موقع 24:
2025-01-20@20:45:13 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

ما معنى اليوم التالي؟

اليوم التالي هو فكرة إسرائيلية تنطوي على التخلص من التربية الوطنية الفلسطينية

"ما بعد غزة. ما بعد حماس. ما بعد الحرب"، عبارات لا تضعنا في صورة الحل الذي يمكن أن ينهي مأساة شعب يتعرض للإبادة لأنه يقيم على أرضه وبشبهة انتمائه أو تأييده لحركة حماس. فكل ما يتم تداوله من اقتراحات لا يقترب من الهدف الذي ترغب إسرائيل في أن يكون بعيدا.


ما صار معروفا أن كل التفاهمات الممكنة والمستندة إلى القانون الدولي فات أوانها وصارت جزءا من الماضي. ولكن ماضي مَن؟ الشعب الفلسطيني أم إسرائيل؟
ربما أخطأ الفلسطينيون حين انقسموا على أنفسهم، خارج وداخل منظمة التحرير الفلسطينية فتشظت الشرعية وصار الفلسطينيون كمَن يكلم نفسه أكثر مما يكلم الآخرين. ربما أيضا أفسدت العقائد قضيتهم فلم يعد في الإمكان العثور بيسر على العامل الوطني المشترك من غير الدخول في تفاصيل تصغر أمامها القضية. هناك فشل في التعاطي مع منطلقات القضية التي يتوزع الكثيرون في محاور عديدة وهم يسعون إلى تفسير ارتباطهم بها.

ولكن إسرائيل من جهتها لم تسع إلى أن تضع حلا لمشكلتها. صنعت تلك المشكلة بنفسها وصارت أسيرة لها. لم تتعلم الدولة العبرية من الشعب الذي اغتصبت أرضه شيئا. فشلت كل محاولاتها في إنهاء تفكير الفلسطيني في مستقبله الوطني، على أرضه وبين شعبه.
صحيح أن أكثر من سبعين سنة من اللجوء والتشرد والشتات قد أنهى أجيالا من الفلسطينيين الذين كان حلم العودة عنوان حياتهم المؤجلة، غير أن الصحيح أيضا أن ذلك الحلم لم يأفل ولم يتفتت، بل صار بمرور الزمن أكثر سطوعا وأشد قوة. لم تنجح إسرائيل في تحويل الفلسطينيين إلى نوع من الهنود الحمر، ذلك لأن الفلسطيني لم يكتف بالحد الأدنى من سبل العيش الذي تفرضه حياة اللجوء.
لقد فرض الشعب الفلسطيني شخصيته على العالم من خلال هوية سياسية وثقافية واجتماعية أكثر وضوحا وتميزا من هويات شعوب لم تتعرض لما تعرض له من محن ومآس. مقاومته كانت هي الأساس وهي أيضا الطريق التي مشى عليها وصولا إلى هدفه.
ولكن ألا يزال ذلك الهدف واضحا؟
في الخطوط العامة يمكن الإجابة بـ"نعم"، ولكن التفاصيل تحمل ألغاما من شأنها أن تفجر كل القناعات. فشلت إسرائيل في محاولتها محو الشخصية والهوية الفلسطينيتين، ولكنها نجحت في تمزيق المسار وتشتيت وحدة الصف وقطع الخيوط التي تصل بين الفلسطيني وقضيته في جوهرها من جهة، ومن جهة أخرى نجحت في إرباك علاقة العرب بالقضية الفلسطينية.
فإذا كان بعض العرب في حاجة إلى حدود مستقرة مع الدولة العبرية فإن التطبيع معها ظل غائما وضبابيا بالنسبة إلى الكثيرين ممَن لا تشكل إسرائيل خطرا مباشرا على استقرارهم.
لقد أعطى العرب إسرائيل أكثر مما تستحقه. فهي ليست دولة مركزية في الشرق الأوسط ولا تملك مشروعا لبناء علاقات إيجابية مع محيطها وهي أخيرا غير راغبة في إقامة سلام عادل يستند إلى القانون الدولي الذي لم تنفذ فقرة منه.

لا تزال إسرائيل دولة عدوانية توسعية، يشكل الاستيطان هاجسها الدائم وهي لا ترى في الفلسطينيين شعبا يستحق التفاوض. ولطالما عملت على استضعاف السلطة الفلسطينية التي قدمت الكثير من التنازلات مقابل لا شيء.
في حربها الهمجية على غزة كشفت إسرائيل عن مضيها في مشروعها العدواني القائم على نظرتها غير الإنسانية للشعب الفلسطيني. صار واضحا أن جنونها الذي اشتعل بعد ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي ليس رد فعل مؤقتا بل هو برنامج وجد له مناسبة لإعادة التحديث من خلال حرب لا نهاية لها إلا حين يحين موعد اليوم التالي.
واليوم التالي هو فكرة إسرائيلية لا تنطوي فقط على التخلص مما يُسمى بـ"شرور حماس" بل وأيضا من التربية الوطنية الفلسطينية التي تحث على أن فلسطين وطن قائم وأن دولة فلسطينية ينبغي أن تحل بحدودها المعترف بها على خرائط العالم.
ما يفكر به بنيامين نتنياهو اليوم هو استعادة لمنهج إسرائيلي قديم أثبت الزمن خطأه. لا يمكن لإسرائيل أن تحل مشكلتها ما لم تتفهم مشكلة الفلسطينيين. ليس المطلوب منها أن تخرج الفلسطينيين من خلافاتهم غير أن في إمكانها أن تحمي نفسها من خلال عدم التدخل في شؤونهم وخلق بيئة يكون فيها الحوار معهم نافعا لها.
لا ينفع إسرائيل أن تستمر في حرب إبادة؛ فاليوم التالي سيحل غير أنه سيكون أسوأ من أيامها الماضية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال

عرضت قناة “إكسترا نيوز”، تقريرًا تلفزيوني بعنوان، :"النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال"، يسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بعد العودة إلى منازلهم المحطمة.

معاناة الشعب الفلسطيني في جباليا: الآليات الإسرائيلية تبدأ الانسحاب من جباليا شمال قطاع غزة (فيديو) إصابة 8 جنود من جيش الاحتلال جراء انفجار عبوة ناسفة في جباليا

وقال التقرير التلفزيوني الذي عرضته قناة “إكسترا نيوز”، إنه في رحلة العودة إلى الديار تعددت القصص والمشاهد في قطاع غزة، إذ أنه بعد سريان وقف إطلاق النار هرع كل نازح ومشرد داخل القطاع إلى منزله، منهم من ظل قائما ونجى من ضراوة العدوان وآخر سوي بالأرض وتاهت ملامح البيت عن ساكنيه.

وأضاف: “أمل أبو عيطة واحدة من مئات الآلاف من الحالات المنكوبة التي شردت هي وأسرتها أكثر من مرة، مع توسع العدوان الإسرائيلي ومطاردته النازحين الفلسطينيين في كل مكان، عادت إلى منزلها في جباليا التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي وحول المدينة إلى أكوام من الركام والأطلال”.

وتابع: “حالة الذهول التي أصابت النازحين العائدين إلى جباليا بعد ما اكتشفوا حجم الدمار الذي لحق بالمنازل والأحياء كانت ممزوجة ببصيص من الأمل يدفعهم للبقاء والتمسك بأرضهم حتى وإن أقاموا في خيام على أنقاض منازلهم، لذا فهي جدران محطمة ومباني مدمرة لكنها تظل البيت والوطن الذي يتمسك به الفلسطينيين مهما اشتدت قساوة الظروف وطغي المحتل في عدوانه وبطشه”.      

مقالات مشابهة

  • العدو يحصد الفشل.. اليوم التالي للعدوان ترسمه المقاومة
  • الحياة تعود إلى «غزة» في اليوم التالي لسريان اتفاق وقف إطلاق النار
  • حزب الله يبارك للشعب الفلسطيني ومقاومته ولكل القوى التي ساندت غزة الانتصار الكبير
  • النازحون يعودون إلى جباليا.. أكثر المدن التي ذاقت ويلات عدوان الاحتلال
  • حماس تستعرض قوتها في غزة: نحن "اليوم التالي"
  • معنى حسام ووئام.. أسئلة حيرت الطلاب بامتحانات الإعدادية اليوم
  • وقف الحرب في غزة: ترتيبات اليوم التالي
  • أونروا: دعم الفلسطينيين في غزة والمنطقة أكثر أهمية من أي وقت مضى
  • عام مليء بالشكاوى.. أكثر المنتجات التي أثارت استياء الأتراك في 2024
  • الحكومة الإسرائيلية توافق على اتفاق «وقف إطلاق النار» في غزة والرئيس الفلسطيني يقدم «خطة اليوم التالي»