لولاها لتوقفت حمامات الدم.. سارة حازم: أتمنى في 2024 عودة الإنسانية للبشرية
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
قالت الإعلامية سارة حازم طه، إننا ودعنا أمس آخر شمس في عام 2023 وداع من لا يرجو اللقاء مرة ثانية، فلملم العام القديم أوراقه بما فيه من أفراح وأحزان وأماني وخيبات وطموحات وانكسارات.
وأضافت سارة حازم طه، خلال برنامجها "كل الزوايا" المُذاع على قناة "أون": " النهاردة احنا في أول من شهر يناير في 2024، سنة بنتمنى أنها تكون تتسع لأحلام المصريين وأنا هنا بتكلم عن أحلام المصريين واللي توحدت كلها بسبب ظروف كلنا التفينا حواليها، نتمنى في عام 2024 عودة الإنسانية بمفهومها الحقيقي لكل البشرية، لعلها تنقذ ما تبقى من هذه البشرية، وأنا هنا بقصد أن لو في إنسانية كانت توقفت حمامات الدم".
وتابعت: "لو في إنسانية حقيقية مكنوش أطفال غزة دموع ما تبقى منهم على قيد الحياة تملئ البحار، لو كان فيه إنسانية لأتت اجتماعات مجلس الأمن والأمم المتحدة بفايدة، أو كنا لا نحتاج لإجتماعات أصلا من النوع ده، لو في انسانية مكنش يبقى في أكثر من 114 مليون شخص في العالم أُجبروا على الفرار من ديارهم خلال عام 2023 ودي أرقام قالتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين".
وواصلت: "لَا تَنْتَقِمْ وَلا تَحْقِدْ عَلَى أَحَدِ أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، وَلَكِنْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَمَا تُحِبُّ نَفْسَكَ، فَأَنَا الرَّبُّ" و"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."، وقال تعالى: "فمَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".
واختتمت: “تعرفوا إن دول 3 نصوص دينية من أدياننا اليهودية والمسحية والإسلامية، كل الأديان بتدعو للتسامح والإيثار والإنسانية والعطاء، هل المشكلة فينا احنا أو عندنا احنا، الحقيقة زي ما قلت المشكلة في اللا إنسانية، ممكن ناخد لحظة صمت مع النفس، مش لأننا ودعنا عام حافلاً بالعذاب، ولا لأننا بنستقبل عام آخر لا يبدو أقل عذاباً”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سارة حازم طه عام 2023 الإنسانية غزة الأمم المتحدة اللاجئين أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
مع تفجير اتفاق وقف إطلاق النار.. فيمن المشكلة؟!
في بعض ليلة قتل العدوان الإسرائيلي المستجد على غزّة أكثر من 300 فلسطيني، ثم ارتفع العدد مع ساعات نهار الثلاثاء الأولى إلى أكثر من 400 شهيد، وأكثر من 500 جريح. يعود العدوان بالصورة إلى الشهور الأولى من حرب الإبادة الجماعية الجارية، والتي لم تتوقف حتى في فترة وقف إطلاق النار، وبقطع النظر إن كان هذا العدوان جولة يعزز بها الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة الضغط التفاوضي، أم هو عودة كاملة للحرب، فإنّه عدوان خالص، يتخذ بلا أيّ رتوش شكل الإبادة الجماعية، والمؤكد أن 15 شهرا من الحرب، لم تُغيّر شيئا في العالم، بحيث يصعب على الإسرائيلي العودة إلى إبادة الفلسطينيين.
ولا شيء يُقال إزاء هذه الإبادة. يستسهل بعضنا دائما العودة إلى يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر للوم حماس على خيارها المتجسد في ذلك اليوم، ويستسهل الإعلام العربي، المتعاطف مع الفلسطينيين ومقاومتهم، أو المتعاطف مع الاحتلال بدرجة ما، أن يسأل السؤال الخاطئ المزمن عن خيارات المقاومة. وهو سؤال متكيّف تماما مع العالم المنحطّ، سؤال غير واقعي من جهة، لأنّه لا خيارات لمن تقع عليه الإبادة، ولكنه واقعي تماما لأنّه يلاحظ بدقة أنّ هؤلاء الفلسطينيين في غزّة وحدهم، مقاومتهم مهما كان رأيك فيها وفي خياراتها، وعموم الناس، وحدهم، وهم وحدهم من عليهم أن يتلمسوا خياراتهم، إذ لا ظهير لهم، فحتى الوسيط ليس وسيطا، والضامن ليس ضامنا، والاتفاق ليس ملزما.
القضية لم تعد حماس ولا خياراتها، ولا يمكن الفهم في هذه الحرب الطاحنة، لماذا نجمد عند لحظة تجاوزتها الحرب، أو عند الطرف المعتدى عليه، وكأنّ هذا التوحش الإسرائيليّ كله مجرد استجابة لتلك اللحظة الماضية، أو لسلوك هذا الطرف الفلسطيني المعتدى عليه! لكن أيضا لا تفسير لهذا المسلك النفسي في التعبير عن الموقف مما هو جار؛ إلا بكونه تكيفا بائسا مع هذا العالم المنحط كذلك
اتفاقية وقف إطلاق النار التي أبرمت في كانون الثاني/ يناير 2025، قالت أوساط إسرائيلية كثيرة، منها وزير الحرب السابق غالانت؛ إنّه كان بالإمكان إبرامها قبل ذلك بشهور، وبشروط أفضل لصالح الإسرائيليين، لولا امتناع نتنياهو، وهو ما يعني أنّ الدعايات التي راجت حول تعنت حركة حماس، لا سيما تلك التي زعمت تمسكها بسقوف عالية في ملف تبادل الأسرى، لم تكن صحيحة، وبعض هذه الدعايات وجدت استعدادا نفسيّا لقبولها من بعضهم، لموقف تأسيسيّ من حماس، أو لموقف ساخط من خيارها المتجسد يوم السابع من أكتوبر، إلا أنّه لا ينبغي رؤية الوقائع بعيني المشاعر، حبّا أو بغضا، لأنّ القضية لم تعد حماس ولا خياراتها، ولا يمكن الفهم في هذه الحرب الطاحنة، لماذا نجمد عند لحظة تجاوزتها الحرب، أو عند الطرف المعتدى عليه، وكأنّ هذا التوحش الإسرائيليّ كله مجرد استجابة لتلك اللحظة الماضية، أو لسلوك هذا الطرف الفلسطيني المعتدى عليه! لكن أيضا لا تفسير لهذا المسلك النفسي في التعبير عن الموقف مما هو جار؛ إلا بكونه تكيفا بائسا مع هذا العالم المنحط كذلك.
بات من المؤكد أصلا أنّ الاستسلام لم يكن خيارا. كان الإسرائيلي يريد الدفع بحربه نحو أقصى ما يمكن بلوغه من الإبادة، وكان الأمريكي يريد ذلك بالقدر نفسه. وأمّا الحديث عن الموقف العربي فلا معنى له، فالحاصل أنّه سمح بالإبادة والتجويع، وسمح بتجددهما، ولا قيمة، والحالة هذه، لتفسير سماحه هذا بالعجز أو بالتواطؤ المقصود، ولا قيمة للتمييز بين المواقف العربية، لأنّ النتيجة واحدة.
كما أنّ الإسرائيلي لم يلتزم بما يترتب عليه في المرحلة الأولى، والأمريكي ليس فقط لم يضمن الالتزام، ولكنه هو بنفسه فجّر الاتفاق بمحاولته تفريغه من معناه بوصفه اتفاق وقف إطلاق نار وتحويله فقط إلى اتفاق تبادل أسرى، فإنّه قد تأكد كذلك أنّه لا وسطاء، وأنّه لا فاعل في هذا الإقليم إلا "إسرائيل" التي تتمدد بالاحتلال في كلّ من سوريا ولبنان، وتقتل في غزّة والضفة الغربية وسوريا ولبنان
السلوك الإسرائيلي بعد إبرام الاتفاق الذي تضمن نصوصا واضحة، بأن تظل إجراءات وقف إطلاق النار قائمة ما دامت مفاوضات المرحلة الثانية قائمة، وبهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، أكد صوابية الآراء التي ذهبت إلى أنّ الإسرائيلي لا يريد إلا مرحلة واحدة، يستعيد فيها أسراه، دون أن ينتهي الموقف إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يعني أنّ المرونة من طرف حماس لم تكن لتحمل الإسرائيلي على وقف الإبادة، حتى لو بلغت درجة التنازل الكامل عن الأسرى الإسرائيليين.
وأمّا حكاية تمسك حماس بإدارتها للقطاع، فهي عودة إلى المنطقة السهلة للتعقيب السياسي، أي المنطقة المنحطة تماما، فالإجراءات الحربية، بما في ذلك سياسات التجويع، والامتناع عن إدخال المساعدات والمساكن المؤقتة، ستبقى قائمة إسرائيليّا، دون أن يتعلق ذلك بالطرف الذي يدير قطاع غزّة. ومن نافلة القول إنّ حماس وافقت على الخطة العربية، وعلى المقترح المصري القاضي بتشكيل لجنة إسناد لإدارة قطاع غزّة ليس فيها أحد من حماس!
وكما أنّ الإسرائيلي لم يلتزم بما يترتب عليه في المرحلة الأولى، والأمريكي ليس فقط لم يضمن الالتزام، ولكنه هو بنفسه فجّر الاتفاق بمحاولته تفريغه من معناه بوصفه اتفاق وقف إطلاق نار وتحويله فقط إلى اتفاق تبادل أسرى، فإنّه قد تأكد كذلك أنّه لا وسطاء، وأنّه لا فاعل في هذا الإقليم إلا "إسرائيل" التي تتمدد بالاحتلال في كلّ من سوريا ولبنان، وتقتل في غزّة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، وإذا كانت المشكلة كما حاولت أن تقول دعايات عربية رسمية، وأخرى ليبرالية زائفة تدور حولها، في إيران ومحورها وفي المقاومة الفلسطينية، فما الحال بالنسبة لسوريا؟!
x.com/sariorabi