سلاح ومال في مخيمات النازحين.. وإجراءات للجيش والبلديّات لا تمنع الانفجار!
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
كتب جاد فياض في" النهار": حسب المعلومات فإنّ معظم دفعات النازحين الجديدة إلى لبنان مُسلّحة بسلاح خفيف أو متوسّط وقنابل، وبيانات مديرية التوجيه في الجيش التي تصدر عقب توقيف نازحين خلال مداهمات وتُبيّن السلاح المُصادر دليل على ذلك، وتكشف المعلومات وجود مبالغ كبيرة جداً مع نازحين يُفترض أنهم وصلوا إلى لبنان إثر الوضع الاقتصادي السيّئ في سوريا، مع ضرورة التأكيد على أنّ هذه الحالة ليست معمّمة على كافة النازحين.
والأخطر من ذلك، كان نقل مسؤول أمني معلومات مفادها أن القوى الأمنية السورية متواطئة في تسهيل النزوح إلى لبنان كونها لا تمنع العبور غير الشرعي، حتى أنّ القوى النظامية ترشد القادمين إلى المعابر الآمنة، لأنّ ثمّة معابر تمّ تفخيخها، وهي ترعى شبكات التهريب، ما يؤشّر إلى إمكانية أن يكون النظام السوري يُحضّر لمفاجآت أمنية في لبنان مع تسهيله عبور مسلّحين.
توفّر السلاح لدى النازحين بكميات كبيرة ونوعية لا شكّ أنّه ليس عملاً فردياً، ولا يهدف إلى تأمين الحماية الشخصية، بل إنّ ثمّة من يتحدّث عن صلات مشبوهة مع النظام السوري الذي يضغط لتسهيل وصول هذه الأسلحة إلى مخيّمات النزوح، وثمّة عمل مخابراتي سوري نشط في المناطق بهدف تنظيم عمل هذه العصابات، ما يشي بالأخطر.
في هذا السياق، يبرز دور الجيش والقوى الأمنية والبلديات والمجموعات الأهلية في حفظ الأمن في المناطق، خصوصاً تلك التي تعاني من بعض الحساسيات نتيجة أحداث تاريخية بين أهلها والجيش السوري خلال الحرب الأهلية، وتتجه الأنظار إلى الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الرسمية والأمنية من أجل مراقبة النازحين وضبط كلّ حركة مشبوهة، والمحافظة نسبياً على الاستقرار.
ووفق معلومات "النهار"، فإنّ العديد من البلديات باتت تنظّم دوريات سيّارة وراجلة ليلاً وفي المناطق المشبوهة والبعيدة عن الأنظار، وتُحاول قدر الإمكان إجراء المسوحات لإحصاء أعداد النازحين وجمع المعلومات عنهم وعن خلفياتهم، ومراقبتهم لملاحظة ما إذا كانت ثمّة تحرّكات مشبوهة، وعُلم أنّ بعض الأحزاب أيضاً تقوم بدور الأمن والحماية وتسيير الدوريات في المناطق التي تتواجد فيها.
لكن وفي الآن عينه، فإنّ هذه الإجراءات لا تمنع انفجار الوضع في حال كانت ثمّة مخطّطات حقيقية لتفجير البلاد، لأنّ أعداد النازحين السوريين في لبنان باتت خارج السيطرة، وفي بعض المناطق تفوق عدد المواطنين اللبنانيين، ومهما بلغت قدرات الجيش والأجهزة الأمنية، فهي لن تكون قادرة على منع حصول الفوضى بسبب الأعداد الكبيرة للنازحين، وبالتالي فإنّ الحلول الموجودة لا تُعالج الأزمة بشكل جذريّ.
في المحصّلة، فإنّ الخطر الأمني لفئة من النازحين السوريين المرتبطين بالنظام وبشار الأسد قائم وينتقل إلى العام الجديد، والدولة بمؤسساتها الأمنية والبلدية قد تكون قادرة على ضبط الأمن نسبياً وفي المدى المنظور، لكنّ الخوف من سيناريوهات فوضوية قد تعمل عليها دمشق تُحرّك مخابراتها في لبنان "بكبسة زر"، فتخرج الأمور عن السيطرة، وحينها فإنّ الإجراءات الموضعية المتّخذة حالياً لن تشفع.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المناطق
إقرأ أيضاً:
قيادي بفتح: الاحتلال يسعى لتغيير الطابع التاريخي والديمغرافي للقدس
قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حكومة اليمين المتطرف، تسعى لتغيير الطابع التاريخي والديمغرافي للمدينة المقدسة من خلال مخططات ممنهجة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، الحركة استنكرت بشدة التحركات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك زيارة إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المعروف بتطرفه، إلى باحات المسجد الأقصى، ووصف البيان هذه التحركات بأنها محاولات لإشعال المنطقة وفرض واقع جديد يتنافى مع القرارات الدولية، والتي بلغ عددها أكثر من 16 قرارًا من مجلس الأمن، تدعو جميعها إلى احترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومنع تغييره.
اقرأ بالوفد.. جهود مصرية - قطرية لوقف الإبادة الصهيونية في غزة الحقيقة الخفية عن تحالف النازية مع الصهيونية العالمية
تابع، حذرت حركة فتح من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى إشعال المنطقة بأسرها، مؤكدة أن المسجد الأقصى ليس ملكًا للفلسطينيين فقط، بل هو رمز إسلامي وروحاني يهم العالم الإسلامي بأسره. كما شددت الحركة على أن المخططات الصهيونية لا تستهدف المسلمين وحدهم، بل تطال الكنائس والأديرة المسيحية أيضًا، مشيرة إلى الاعتداءات المتكررة على رجال الدين المسيحيين في القدس.
وأوضح أن حركة فتح أعربت عن دعمها الكامل للمملكة الأردنية الهاشمية بصفتها صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، داعية المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد استقرار المنطقة والسلام العالمي.
وفي إطار آخر، أكد رئيس بعثة قوات حفظ السلام الدولية في لبنان "اليونيفيل" أن بلدة الخيام جنوب لبنان هي البلدة الوحيدة التي أخلتها إسرائيل بالكامل بعد تصعيد العمليات العسكرية الأخيرة، مما سمح للجيش اللبناني بالانتشار فيها، وأشار المسؤول الدولي إلى أن الوضع في المناطق الحدودية ما زال يشهد توترًا، مع استمرار إطلاق النار وعمليات الهدم التي تنفذها القوات الإسرائيلية حول منطقة الناقورة.
وصرح المسؤول، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأن البعثة تشعر بقلق بالغ إزاء استمرار التصعيد العسكري في المناطق الحدودية، خاصة مع استمرار القصف والاشتباكات التي تهدد حياة المدنيين وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني في جنوب لبنان.
وأفاد رئيس بعثة اليونيفيل بأن التنسيق مع السلطات اللبنانية مستمر لضمان استقرار المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، مع التركيز على دعم الجيش اللبناني لتعزيز وجوده في المناطق المحررة، وأضاف أن البلدة الوحيدة التي شهدت انسحابًا إسرائيليًا وانتشارًا للجيش اللبناني هي بلدة الخيام، ما يمثل خطوة إيجابية لكنها غير كافية لتحقيق تهدئة شاملة.
في المقابل، تتزايد المخاوف من استمرار القصف الإسرائيلي في محيط الناقورة، حيث وثقت فرق اليونيفيل عمليات هدم طالت منشآت مدنية ومناطق مأهولة بالسكان، وأكد المسؤول أن البعثة تبذل جهودًا متواصلة للحد من التصعيد وضمان حماية المدنيين وفقًا للقرارات الدولية.
ودعا رئيس البعثة إلى وقف فوري لإطلاق النار في المناطق الحدودية والعودة إلى الالتزام باتفاقيات الهدنة، محذرًا من أن استمرار التوتر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، وشدد على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية الدولية لتجنب مزيد من التصعيد وحماية الأرواح والبنى التحتية في جنوب لبنان.