ماذا قدمت مصر في ملف القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، أهمية الدور البارز الذي تقوم به مصر نحو القضية الفلسطينية التي تمثل الأولوية والمحور الرئيسي في أجندة السياسة الخارجية المصرية على مدى السنوات الأخيرة، وأن عام 2024 سيكون عام الإنكشاف ومواجهة الحقائق، خاصة وأن العالم الغربي قد سقط أخلاقيًا، مؤكدين أن النصر سيكون للصمود والمقاومة الفلسطينية.
وأشاروا إلى أنه على ضوء الأرقام الصادمة لعدد الشهداء والضحايا، والذي وصل إلى نحو 22،000 فلسطيني شهيد حتى الآن، يظهر بوضوح وفقًا للخطاب السياسي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس.
رمضان قرني: القضية الفلسطينية تمثل المحور الرئيسي بأجندة السياسة الخارجية المصرية
في هذا الصدد قال الدكتور رمضان قرني، الخبير الشؤون الأفريقية، إن القضية الفلسطينية تمثل الأولوية والمحور الرئيسي في أجندة السياسة الخارجية المصرية على مدى السنوات الأخيرة، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قامت مصر بالتعامل مع هذه الأزمة من خلال جميع مؤسساتها، بدءًا من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية وصولًا إلى جميع مؤسسات الدولة على الصعيدين الإنساني والتنموي.
وأضاف "قرني" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن أزمة غزة استنهضت دور المجتمع المدني المصري بكل فئاته، حيث شهدنا حالة من الحشد والتعبئة لتقديم الدعم الإنساني لسكان قطاع غزة، وفيما يتعلق بتحركات مصر في أزمة غزة، فهناك عدة جوانب بارزة، منها الاستجابة السريعة من القاهرة ودعوتها لعقد قمة القاهرة للسلام، بهدف وقف التصعيد العسكري في غزة ومحاولة وقف تدفق الدماء بين الأطراف، مشيرًا إلى أن المساهمة المصرية البارزة جاءت في تحرير عدد كبير من الفلسطينيين وتبادل الأسرى، إلى جانب فتح معبر رفح بشكل كامل لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر الطرح المصري الأخير في أزمة غزة بشكل واضح، حيث يتمحور حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي وقف إطلاق النار في القطاع، وضمان وصول الإمدادات والمساعدات الإغاثية إلى جميع جوانب القطاع، وبناءً على ذلك، يُعتبر هذا الطرح من بين الاقتراحات التي أثارت اهتمام وسائل الإعلام الغربية، خاصةً فيما يتعلق بتكوين حكومة فلسطينية في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، أكد الموقف المصري بوضوح على أن قرار تشكيل حكومة فلسطينية يعتبر قرارًا فلسطينيًا في المقام الأول، يتخذه القوى السياسية في فلسطين، وبالتالي يمكن القول إن الجهود المصرية تركز بشكل كبير على هاتين الجوانب الرئيسيتين، وهما جوانب أساسية في مسعى مصر لحل الأزمة في غزة.
وأوضح خبير الشؤون الإفريقية أن هناك بُعدين أساسيين في الطرح المصري الأخير لحل أزمة غزة، فيما يتعلق بالبُعد الأول، يركز على الضرورة الملحة لوقف إطلاق النار، بهدف وقف النزيف اليومي من الدماء وتقديم الحماية للمدنيين وتجنيب القطاع المزيد من الجرحى والشهداء، أما البُعد الثاني، فيتعلق بضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، بما يشمل تأمين الإمدادات الطبية والغذائية والدعم اللازم للسكان في هذه الظروف الصعبة.
وأشار إلى أن القيادة المصرية أكدت رفضها للمشروع الإسرائيلي الذي يستهدف تهجير أهالي غزة من القطاع، مشيرًا إلى أن هناك خطة ونية إسرائيلية تهدف إلى تشجيع التهجير بحجة القضاء على حركة حماس، وهذا الأمر الذي ترفضه مصر رفضًا تامًا.
نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس
وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للوضع في قطاع غزة، أشار إلى أنه على ضوء الأرقام الصادمة لعدد الشهداء والضحايا، والذي وصل إلى نحو 22،000 فلسطيني شهيد حتى الآن، يظهر بوضوح وفقًا للخطاب السياسي الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمر في التمسك بقضية القضاء على حركة حماس.
وقال: «أعتقد أننا قد لا نشهد وقفًا لإطلاق النار في الأمد القريب، نظرًا لرفض إسرائيل للجهود الدبلوماسية، سواء كانت جهودًا قامت بها مصر مؤخرًا أو حتى الجهود العربية في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يدين إطلاق النار ويدعو إلى إدخال المساعدات الإنسانية.»
وتابع: «من المتوقع أيضًا، في ظل التوترات في الممرات المائية في منطقة البحر الأحمر والهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التجارية، وخاصة تلك التي ترتبط بشركات إسرائيل أو غيرها، أن يمتد هذا الصراع لعدة أشهر، ربما لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أشهر.»
واستكمل: «أتوقع بشكل كبير أن يكون هذا الصراع مستمرًا، خاصةً في ظل الخطاب التعبوي الإسرائيلي الموجه ضد حركة حماس، وفي ظل المأزق السياسي الذي تواجهه حكومة بنيامين نتنياهو، ويظهر أيضًا أن هذه الحكومة، ذات الطابع اليميني، تسعى لاكتساب شعبيتها في الداخل الإسرائيلي من خلال فكرة القضاء على حركة حماس، هذا ما نستطيع توقعه في الفترة القادمة.»
واختتم خبير الشؤون الإفريقية، قائلا: إسرائيل تسعى إلى ترويج فكرة القضاء على حركة حماس ومواصلة العمليات العسكرية، وخاصة في سياق الدعم العسكري الذي تحظى به حكومة نتنياهو من الولايات المتحدة.
تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يُعَدُّ نموذجًا في عالم العلاقات الدولية
من جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية والمحلل السياسي، إن تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يُعَدُّ نموذجًا في عالم العلاقات الدولية للدعم والمساندة في عديد المسارات وفي كل المحطات والأوقات، مؤكدا أنه لا تجد دولة قدمت ما قدمته مصر في الماضي والحاضر والمستقبل، لإدراكها أن فلسطين قضية متجذرة في الوجدان المصري.
وأكد "البرديسي" في تصريح خاص لـ "الفجر" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعتبر زعيمًا استثنائيًا في تحركاته الدبلوماسية، حيث لا تتوقف جهوده السياسية وأطروحاته ومبادرته عن التطور والتقدم، من خلال قمة القاهرة للسلام للقمة العربية الإسلامية والمبادرات المرنة التي قدمها ولاتتوقف عن تقديم الأفكار والمقترحات ودائما يحمل هموم العرب فوق أكتافه لنصره العرب، ويضع القضية الفلسطينية أمام عينيه ومحاولة إيجاد حلول فعالة وجذرية للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن عام 2024 سيكون عام الإنكشاف ومواجهة الحقائق، موضحا أن العالم الغربي قد سقط أخلاقيًا، مع التأكيد على أن النصر سيكون للصمود والمقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن النجاح سيكون لصاحب الرؤية والذي يتمسك بوحدة الدولة، وليس للإنقسام والفرقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو وزارة الخارجية حركة حماس السياسة الخارجية فتح معبر رفح سكان قطاع غزة قمة القاهرة للسلام قمة القاهرة قضية الفلسطينية القضاء على حرکة حماس القضیة الفلسطینیة قطاع غزة أزمة غزة
إقرأ أيضاً:
تشكيلة ترامب | من الجاسوس إلى القسيس محب إسرائيل.. هكدا تصفى القضية الفلسطينية
لم تكن اختيارات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مفاجئة للكثيرين خصوصا أنه اعتمد على اليمين بشكل كبير للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ترامب المعروف بقربه من اللوبي "الصهيوني" في الولايات المتحدة والذي منح القدس عاصمة لدولة الاحتلال في ولايته الأولى، اختار للمناصب السيادية أكثر الشخصيات السياسية الأمريكية المدافعة عن سياسات "إسرائيل" في المنطقة، في وقت يشهد الشرق الأوسط حربا ضروسا على جبهتين، توشك أن تتوسع للإقليم.
وبرزت ملامح تشكيلة إدارة ترامب تباعات حيث أعلن نحو 10 شخصيات ستتولى وزارات ووكالات هي الأهم في الولايات المتحدة.
وزارة الخارجية
رجحت وسائل إعلام أمريكية أن ترامب سيختار السيناتور ماركو روبيو ليكون وزيرا للخارجية، وهو أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة.
يعرف روبيو المولود في فلوريدا بأكثر السياسيين تشددا تجاه القضايا الخارجية إذ دعا في السنوات الماضية إلى سياسة خارجية قوية مع أعداء الولايات المتحدة ومنهم الصين وإيران وكوبا.
ويؤيد روبيو، إسرائيل بشكل مطلق ويرفض الحياد في الحرب الدائرة بفلسطين، وبعد الإعلان عن ترشيحه تداور ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا له عام 2023 يظهر فيه موقفه المؤيد للحرب على القطاع حتى القضاء على آخر عنصر من حماس وفق وصفه.
"يجب أن تستمر الحرب حتى القضاء على آخر عنصر من عناصر حماس، فهؤلاء حيوانات شريرة.”
هذا الشخص المتعجرف هو السيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكية في عهد ترامب.
تختلف الوجوه، لكن الهدف واحد "إبادة غزة" . pic.twitter.com/FkY4Vv1A50 — Tamer | تامر (@tamerqdh) November 12, 2024
كما يُعتبر من منتقدي الصين، إلى جانب دفاعه عن نهج متشدد في قضايا كنفوذ شركة "هواوي" للإلكترونيات، فضلًا عن معارضته الشخصية لتطبيع العلاقات مع كوبا.
ومن الجدير بالذكر أن ترامب وروبيو كانا على عداء شديد عام 2016 عندما تنافسا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وصف روبيو ترامب بأنه "محتال" و"الشخص الأكثر ابتذالا الذي طمح للرئاسة".
المذيع "المقاتل"كما رشح ترامب المذيع التلفزيوني الأمريكي والعسكري السابق بيت هيغسيث، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، حسبما جاء في بيان أصدره فريقه الانتقالي.
وتخرج بيت هيغسيث من جامعتي هارفارد وبرينستون ويعد من المحاربين القدامى وخدم في غوانتانامو والعراق وأفغانستان. بالإضافة إلى ذلك، عمل كمقدم برامج في قناة "فوكس نيوز" الموالية للحزب الجمهوري لمدة ثماني سنوات.
ويعتبر هيغسيث من أكبر الداعمين للعدوان على غزة، حيث اشتهر بحديثه عن ضرورة تدمير القطاع، ودعوته المتكررة لقصف إيران.
خلال حفل المجلس الوطني لشباب إسرائيل في نيويورك بشهر مارس 2019، قال بيت هيغسيث، اللي اختاره الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، في خطابه: "الصهيونية والأمريكية هي خطوط الدفاع الأولى عن الحضارة الغربية والحرية."
ما تعليقك ؟ pic.twitter.com/sSdy617STQ — ???????????????????????????????? 617 ????️ (@kundi9740) November 14, 2024
محب "إسرائيل" السفيرأعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه سيعين حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي سفيرا لدى إسرائيل. ووصفه بأنه "يحب إسرائيل كثيرا، والشعب الإسرائيلي يحبه أيضا" مشيرا إلى أن هاكابي سيعمل بلا كلل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ويعرَف هاكابي، القسيس المسيحي-الذي ولد عام 1955- بأنه مؤيد قوي لإسرائيل. كما أنه يدعم الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وبعد ساعات من تعيينه سفيرا قال هاكابي إن ضم الضفة الغربية "وارد".
وفي حديث لقناة "سي إن إن" عام 2017، قال هاكابي "هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية"، مضيفا "هناك يهودا والسامرا"، الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية المحتلة. وأشار "لا شيء اسمه استيطان (غير قانوني) هناك مجتمعات وأحياء ومدن".
هاكابي، وهو قس معمداني في الأصل، سُئل في مقطع من عام 2008 عن رأيه في إقامة دولة للفلسطينيين، أجاب: "في الحقيقة، لا يوجد شيء اسمه الفلسطينيين."
يقترح هاكابي أن يُمنح الفلسطينيون أراضٍ من دول عربية أخرى كمصر وسوريا، مُحذرًا بأن التخلي عن مناطق مثل الجولان يعد "انتـ.ـحارًا". pic.twitter.com/yGV4t5yZyB — مفتاح (@keymiftah79) November 13, 2024
ورحب وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بالسفير الأمريكي الجديد لدى "إسرائيل" مايك هاكابي، الذي سيستلم مهامه مع تولي الرئيس دونالد ترامب لمهامه، قائلا: "سنعمل معه على تعزيز أمن وقوة إسرائيل وتعزيز قبضتنا على جميع أراضيها".
وقال سموتريتش، وهو زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "أهنئ مايك هاكابي، السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل، بصفته عضوًا ثابتا ومخلصًا لدولة إسرائيل ومؤيدًا للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة (المسمى الإسرائيلي الديني للضفة الغربية) والذي ناضل من أجل دولتنا وحقنا في كل أرض إسرائيل لسنوات عديدة".
مبعوث الشرق الأوسط
منصب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط آل لقطب العقارات والمتبرع لحملته الانتخابية، ستيفن ويتكوف، والذي كان صديقا مقربا من ترامب، وشريكا دائما في رياضة الغولف، وكان يمارس معه الغولف في أثناء محاولة اغتياله الثانية، في أيلول الماضي، ويُنظر إليه باعتباره قناة التواصل مع مجتمع الأعمال اليهودي خلال الحملة الانتخابية الأخيرة لترامب
ويعد ويتكوف مؤيدا بشدة لإسرائيل، حيث عمل بقوة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على حشد مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترمب، خاصة بعدما أوقف الرئيس بايدن شحن أسلحة تزن 2000 رطل إلى إسرائيل.
وأكد في مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية، أنه ساهم مع مانحين يهود كبار لصالح الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، في أيار الماضي.
مستشار الأمن القومي
المنصب الأكثر قوة في البيت الأبيض والذي يعين من الرئيس مباشرة ولا يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ، رشح له ترامب النائب الجمهوري مايك والتز.
وشعل والتز منصب عضو مجلس النواب منذ عام 2019. وهو عضو في لجان القوات المسلحة والشؤون الخارجية والاستخبارات في المجلس.
وقال ترامب عن والتز، إنه كان "خبيرا في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي" "وبطلا لأجندة السياسة الخارجية الأمريكية أولاً، وسيكون بطلاً هائلاً في سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة ".
ويعد والتز داعما بشكل كبير للعدوان على غزة، حيث قال والتز، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في أيلول/ سبتمبر الماضي إن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لن ينهي الصراع.
وأضاف: "إن إيران ستواصل تأجيج الاضطرابات لأنها تريد تدمير إسرائيل. إن تقديم التنازلات تلو التنازلات لإيران هو في الواقع ما يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع".
Hamas doesn't fire a BB gun without the Iranian regime's permission or resources. Iran is 100% behind this all-out war against Israel.
Israel must secure itself and that includes going after the head of the snake: Iran. pic.twitter.com/Ss2IkoCVfB — Rep. Mike Waltz (@michaelgwaltz) October 9, 2023
وأعرب والتز أيضًا عن مخاوفه بشأن تقليص الولايات المتحدة لوجودها في العراق ودعمه لاتخاذ "إسرائيل" إجراءات ضد كل من "حماس" وجماعة حزب الله في لبنان.
ويعد التز من أكثر المناصرين لحكومة نتنياهو. ويرى أن على الإدارة الأمريكية أن تدعم دائما نتنياهو لأنه يعرف جيدا خصوم "إسرائيل" وكيفية التعامل معهم!". ويرى بضرورة ترك "اسرائيل" تقضي تماما على حركة حماس.
جاسوس لـ "CIA"
أعلنت ترامب أنه يعتزم تعيين جون راتكليف كمدير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الذي رأس مدير الاستخبارات الوطنية "DNI" عام 2020.
وتعهّد راتكليف حينها، بمراقبة قضايا أخرى عن كثب، مثل الجيش الإيراني، وبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، والتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.
في أواخر أيار/ مايو 2020 حصل "راتكليف" على لقب أفضل جاسوس بالبلاد.
كارهة الأمم المتحدة.. ممثلة أمريكا فيهاأما المرشحة لتمثيل واشنطن في المنظمة الأممية كانت إليز ستيفانيك التي تعد من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري.
وعلى غرار سفير واشنطن السابقة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، تعرف ستيفانيك بتأييدها المطلق لإسرائيل، حتى أنها اتهمت الأمم المتحدة بمعاداة السامية.
من بين أبرز مواقفها المثيرة للجدل أخيراً، كانت دعوتها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى "إعادة تقييم كاملة" لتمويل الولايات المتحدة للأمم المتحدة، كرد فعل على محاولة السلطة الفلسطينية إدانة إسرائيل دولياً بسبب ما انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية.
كما دعمت حملة الاحتلال ضد الأونروا وطالبت بمنع تمويلها معتبرة أن الوكالة تتعاون مع حركة حماس الفلسطينية.
أعلن دونالد ترامب تعيينه النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك ممثلةَ أميركا لدى الأمم المتحدة، لتكون واحدة من أشد الأصوات محاربةً للمنظمة نفسها ولتمويلها، كما دعت إلى وقف تمويل الأونروا، متهمةً إياها بـ"معاداة الساميّة". كما قادت استجواب رئيسَي جامعتي هارفرد وبنسلفينا عقب الاحتجاجات… pic.twitter.com/72TGRTLzV5 — Daraj Media (@Daraj_media) November 12, 2024
قتل حل الدولتين
يبدو أن الاحتلال متأمل جدا بدعم ترامب المطلق للحرب في الشرق الأوسط، إذ يقول الكاتب والباحث الإسرائيلي أرئيل يولشتاين في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تُعتبر خبرا سارا لإسرائيل في العديد من الجوانب، وهذا يجعل من الصعب تحديد أهمها".
وأضاف، أنه "يمكن أن تساهم ولايته في إنهاء تدمير حماس في غزة، والقضاء على تهديد حزب الله في لبنان، وتقييد نفوذ إيران ومنعها من تطوير برنامج نووي، ووقف التمويل الدولي للوكالات الأممية المعادية لإسرائيل، وعرقلة نشاط المحاكم الدولية ضد إسرائيل وقادتها، وتوطيد السلام وتطبيع العلاقات مع السعودية".
وتابع، أن "هذه أمور هامة قد يتم الدفع بها بدءا من 20 يناير 2025 بالتعاون الوثيق بين واشنطن والقدس، بدون العراقيل التي اعتدنا عليها في عهد الإدارة السابقة. ومع أهمية هذه الأمور، هناك قضية استراتيجية إضافية ترتبط بشدة بكل ما سبق، وربما تكون الأهم من الناحية الفكرية، والتي تتطلب معالجة مشتركة خلال السنوات الأربع المقبلة".
ويختم قائلا، إن "بداية الولاية الثانية لترامب تفتح نافذة فرصة لإجراء خطوة كبرى يمكن أن تفيد إسرائيل، والشرق الأوسط، والعالم بأسره: الدفن النهائي فكرة إقامة دولة عربية غربي نهر الأردن في أرض إسرائيل".
جناح نتنياهو الأمريكي
مع مراجعة الأسماء التي رشحها ترامب، لا يجب المتابع بينها من يتخذ موقفا محايدا أو على الأقل مجرد مؤيد "لإسرائيل" على العكس، جل المرشحين من الذين اتخذوا مواقف أشد حتى من بعض المسؤولين الإسرائيليين، في تماه واضح مع سياسة نتنياهو.
هذه الجزئية تناولها مقال في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، للكاتب المتخصّص في الشؤون الدولية، إيشان ثارور، قال فيه إنّ: "التعيينات التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب سوف تعزّز موقف المتشددين في إسرائيل".
وأوضح ثارور، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "ترامب قد اختار بيتر هيغسيث، وزيرا للدفاع، وعيّن مايك هاكابي، سفيرا له في إسرائيل، وجون راتكليف، مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية -سي آي إيه-".
وتابع: "من المعروف عن هيغسيث رفضه لفكرة حل الدولتين للحرب على غزة، ومن المتحمسين الكبار للتوسّع الإسرائيلي في الضفة الغربية. كما انتقد راتكليف تهديد إدارة بايدن بحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، لو لم تحسّن الأوضاع الإنسانية للمدنيين في غزة".
وأشار الكاتب، إلى أن مواقف المسؤولين القادمين، تتطابق مع مواقف القيادات الكبرى في حكومة الاحتلال الإسرائيلي. إذ يرفض نتنياهو حل الدولتين، أما وزير الحرب، إيتمار بن غفير، فهو يريد مزيدا من الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة. واشترط وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، توفير المساعدات الإنسانية بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.