مكون جنوبي يحذر من تداعيات العدوان الأمريكي في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
الجديد برس:
حذر مجلس الانقاذ الوطني اليمني الجنوبي، من العدوان الأمريكي السافر الذي استهدف عدداً من الزوارق اليمنية في البحر الأحمر وأسفر عن سقوط عدد من الشهداء، معتبراً ذلك انتهاك واضح للمياه الإقليمية والسيادة اليمنية.
وقال المجلس في بيان أصدره يوم الإثنين، إن “الممر البحري الدولي يقع داخل نطاق مياه اليمن الإقليمية التاريخية”، مضيفاً أن “أي عمل عدائي من أي دولة كانت هو عدوان على السيادة الوطنية، وهو ما يكفل لبلادنا حق الرد والدفاع عن السيادة الوطنية بكافة الطرق والوسائل المتاحة”.
وأشار المجلس في بيانه إلى أن “ما حدث من هجوم أمريكي، إعلان حرب واضح يمس بأمن المنطقة عموماً وأمن البحر الأحمر والملاحة التجارية خصوصاً، ويفتح الباب على مصراعيه لتوسيع وتصعيد الأزمات التي تمر بها المنطقة”.
ودعا كافة المكونات السياسية اليمنية وجماهير الشعب اليمني لنبذ خلافاتهم، والإلتفاف وحشد الجهود للدفاع عن الوطن أمام هذا العدوان الأمريكي السافر، والذي قد تكون له تداعياته الخطيرة على اليمن والمنطقة والعالم.
وشدد بيان المجلس على ضرورة إضطلاع المجتمع الدولي بواجباته في إيقاف عجلة القتل وإراقة الدماء والتدمير التي تديرها أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة.
وكانت قوات صنعاء قد أعلنت، مساء الأحد، عن استشهاد وفقدان عشرة من منتسبيها، جراء هجوم أمريكي على زوارقها البحرية في البحر الأحمر.
وقالت قوات صنعاء في بيان رسمي أن “قوات العدو الأمريكي أقدمت على الاعتداء على ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية ما أدى إلى استشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية”، بحسب تعبير البيان.
وأضافت أن ذلك جرى “بينما كانت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية تمارس مهامها الاعتيادية الرسمية في ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية إضافة إلى أداء واجبها الإنساني والأخلاقي الذي أعلنه اليمن في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى مواني فلسطين المحتلة من المرور عبر البحر الأحمر تضامناً وإسناداً للشعب الفلسطيني”.
وتابع البيان أن “العدو الأمريكي يتحمل تبعات هذه الجريمة وتداعياتها وأن تحركاته العسكرية في البحر الأحمر لحماية السفن الإسرائيلية لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني دعماً ونصرة للمظلومين في فلسطين وغزة”.
وفي غضون ذلك، علقت حركات المقاومة الفلسطينية على سقوط شهداء يمنيين بنيران القوات الأمريكية في البحر الأحمر.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في بيان يوم الإثنين: “ننعى شهداء اليمن ولبنان الذين ارتقوا في ميادين التضامن والدفاع عن غزة والقدس وفلسطين”.
وأضافت: “بكل معاني الفخر والاعتزاز، نترحم على شهداء أمتنا، الذين ارتقوا في ميادين النصرة والتضامن والدفاع عن شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الوطنية العادلة؛ وكان آخرهم قافلة الشهداء العشرة من الإخوة في اليمن الشقيق، الذين استهدفهم قصف أمريكي لزوارقهم في البحر الأحمر، وهم يقومون بواجبهم في منع سفن متجهة للكيان الصهيوني، تعبيراً عن تضامنهم مع أهلنا في قطاع غزَّة، ورفضاً لاستمرار العدوان الصهيوني”.
وتابع البيان “نعبّر عن عميق تقديرنا وتثميننا لكل المشاركات الشجاعة والجريئة، إسناداً ونصرةً لأهلنا في قطاع غزة، وتخذيلاً وإشغالاً للعدو الصهيوني، ونترحم على شهدائهم، ونبارك مشاركتهم شعبنا نضاله وتضحياته على طريق التحرير والعودة”.
الجهاد الإسلامي تدين بشدة العدوان الأمريكي على اليمنمن جهتها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأشد العبارات، “العدوان الأمريكي على القوات اليمنية في مياه البحر الأحمر”.
وقالت الحركة في بيان لها: “تدين حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بأشد العبارات العدوان الأمريكي على القوات اليمنية، في اعتداء جديد على بلد عربي ومسلم، بعد أن عاثت فساداً وقتلاً بحق شعوب أمتنا في بلدان أخرى، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية هي التي تدير حروب المنطقة وتتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر في منطقتنا”.
وأضاف البيان: “إن الإدارة الأمريكية التي تدير الحرب على شعبنا في غزة، بعدوانها هذا تكون قد انخرطت عسكرياً في الحرب إلى جانب الكيان الصهيوني وتهدف إلى معاقبة الشعب اليمني العزيز على مواقفه الشجاعة بمواجهة الحصار على غزة بفرض حصار على السفن الصهيونية”.
وتابع البيان: “إننا، في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إذ ننعى شهداء القوات المسلحة والشعب اليمني، فإننا نعرب عن تضامننا الكامل مع الشعب اليمني الشقيق والعزيز، ونهيب بأبناء الأمة العربية والإسلامية مواجهة العدوان الأمريكي ضد اليمن بكل الوسائل الممكنة”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تنعي أبطال البحرية اليمنيةبدورها، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “أبطال القوة البحرية اليمنية الذين استهدفهم العدو الأمريكي”، مؤكدةً أن “ما قدمه اليمن لفلسطين في هذه المواجهة هو التجسيد الحقيقي لقيم العروبة ومعنى وجود هذه الأمة ودورها في معركة المصير والوجود الحالية”.
وقالت الجبهة الشعبية: “إن أوهام العدو الصهيوني ستسقط وتتحطم تباعاً، وإنه لن يفلح في تحقيق أهدافه من حربه على غزة، فشعبنا لن يتراجع أو يستسلم بعد كل هذه التضحيات التي قدمها، والألآم الهائلة التي أصابته في هذا العدوان”.
وأضافت: “إن شعبنا ما زال صامداً أمام القصف والمذابح والتهجير الممنهج، وبرد الخيام وجوع الأطفال وتدمير المستشفيات، ولم يرفع الراية البيضاء، ولن يفرط بقطرة واحدة من دماء الشهداء وسيمضي متمسكاً بعهدهم، مهما كان ولا زال من تخاذل وعجز وتآمر.
واعتبرت أن “اعتصامات وفعاليات الجماهير العربية التي حاصرت السفارات الأمريكية في بعض الدول، تأكيد على وعي الجماهير بالدور المركزي للعدو الأمريكي في إبادة شعبنا، مشددةً على ضرورة تصعيد هذه الفعاليات وكل أشكال النضال ضد قوى العدوان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”.
وشددت على “ضرورة الارتقاء بالفعل النضالي الفلسطيني الموحد على امتداد الوطن المحتل، فلا معنى للانكفاء أو الخوف أو الخضوع لتهديدات العدو وأجهزته القمعية إلا كوصفةٍ للانتحار والاستسلام أمام الإبادة التي لا يستثني منها العدو أحد من شعبنا، وأن المطلوب الآن تجاوز كل دعاة الاستسلام والخنوع للعدو، واستعادة شعبنا لسيادته على فعله وقراره ومصيره، وهذا لن يحدث إلا بالانخراط الواسع في هذه المعركة المصيرية”.
وتوجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتحية لجماهير الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، ولكل أبطال المقاومة على امتداد الوطن المحتل.
وأكدت أن “دخول العالم عامه الجديد في ظل استمرار المذابح ضد الشعب الفلسطيني هو وصمة عار في تاريخ الإنسانية، وشاهد على حجم الظلم والتآمر الذي يتعرّض له الفلسطينيين، ومدى وحشية العدوان الذي تقوده المنظومة الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية”.
ودعت الجبهة لارتقاء الموقف الشعبي العربي، للدور النضالي المنشود، والكفيل بإحداث تغيير في الموقف الرسمي، وأيضاً في الاستنزاف الجدي لقوى العدوان ومصالحها، فهذه نقطة فارقة في كفاح طويل خاضته الأمة العربية وشعبنا الفلسطيني في مقدمتها لأجل الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستعمار.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی الجهاد الإسلامی فی البحر الأحمر الجبهة الشعبیة الشعب الیمنی فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
فلسطين.. رمضان آخر في ظل العدوان والضنك الاقتصادي
أحدهم تحول إلى بائع عصائر، وآخر إلى بائع قطايف، وثالث إلى بائع مخللات، ورابع يجول بسيارته عارضا بعضا من الخضار وخامس يبيع القهوة وسادس يبيع الحلويات.. إلخ، وبين البائع والآخر مسافات قصيرة تقل عن عشرات الأمتار أحيانا، سعيا منهم إلى توفير حد أدنى من المال يعولون به أسرهم بعد انقطاع طويل عن عمل اعتادوا عليه سنوات طويلة.
هذا هو حال العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين كانوا يعملون داخل إسرائيل، ومنعوا من إلى العودة إلى أماكن عملهم في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يقول عمر (33 عاما)، ويعمل بائع مخللات، إنه كان يعمل لدى مقاول من فلسطينيي 48، ويتقاضى أجرا لا يقل عن 400 شيكل يوميا (نحو 110 دولارات)، لكنه اليوم بلا دخل وبالكاد يحقق أرباحا لا تتجاوز 15 دولارا من خلال عرض بضاعته قبيل الإفطار.
وأضاف: "كما ترى الباعة كثر، والمنافسة كبيرة، والجميع يريد البيع بأقل ربح كي يوفر قوت عياله" لافتا إلى أنه لم يتقاض أي دعم مالي من أي جهة طوال فترة تعطله عن علمه.
وتابع: "في غير رمضان أعتمد على العمل الحر المتقطع حسب المتاح، لكن الظروف قاهرة وسلة رمضان مكلفة".
وأسوة بآلاف آخرين، ظل يعمل محمود الحج (45 عاما) في قطاع البناء داخل إسرائيل منذ نحو 20 عاما، وحتى طرد العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم، وكان يتقاضى شهريا مبلغا لا يقل عن 7 آلاف شيكل (نحو 1800 دولار)، لكن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لم يتمكن من العودة إلى مكان عمله.
إعلانعن كيفية تدبير أموره يقول إنه يعتمد في شراء احتياجاته على بقالة قريب له، فتراكمت عليه الدين بشكل لا يفوق قدرة صاحب البقالة على الاحتمال، مما اضطره إلى المغامرة مجددا للعمل في إسرائيل من خلال تسلق الجدار العازل "اشتغلت نحو شهرين وسددت بعض الديون وأبقيت مصروفا للعيد".
أما عن أغلب إفطار أسرته فيقول إنه يعتمد على الأطباق المحلية مثل ورق العنب المخزن من الربيع، والزهر والملفوف المنتجان محليا والفاصولياء وأحيانا دجاج "أما اللحوم فلم تدخل منزلي لارتفاع سعرها إلى 110 شواكل (نحو 30 دولارا) للكيلوغرام الواحد، أي أنني بحاجة إلى 100 دولار لإعداد وجبة منسف للأسرة".
يشير العامل الفلسطيني إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم يقابله انخفاض كبير في أسعار الخضار "لكن الناس جيوبها فارغة ولا يوجد لديهم أموال".
وفق معطيات للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين نشرها، أواخر فبراير الماضي، فإن قرابة 507 آلاف عامل عاطلون اليوم عن العمل، بينهم نحو 200 ألف كانوا يعملون داخل إسرائيل، مشيرا إلى أن خسائر العمال الفلسطينيين منذ بداية الحرب تقدر بـ6 مليارات دولار.
كما استشهد 56 عاملا فلسطينيا خلال 2024 أثناء محاولتهم الوصول أو العودة من أماكن عملهم، وفق الاتحاد الذي يؤكد تجاوز عدد العمال المعتقلين منذ بداية العام الحالي حاجز الـ600 عامل، حيث يعتقل العمال بمداهمات قوات الاحتلال لأماكن عملهم والتنكيل بهم في مراكز التوقيف، وفرض غرامات باهظة عليهم، وعلى أصحاب العمل.
بالتوازي مع حالة الضنك التي يعيشها العمال، للعام الثاني على التوالي، تستمر الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية لتلقي بظلالها على التزامات الحكومة تجاه موظفيها، فقد صرفت الحكومة في 5 مارس/آذار الجاري 70% من رواتب موظفيها عن شهر يناير/كانون الثاني، وهو ما ألقى بظلاله على استقبال الموظفين الفلسطينيين لشهر رمضان المبارك.
إعلانووفق محمد الناجي (معلم) فإن الحكومة مدينة للموظفين براتب عدة شهور حيث تدفع رواتب منقوصة منذ عدة سنوات، وهو ما أثر سلبا على قطاع الموظفين حتى وإن كان الحد الأدنى المدفوع حاليا يغطي أغلب الموظفين.
وقال إن أثر نسبة الـ70% من الراتب أو الحد الأدنى وهو 3500 لا يكاد يظهر لتراكم الديون وأقساط البنوك على أغلب الموظفين.
وذكر أن ظروف الموظفين في رمضان هذا العام لا تقل سوءا عن ظروفهم في رمضان الفائت وإن كانت من الناحية النفسية أفضل لتوقف العدوان على غزة.
وتابع أن الحد الأدنى لاحتياج أسرة متوسطة من الطعام في رمضان لا يقل عن ألف دولار، وهذا مبلغ لا يتقاضاه أغلب الموظفين الحكوميين، يضاف إليها التكاليف الناتجة عن زيارة الأرحام وكسوة العيد وغيرها.
ترد أمني
وبالتزامن مع الوضع الاقتصادي المتردي، يعيش فلسطينيو الضفة ظروفا أمنية صعبة، خاصة مع الاقتحامات شبه اليومية للمدن والقرى والمخيمات والتي يتخللها إطلاق نار وقنابل غازية وفي كثير من الأحيان تستبق وقت الإفطار وينتج عنها إصابات.
وفي شمالي الضفة، يواصل الاحتلال إبادة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث وسع عملياته العسكرية في الضفة الغربية بالتزامن مع بدء عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك الاقتحامات والملاحقة والاعتقال والتدمير، فيما صعد المستوطنون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم.
واشتدت الحملة الإسرائيلية منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بتهجير قرابة 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة، وسط ظروف إنسانية صعبة.