية وارتقاء شهداء.
الباحث في الشؤون العسكرية، محمد منصور قال للميادين نت إنّه لا يمكن فصل تحركات البحرية الأميركية الأخيرة في نطاق مضيق باب المندب والبحر الأحمر، عن التطورات التي يشهدها قطاع غزّة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لذا من حيث الشكل يُمكن القول إنّ هذه التحركات كانت بمنزلة “تأمين للخاصرة الإسرائيلية البحرية الضعيفة في إيلات”، وكذلك دعماً للدفاعات الجوية الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي، والتي تُركّز كل جهودها على التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية على جبهتي الحدود مع لبنان وقطاع غزّة.
ومن حيث مضمون التحركات الأميركية في البحر الأحمر، لفت منصور إلى أنّها لا ترتبط فقط بالوضع في قطاع غزّة، بل ترتبط أيضاً بنظرة واشنطن الاستراتيجية لمضيق باب المندب، وأنشطة اليمن في محيطه وحوله منذ العام 2018، إذ يبدو أنّ الإدارة الأميركية تريد استغلال الظرف الحالي، لتأسيس “منظومة قانونية وميدانية وعسكرية” خاصة بمضيق باب المندب، تحت ذريعة وجود تهديدات جدّية على الملاحة التجارية الداخلة والخارجة من البحر الأحمر، وهي منظومة تنضوي في داخلها على تهديدات عدّة تتعلق بأمن وسيادة الدول المشاطئة للبحر الأحمر.
تحرّكات واشنطن وتأثيرها على مصرعمّقت التوترات الحاصلة في البحر الأحمر والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة التحديات التي تواجه الاقتصاد المصري، إذ تصعّد الولايات المتحدة الأميركية هجماتها على القوات اليمنية، وتؤثّر عسكرة الولايات المتحدة للبحر الأحمر في ممر يسمح لتجارة النفط والبضائع بين الشرق والغرب، بالعبور من قناة السويس توفيراً للوقت والنفقات بدلاً من الدوران حول القارة الأفريقية. وتسببت الهجمات في دفع بعض شركات الشحن إلى تغيير مسار سفنها لتجنّب المنطقة.
ويعد الاقتصاد المصري، التحدي الأبرز في بلدٍ يُواجه واحدةً من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه بعدما سجّل معدّل التضخم مستوى قياسياً مدفوعاً بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظلّ استيراد القسم الأكبر من الغذاء، فضلاً عن تزايد حجم الدين الخارجي، وفق وكالة “فرانس برس”.
وعن ما يمكن أن تأخذه القاهرة من مواقف في ظل التحرّكات العسكرية الأميركية، أشار الباحث في الشؤون العسكرية، محمد منصور للميادين نت إلى أنّ مصر التي تحتفظ بوجود بحري شمال مضيق باب المندب، قوامه فرقاطة من الفئة “أوليفر هازارد”، تشارك في القوة البحرية المشتركة “153”، التي تم تدشينها في نيسان/ أبريل 2022، لكنها تبدو أنّها “تركّز في هذه المرحلة بشكلٍ أكبر على منع انزلاق الأوضاع في نطاق مضيق باب المندب، وفي نطاق قطاع غزّة، إلى مزيد من التدهور، ولا سيما أنّها تبقى من أكثر المتضررين من استمرار الأوضاع الحالية”.
ولفت منصور إلى أنّ “الرؤية المصرية تتمحور حول أنّ مفتاح إنهاء التوتر في نطاق مضيق باب المندب، يكمن في إيقاف العمليات الإسرائيلية في قطاع غزّة بشكلٍ كامل، وزيادة كم ونوع المساعدات الإنسانية والغذائية التي يتم إدخالها إلى القطاع، وبالتالي كانت المبادرة المصرية المطروحة في وقتٍ سابق لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وكذا الهدنة الإنسانية المؤقتة التي دامت لمدّة أسبوع، كانت جميعها في إطار المساعي المصرية لإيقاف حالة التدهور الحالية، التي تزحف ببطء في اتجاه الحدود اللبنانية والسورية واليمنية، ما يؤثر بشكلٍ مباشر في الأمن القومي المصري، وعلى أحد الروافد الاقتصادية المصرية الأساسية، وهي قناة السويس.
وأكّد منصور أنّه على المستوى الميداني، يبدو أنّ القاهرة ستكتفي بمشاركتها الفعلية في القوّة البحرية “153”، من دون أيّ انخراطٍ في العملية العسكرية الأميركية الجديدة، لاعتباراتٍ عدّة أهمها أنّ هذه العملية تنطوي على احتمالات تصعيدية كبيرة، ناهيك بعدم اتضاح استراتيجية التحرّك الميداني الأميركي الخاصّة بهذه العملية حتى الآن.
*رضا زيدان – الميادين نت
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمیرکیة الاحتلال الإسرائیلی ة فی البحر الأحمر مضیق باب المندب القوات الیمنیة حارس الازدهار الحصار عن ة البحریة فی نطاق التی ت ة التی إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن ترسل رسالة لروسيا والصين وإيران في البحر الأحمر.. هل هي قوية بما فيه الكفاية؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "ذا ديفنس بوست"، إنه لتحقيق نتائج دائمة، يجب على الولايات المتحدة أن تبني على انطلاقتها الأولى بتكثيف الجهود لوقف إمدادات الحوثيين في البحر الأحمر وتوجيه ضربات مباشرة ضد الأصول الإيرانية، إذا استمر عدوانهم.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" أنه وبدون حملة مستدامة، فإن هجوم البحر الأحمر قد يصبح خطاً أحمر آخر غير مطبق.
وذكرت " أخيراً، بدأت أمريكا تتخلص من الحوثيين.. هذه أخبار سارة، ليس فقط لاستعادة حرية الملاحة عبر البحر الأحمر، بل أيضاً لإرسال رسالة إلى منافسي الولايات المتحدة - الصين وإيران وروسيا - الذين كانوا، قبل أيام قليلة من الضربات الأمريكية، يستعرضون قوتهم من خلال مناوراتهم البحرية السنوية الرابعة في المياه القريبة.
لعبة القوة الإقليمية
وقالت "كما في السنوات السابقة، أُجريت المناورة الصينية الإيرانية الروسية - الحزام الأمني البحري 2025 - في خليج عمان، وهي منطقة تُطل على نقطتي اختناق حيويتين: مضيق هرمز ومضيق باب المندب.
"في حين أن المناورة تضمنت عروضاً عسكرية متواضعة، إلا أن أهميتها الأكبر كانت رمزية: إذ أشارت إلى قدرة الشراكة الصينية الإيرانية الروسية على تعويض غياب الولايات المتحدة كجهة ضامنة للأمن الإقليمي، وفق التقرير.
وتابعت "بالنسبة لإيران، كانت المناورات بمثابة بيان مفاده أنه على الرغم من تغيّر نفوذها في لبنان وسوريا، إلا أنها لا تزال لاعبًا إقليميًا مهمًا بحلفاء أقوياء. كما استعرضت موسكو وبكين نفوذهما العالمي، بنشر قواتهما في الشرق الأوسط".
ولتأكيد هذه الرسالة، نشرت الصين سفنًا حربية من قاعدتها البحرية الخارجية في جيبوتي - عبر المضيق من اليمن - وهي قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير الإمدادات اللوجستية للسفن البحرية الإيرانية والروسية.
بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من المناورات، بينما أشار أحد المعلقين إلى منطقة مستقبلية "بدون أي وجود أمريكي" - وهي رسالة قد تلقى صدى لدى بعض الشركاء العرب، الذين يتزايد قلقهم بشأن ثبات الموقف الأمريكي في المنطقة.
وأشارت إلى أن ثلاث من دول مجلس التعاون الخليجي الست شاركت بصفة مراقب في المناورات، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن السنوات السابقة. وقد انسحبت دولة الإمارات العربية المتحدة، إحدى الدول المراقبة، رسميًا من التحالف الأمني البحري متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بعد أن شعرت بالإحباط من التقاعس الأمريكي تجاه إيران.
وقال "لحسن الحظ، دحض الهجوم الأمريكي الأخير على الحوثيين المدعومين من إيران هذه الرواية".
"مع أكثر من 85 غارة جوية في ثلاثة أيام فقط، ونشر مجموعة حاملة طائرات هجومية ثانية في المنطقة، تُعزز الولايات المتحدة التزامها بأمن الشرق الأوسط، وتُظهر قدرتها المستمرة على إبراز قوتها" تقول الصحيفة.
للحفاظ على هذا الزخم، وفيق التقرير يجب على واشنطن مواصلة نهجها. إن وقف عدوان الحوثيين أمرٌ بالغ الأهمية، ليس فقط لضمان تدفق الشحن التجاري عبر البحر الأحمر، ولكن أيضًا لتعزيز مصداقية الولايات المتحدة والثقة الإقليمية.
وزادت "إن عدم متابعة هذه الجهود قد يُثير الشكوك حول عزم الولايات المتحدة، وقد يُشجع جهات فاعلة أخرى على تحدي المصالح الأمريكية في أجزاء أخرى من العالم".
استمرار الضغط
وحثت الصحيفة بالقول "يجب أن تركز الحملة الأمريكية على استهداف المجالات الرئيسية لعمليات الحوثيين، بما في ذلك القيادة والسيطرة، وشبكات الاتصالات، والخدمات اللوجستية، والقيادة".
وقالت "ينبغي على القادة الأمريكيين أيضًا توضيح أن الحملة ليست محددة بفترة زمنية، وستستمر ما دام ذلك ضروريًا، متجنبين التراخي حتى لو أوقف الحوثيون هجماتهم مؤقتًا".
"علاوة على ذلك، ينبغي على واشنطن تشجيع الشركاء الأوروبيين على تكثيف مساهماتهم، لا سيما في جهود الاعتراض البحري وتبادل المعلومات الاستخباراتية، للحد من إعادة تسليح الحوثيين وحماية الاستقرار الإقليمي" كما ورد في التقرير.
وشددت الصحيفة على أنه من الضروري أيضًا أن تُحاسب الولايات المتحدة إيران على دعمها لأعمال الحوثيين. فعلى الرغم من نفي طهران الأخير، هناك أدلة كافية تربط إيران بأنشطة الحوثيين.
وقالت "يجب على واشنطن ضمان استمرار هذا الدعم. ينبغي أن يؤدي استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل أو السفن البحرية إلى توجيه ضربات أمريكية مباشرة لأصول النظام الإيراني المرتبطة مباشرة بدعم الحوثيين. لا شيء أشد فتكًا بالمصداقية من عدم تطبيق خط أحمر".
وخلصت صحيفة "ذا ديفنس بوست"، بالقول إن إرسال إشارة إلى الخصوم والشركاء باستعدادها لاستخدام القوة للحفاظ على مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط وما وراءه يتطلب من الولايات المتحدة الوفاء بوعدها بوقف عدوان الحوثيين. إن عدم القيام بذلك سيرسل إشارات خطيرة حول عزم الولايات المتحدة - أو افتقارها إليه - في جميع أنحاء العالم.