بقلم: زياد جيوسي

   حين نستعرض تاريخ فلسطين في مواجهة الغزوة الصهيونية منذ أواخر القرن التاسع عشر وصولا إلى ملحمة طوفان غزة، سنجد أن مسيرة القتل والاغتيال للأدباء والشعراء والمبدعين الفلسطينيين مسيرة قذرة لم تتوقف، علما أنهم يحملون القلم والعدو الصهيوني يعتبر القلم أخطر عليه من الرصاص، وخاصة في فترات زمنية لم تكن بها الشبكة العنكبوتية معروفة، ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي موجودة أيضا، فكان الصهاينة ينزعجون من الكلمة والقصيدة والأغنية واللوحة وكل أشكال التعبير التي تنتقل بسرعة النار في الهشيم، ومثال ذلك الشهيد الشاعر الشعبي نوح ابراهيم، والقتل والاغتيال جزء من العقيدة الصهيونية ويمكن العودة ولكن بحذر لكتاب: “انهض واقتل أولا.

. التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية” (Rise and Kill First: The Secret History of Israel’s Targeted Assassinations)، الذي يستعرض فيه الكاتب الإسرائيلي رونين برجمان تاريخ الاغتيالات التي نظمتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

  وقبل اعلان دولة الكيان الصهيوني ومن خلال منظماته الارهابية المدعومة من الاحتلال البريطاني وبالتعاون معه، كان الأدباء والفنانون والمفكرون أهدافا للحركة الصهيونية، فنوح ابراهيم الشاعر الشعبي استشهد في 1938 مع ثلاثة من رفاقه بمحاصرتهم من قوة بريطانية مدعومة بالطائرات وبمشاركة عصاباة الهاجانا الارهابية الصهيونية، ومن حجم الحقد عليهم القوا جثثهم في بئر واستخرجها أهالي بلدة طمرة ودفنوهم كما يليق بالشهداء، وأستذكر من الشهداء الشاعر عبد الرحيم محمود الذي استشهد عام 1948 في معركة الشجرة والذي كان يزعج الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية بقصائده وشعره، ومن المفكرين الشهيد عز الدين القسام قائد الثورة وصاحب ومنظر الفكر الجهادي الديني واستشهد في 1935 بمحاصرته في أحراش يعبد للقضاء على الفكرة وأصحابها، لكن الكلمة والفكرة تبقى مهما بلغت قوة وعربدة الأعداء.

مقالات ذات صلة صدور الجزء الأول من كتاب “ماذا يحدث في غزّة؟” 2023/12/30

   كما نجد انه من النادر بالفترة التي سبقت قيام دولة الكيان أن تجد مثقفا وشاعر غير مشتبك مع الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية، وكلهم كانوا اهدافا سواء للتصفية أو المضايقات، فالشاعر ابراهيم طوقان الذي لقب شاعر فلسطين طرد من عمله في اذاعة القدس بقرار من الاحتلال البريطاني، وهناك الشاعر عبد الكريم الكرمي الذي طرد من عمله في التدريس بقرار الاحتلال البريطاني والشاعر برهان العبوشي الذي أصيب أكثر من مرة بالرصاص والشظايا ولكن كتبت له الحياة، فمن لم يستشهد برصاص الاحتلال البريطاني جرى التضييق عليه وطرده من عمله وسجنه، وهذه الأسماء نماذج فقط فهناك الكثيرون غيرهم، وفي النهاية أصبحوا  كلهم مهجرين بعد مجازر ونكبة 1948.

   بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية العلنية بعد هزيمة حرب حزيران وسقوط ما تبقى من فلسطين بيد الاحتلال الصهيوني إضافة لمناطق عربية أخرى، أصبح الأدباء والمفكرون الفلسطينيون في الخارج والداخل أهدافا للتصفية الجسدية أو الاعتقالات والأسر والتضييق، وللتذكير فبعد احتلال القدس قام الصهاينة باقتحام مبنى البلدية وأطلقوا النار وأتلفوا لوحات الفنان الفلسطيني اسماعيل شموط، وهذا يدل على حقد الصهاينة على الأدب والفن، القلم والريشة، ولعل المثال الأبرز الشهيد غسان كنفاني الكاتب والروائي والاعلامي والذي جرى اغتياله عام 1972 بعبوة ناسفة زرعت في سيارته وبقرار من العجوز الشمطاء غولدا مائير رئيس وزراء الكيان بتلك الفترة والتي قالت عقب استشهاده: “اليوم تخلصنا من لواء فكري مسلح، فغسان بقلمه كان يشكل خطرا على إسرائيل أكثر مما يشكله ألف فدائي مسلح”.

  لتوالي أجهزة دولة الكيان الصهيوني عمليات اغتيال المفكرين وحملة الأقلام المناضلة، فجرت محاولة اغتيال بسام أبو شريف والتي أدت لاصابات كبيرة في جسده ووجهه وقطع أصابعه بطرد ملغوم، واغتيال الشهداء كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار في عام 1973، ومحاولة اغتيال الكاتب والمفكر أنيس صايغ رئيس مركز الدراسات الفلسطيني ثلاث مرات مما أدى لبتر بعض أصابعه وضعف عينه عام 1972، وكذلك الكاتب والقاص الشهيد ماجد أبو شرار الذي جرى اغتياله عام 1981 والشهيد على فودة الذي استشهد في القصف الصهيوني في حصار ومعارك بيروت عام 1982 والشهيد المشتبك باسل الأعرج في رام الله عام 2017 والشهيد الكاتب وائل زعيتر 1972،  والشهيد د. عز الدين القلق 1978 وكان له دوره الثقافي الكبير وخاصة بالسينما في أوروبا، والشهيد عبد الوهاب الكيالي عام 1981 وكذلك الشهيد حنا مقبل والذي اغتيل عام 1984، وأخيرا وليس آخرا الشهيد الفنان ناجي العلي 1987.

   وهناك عدد كبير من ابناء فلسطين جرى اغتيالهم في أنحاء المعمورة ومنهم صاحب الكلمة الصحفي والمفكر هاني العابد في خان يونس 1994 والمفكر الجهادي د. فتحي الشقاقي، وشيخ الشهداء المفكر الجهادي الشيخ أحمد ياسين والشهيد المفكر د. عبد العزيز الرنتيسي، والكاتب النشط اليكس عودة في كاليفورنيا والدكتور اسماعيل راجي الفاروقي وزوجته د. لمياء الفاروقي في بنسلفانيا في الولايات المتحدة حيث استهدفهم الموساد بالرصاص في بيتهم هناك، والشهيد الشاعر راشد حسين الذي قضى حرقا في بيته في نيويورك بظروف غامضة ولكن أصابع الموساد واضحة فيها، والشهيد المفكر والكاتب ابراهيم المقادمة 2003 والشهيد المفكر والكاتب جمال منصور، وغيرهم العديد والعشرات من حملة القلم المناضل ومنهم من جرت تصفيتهم بالأسر.

   إضافة إلى العشرات من الصحفيين وأصحاب الكلمة ففي انتفاضة الأقصى استشهد أكثر من خمسة عشر صحفيا واعلاميا من بينهم الصحفي الإيطالي روفائيل تشيللو عام 2002 في رام الله ، ولا ننسى اغتيال راشيل كوري الامريكية بجرافة صهيونية بشكل متعمد عام 2003 في رفح في قطاع غزة وكذلك الاعلامي البريطاني “جيمس ميللر” على الشريط الحدودي لمدينة رفح عام 2003، واغتيال الاعلامية شيرين أبو عاقلة في جنين العام الماضي 2022 .

    والمراكز الثقافية والمكتبات العامة كانت أيضا من أهداف الصهاينة، فالمكتبات العامة اغلقت في الضفة الغربية وغزة بعد هزيمة حزيران وبعد ان فتحت صودرت كميات من الكتب منها وكانت تتعرض للاغلاقات المستمرة، وتم قصف مقر المركز الفلسطيني للدراسات والإعلام في مدينة نابلس بالطائرات المروحية، وفي غزة وفي مراحل سابقة جرى قصف مركز للفن التشكيلي وتدميره اضافة لعشرات المراكز الثقافية وقتل العشرات من المبدعين ومنهم الشهيدة الفنانة التشكيلية سارة أحمد وكل أفراد أسرتها، وفي رام الله وفي اجتياح 2002 جرى تفجير بوابات مركز خليل السكاكيني الثقافي والذي كنت أتشرف برئاسته، وجرت عملية اتلاف للوحات الفنية والتراثية ومحاولة سرقة وثائق مذكرات الاديب والمربي خليل السكاكيني، ولكن كنت قد تنبهت قبل الاجتياح لذلك فنقلتها بالتعاون مع مديرة المركز لمكان آمن فنجت من المصادرة أو الاتلاف.

   والآن وفي عملية حرب الابادة التي دخلت شهرها الثالث والتي أدت حتى الآن لاستشهاد ما يزيد عن 21000 شهيد وعشرات الألوف من الجرحى والمشردين وهدم الآف المنازل وتدمير المشافي والجامعات والمدارس والكليات والأبنية التراثية والأثرية والمتاحف والجمعيات الثقافية ودور النشر والمكتبات العامة والخاصة والمسارح، نجد أن العلماء والمثقفين والأدباء والصحفيين من أهم أهداف الهجمة البربرية الصهيونية، فالقلم والفكر هو عدوهم الأساسي لأنه من ينهض بالأمة، ولذا كانت أول آية أنزلها الله سبحانه وتعالى ونزلت من السماء مع الوحي على سيدنا محمد هي: “اقرأ..”، فنجد عشرات الأشخاص من حملة القلم جرى استهدافهم بشكل مقصود ومنهم ما يزيد عن 90 صحفيا، ومنهم وكان مستهدفا منذ زمن البروفيسور الدكتور رفعت العرعير عضو الهيئة التدريسية في الجامعة الاسلامية في غزة، ويعتبر الشهيد من أقوى الأصوات التي كانت تعمل على اعادة السردية الفلسطينية وروايتها باللغة الانجليزية للعالم الغربي وصاحب مشروع “نحن لسنا أرقاما”، وجرى استهداف منزله بغارة جوية مباشرة استشهد فيها، واشتهرت له قصيدة “إذا وجب أن أموت” التي انهاها بقوله: “فليبعث ذلك على الأمل، فليكن ذلك حكاية”.

  ومن الشهداء أيضا العالم الفلسطيني البارز والمصنف عام 2021 من ضمن أفضل 2% من الباحثين حول العالم، الأستاذ الدكتور البروفيسور سفيان تايه المتخصص في الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية، حيث استهدفت غارة جوية صهيونية منزله فاستشهد وأسرته في الغارة، وكذلك الشهيد البروفيسور محمد عيد شبير وهو كاتب وشاعر أيضا وحاصل على الدكتوراة في علم الأحياء الدقيقة، واستشهد وأفراد أسرته بغارة صهيونية استهدفت منزله، والشهيدة الدكتورة ختام الوصيفي الحاصلة على درجة الأستاذية في الفيزياء بغارة على بيتها واستشهدت مع زوجها وعدد من أفراد أسرتها،  ودكتور القانون والشريعة تيسير ابراهيم وكان سابقا عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الاسلامية، واستشهد في غارة استهدفت منزله، وأيضا د. سعيد دهشان خبير القانون الدولي والشأن الفلسطيني، وصاحب كتاب “كيف نقاضي اسرائيل” واستشهد وأسرته بغارة جوية استهدفت منزله، والكاتب والصحفي مصطفى الصواف اضافة للعشرات من الفنانين التشكيليين والأدباء والشعراء والصحفيين ذكورا وأناثا والذين لا يتسع المجال لذكرهم بالكامل في هذه العجالة ولكن أشير لبعضهم ومنهم: الفنانة التشكيلية هبة زقوت والتي استشهدت مع ولداها في 13 اكتوبر والتشكيلية حليمة الكحلوت في 30 اكتوبر، والتشكيلية ورئيس قسم الفنون التشكيلية في جامعة الأقصى نسمة أبو شعيرة، والكاتبة والشاعرة هبة أبو ندى التي استشهدت يوم 20 أكتوبر، والفنانة المسرحية إيناس السقا والتي استشهدت مع ابنتيها وولدها في 31 اكتوبر، وكذلك الفنان الممثل علي النسمان في 13 اكتوبر والشاعر عمر أبو شاويش في 7 اكتوبر والفنان التشكيلي مجمد قريقع في 18 اكتوبر والفنان والكاتب يوسف دواس، والفنان التشكيلي ثائر الطويل وكاتب التراث الفلسطيني عبد الكريم حشاش والبالغ من العمر 76 عام، والمؤرخ الدكتور جهاد المصري والكاتب الدكتور سعيد الدهشان والفنان الشعبي محمود الجبيري، والشاعر والباحث شحدة البهبهاني والفنانة تالا بعلوشة والكاتب عبد الله العقاد وغيرهم الكثير من الشهداء والشهيدات.

   وهكذا والمعركة ما زالت مستمرة على طريق النصر إن شاء الله نرى كيف أن العدو كان يدرك خطورة الكلمة والقلم والكلمة المناضلة والمقاتلة، فاستهدفها وحملة الفكر والقلم بالقتل والاغتيالات، لإدراكه انها عدو ومقاتل شرس، وشعبنا كان يدرك أهمية القلم والكلمة واللوحة في معركتي التحرير والبناء، فواجه الاحتلال بالكلمة والقلم اضافة للحجر والبندقية، بينما الاحتلال واجه القلم والكلمة بالقصف الجوي والمدافع والعبوات الناسفة وتفخيخ السيارات والطرود الملغمة والرصاص والصواريخ وبأوامر من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في دولة الكيان الغاصب، ولكن رغم كل ذلك ففي البدء كانت الكلمة، والكلمة ستنتصر.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الاحتلال البریطانی دولة الکیان استشهد فی

إقرأ أيضاً:

  صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير

وفي افتتاح أعمال المؤتمر أكد عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي والموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.

واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422 هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.

وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.

وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومنها لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.

كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى"، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاها من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.

وعرّج عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.

وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب، مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.

وقال "يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة "، مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة بحسب ما أعلنه السيد القائد والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.

وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار ضرب السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.

وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية عن أهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص، مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا تستند فيه إلى التوافق الفلسطيني ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.

وقال "إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية".

واعتبر أبو شمالة، أن تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب وأفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني الصابر المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.

كما أكد أن معركة "طوفان الأقصى" ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.

وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن "طوفان الأقصى"، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي لا يضاهي لشعب صبر وصابر حتى أذهل العالم.

وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.

وأكدت الكلمات أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، من معاناة تحت وطأ العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.

وشددت الكلمات على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، وحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، معبرين عن تطلعهم لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.

ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقهم في العودة إلى بلادهم بأمان والتأكيد على أن الحل والسلام الدائم، لافتة إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفضهم لمؤامرة الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الأصلي.

واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. مؤكدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت رداً على الانتهاكات والاعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني .

وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط، داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة تصفية القضية الفلسطينية.

وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار "لستم وحدكم" وفي إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة بحرية في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.

وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق اكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف اكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء "أم الرشراش" بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية "أم كيو9"، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.

تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، ريبورتاج عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد قاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى".

مقالات مشابهة

  • «طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
  • شاهد | بعد ربع قرن.. الحاج صدقي يذوق طعم الحرية في أجواء رمضان مع عائلته في الخليل
  • شاهد | الأسير الفلسطيني المحرر جلال الفقيه بعد 22 عاماً في سجون العدو يتنسم عبق الحرية بغزة
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد وائل كمال: وصى أخوه يدفنه مع منسى
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد محمد غنيم: اكتشفت أنه بيخدم فى سيناء
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد الرائد عمرو عبد الخالق تروى تفاصيل آخر لقاء
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى