قال الدكتور سعيد توفيق، أستاذ علم الجمال والفلسفة بجامعة القاهرة، إن الناقد يضطلع بدور الوسيط بين المبدع والمتلقي حتى يرفع الوعي لكي يحسن فهم العمل الفني.

هدف علم الجمال 

وأضاف "توفيق" في حواره على فضائية "اكسترا نيوز "أن الهدف الأساس لعلم الجمال هو رفع الوعي الجمالي والفني من خلال التعريف بمشكلات الفن من حيث إبداعه ونقده وتذوقه.

وتابع "كل محور من هذه المحاور واسع جدا، وثمّة دراسات لا حصر لها، وكانت دراستي في شهادة الدكتوراه بالخبرة الجمالية في زاوية منهجية واحدة فقط ورؤية خاصة جدا". 

رموز فنية مصرية 

وأشار إلى أن الخبرة الجمالية تتعلق بتشريح عملية التذوق الجمالي وكيف ينبغي أن يكون، موضحًا أن الخلل في ذائقة المتلقي تبدأ من عند المبدع، موضحَا أن عملية الإبداع الفني تخلقها ظروف حضارية واجتماعية وسياق معين.

ولفت إلى أن السياق الذي كان فيه أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وكبار المطربين لم يكن منفصلا عن السياق المجتمعي والأدبي العام، الذي كان يحفل برموز مصرية كبيرة مثل طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ. 

الإبداع الفني للمبدع

ونوه إلى أن الإبداع الفني للمبدع يترتب عليه نظريات جمالية ونقدية تنعكس على وعي الناس وتلقيهم للفن ما يؤثر في الفنان في نهاية المطاف، أي أنها عملية دائرية مترابطة. 

وتابع "الفن يخلق جمهوره، لذلك، الجمهور الذي ينتمي إلى الماضي ويسمع عبد الوهاب لا يستطيع أن يسمع بعض الألوان الغنائية المنتشرة الآن".

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نجيب محفوظ جامعة القاهرة محمد عبدالوهاب رموز مصر

إقرأ أيضاً:

البيومي: الإيمان يقوم على الإخلاص والإيثار من أسمى درجات الإحسان

ألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية كلمة في المجالس الهاشمية بالمملكة الأردنية الهاشمية، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، والأستاذ الدكتور محمد الخلايلة وزير الأوقاف، و أحمد الصَّفدي رئيس مجلس النواب، و فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان، ومحمد الغزو رئيس المجلس القضائي، ومحمد محمود العبادنة رئيس المحكمة الدستورية، واللواء عبيد الله المعايطة مدير الأمن العام، والدكتور أحمد الخلايلة إمام الحضرة الهاشمية، والدكتور محمد المومني وزير الإعلام، والدكتور فراس الهواري وزير الصحة، وعدد من كبار الشخصيات والعلماء.  

ورحَّب الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي في مستهل كلمته بصاحب السمو ولي العهد وبالحضور، معربًا عن شكره وامتنانه لحفاوة الاستقبال والمشاركة في هذا المحفل العلمي الرفيع، وأكد أن المكون الشخصي للإنسان يرتكز على ثلاثة محاور أساسية، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، مستشهدًا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث جبريل -عليه السلام- حيث لا تخلو شخصية الإنسان من واحدة من هذه الركائز التي تتفاوت بين الخوف والرغبة والمحبة.  

وتناول في كلمته أهمية النية في أعمال العبد، مستشهدًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما الأعمال بالنيَّات"، مشيرًا إلى أن الارتباط بالله -تعالى- في مقامات الإسلام والإيمان والإحسان ينبغي أن يكون قائمًا على المحبة، لا على مجرد الخوف والرهبة، وبيّن أن مقام الإيمان يقوم على الإخلاص، مستشهدًا بقول الله -تعالى-: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ"، موضحًا أن هؤلاء قصدوا الله بصدق نيَّاتهم، فكان جزاؤهم الجنة.  

وتحدث عن دائرة الإسلام، موضحًا أن بعض الناس يؤدون العبادات بدافع الخوف أو الطمع، بينما يرتقي البعض الآخر إلى مقام الإحسان، مستشهدًا بمثال من الفقه الحنفي حول حكم القصر في الصلاة عند السفر، حيث اعتبر بعض الفقهاء أن من يسافر لزيارة والديه لا يقصر صلاته، حتى لا يُشعِر والديه أنه أصبح ضيفًا عليهم، مما يعكس روح الإحسان في التشريع الإسلامي.  

وأشار إلى أن مقام الإحسان الذي يقوم على النية الصادقة يحتاج إلى مزيد من التوفيق، لافتًا إلى أن بعض الناس يشكرون على النعمة، ولكن ليس كل إنسان يوفق إلى الشكر ذاته، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبٕادِي الشَّكُورُ"، موضحًا أن من يُوفق إلى شكر النعم ينبغي أن يشكر الله على توفيقه لهذا المقام الرفيع.  

وأكد في كلمته أن النوايا الطيبة يمكن أن تضاعف أجر العمل الواحد، فهناك من يؤدي العمل بنية واحدة، بينما يؤديه غيره بألف نية حسنة، فيكون للأخير أجرٌ مضاعف، مشيرًا إلى أن هذا هو السر في حرص السيدة عائشة -رضي الله عنها- على تطييب الصدقات، حيث كانت تقول: "إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير".  

وتناول في حديثه أهمية الزكاة في تزكية النفس وتطهير المال، مبينًا أن الله -تعالى- شرعها لتكون وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي وإرساء معاني الرحمة بين أفراد المجتمع، مؤكدًا أن إخراج الزكاة بنية صادقة يجعلها أداة عظيمة للنماء والبركة في المال.  

وتطرق إلى مفهوم الإيثار، موضحًا أنه من أسمى درجات الإحسان، حيث يقدم الإنسان حاجة غيره على حاجته، مستدلًا بقوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، ومبينًا أن هذا الخلق النبيل كان سمة بارزة في مجتمع الصحابة -رضي الله عنهم-.  

وأكد أن المجالس العلمية تُعد فرصة سانحة لتعزيز القيم الإيمانية وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة، داعيًا إلى ضرورة استثمار هذه اللقاءات العلمية في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي بين الشعوب.  

وختم كلمته بالإشادة بدور المجالس الهاشمية في نشر الفكر المستنير، مؤكدًا أن هذه المجالس أصبحت منبرًا علميًا راقيًا يجمع بين أهل العلم والفكر لتعزيز الحوار البناء وخدمة قضايا الأمة.

مقالات مشابهة

  • صالون الملتقى الأدبي.. ثلاثة عقود من الإبداع والتأثير الثقافي
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • مركز الإبداع الثقافي بجامعة طنطا ينظم دورة تدريبية بعنوان «كيف تكون إعلاميا متميزاً»
  • هدى الإتربي: مقدمتش فن.. و معرفش ليه سموني قنبلة الجيل
  • «الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال
  • عبد العاطي يؤكد أهمية الدور المحوري والوطني الذي يضطلع به الإعلام المصري
  • مكتبات "ديوان" تحتفل بـ23 عاماً من الإبداع والعطاء الثقافي
  • البيومي: الإيمان يقوم على الإخلاص والإيثار من أسمى درجات الإحسان
  • فرص نجاح تركيا بلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا مجددا
  • إطلاق اسم الدكتور توفيق الربيعة على أحد شوارع سدير للصناعة