الحرب في غزة.. توقعات الطرف الآخر
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
إسرائيليا، ثمة توقع سائد بقرب الوصول إلى تحجيم القدرات العسكرية وقدرات الحكم والإدارة لحركة حماس، وفي الضغط الفعال على قيادات الجناحين العسكري والسياسي لحماس والفصائل الأخرى الموجودة في غزة بدفعها إما إلى المنفى أو إلى العمل تحت الأرض. وفي المقابل، ثمة قناعة بحتمية الفشل في الاستئصال الكامل لحماس من المجتمع الغزواي.
فمن غير المرجح أن تحقق إسرائيل الهدف المعلن لحربها على غزة وهو استئصال حماس، والحركة تسيطر وتدير كافة مرافق غزة منذ أكثر من عقدين من الزمان وخبراتها في العمل فوق وتحت الأرض تراكمت وعلاقاتها مع قوى إقليمية كمصر وإيران وقطر، وحركات كحزب الله وميليشيات أخرى تابعة لإيران، ومع المنظمات الدولية العاملة في القطاع تشعبت إلى حد كبير.
المتوقع إسرائيليا أيضا هو بقاء حكومة الحرب التي يقودها بنيامين نتنياهو قائمة على المدى القصير الذي سيلي انتهاء الحرب الراهنة، وذلك على الرغم من تصاعد الضغوط الداخلية عليها والسعي المتوقع لقيادات اليمين التي تريد التخلص من نتنياهو، إلى فرض انتخابات مبكرة. المتوقع بقاء حكومة نتنياهو أيضا على الرغم من التشكيل المتوقع للجنة لتقصي الحقائق في هجمات حماس وفق الآلية المعهودة وهي أن تطلب الحكومة من المحكمة الدستورية العليا تشكيل اللجنة وأن تصدر اللجنة تقريرها والذي يتضمن تحديد المخفقين من قيادات سياسية وعسكرية في غضون فترة زمنية محددة.
المرجح، إذا، أن يستمر نتنياهو في رئاسة الوزراء لمدة قد تصل إلى عام كامل بعد انتهاء الحرب وأن تجبره بعدها الضغوط السياسية وضغوط الرأي العام إما إلى قبول انتخابات مبكرة أو إلى الاستقالة بعد إدانته المتوقعة في تقرير لجنة تقصي الحقائق.
من غير المرجح أن تحقق إسرائيل الهدف المعلن لحربها على غزة وهو استئصال حماس، والحركة تسيطر وتدير كافة مرافق غزة منذ أكثر من عقدين من الزمان وخبراتها في العمل فوق وتحت الأرض تراكمت وعلاقاتها مع قوى إقليمية
المتوقع إسرائيليا هو بقاء الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية على حالها، أي خليط من العنف اليومي والمواجهات بين الفلسطينيين وبين المستوطنين والقوات الإسرائيلية وسقوط قتلى ومصابين وتدخلات عنيفة من قبل إسرائيل واعتقالات متكررة لشباب قريبين من حماس والفصائل الأخرى. بعبارة أخرى، تتوقع السياسة الإسرائيلية أن تبقى الضفة متوترة ودموية، ولكنها غير متفجرة بالكامل وأن تظل للسلطة الفلسطينية القدرة على ضبط الأوضاع هناك دون خسارة ما تبقى لها من قليل القبول الشعبي بين الناس.
تتوقع الحكومة والمعارضة في إسرائيل أن تظل مواقف القوى الإقليمية على حالها دون تغيرات دراماتيكية: المملكة الأردنية على تنسيقها مع مصر ومع السلطة الفلسطينية، السعودية على محاولاتها الوثوب إلى صدارة الجهود العربية لوقف الحرب ومنع تحولها إلى صراع إقليمي أوسع، الإمارات على موقفها الموظف لحضورها في مجلس الأمن للجهود الدبلوماسية وتنسيقها مع إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، قطر تواصل بالتنسيق مع مصر جهود الوساطة لوقف الحرب وإطلاق سراح الرهائن في صفقات تبادلية مع الأسرى علما بأن احتمالات النجاح وبعد الهدنة الأولى غير مؤكدة.
تتوقع السياسة الإسرائيلية أيضا أن تلتزم إيران وحركاتها بعدم تجاوز ممارسات التصعيد الجزئي دون تفجير «الساحات الإقليمية الأخرى»، وأن تستمر تركيا متأرجحة بين خطاب سياسي تصعيدي وبين فتح الباب للتنسيق مع مصر والأردن وقطر للإسهام في جهود الوساطة والعمل الدبلوماسي.
يتوقع الإسرائيليون أيضا بقاء مواقف القوى الدولية وأدوار المنظمات الدولية على حالها دون تغيرات دراماتيكية. فالولايات المتحدة عدلت موقفها جزئيا للمزج بين تأييد إسرائيل والجهوزية العسكرية للقيام بعمليات مساعدة لحربها على غزة، وبين مطالبتها بالحفاظ على أرواح المدنيين ومنع كارثة إنسانية في غزة بالتعاون مع مصر على إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية وطرح تساؤلات بشأن اليوم التالي للحرب والانفتاح على ضغوط الرأي العام الداخلي بفعل الجاليات العربية والإسلامية ومطالب الدول العربية والإسلامية بوقف الحرب. من غير المتوقع إسرائيليا أن تضغط الولايات المتحدة لإنهاء الحرب بالكامل.
أما الدول الأوروبية فتتبع في المجمل الخط الأمريكي في التعامل مع الحرب وإن كانت تطالب بأصوات أعلى بالهدن الإنسانية وبحماية المدنيين وإدخال المساعدات. في المقابل، تتحرك روسيا والصين في سياقات تكتفيان فيها بالدعوة إلى مؤتمرات سلام برعاية دولية وإقليمية، وتعلنان الاستعداد للموافقة على قرار متوازن لوقف الحرب يخرج من مجلس الأمن. البلدان يبتعدان عن التورط في الحرب، وتعمل روسيا على إبعاد سوريا عن أن تتحول إلى ساحة للحرب.
أما الأمم المتحدة، فتتوقع السياسة الإسرائيلية مواصلتها الدعوة إلى وقف الحرب والعجز عن ذلك بسبب صراع القوى الكبرى في مجلس الأمن. وفي المقابل، وستستمر وكالاتها المتخصصة (الأونروا واليونيسيف ووكالات أخرى) في لعب أدوار هامة في الحد من الكارثة الإنسانية في غزة.
غير أن الأمم المتحدة ومن خلال توافق دولي قد يكون لها ممثلة في مجلس الأمن إسهام رئيسي في الوصول إلى سيناريو اليوم التالي الذي تريده إسرائيل لغزة، أي لتواجد أمني طويل المدى مصحوب باقتطاع أراض وتحميل للمسؤوليات الإنسانية والإغاثية والمدنية على الآخرين إقليميا ودوليا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حماس غزة إسرائيل الفلسطينيين إسرائيل فلسطين حماس غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجلس الأمن فی غزة مع مصر
إقرأ أيضاً:
صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، إن التنصل الإسرائيلي المستمر من استحقاقات المرحلة الأولى من صفقة التبادل يعزز تمسّك حركة " حماس " بمسار الانتقال إلى المرحلة الثانية كخيار وحيد لإطلاق سراح 59 أسيراً إسرائيلياً ما زالوا في قبضة المقاومة".
وأضافت الصحيفة، أنه "تمثل أحدث وجوه ذلك التنصل، بانقضاء يوم أمس من دون أن ينسحب جيش الاحتلال من "محور فيلادلفيا"، والذي يفصل القطاع عن الأراضي المصرية، علماً أن المرحلة الأولى تنص على انسحاب كلي قبل اليوم الـ50 من وقف إطلاق النار".
إقرأ أيضاً: بالتفاصيل - مبعوث ترامب يُغضب إسرائيل بسبب حماس
وتابعت "أما الأوضاع الميدانية فقد شهدت مزيداً من الخروقات، إذ قصفت الطائرات المُسيّرة، أمس، تجمعاً للمواطنين شرق مخيم البريج وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة إخوة، كما أغارت الطائرات المُسيّرة على هدف في المناطق الغربية لمدينة خانيونس جنوباً، في حين أدّى قصف إسرائيلي على طريق صلاح الدين - رفح، جنوب القطاع، إلى سقوط شهيد تحوّلت جثته إلى أشلاء وجريح. كذلك، حلّقت الطائرات الحربية على علو منخفض في سماء غزة ، وسط إطلاق نار متفرق من الآليات العسكرية في المناطق العازلة على امتداد الحدود الشرقية والشمالية للقطاع".
وجاءت تلك التطورات في وقت واصلت فيه سلطات الاحتلال إغلاق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية لليوم التاسع على التوالي، كما واصلت قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه المركزية في مدينة دير البلح والتي تؤمّن 70% من المياه الصالحة للشرب. كذلك، منع العدو دخول المستهلكات الطبية والوقود المخصّص للمستشفيات الحكومية، في سابقة تجاوزت إجراءات التشديد والعقاب الجماعي حتى خلال الحرب.
وعلى المستوى السياسي، لم تفضِ أجواء التفاؤل التي عكستها الإدارة الأميركية بعد تفاوضها المباشر مع "حماس" في الدوحة، إلى أي نتائج تُذكر.
وعلى رغم مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى العاصمة القطرية لاستكمال المفاوضات، عشية زيارة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة غداً، أكّدت قناة "كان" العبرية أن "الصلاحيات التي منحها المستوى السياسي الإسرائيلي للوفد المفاوض تخوّله التفاوض على تمديد المرحلة الأولى وليس وقف الحرب"، وهو ما ترفض "حماس" مناقشته، إذ أكّد المتحدث باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع، في تصريحات صحافية، أن "حماس" تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتنتظر نتائج المفاوضات المرتقبة، وإلزام الاحتلال بالاتفاق والذهاب إلى المرحلة الثانية من الصفقة.
وأضاف: "المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث ترامب ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب وإعادة الإعمار. التزمنا تماماً بالمرحلة الأولى من الاتفاق وأولويتنا الآن إيواء شعبنا وإغاثته وضمان وقف دائم لإطلاق النار".
ولفت إلى أن المرونة التي قدّمتها "حماس" شملت بشكل واضح الانسحاب من المشهد الحكومي في غزة، والموافقة على مقترح مصر بتشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" تساهم في تعزيز صمود الأهالي والمضي قدماً في إعادة الإعمار.
على أن نقاط الالتقاء مع "حماس"، والتي أفصح عنها مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بولر، وتتعلّق بوقف الحرب والتوجّه لإعادة الإعمار، وأزعجت الإسرائيليين، لا تعكس الصورة مكتملة، إذ تشترط الولايات المتحدة مقابل الهدوء المستدام لعشر سنوات، نزع سلاح المقاومة وتحويل "حماس" إلى حركة سياسية، وهو ما ترفضه الأخيرة قطعاً، ما يعني أن سقف ما ستناقشه جلسات المفاوضات في الدوحة، والتي تستمر يومين، هو مقترح ويتكوف، والذي ينص على التمديد المؤقت لوقف إطلاق النار، مقابل تسليم نصف الأسرى الأحياء والأموات في اليوم الأول، والنصف الآخر في حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف الحرب.
ويعني ذلك مقايضة أقوى أوراق القوة التي تمسك بها المقاومة، بالهدوء المؤقت والبضائع والمساعدات الإغاثية، في صفقة خاسرة تعني التوقيع على تعطيل الإعمار واستمرار الحرب بأفق مفتوح.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين آلاف النشطاء يتظاهرون في نيويورك احتجاجاً على اعتقال الطالب محمود خليل مستعمرون يضرمون النيران في كراج سيارات غرب رام الله إصابة ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في بيت فجار الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يقرر عدم معاقبة جنود طردوا عائلات فلسطينية شمال الضفة محدث: سلطات الاحتلال تواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم الثالث غزة: بدء تقديم خدمة الأطفال من خلال المستشفى الأندونيسي فلسطين: إعلان مقدار صدقة الفطر ونصاب زكاة المال للعام الجاري عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025