في رحلة نجاح مميزة سجلتها مشاركات الدولة في معرض إكسبو منذ 2008 توجت باجتماع العالم مجدداً تحت سماء الدوحة في أكبر تجمع بستاني على مستوى العالم يحملون الأفكار والحلول نحو المستقبل الأخضر، وحصدت الدولة جوائز الإكسبو في معظم مشاركاتها لما قدمته من تميز في الفعاليات والتصاميم والرؤية للمستقبل الأخضر، وكان وراء هذه النجاحات المتتالية كفاءات وطنية واصلت الليل بالنهار في التحضير للمشاركات والحرص على تقديم مشاركة فريدة تليق بمكانة دولة قطر.

 

وفي هذا اللقاء نسلط الضوء على جهود الكوادر الوطنية التي كان لها الدور الأبرز في حصد جوائز التميز من أجنحة كبرى الدول. حيث تروي لنا الدكتورة فائقة عبدالله اشكناني التي كانت أحد قيادات الأجنحة في جميع مشاركات الدولة في الإكسبو، فقد تولت منصب نائب المفوض العام للجناح في معرض إكسبو ثراغوثا عام 2008 في مملكة إسبانيا، ومدير الجناح القطري في معرض إكسبو أنطاليا 2016، ونائب المفوض العام في جناح الدولة بمعرض إكسبو بكين 2019. 

إسبانيا 
وقالت إن التجربة الأولى كانت في مملكة إسبانيا، حيث شاركت الدولة في معرض إكسبو ثراغوثا، وكان معرضاً متخصصا حمل شعار الماء والتنمية المستدامة، وشارك مع وزارة البلدية في الجناح حينها الخطوط الجوية القطرية والشركة القطرية العامة للكهرباء والماء «كهرماء»، وشركة الديار القطرية وقطر للبترول، ولقد كانت تجربة مفيدة لنا من حيث تبادل الخبرات مع الأجنحة المتواجدة في المعرض، كما أننا استطعنا تسجيل مشاركة مميزة على الرغم من أنها كانت الأولى بما تحمله من تحديات، حيث كانت اللغة أحد التحديات التي استطعنا التغلب عليها، نظراً لأن المجتمع هناك نادراً ما تجد أحدا يتحدث غير الإسبانية. ومع ذلك فقد نال جناح الدولة إعجاب الزوار، ولقد كتبت الصحف الإسبانية عن فعاليات الجناح لا سيما الفعاليات التي تبرز التراث القطري، حيث كتبت إحدى الصحف الإسبانية قصة طفلة أعجبت بالزي التقليدي القطري الذي كان يرتديه الأطفال في الجناح وبما نقدمه من فعاليات، وكانت تجبر عائلتها على زيارة الجناح يومياً للمشاركة في الفعاليات والتقاط الصور بالزي التقليدي القطري. وكان الجناح يتلقى أكثر من 10 آلاف زائر على أقل تقدير يومياً. ومن هنا أستذكر بعض المواقف التي حصلت هناك، حيث في بداية المشاركة كان الناس يسألوننا أين تقع دولة قطر، ولكن بعد المشاركة المميزة والفعاليات المتنوعة التي نالت إعجاب الزوار أصبح الجناح الوجهة المميزة لزوار الإكسبو وتعرفوا على تاريخ البلاد وحاضرها ونهضتها في كافة المجالات، وكذلك كرم وعادات وتقاليد المجتمع القطري المستمدة من العقيدة الإسلامية السمحاء، وكنا نقدم لزوارنا العديد من الهدايا والتمور والحنة، بالإضافة إلى كتابة أسمائهم في فعاليات الخط العربي. وأضافت الدكتورة فائقة: لقد حققنا نجاحا كبيرا في أولى المشاركات بالإكسبو وذلك بتوفيق من الله والدعم الذي تلقيناه من الدولة لاسيما سفارتنا في مدريد، التي قدمت لنا كامل الدعم لتسجيل مشاركة مميزة 

تركيا 
وحول المشاركة الثانية قالت الدكتورة فائقة: تلقينا دعوة للمشاركة من إكسبو أنطاليا الذي أقيم في الجمهورية التركية، وكنت حينها مديرة الجناح القطري، ولقد شاركنا بجناح مميز أقرب للكثبان الرملية وحديقة خارجية مميزة، وأضافت: هناك تلقينا عرضاً من الرابطة الدولية للبستنة يتضمن مقترح استضافة معرض الإكسبو، وعند عرض الأمر على وزير البلدية أبدى ترحيبه بالفكرة وطلب العمل على إعداد ملف المشاركة. وعملنا على التجهيزات ودراسة الملف وكل ما يتعلق بالاستضافة. ومن ثم انتقلنا إلى ألمانيا لتقديم ملف الاستضافة للحصول على الموافقة وحصلنا عليها. وأردفت: انتقلنا حينها إلى التنسيق مع المكتب الدولي للمعارض لاستكمال الإجراءات، ولقد كانت تجربة ممتعة للعمل مع هذه الجهات خلال فترة التحضير. وأشارت إلى حصد الجناح الجائزة الذهبية كأفضل تصميم داخلي وخارجي لحديقته، وذلك بجانب خمس دول أخرى مثل الصين وألمانيا وكوريا وأذربيجان وتايلاند، وتفرد جناح الدولة بإكسبو أنطاليا بالجائزة الخاصة كأفضل جناح ضيافة لزواره وذلك لما شهده الجناح القطري من فعاليات تراثية مميزة نالت إعجاب زواره. 

الصين 
أما عن المشاركة في إكسبو بكين قالت الدكتورة فائقة: بدأت التحضيرات لإكسبو بكين فور الانتهاء من المشاركة في إكسبو أنطاليا، وذلك قبل عامين من الحدث، وكان لدينا حرص كبير على تسجيل أفضل مشاركة كون البلاد ستستضيف إكسبو البستنة المقبل، وشغلت حينها منصب نائب المفوض العام في الجناح القطري، وبالفعل سجلنا مشاركة مميزة جداً، وكنا نلقى كل الدعم من سفارتنا في بكين. ولقد صمم جناحنا في بكين على شكل شجرة السدر، وهو من تصميم المهندسة القطرية فاطمة فوزي، واستوحت تصميمه من شجرة السدر التي تحظى بحب وتقدير المجتمع القطري لما لها من صفات القوة والصلابة وتحمُّل كافة الظروف الصعبة، فشجرة السدر تبقى قوية ومخضرة برغم الجفاف وقلة الماء، وهي ترمز لصلابة ومثابرة دولة قطر لتجاوز كافة الصعاب والمحن. ولقد استطعنا حصد أرفع جائزتين تمنحان للأجنحة الأجنبية، فقد حصلت دولة قطر على جائزة اللجنة المنظمة للمعرض، كأفضل جناح، كما حصلت على جائزة الجمعية الدولية للبستنة وهي الجهة المرخصة للمعرض وتميزت المشاركة القطرية في بكين بالفعاليات والأنشطة التي فاقت توقعات الزوار، فقد كان جناح قطر أكبر جناح أجنبي يشارك في المعرض.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر معرض إكسبو المستقبل الأخضر الجناح القطری فی معرض إکسبو دولة قطر

إقرأ أيضاً:

لماذا ذهب نتنياهو مجددا للحرب؟ وما مصير مفاوضات الدوحة؟

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، وتهرب من التزاماته، ويستمر في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وسط صمت دولي مخزٍ.

وأضافت حماس -في بيان- أن الحركة التزمت بالاتفاق حتى آخر لحظة، وكانت حريصة على استمراره، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الباحث عن مخرج لأزماته الداخلية فضّل إشعال الحرب من جديد على حساب دماء شعبنا".

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة فجر اليوم، وتسبب في استشهاد 424 شهيدا وإصابة أكثر من 560 آخرين، وما زال العدد في ازدياد، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ومصادر للجزيرة.

عدد الشهداء في غزة ارتفع إلى 424 شهيدا منذ فجر اليوم الثلاثاء (الأناضول) لماذا العودة للحرب؟

عودة إسرائيل إلى شن العدوان على القطاع مجددا وبهذا العنف يذهب المحللون في تفسيره إلى مستويات عدة، لكن هناك محورين أساسيين يفسران ذلك؛ أولهما أسباب سياسية بحتة تتعلق بأداء الحكومة الإسرائيلية وقرارات نتنياهو نفسه الأخيرة، وثانيهما الضغط على حركة حماس للوصول إلى اتفاق يحقق رغبات نتنياهو والإدارة الأميركية.

ويفصّل ذلك الباحث في الشؤون السياسية محمد غازي الجمل -في مقابلة مع الجزيرة نت- على النحو التالي:

نتنياهو عندما استأنف العدوان على غزة فإنه يتهرب من الملاحقات الداخلية المرتبطة بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار. الخوف من احتمالية انفراط عقد الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعدم قدرتها على تمرير قانون الموازنة نهاية الشهر الحالي. الحرب تضمن وحدة المتطرفين الإسرائيليين ولو على حساب دم أبناء غزة. إعلان

أما الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم فيرى أن العدوان الإسرائيلي على غزة لم يحقق أهدافه على مدى أكثر من 15 شهرا، سواء ما تعلق منها بالقضاء على حركة حماس أو تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.

ولذلك فإن هدف استئناف العدوان الحالي يعود إلى الرغبة الإسرائيلية في القضاء على مقدرات حماس العسكرية كاملة، بالإضافة إلى القضاء على الإدارة المدنية التي تنظم العمل الحكومي، ومن ثم لا تستطيع حماس ممارسة قدراتها الحكومية في الفترة المقبلة، حسب تصريحات مصطفى للجزيرة نت.

ولعل ما يفسر ذلك البيان الصادر عن حماس منذ قليل الذي تنعى فيه الحركة 6 من قيادات العمل الحكومي والأمني في قطاع غزة، وهم: رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وعضوا المكتب السياسي للحركة ياسر حرب ومحمد الجماصي، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، ومدير عام جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان.

مصير المفاوضات

في 19 يناير/كانون الثاني الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ، بوساطة قطرية مصرية أميركية، بعد عدوان على القطاع استمر 15 شهرا، وكان من المقرر أن يُطبق هذا الاتفاق على 3 مراحل، لكن إسرائيل لم تلتزم ببنود هذا الاتفاق خاصة في ما يتعلق بإدخال المساعدات الإغاثية إلى القطاع.

واليوم بعد عودة نتنياهو إلى قصف المدنيين في غزة، ماذا سيكون مصير هذه المفاوضات التي تستضيفها الدوحة تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق السابق؟

المختص في الشؤون الأمنية والعسكرية أسامة خالد يقول إن المفاوضات ستمر بحالة من التشنج، وستشهد نوعا من الجمود المؤقت ومرحلة عض الأصابع، لحين توفر الظروف المناسبة لعودتها إلى ما كانت عليه، و"سيسعى الوسطاء للتخفيف من حدة التأثير الكبير الذي نتج عن الغدر الاسرائيلي فجر اليوم".

إعلان

وأضاف خالد -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هناك حقيقة مؤكدة تتمثل في أن كلا من المقاومة والاحتلال بحاجة لهذه المفاوضات لتحقيق أهدافهما رغم ما حدث؛ فالمقاومة تريد وقفا تاما للحرب والدخول في باقي المراحل المتفق عليها، أما الاحتلال فيريد عودة أسراه والتخفيف من أعبائه الداخلية واستعادة الهدوء فيما يعرف بغلاف غزة.

أما الجمل فيذهب إلى أن تجدد العدوان الإسرائيلي سيعيق المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار، و"يبدو أن الوفد الإسرائيلي قد عاد بالفعل من الدوحة، إذ تراهن الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فرض اتفاق بالقوة".

وتكمن الإشكالية في الواقع الحالي أن نقض الاتفاق الحالي معناه أنه لا يوجد ضمان لأي اتفاق قادم، "ولذلك تتمسك حماس بتنفيذ الاتفاق السابق مع إبداء مرونة في آلياته وإجراءاته، ومن دون المساس بأسسه التي قام عليها"، حسب تصريحات محمد غازي الجمل.

وربما هذا ما عبر عنه عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق -في بيان اليوم الثلاثاء- بأن "العدو لن يحقق بالحرب والدمار ما عجز عن تحقيقه عبر المفاوضات".

الموقف الأميركي

طالما أعلنت الإدارات الأميركية مساندتها للحكومة الإسرائيلية في عدوانها على الشعب الفلسطيني سياسيا وعسكريا وأمنيا، لكن الموقف الأميركي ذهب بعيدا بخطوات فسيحة مع وصول ترامب للبيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.

وطالما صرح الرئيس الأميركي بأنه يرغب في تهجير سكان القطاع إلى دول مجاورة وتحويل منطقة غزة إلى "ريفيرا" تقام عليها مشروعات استثمارية، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما عرض شراءها.

وأعلنت حماس اليوم الثلاثاء أن إقرار الإدارة الأميركية بأنها "أُبلغت مسبقًا بالعدوان الإسرائيلي يؤكد شراكتها المباشرة في حرب الإبادة على شعبنا"، مؤكدة -في بيان- أن "هذا الاعتراف يكشف مجددًا التواطؤ والانحياز الأميركي الفاضح مع الاحتلال، ويفضح زيف ادعاءاتها حول الحرص على التهدئة".

إعلان

ويوسع الباحث في الشؤون السياسية نظرته للتصعيد الأميركي في المنطقة، بإعطائه الضوء الأخضر للإسرائيليين للعودة لقصف غزة، والضربات في اليمن، وتصعيد الخطاب ضد إيران، "وهذا كله يثير خطر اندلاع تصعيد خارج عن السيطرة في المنطقة"، وينذر بأن إدارة ترامب تخاطر باتباع سياسة حافة الهاوية بإشعال المنطقة كلها.

يُذكر أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة استمرت 42 يوما، وانتهت مطلع الشهر الجاري، وتنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة التالية وإنهاء الحرب التي راح ضحيتها نحو 50 ألف شهيد وإصابة أكثر من 112 ألفا منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

مقالات مشابهة

  • صحيفة لبنانية: وفد نيابي زار قطر لبحث دعم المكون السني
  • «إكسبو الشارقة» يستعرض خططه المستقبلية ويكشف عن فعاليات جديدة لعام 2025
  • عهود الرومي: العطاء والعمل الإنساني سمة مميزة لإرث زايد
  • اجتماع ثلاثي بالدوحة بين قطر ورواندا والكونغو الديمقراطية
  • لماذا ذهب نتنياهو مجددا للحرب؟ وما مصير مفاوضات الدوحة؟
  • حفل السحور السنوي لبنك التنمية يشهد حضور إعلاميين بارزون وشخصيات هامة.. صور
  • "حي رمضان" في إكسبو دبي يستقطب 20 ألف زائر منذ بداية الشهر الفضيل
  • مدريديستا على خط النار.. مشاركات حاسمة في دوري الأمم وتصفيات المونديال
  • المشروع الفكري للسيد يسين
  • رئيس الدولة يستقبل عدداً من العسكريين الإماراتيين الفائزين بمسابقة القرآن الكريم التي أقيمت في السعودية