موقع 24:
2025-01-05@12:41:03 GMT

ثقافتنا عنواننا

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ثقافتنا عنواننا

الإمارات أصبحت واحدة من الوجهات المرغوبة في العالم من قبل المبدعين والموهوبين

للشأن الثقافي في الإمارات مكانته وحضوره، ويمكن لكل من شهد ويشهد التطور الحاصل فيها في هذا المجال أن يستشف أهمية الثقافة بالنسبة لدولتنا التي لم تعرف منذ سبعينيات القرن الماضي سباتاً، فلم تهدأ النهضة فيها، ولم تتوقف التنمية حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة التي شهدتها دول العالم بلا استثناء.


ولأن الثقافة لغة جامعة للعالم، فإن بلدنا تعرف كيف تستفيد من تلك اللغة، وكيف تقدّمها بين ثقافات العالم، ليس فقط فيما يخص موروثنا المادي والمعنوي، إنما الفنون الحديثة التي أصبح لها موطئ قدم ثابت عندنا، كمعارض التشكيل والنحت والأمسيات الموسيقية والحفلات الغنائية والمسرحيات، عربية وعالمية على حد سواء.
ولعل آخر الأحداث التي استوقفتني «مهرجان الشيخ زايد» الذي يقيم «ليالي الوثبة» خلال العطلات الأسبوعية وتستمر حتى شهر مارس المقبل. إلى جانب ذلك، الحفل الأخير الذي استضافه «لوفر أبوظبي» وفيه تم تكريم 24 فائزاً وفائزة بجائزة البُردة التي تحتفي بالفن الإسلامي - بين شعر وخط وزخرفة - والتي تم ربطها هذا العام بعام الاستدامة 2023، وكان موضوعها «الميزان» الدي تركزّ على المبادئ والتقاليد والقيم الإسلامية الراسخة لتبيان قيمة البيئة وأهمية حمايتها والحفاظ على مواردها. 
ولعل القيمة الأخرى المهمة في هذه الدورة هي الإعلان عن مبادرة تتضمن 20 منحة تهدف لدعم المواهب وتعزيز الابتكار والبحث في الفنون الإسلامية باعتبارها ركناً أساسياً في التراث الإنساني، وإثراء بيانات إثراء هذا المجال، وتمكين الجيل الجديد من الفنانين لتقديم مشاريعهم التي تعرّف بأهمية تلك الفنون.
ولا أحد يمكنه التغاضي عن الجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة على مستوى دعم الإبداع، وكذلك على مستوى ترسيخ هوية المجتمع الإماراتي بما فيه من قيم وعادات وموروث أصيل. وقد تُوّجت تلك الجهود بحصول الوزارة على «جائزة ستيفي» العالمية - 2023 عن فئة مبادرات الاستدامة. والفوز بهذه الجائزة يعزز حضور الإمارات البهي على الساحة العالمية، كما يؤكد في الوقت ذاته على أن الفكر والثقافة في بلدنا يواكبان قضايا المجتمع، كموضوع الاستدامة الذي كان دائماً جزءاً من بيئتنا وما يزال. وغني عن القول إن الإمارات قدمت خلال «كوب 28» بارقة أمل للبشرية بتحقيق انفراجة حقيقية بهدف إنقاذ الأرض من مخاطر التغيرات المناخية الحاصلة.
إن فوز وزارة الثقافة بتلك الجائزة يعزز سمعة الثقافة الإماراتية، ويرسخ مكانتها في المجتمع العالمي، كما يشجع على استمرار تطورها وتعزيز حضورها بين ثقافات الدول الأخرى عربياً وإقليمياً وعالمياً، نظراً لتنوع روافدها وثراء مضمونها، وهو الأمر الذي يدعم المجتمع الثقافي العالمي في النهاية.
ما تقوم به الإمارات منذ عقود قد شهدنا حصاده ممثلاً باستقطاب مؤسسات فنية وعلمية عالمية، كالمتاحف التي باتت محط اهتمام المعنيين بالفنون عموماً، والجامعات المفتوحة أبوابها للجميع من مختلف دول العالم. ولا شك أن تأسيس هكذا مشاريع في الإمارات يعود بفائدة عظيمة على تراثنا المحلي فيتعرّف كل من يقيم في الإمارات أو يزورها على جوانبه، وعلى تفاصيله الكثيرة والجميلة.
نعم.. ما حققته الإمارات من إنجازات على صعيد الفكر والإبداع والفنون له مذاقه الخاص. وكما نقول دائماً، الثقافة - بما تتضمن من آداب وفنون - هي القوة الناعمة التي تترك أثرها على المجتمعات بمختلف قطاعاتها. والمؤسسات والمشاريع والمبادرات الثقافية والفكرية - سواء كانت حكومية أم فردية - الموجودة فيها أصلاً، والأخرى التي يتم تأسيسها، تدعم حضور الإمارات، وفي الخواتيم تصب في مصلحتها، والتي أصبحت واحدة من الوجهات المرغوبة في العالم من قبل المبدعين والموهوبين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

تشييع جثمان المجتمع الدولي في غزة… وولادة إسرائيل الكبيرة!

لم تعد إسرائيل تكترث بالمجتمع الدولي، وأضافت في الأسابيع الأخيرة الكثير من الفصول إلى قاموس التوحش، يأتي آخرها بتقاطر أجساد الأطفال المتجمدة من البرد في قطاع غزة، بما يظهر العالم عاجزا بصورة مفجعة، وبعد نفاد جميع الأرصدة في بنك أهدافها، تستفرد بالمستشفيات والكوادر الطبية، الأمر الذي يبرر الحديث عن تهالك المنظومة الدولية القائمة، وانهيار أساسها الأخلاقي، وانتهاء صلاحية جميع الأكاذيب التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.

تقدم إسرائيل الخدمة الكبرى لدونالد ترامب لتسلمه جثمان الشرعية الدولية، قبل أن يبدأ الوقوف أمام خريطة العالم، ويطلق مشاريعه ذات الصبغة الاستعمارية ـ التجارية الجديدة في إعادة تعريف للاستغلال على مستوى العالم، فهو يتحدث عن استعادة قناة بنما، والاستحواذ على جزيرة غرينلاد التابعة لسيادة الدنمارك، ويطلق مزحة سخيفة حول انضواء كندا في الاتحاد الأمريكي، ويفتح الطريق أمام مطالب القوة والصراع على أساسها في العالم.

العديد من الدول يمكن أن تستعيد من جديد مطالب سابقة في صراعات حدودية، أو حتى مشروعات توسعية قديمة. عادةً ما يأتي الانهيار الأخلاقي سابقا على التحولات السياسية الكبرى، فالاهتراء القيمي الذي حملته شهوانية تسويات الحرب العالمية الأولى، هو الذي أدى إلى تراكم الغضب داخل ألمانيا، ليجعلها تتبنى خطابا غير أخلاقي في مواجهة الإذلال المتعمد للأمة الألمانية.

وفي غزة تتهاوى الأخلاقيات العالمية، والمزاعم التي عملت المنظمات الدولية على صيانتها، وتنقلب بعض الدول على فكرة أن تجلس في ملتقيات دولية، لتسمح لدولة افريقية صغيرة بأن تستعرض آراءها، أو تتخذ مواقف سياسية عقابية ضد عالم الكبار، فهذه الإجراءات كان يجب أن تجري تحت رعاية ووصاية من الدول الكبرى، فالأمريكيون يمكن أن يدفعوا عشرات الدول لاتخاذ إجراءات المقاطعة لخدمة مصالحهم وإضفاء الشرعية على توجهاتهم، والروس يمكنهم أن يؤثروا على بعض البلدان، وبشكل عام، كانت الدول الكبرى، هي التي تستطيع أن تستجمع جزءا من المجتمع الدولي ليخدمها، وأتت منظومة مجلس الأمن الدولي، لتضبط أي محاولات للخروج عن عالم اللاعدالة في العقود الأخيرة.

تتحرر إسرائيل من ضغط القانون الدولي، وتبدو غير معنية بعلاقاتها مع أي منظمة دولية، أو مع أي دولة بصورة منفردة، وتتعرى من أي خجل وهي التي تطالب بفرض إجراءات عقابية على بعض الدول التي اتخذت مواقف تحمل إدانة لتصرفاتها الهمجية، وهذه الخطوة يمكن أن تلقي آثارا كارثية على المنطقة في السنوات المقبلة، خاصة والجيش الإسرائيلي يتمدد في مجموعة من القرى في القنيطرة السورية، ويستولي على أحد سدود المياه، والجنوب اللبناني ما زال في حسابات الجيش الإسرائيلي، والضغط على التسوية في قطاع غزة يشتمل رغبة إسرائيلية في البقاء ضمن بعض المناطق الحيوية، التي يمكن أن تخدم أهداف إسرائيل الاستراتيجية، من غير أن يلزمها بأي شيء تجاه سكان القطاع، الذين عاشوا تحت وطأة المجزرة الكبرى.

هل يمكن تقييد إسرائيل أو التنبؤ بالمدى الذي تسعى لتحصل عليه في المنطقة، على حصتها المرضية من النفوذ؟ أو الوقوف على طبيعة معاركها المقبلة، وما الذي تريد تحصيله بعد أن طرح الرئيس ترامب نظرية (إسرائيل الصغيرة) في وسط الدول شاسعة المساحة حولها، وهل يعني ذلك مجرد قضم الضفة الغربية، الذي يمكن التأكد من أنه أصبح خبرا متوقعا في الأشهر المقبلة؟ وهل تظهر خريطة العلاقات العربية، قادرة على استجماع نفسها بالطريقة التي حدثت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهل يمكن البحث عن فكرة لدعم دول الطوق؟ أم أن نظرية الطوق نفسها أصبحت خارج العصر وتقيد مشروعا إسرائيليا يزعم نتنياهو أنه سيجلب الرخاء والازدهار للمنطقة كلها.

والسؤال المرعب، ما هو الطوق المباشر وغير المباشر الذي تريده إسرائيل، وما هو فضاء مطالبها التي عهدها العالم متدرجة ومتصاعدة بصورة مستمرة، فهل يمكن أن تتحدث إسرائيل خلال أشهر عن تأمين البحر الأحمر، أم تتحدث عن الطريق الكبير الذي يمر من الخليج إلى شواطئها، أو عن طريق آخر، في حالة حدوث تحولات كبرى في إيران يخترق بلدان الشام ليضع رحاله في الموانئ نفسها؟ والسؤال الأكثر رعبا، هل يوجد فعلا من يصدق وعود إسرائيل ويتجاهل التاريخ الذي أظهر فداحة الخسارة على المستوى الاقتصادي بعد الصلح معها؟

تحدث وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل عن مشكلة نظرية الأمن الإسرائيلي، التي تمتد من المغرب إلى أفغانستان، وكيف يمكن لإسرائيل أن تسعى للتدخل في أي تحولات أو إرهاصات في هذه المنطقة بحجة حماية نفسها، والتخوف الرئيسي، وبعد أن أطلقت إسرائيل رصاصة الرحمة على المجتمع الدولي، أن يصبح الحديث عن طوق جديد تابع لإسرائيل يحل مكان الطوق المناهض، أمرا تكتيكيا بعد أن انتهت مناقشته استراتيجيا مع الدول التي امتهنت المجتمع الدولي وحولته إلى مجرد مسرحية بائسة لخدمة مصالحها، الدول التي تهافتت على الوقوف أمام إسرائيل والتعاطف مع أزمتها، وتجاهلت محنة الفلسطينيين ومعاناتهم وتفاصيلها التراجيدية.

الفلسطينيون الذين جربوا الموت حرقا وتجمدا، لم يتمكنوا من تغيير مزاج بعض الدبلوماسيين الذين يجتمعون في أماكن شتى من العالم، ويكون تساؤلهم الرئيسي والمبدئي حول إسرائيل ومستقبلها وأمنها.

لا أحد يمكنه أن يتعرف على مدى الطموحات الإسرائيلية، والحل يتمثل في دعم الطوق القديم، بوضعه الراهن، قبل أن يتوسع ضغطه إلى أماكن لم تكن متخيلة أو واردة من قبل، أما التذرع بالمجتمع الدولي ومواقف الدول الكبرى، فهو أمر أثبتت إسرائيل أنه ليس سوى عبث وتضييع للوقت يمكنها من تثبيت الأمر الواقع لمصلحتها.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • “الغارديان”: البحر قد يغمر موانئ نفطية هامة في العالم بما فيها سعودية
  • بالفيديو.. “مُثقف” سعودي يطرب أحد أصدقائه بأغنية سودانية نادرة ويحكي قصة صاحبتها الفنانة الحسناء التي ولدت في العام 1920 وتغزل فيها شاعر الحقيبة بأغنية شهيرة وينشر صورة لها
  • وزارة الثقافة الفلسطينية تحتفى باليوم العالمي للغة برايل
  • في عام 2025.. ما الدول الخمس التي يفضّل الأمريكيون الإقامة فيها؟
  • تشييع جثمان المجتمع الدولي في غزة… وولادة إسرائيل الكبيرة!
  • الاستدامة.. حرص على المستقبل
  • «تنمية المجتمع - أبوظبي» تصدر 8 تراخيص لمؤسسات النفع العام
  • دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي تصدر 99 ترخيصاً لتمكين مؤسسات النفع العام من دعم القطاع الاجتماعي في الإمارة
  • «تنمية المجتمع في أبوظبي» تصدر 8 تراخيص لمؤسسات النفع العام
  • تعرف على الدول التي تمتلك أقوى الطائرات بدون طيار في العالم: هذا ترتيب تركيا