أصدر المركز القطري للصحافة بياناً، نشره أمس على حسابه الرسمي بمنصة «إكس»، جاء فيه: انتهى العام 2023 بسقوط مُدوٍّ للمجتمع الدولي في امتحان القانون الدولي الإنساني الذي من المفترض أن يُوفر الحماية اللازمة للصحفيين وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام وحمايتهم من العنف الذي يستهدفهم في العديد من مناطق النزاع وأبرزها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 


الثمن الذي دفعه الصحفيون الفلسطينيون خلال تغطيتهم للحرب على غزّة على مدار نحو 85 يوماً يُعدّ الأغلى في التاريخ الحديث، مع تخطي عدد الصحفيين الشهداء 106، ليُسجّل العام 2023 الخطر الأكبر، بعد تجاوز عدد الصحفيين الذين استشهدوا هذا العام في غزّة فقط عدد الصحفيين الضحايا في الحرب العالمية الثانية والتي استمرت 6 سنوات. 
وعلى الرغم من المؤشرات العالمية التي زعمت انخفاضاً في عدد المراسلين الذين قُتلوا أثناء ممارسة نشاطهم المهنيّ في العام الماضي، ومنها تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود»، الذي صدر وتضمّن «حصيلة 2023 للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين عبر العالم»، إلا أنّ فلسطين المحتلة صُنفت وبحسب التقرير نفسه من الدول الأكثر خطورة على سلامة الصحفيين، إلى جانب لبنان، وأوكرانيا، وأفغانستان، والفلبين، وبنغلادش، والكاميرون، والمكسيك. 
وأكد التقرير أنّ الصحافة في الشرق الأوسط واجهت مأساة حقيقية في عام 2023، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في عدد الصحفيين الضحايا بمناطق النزاع مقارنة مع نظرائهم في مناطق السلم خلال العام الماضي.
 وفي نطاق الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحقّ الصحفيين في غزّة، شهد العام 2023 تقديم شكوى جديدة لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب المرتكبة ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة، وهي الشكوى الثالثة من نوعها التي تتقدم بها منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى هذه المحكمة خلال 5 سنوات.
 في سياق العام الماضي، اعتبر الاتحاد الدولي للصحفيين أن الإيقاع الذي خسر فيه الصحفيون حياتهم في غزّة شكّل «مسألة غير مسبوقة»، داعياً المحكمة الجنائية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها ومحاكمة الذين «أمروا ونفذوا الهجمات ضد الصحفيين» في غزّة. 
وأكّد الاتحاد في بياناته الصادرة في هذا العام على أن: «الحرب في غزة الأكثر دموية وفتكاً بالصحفيين من أي صراع آخر منذ أن بدأ الاتحاد الدولي للصحفيين إصدار تقاريره السنوية عن حوادث مقتل الصحفيين في عام 1990»، مشيراً إلى أن ّ 72 % من الصحفيين الذين قتلوا هذا العام في جميع أنحاء العالم كانوا ضحايا الحرب الدائرة في غزة. 
مرتكبو الجرائم ضدّ الصحفيين في غزّة تركوا بصمتهم أيضا في الضفة الغربية بالعام 2023، إذ أورد تقرير الأمم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان المتدهورة بشكل متسارع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية بعد 7 أكتوبر 2023، اعتقال القوات الإسرائيلية نحو 40 صحفيا بعضهم جُرّدوا من ملابسهم وتم تقييدهم لساعات طويلة، إضافة إلى تهديدهم وإهانتهم من قبل قوات الاحتلال.
 من لم يلقَ حتفه من الصحفيين في عام 2023، كان مصيره محتجزاً أو مفقوداً، حيث بلغ عدد الصحفيين المحتجزين حول العالم 521 صحفياً، أكثر من نصفهم محتجز في أربع دول فقط وهي: الصين وبورما وبيلاروسيا وفيتنام، بحسب تقرير منظمة «مراسلون بلا حدود».
أما فيما يتعلق بالصحفيين الرهائن الذين وقعوا بأيدي جهة غير حكومية فقد بلغ عددهم 54، توزعوا على عدد من الدول ومنها 3 دول عربية وهي: العراق وسوريا واليمن. في حين وصل عدد الصحفيين المفقودين حول العالم 8، أغلبهم في روسيا وكوسوفو وسوريا ومالي وكولومبيا والمكسيك. 
قضايا الجريمة المنظمة والفساد كانت لها حصّة كبيرة أيضاً في العام 2023، حيث قُتل 15 صحفياً بسبب عملهم على هذه الملفات في دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
 لم يكن العام 2023 مختلفاً عن الأعوام السابقة فيما يتعلق بإفلات المجرمين من العقاب، حيث أورد تقرير لجنة حماية الصحفيين لهذا العام، أنه لم يتم تقديم أحد للعدالة في 80 بالمائة من حالات قتل الصحفيين خلال العقد الماضي، وذلك بحسب المؤشر العالمي للإفلات من العقاب لعام 2023، مع مناشدة عالمية لمحاسبة القتلة في «البلدان الديمقراطية والبلدان ذات الحكم الاستبدادي على حد سواء»، وفق تصريحات رئيسة لجنة حماية الصحفيين جودي غينزبيرغ، وخصوصًا في جنوب السودان والبرازيل ومالطا وغامبيا والكاميرون.
 في الخلاصة، يمكن القول إن الجرائم بحقّ الصحفيين وصلت إلى أرقام قياسية في العام 2023، جرّاء الاستهداف المتعمّد لهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزّة، وعرقلة مهامهم، ومنع المراسلين الأجانب من دخول هذه البقعة الجغرافية من العالم التي يتعرّض سكانها لإبادة جماعية على مرأى من العالم، ليكون هذا العام الأكثر دموية بحقّ صحفيين يؤدون مهامهم وينقلون جرائم المحتل بالصوت والصورة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المركز القطري للصحافة حماية الصحفيين القانون الدولي الإنساني الصحفيون الفلسطينيون عدد الصحفیین الصحفیین فی هذا العام العام 2023 فی غز ة عام 2023

إقرأ أيضاً:

تقرير:الدمار الناجم عن حرائق لوس انجليس من الجو أشبه بنهاية العالم

باسيفيك باليسايدس (الولايات المتحدة) "أ ف ب": من السماء التي يغطيها الدخان المتصاعد، تبدو الدور التي حصدتها النيران في بداية ساحل ماليبو الشهير، قليلة جدا فيما الحريق يميل إلى الاستكانة بين صفوف الفيلات الفارهة، لكن المشهد يختلف تماما مع الاقتراب من حي باسيفيك باليسايدس الراقي.

تكثر في هذا الحي الذي يجتاحه حريق هائل الأنقاض المتفحمة التي لا يزال يتصاعد منها الدخان، مع شوارع بأكملها جرفت النيران كل منازلها.

فقد التهم الحريق الرئيسي بين البؤر الكثيرة المستعرة في منطقة لوس أنجليس، حتى الآن حوالى 7700 هكتار في باسيفيك باليسايدس وماليبو.

ويفيد تقدير أولي إلى أن "آلاف" الأبنية دُمرت على ما قالت مسؤولة فرق الإطفاء كريستين كرولي خلال مؤتمر صحفي الخميس.

أحجمت السلطات حتى الآن عن تأكيد معلومات من عدمها، مفادها العثور على بقايا بشرية مرتين في مواقع هذا الحريق.

وشددت كرولي "يمكننا التأكيد أن حريق باسيفيك باليسايدس هو من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا في تاريخ لوس أنجليس".

"جنون"

يحظر الوصول بشكل شبه كامل إلى هذه المنطقة حتى على المواطنين الذين تم اجلاؤهم منذ الثلاثاء. وتمكن صحافيون من وكالة فرانس برس من التحليق فوقها بمروحية والاطلاع على مشهد الدمار الهائل.

في بعض هذه الدارات المرغوبة جدا في ماليبو ولا سيما من جانب المشاهير، لم يبق سوى هياكل لأبنية كانت مهيبة سابقا، ما يشي بحجم الأضرار اللاحقة.

يقدر سعر بعض هذه الدور الفارهة بملايين الدولارات إلا انها محيت بالكامل.

ويبدو حي باسيفيك باليسايدس المطل على ماليبو ومنازلها الواقعة على شاطئ البحر، مقفرا.

بعض الدور نجت الحريق وبعض الشوارع أفلتت كليا من الدمار. لكن مع الاقتراب من جنوب الحي يتبين أن منازل رائعة استحالت مقابر.

فعلى امتداد الشوارع، لم يبق من المنازل العائلية الضخمة سوى مدخنة أو جذوع أشجار متفحمة جراء النيران.

خلال مؤتمر صحفي الخميس، قال المدعي العام في منطقة لوس أنجليس نايثان هوشمان إن مروره بحي باسيفيك باليسايدس لتفقد منزل شقيقته كان "مشهدا أشبه بنهاية العالم".

وأكد "لم أشهد كارثة كهذه تحل بمديتنا منذ التسعينات عندما ضربت لوس أنجليس حرائق وفيضانات وزلزال وأعمال شغب".

وأكد ألبير عزوز قائد مروحية يقوم برحلات في سماء المنطقة منذ قرابة العقد وهو يعاين الدمار من الجو "هذا جنون. لقد اختفت كل تلك المنازل".

مقالات مشابهة

  • «الافتتاح الذي ينتظره العالم».. «صباح البلد» يستعرض مقال الكاتبة إلهام أبو الفتح|فيديو
  • تقرير مرعب… موانئ نفطية هامة في العالم قد تغرق في البحر قريباً
  • إلهام أبو الفتح تكتب: الافتتاح الذي ينتظره العالم
  • ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في غزة إلى 203
  • المصور الذي فقد عائلته ووثق الإبادة الإسرائيلية
  • تقرير:الدمار الناجم عن حرائق لوس انجليس من الجو أشبه بنهاية العالم
  • السيسي لطلبة الأكاديمية العسكرية: أنتم الجيل الذي سيتولى حماية مصر
  • الرئيس السيسي لطلاب الأكاديمية العسكرية: أنتم الجيل الذي سيتولى حماية الدولة
  • أحمر الشواطئ يطلق شرارة تحضيراته لبطولة كأس آسيا.. بعد غدًا
  • تقرير .. 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق