عربي21:
2024-12-24@00:24:38 GMT

الحرب في غزة.. توقعات الطرف الآخر

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

إسرائيليا، ثمة توقع سائد بقرب الوصول إلى تحجيم القدرات العسكرية وقدرات الحكم والإدارة لحركة حماس، وفي الضغط الفعال على قيادات الجناحين العسكري والسياسي لحماس والفصائل الأخرى الموجودة في غزة بدفعها إما إلى المنفى أو إلى العمل تحت الأرض. وفي المقابل، ثمة قناعة بحتمية الفشل في الاستئصال الكامل لحماس من المجتمع الغزواي.



فمن غير المرجح أن تحقق إسرائيل الهدف المعلن لحربها على غزة وهو استئصال حماس، والحركة تسيطر وتدير كافة مرافق غزة منذ أكثر من عقدين من الزمان وخبراتها في العمل فوق وتحت الأرض تراكمت وعلاقاتها مع قوى إقليمية كمصر وإيران وقطر، وحركات كحزب الله وميليشيات أخرى تابعة لإيران، ومع المنظمات الدولية العاملة في القطاع تشعبت إلى حد كبير.

المتوقع إسرائيليا أيضا هو بقاء حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو قائمة على المدى القصير الذي سيلي انتهاء الحرب الراهنة، وذلك على الرغم من تصاعد الضغوط الداخلية عليها والسعي المتوقع لقيادات اليمين التي تريد التخلص من نتنياهو، إلى فرض انتخابات مبكرة. المتوقع بقاء حكومة نتنياهو أيضا على الرغم من التشكيل المتوقع للجنة لتقصي الحقائق في هجمات حماس وفق الآلية المعهودة وهي أن تطلب الحكومة من المحكمة الدستورية العليا تشكيل اللجنة وأن تصدر اللجنة تقريرها والذي يتضمن تحديد المخفقين من قيادات سياسية وعسكرية في غضون فترة زمنية محددة. 

المرجح، إذا، أن يستمر نتنياهو في رئاسة الوزراء لمدة قد تصل إلى عام كامل بعد انتهاء الحرب وأن تجبره بعدها الضغوط السياسية وضغوط الرأي العام إما إلى قبول انتخابات مبكرة أو إلى الاستقالة بعد إدانته المتوقعة في تقرير لجنة تقصي الحقائق.

من غير المرجح أن تحقق إسرائيل الهدف المعلن لحربها على غزة وهو استئصال حماس، والحركة تسيطر وتدير كافة مرافق غزة منذ أكثر من عقدين من الزمان وخبراتها في العمل فوق وتحت الأرض تراكمت وعلاقاتها مع قوى إقليمية

المتوقع إسرائيليا هو بقاء الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية على حالها، أي خليط من العنف اليومي والمواجهات بين الفلسطينيين وبين المستوطنين والقوات الإسرائيلية وسقوط قتلى ومصابين وتدخلات عنيفة من قبل إسرائيل واعتقالات متكررة لشباب قريبين من حماس والفصائل الأخرى. بعبارة أخرى، تتوقع السياسة الإسرائيلية أن تبقى الضفة متوترة ودموية، ولكنها غير متفجرة بالكامل وأن تظل للسلطة الفلسطينية القدرة على ضبط الأوضاع هناك دون خسارة ما تبقى لها من قليل القبول الشعبي بين الناس.

تتوقع الحكومة والمعارضة في إسرائيل أن تظل مواقف القوى الإقليمية على حالها دون تغيرات دراماتيكية: المملكة الأردنية على تنسيقها مع مصر ومع السلطة الفلسطينية، السعودية على محاولاتها الوثوب إلى صدارة الجهود العربية لوقف الحرب ومنع تحولها إلى صراع إقليمي أوسع، الإمارات على موقفها الموظف لحضورها في مجلس الأمن للجهود الدبلوماسية وتنسيقها مع إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، قطر تواصل بالتنسيق مع مصر جهود الوساطة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن في صفقات تبادلية مع الأسرى علما بأن احتمالات النجاح وبعد الهدنة الأولى غير مؤكدة.

 تتوقع السياسة الإسرائيلية أيضا أن تلتزم إيران وحركاتها بعدم تجاوز ممارسات التصعيد الجزئي دون تفجير «الساحات الإقليمية الأخرى»، وأن تستمر تركيا متأرجحة بين خطاب سياسي تصعيدي وبين فتح الباب للتنسيق مع مصر والأردن وقطر للإسهام في جهود الوساطة والعمل الدبلوماسي.

يتوقع الإسرائيليون أيضا بقاء مواقف القوى الدولية وأدوار المنظمات الدولية على حالها دون تغيرات دراماتيكية. فالولايات المتحدة عدلت موقفها جزئيا للمزج بين تأييد إسرائيل والجهوزية العسكرية للقيام بعمليات مساعدة لحربها على غزة، وبين مطالبتها بالحفاظ على أرواح المدنيين ومنع كارثة إنسانية في غزة بالتعاون مع مصر على إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية وطرح تساؤلات بشأن اليوم التالي للحرب والانفتاح على ضغوط الرأي العام الداخلي بفعل الجاليات العربية والإسلامية ومطالب الدول العربية والإسلامية بوقف الحرب. من غير المتوقع إسرائيليا أن تضغط الولايات المتحدة لإنهاء الحرب بالكامل.

أما الدول الأوروبية فتتبع في المجمل الخط الأمريكي في التعامل مع الحرب وإن كانت تطالب بأصوات أعلى بالهدن الإنسانية وبحماية المدنيين وإدخال المساعدات. في المقابل، تتحرك روسيا والصين في سياقات تكتفيان فيها بالدعوة إلى مؤتمرات سلام برعاية دولية وإقليمية، وتعلنان الاستعداد للموافقة على قرار متوازن لوقف الحرب يخرج من مجلس الأمن. البلدان يبتعدان عن التورط في الحرب، وتعمل روسيا على إبعاد سوريا عن أن تتحول إلى ساحة للحرب.

أما الأمم المتحدة، فتتوقع السياسة الإسرائيلية مواصلتها الدعوة إلى وقف الحرب والعجز عن ذلك بسبب صراع القوى الكبرى في مجلس الأمن. وفي المقابل، وستستمر وكالاتها المتخصصة (الأونروا واليونيسيف ووكالات أخرى) في لعب أدوار هامة في الحد من الكارثة الإنسانية في غزة.

غير أن الأمم المتحدة ومن خلال توافق دولي قد يكون لها ممثلة في مجلس الأمن إسهام رئيسي في الوصول إلى سيناريو اليوم التالي الذي تريده إسرائيل لغزة، أي لتواجد أمني طويل المدى مصحوب باقتطاع أراض وتحميل للمسؤوليات الإنسانية والإغاثية والمدنية على الآخرين إقليميا ودوليا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس غزة إسرائيل الفلسطينيين إسرائيل فلسطين حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمن فی غزة مع مصر

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام

للمرة الرابعة طيلة ثمانية أعوام، يمثل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام القضاء بتهم فساد واستغلال للسلطة، وسط حرب مفتوحة تشنها قواته على فلسطين المحتلة وسورية ولبنان وإيران واليمن، وخلاف في الداخل الإسرائيلي لم يحسم الموقف منه.

نتنياهو الذي أخفقت دولته البوليسية في صد عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023، وفشلت كل أجهزته الأمنية في التعامل المبكر مع ترتيبات العملية، تمكن من إدارة أزمة الخلاف الداخلي التي كادت تطيح به وانتصر على جميع معارضيه في رؤيته السياسية والدموية للحرب على غزة.

العديد من المتابعين للشأن السياسي كانوا يعتقدون أن رئيس الحكومة الإسرائيلية لن يكمل وظيفته بعد تعالي الأصوات التي تطالبه بالذهاب الفوري لإتمام صفقة مع «حماس» تتضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، غير أن نتنياهو تمكن من تغيير الموجة لصالحه ومضى في الحرب.

لقد ساعده أن خصومه السياسيين ضعفاء وصوت المعارضة غير موحد، ما أتاح له المناورة السياسية بتبني مواقف متشددة تضمن له التحصن خلف قاعدته اليمينية المتطرفة، والمتعارف عليه أن نتنياهو حين يقع في أزمات داخلية أو خارجية يتبنى سياسة الهروب إلى الأمام.

في حربه مع خصومه في المعارضة وقت محاكماته بالفساد، لجأ نتنياهو إلى افتعال أزمات مع الفلسطينيين لحرف الأنظار عن مسار محاكمته، ونجح في ذلك وكسب الوقت لدعم تأييد معسكر اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه.

كذلك حينما طالبته المعارضة بالاستقالة والاستجابة لمطالبها بشأن إخفاقات التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة، تعمد الهروب إلى الأمام بصب الزيت على النار في غزة وشيطنتها، واعتبار الحرب ضدها حرب تحرر وطني وقومي وديني.

خلال محاكمته الأخيرة قبل أيام، خرج نتنياهو إلى وسائل الإعلام يعدد إنجازاته في تحقيق الأمن والهدوء على الجبهة الشمالية بعد إتمام الهدنة مع لبنان، وبطولاته في محور سورية وتوسيع المنطقة العازلة واستهداف معظم ترسانتها الحربية.

تحدث كثيراً عن ملامح الشرق الأوسط الجديد والسعي لترسيخه على أرض الواقع، بتحييد سورية والتركيز على إيران وفلسطين المحتلة. وقال: إن هذا التغيير مقبل لا محالة، وبالطبع هذه رسالة موجهة للداخل الإسرائيلي قبل الخارج.

هو يريد أن يقول للجمهور الإسرائيلي، إنه الوحيد القادر على تحقيق الإنجازات وجلب السلام الإستراتيجي للدولة العبرية، وأنه الأقدر عن غيره من السياسيين في التعامل مع الملفات الحسّاسة، وليس هناك أدنى شك أنه سيستخدم كل أسلحته ويقدم مسرحية ترجئ أو تفشل محاكمته.
بعد أن تمكن من تحييد جبهتَي لبنان وسورية، يبقى على نتنياهو أن يتعامل مع الملف الفلسطيني وهو الملف الأسخن والأهم لاعتبارات الجغرافيا والديموغرافيا وكذلك لاعتبارات سياسية تتعلق بموقعه في الحكومة الإسرائيلية.

الآن كل الحديث يدور حول هدنة وشيكة مع حركة «حماس»، دون الاستفاضة في تقديم تفاصيل بشأنها والعقبات التي يمكن أن تمنع تحقيقها. هنا سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية جلب هدنة على المقاس الذي يريده بالضبط.

هو لا يهمه كثيراً مصير الأسرى الإسرائيليين لأن التفكير فيهم سيحد من مناوراته السياسية، ولذلك يفضل «المطمطة» في العدوان على غزة حتى يسمع عن أفكار مقبولة من «حماس» ربما تسمح ببقاء إسرائيل في محورَي فيلادلفيا و»نتساريم».

الفكرة أن نتنياهو يرغب في المماطلة بالملف الفلسطيني حتى يبقى على قمة الهرم السياسي. من الجائز أن يذهب في هدنة مجهولة مع «حماس»، لكنه سيسعى إلى ختمها بالحصول على مكاسب سياسية إما في غزة أو عبر الضفة الغربية.

ثمة ما يسمى مبدأ المكافأة أو جائزة الترضية، وتقوم على أساس أن نتنياهو حينما لم يتمكن من تحقيق أهم أهدافه في قطاع غزة، يذهب إلى الضفة الغربية أو محور سورية ويحقق فيها إنجازات، حتى يقدمها هدية إلى شعبه ثمناً للسكوت عنه.

هذا ما يحدث بالضبط في الضفة الغربية من سياسات تسمين المستوطنات وسرقة ممتلكات الفلسطينيين وتدميرها وإحراقها، وممارسة كل أنواع الترهيب بهدف تحويل الضفة إلى حديقة إسرائيلية، وكل ذلك يأتي تحت العنوان الأكبر «بقاء نتنياهو في السلطة».

في سبيل بقائه بالسلطة، نتنياهو مستعد للتضحية بأقرب المقربين منه حتى يحتفظ بالكرسي. فعلها مع حلفائه وتخلى عن غالانت وزير حربه، وهو الآن ينتظر صديقه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب حتى يساعده في تجاوز المحن الداخلية والخارجية، وتحقيق مصلحة إسرائيل فوق أي مصلحة أخرى.

(الأيام الفلسطينية)

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن "تقدم" في مفاوضات الأسرى
  • نتنياهو: هناك تقدم في مفاوضات الأسرى
  • قلق متصاعد في “إسرائيل”.. ما خيارات نتنياهو لردع اليمنيين؟
  • صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
  • نتنياهو يتحدث عن قرارات "النصر" ووضع إيران وما حدث بسوريا
  • باحثة سياسية: نتنياهو يخطط لنصر مطلق في الشرق الأوسط وليس غزة فقط
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو وزمرته ضللوا الشعب لإحباط الصفقة
  • في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواطئ ميامي
  • نتنياهو يتحدث عن بداية هجوم 7 أكتوبر - لن أقبل بوجود حماس على الحدود
  • نتنياهو: سياسة الهروب إلى الأمام