د. فاطمة الكواري: مستقبل واعد للطب الطبيعي وإعادة التأهيل في قطر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
أكدت د. فاطمة جاسم الكواري استشاري الطب الطبيعي وإعادة التأهيل مساعد رئيس إدارة الطب الطبيعي وإعادة التأهيل مركز قطر إعادة التأهيل مؤسسة حمد الطبية أن إعادة التأهيل يعد من التخصصات الطبية المطلوبة والتي يتوقع لها المزيد من النمو في السنوات المقبلة، وأنه من التخصصات التي ينتظرها مستقبل واعد في دولة قطر في ظل حرص الدولة المتواصل على تطوير قطاع الرعاية الصحية والاستثمار فيه.
ولفتت في تصريحات لمجلة دليل المهني، التي يصدرها مركز قطر للتطوير المهني، إلى أن السويد وألمانيا وهولندا وبريطانيا وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا تعد من بين أفضل الدول في العالم لدراسة هذا التخصص.
وحول عمل مركز قطر لإعادة التأهيل، قالت د. فاطمة الكواري: يتم تحويل المريض من مستشفى حمد العام إلى مركز قطر لإعادة التأهيل، حيث نقوم بوضع خطة علاجية تتضمن أهدافًا قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، ونضع كذلك خطة علاجية عقب مغادرة المريض المستشفى من خلال التواصل مع أفراد أسرته والمحيطين به لتعريفهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع الوضعية الجديدة للمريض.
وأضافت: كما نتواصل مع جهة عمله لمساعدته على العودة للعمل، وفي الوظيفة التي تتناسب مع قدراته الحركية الجديدة عقب العلاج، وقد نجحنا من خلال برنامج العودة للعمل، الذي ينفذه مركز قطر لإعادة التأهيل في إعادة 130 مريضاً لوظائفهم وأماكن عملهم سواء في وظائفهم قبل تعرضهم للمرض أو وظائف أخرى جديدة.
وأشادت بالتجاوب من قبل جهات العمل، وتابعت: وجدنا تجاوبا وتعاوناً كبيرا من جهات العمل وتفهما الأوضاع المريض، وهو ما أسهم في تحسين نفسية المريض وتنمية إحساسه بالمشاركة في خدمة نفسه وأسرته ومجتمعه.
ونوهت إلى أن واحدة من أبرز التحديات التي قد تواجه طبيب التأهيل، إيجاد الطريقة المناسبة والصحيحة للتواصل مع المريض حتى يمكنه إدراك طبيعة الإصابة التي قد تعرض لها ومدى تكيفه مع وضعه الجديد، فقد يحدث مثلا أن يرفض المريض مغادرة المستشفى خشية مواجهة المجتمع بوضعه الجديد عقب الإصابة وشعوره بالإحراج عند التعامل مع الآخرين.
وأشارت إلى أهمية مهارات التواصل الفعال التي يجب أن يتمتع بها طبيب التأهيل للتغلب على هذا التحدي، كما يحتاج أيضا للتحلي بالصبر، إلى جانب امتلاك مهارات العمل ضمن فريق مع الحرص على مواكبة التطور المهني والطبي في هذا المجال بصورة مستمرة.
ونوهت إلى أن مهام الطبيب في مجال الطب الطبيعي وإعادة التأهيل تختلف بحسب كل تخصص فرعي ومتطلبات كل حالة، لكن يبقى هدفه الأساسي مساعدة المريض على استعادة إمكاناته الحركية وقدراته الوظيفية بأكبر قدر ممكن والتكيف مع أي آثار قد تستمر معه مستقبلا حتى يتمكن من العودة إلى حياة طبيعية خالية من الألم.
وقالت د. الكواري: يتطلب ذلك منه تشخيص وتقييم الحالة بشكل دقيق لتحديد التدخلات العلاجية المطلوبة قبل أن يصمم البرنامج العلاجي الملائم ويشرف على تنفيذه مع فريق متعدد التخصصات قد يضم أخصائيين في العلاج الطبيعي والوظائفي والنفسي والاجتماعي وأمراض النطق والبلع إلى جانب كوادر التمريض، وذلك بحسب احتياجات كل حالة، كما أنه قد يحتاج لإجراء تعديلات على برنامج العلاج في حالة وجود ضرورة لذلك، في الوقت الذي يتوجب عليه تقديم الدعم النفسي للمريض طوال رحلة التعافي.
وحفزت استشاري الطب الطبيعي وإعادة التأهيل مساعد رئيس إدارة الطب الطبيعي وإعادة التأهيل مركز قطر إعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية، الطلاب على الاجتهاد والمثابرة كل في مجاله وتخصصه لرفعة هذا الوطن المعطاء، ونصحتهم بالتفكير جديا في الانخراط بدراسة الطب والتخصص في مجال الطب الطبيعي وإعادة التأهيل، مضيفة: هو تخصص بالغ الأهمية وسيتيح لهم فرصة مساعدة الآخرين على استعادة الأمل والعودة بحياتهم للمسار الطبيعي، فلا يوجد مثيل للشعور الذي سيخالجهم عند رؤية السعادة العامرة في عيون المرضى وذويهم لأن الله جعلهم أحد أسباب شفائهم.
ونوهت إلى أن تخصص الطب الطبيعي وإعادة التأهيل يركز على تشخيص وعلاج وإعادة تأهيل الأشخاص الذين تأثرت إمكاناتهم الحركية وقدراتهم الوظيفية بسبب إصابات أو إعاقات ناتجة عن أمراض أو حوادث أو عمليات جراحية، وأهم ما يميزه عن مجالات الطب الأخرى. اعتماده نهجا شاملا لرعاية المريض لا يقتصر على علاج الجانب الجسدي، بل يأخذ كذلك بعين الاعتبار الجوانب النفسية والإنسانية من أجل تحسين جودة حياة المرضى وتعزيز رفاهيتهم.
ورغم أن جذور الطب الطبيعي تعود إلى العصور القديمة، إلا أنه تطور كثيرا وتبلور في شكله الحديث خلال النصف الأول من القرن العشرين الذي شهد حربين عالميتين خلفنا ملايين المصابين. ودفعنا دولا عديدة لإنشاء مراكز متخصصة تساعد هؤلاء المصابين على العودة لممارسة مهام حياتهم اليومية والاندماج في المجتمع مجددًا، وقد تأسس أول مقرر جامعي في الطب الطبيعي عام ١٩٠٨ في جامعة هارفارد على يد الدكتور فرانك كروسين، الذي يعد أبرز مؤسسي هذا المجال، قبل أن تبدأ كليات الطب بعد ذلك في تطوير برامج مستقلة في هذا التخصص الذي أصبح يعرف منذ نهاية الأربعينيات بالطب الطبيعي وإعادة التأهيل.
واستمر التخصص في التطور حتى بات جزءا لا يتجزأ من كل قطاع رعاية صحية متطور، كما انبثقت عنه تخصصات فرعية من بينها إدارة الألم، والطب الرياضي، وإعادة تأهيل الأطفال، وإعادة تأهيل الجهاز العضلي الهيكلي، وإعادة التأهيل العصبي العضلي، وإعادة التأهيل من إصابات النخاع الشوكي، وإعادة التأهيل من إصابات الدماغ. وإعادة التأهيل القلبي والرئوي، وإعادة تأهيل مرضى السرطان. والأطراف الصناعية، والأجهزة التقويمية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الطب الطبيعي مؤسسة حمد الطبية التخصصات الطبية إعادة التأهیل وإعادة تأهیل مرکز قطر إلى أن
إقرأ أيضاً:
أحمد شبلول: فاطمة المعدول ظاهرة أدبية.. وسعدت باختيارها شخصية معرض كتاب الطفل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب الشاعر والروائى أحمد فضل شبلول، عن سعادته البالغة لاختيار الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، فى الدورة الـ56 لمعرض الكتاب، مع العالم والأديب الراحل الدكتور أحمد مستجير، الذى اختير شخصية المعرض.
وقال "شبلول" فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، إنه لم يلتقِ كثيرًا الأستاذة الكاتبة فاطمة المعدول، بحكم وجوده الدائم في الإسكندرية، ووجودها الدائم في القاهرة، فهي من مواليدها، ولكنه يتابع جهودها العظيمة وأنشطتها الكثيرة ومؤلفاتها المتعددة في مجال أدب الأطفال.
وأضاف: "وأتذكر أنها كانت ضمن اللجنة التي منحتني جائزة الدولة التشجيعية في أدب الأطفال عن ديواني الأول لهم "أشجار الشارع أخواتي" عام 2008 وكانت اللجنة تضم الشعراء الكبار: فاروق شوشة وأحمد سويلم وشوقي حجاب، على ما أتذكر".
وتابع الشاعر والروائى: "وكنتُ سعيدًا جدا، أنه توجد كاتبة في أدب الأطفال حققتْ تلك الإنجازات الكبيرة على مستوى الإدارة والتأليف والإخراج, لأن الملاحظة المهمة التي خرجتُ بها أثناء إعدادي لمعجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين، هو ندرة الكاتبات المبدعات في هذا المجال، فمن حوالي 160 شاعرًا كتبوا للأطفال كانت هناك 7 شاعرات عربيات فقط. مما أعطى انطباعًا عاما بقلة عدد المهتمات من الأديبات العربيات بالكتابة للأطفال".
وأردف: "فنحن لم نتذكر في جيل الرواد، على وجه التحديد، شاعرة أو كاتبة اهتمت بهذا الشأن، وكان ضمن مشروعها الأدبي، مثل محمد عثمان جلال وأحمد شوقي وإبراهيم العرب ومحمد الهراوي وكامل كيلاني ويعقوب الشاروني وعبدالتواب يوسف وأحمد سويلم ومحمد أحمد برانق وسعيد العريان، على سبيل المثال، مع أن هذا الشأن هو الأقرب لهن بحكم التربية للطفل والدخول إلى عالمه من خلال المعايشة والمشاركة بطريقة أكثر من الرجل. ويبدو أن هذا القرب وتلك المعايشة والمشاركة أبعدتهن عن الكتابة إليهم، فهن يمارسنها عمليًّا وفعليًّا وواقعيًّا، ولا يحتجن إلى كتابتها على الورق.
واستكمل "شبلول" حديثة عن مؤلفات المعدول للأطفال، قائلا: سنجد أنها تكتب لمراحل سنية مختلفة في عمر الطفولة، وتحتفل مع الأطفال بدخولهم المدرسة من خلال كتابها "أول يوم في المدرسة"، وتكتب لهم عن "الكتكوت الأبيض"، وتكتب لهم عن كل شيء من خلال عيون الطفل حسن، وتطلق لهم عشر بالونات، وتأخذهم إلى عالم الطبخ من خلال قصة "أنا طباخة"، وتحدثهم عن الوطن والانتماء والعطاء، وتخبرهم عن "ثورة العصافير" وتحدثهم عن "الأسد والناموسة"، وغير ذلك الكثير من كتابات وإبداعات فاطمة المعدول التي قدمتها خلال مسيرتها الإبداعية لهم، فأصبحت نموذجًا يُحتذى، وأصبحت رائدة في هذا المجال من خلال كم العطاء وتنوعه أيضا، والذي بلغ أكثر من خمسين مؤلَّفًا للأطفال. ساعدها على ذلك دراستها الأكاديمية بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وممارستها لعملية إخراج المسرحيات للأطفال وبالأطفال.
وإختتم: "ولا شك أن هذا العطاء الأدبي والمسرحي الكبير يحتاج دائما إلى متابعات وكتابات نقدية ورسائل علمية، لإلقاء المزيد من الأضواء حوله ودراسته ومعرفة أبعاده ومكوّناته ومرجعياته الثقافية، ذلك أن ظاهرة أدبية مثل فاطمة المعدول لا تتكرر كثيرا في حياتنا الأدبية وخاصة في مجال الطفولة".