«المواصي».. سلة غذاء القطاع تتحول لبؤرة نزوح
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
منطقة ساحلية فلسطينية، تقع جنوبي غرب قطاع غزة، اشتهرت بأراضيها الزراعية ومياهها الجوفية العذبة، وقد تحولت بفعل سياسات الاحتلال الإسرائيلي من «سلّة غذاء قطاع غزة» إلى أراض قاحلة، وبؤرة للنزوح في القطاع.
تقع منطقة المواصي على الشريط الساحلي الفلسطيني للبحر الأبيض المتوسط، جنوبي غرب قطاع غزة، وتقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيا، تتبع إحداهما لمحافظة خان يونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية لمحافظة رفح، وتقع في أقصى الشمال الغربي منها.
وتضم المواصي في أغلبها أراضي زراعية أو كثبانا رملية قاحلة، أما المناطق السكنية فيها فهي محدودة، إذ لا تتعدى الوحدات السكنية نحو 100 بناء، وهي بالكاد تتسع للقاطنين الأصليين، فضلا عن افتقار المنطقة للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات والإنترنت.
ظهر اسم «المواصي» في فترة الحكم العثماني، حين اقتطعت السلطات العثمانية الأراضي الغربية من مدينة دير البلح، مرورا بخان يونس ومحافظة رفح وانتهاء بالحدود مع مصر، وأطلقت عليها اسم «المواصي»، نسبة إلى ما كان يقوم به المزارعون في المنطقة، من استخراج المياه عن طريق حفر برك امتصاصية على سطح الأرض، واستخدامها لري الأراضي المزروعة.
وعقب الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية عام 1948، أصبحت المنطقة تابعة لمصر، وتنامت أهميتها، إذ أصبحت مركزا للحاكم المصري في القطاع، ومنطقة سياحية مهمة.
وأثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، احتل الجيش الإسرائيلي القطاع، بما فيه منطقة المواصي، ثم انسحب بعد 5 أشهر، لتخضع المنطقة مجددا للحكم المصري.
وفي عام 1967 استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المواصي، وسمحت ببناء مجمع مستوطنات «غوش قطيف» في المنطقة ومحيطها، وأصبح فلسطينيو المواصي محاطين بـ14 مستوطنة، هي «تل قطيف» و»شيرات هيام» و»كفار يام» و»نافيه ديكاليم» و»بيئات سادية» و»شليف» و»رفيح يام» و»نيتسر حزاني» و»قطيف» و»جني طالي» و»جديد» و»غاني أور» و»بدولج» و»عتصمونا».
أثناء انتفاضة الأقصى التي استمرت بين عامي 2000 و2005، فرضت قوات الاحتلال سيطرتها الكاملة على «المواصي»، وحولتها إلى منطقة معزولة، وتعرض سكان المنطقة من الفلسطينيين لإجراءات صارمة في التنقل منها وإليها، عبر حاجزي «تل السلطان» في رفح و»التفاح» في خان يونس، وفي بعض الفترات تم حظر التنقل نهائيا بين المواصي والمدن المجاورة، مما أثر بصورة قاسية على ممارسة نشاطاتهم اليومية، والوصول إلى مناطق عملهم ومزارعهم.
وفرض الاحتلال قيودا شديدة على نقل البضائع من منطقة المواصي إلى خان يونس ورفح، حيث لم تتعد النسبة في تلك الآونة 10% من كمية المنتج الذي تم تسويقه في السنوات السابقة، فضلا عن تعرض الأراضي الزراعية لعمليات التجريف، مما أنهك الوضع المعيشي للمزارعين.
وضيقت سلطات الاحتلال الخناق على نشاط الصيد، وأغلقت مرفأ الصيادين على شاطئ خان يونس، وفقد أكثر من 800 صياد مصدر رزقهم، وتكبدوا خسائر فادحة.
بؤرة نزوح
مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب معركة «طوفان الأقصى» التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية على كافة مناطق القطاع، إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، وعشرات الآلاف من الجرحى.
وتتابعت بيانات عسكرية لقوات الاحتلال منذ 18 أكتوبر الماضي، تدعو سكان القطاع بالتوجه جنوبا نحو المناطق المفتوحة غرب خان يونس، وتحديدا إلى منطقة «المواصي» التي قالت إسرائيل إنها «منطقة آمنة»، ستُرسل إليها المساعدات الدولية عند الحاجة.
وبدأ النازحون بالتدفق إلى المنطقة التي وجهوا إليها، ولكنهم لم يجدوا عند وصولهم مأوى أو مساعدات إنسانية، إذ لا تعتبر المواصي مؤهلة لاستقبال نازحين، سواء من حيث كفاءة البنية التحتية وتوافر الخدمات، أو من حيث كفاية المباني السكنية.
واضطر القادمون إلى المنطقة للتكدس في مناطق قاحلة ضيقة في العراء، وفي ظروف تفتقر للشروط الأساسية للحياة البشرية، حيث لا تتوفر مياه أو كهرباء أو دورات مياه، فضلا عن مساعدات إنسانية لا تكفي الأعداد المتزايدة من النازحين.
ورفضت الأمم المتحدة اعتبار «المواصي» منطقة آمنة، وعلقت بأنها تعوزها الظروف الأساسية للأمن والحاجات الإنسانية الأساسية الأخرى، وتفتقد لآلية للإشراف على تنفيذ منطقة آمنة فيها. واكتفت ببناء معسكر خيام للنازحين فيها.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة منطقة المواصي قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يستهدف قاع القرين وخربة العدس بغزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال يوسف أبو كويك، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من خان يونس، إنّ الاحتلال الإسرائيلي استهدف منذ قليل مجموعة من المواطنين في منطقة قاع القرين الواقعة في الجنوب الشرقي بمدينة خان يونس، موضحا أنّ القصف أسفر عن استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين وجرى نقلهم إلى مستشفى غزة الأوروبي.
وأضاف «أبو كويك»، خلال رسالة على الهواء، أنّ هناك ارتقاء لشهيدين فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة خربة العدس بمدينة رفح الفلسطينية، مشيرا إلى أنّ هناك حديثا من قبل طواقم الإسعاف عن وجود 5 شهداء في منطقة حي جنينة، لكن لا تستطيع الطواقم الوصول إلى هناك وانتشال جثامين الشهداء بسبب خطورة المنطقة واستمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من قبل مسيرات الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع: «الطائرات المروحية الإسرائيلية استهدفت قبل قليل خيمة في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، مما ألحق أضرارا جسيمة بمجموعة من الخيام، لكن دون وقوع إصابات».