عين ليبيا:
2025-01-24@00:35:09 GMT

اليوم التالي في إسرائيل بعد الحرب

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

الجميع يتحدث عن اليوم التالي في غزة بعد الحرب، وتُطرح الأفكار التي تناسب تل أبيب، لكن لا أحد يتحدث عن اليوم التالي في إسرائيل بعد الحرب، وهو السؤال المهم الذي لابد من طرحه في هذه المرحلة، لأن مآلات “طوفان الاقصى” سيكون له الكثير من التبعات التي يجب أن تُؤخذ بالاعتبار والبناء عليها مستقبلا.

انطلاقا من هذا علينا أن ننظر إلى الوقائع المسجلة طوال الثلاثة أشهر الماضية من عمر المواجهات في قطاع غزة والحدود اللبنانية – الفلسطينية، وأيضا باب المندب، وماذا تعني على مستقبل الكيان الصهيوني، وهل هناك تغييرات عميقة ستحدث فيه، وما هي النتائج الطويلة المدى على مستقبله، مستقبل المنطقة؟

أولا، إن تكاليف الحرب المباشرة هي عنوان ممكن البناء عليه، فالعجز الحالي سيزيد من الأعباء على المالية الإسرائيلية، حتى لو عُوِضت من خلال المساعدات الأمريكية المباشرة، فرصد واشنطن 14 مليار دولار فورا لإسرائيل، عند بدء المواجهات يمكن القول إنها تبخرت في خلال الشهرين الماضيين، وبالتالي هناك حاجة استراتيجية أمريكية لمزيد من الدعم، إلا أنها لا تكفي مهما بلغت، لأن ما يعيشه الكيان من أزمة حاليا كأنه أشبه بدلو مثقوب.

الخسائر المالية والاقتصادية

وفقا لتقارير البنك المركزي الإسرائيلي فإن تكلفة الحرب اليومية هي 270 مليون دولار، ومع استمراريتها فإن التكلفة ستزيد، لأن المواجهات أصبحت أكثر تعقيدا مما كان يعتقده قادة العدو، بالتالي باتوا هم أقرب إلى فخ متعدد الشراك، لهذا فإن الخسائر المعلن عنها حاليا، وهي 52 مليار دولار، ستكون عند انتهاء الحرب أكثر، ما يعني زيادة العجز، وصعوبة تعويضه، بسبب التغيرات الاقتصادية المحلية أولا، وثانيا: عدم القدرة على تعويض الفاقد مما كان متوقعا من استثمارات متفق عليها في قبل السابع من أكتوبر الماضي.

لهذا المتوقع وفقا لتقديرات واقعية أن يدخل الاقتصاد الإسرائيلي انكماشا في السنوات الأربع المقبلة، وأن يكون النمو بحدود واحدة في المئة، وأن ينخفض الناتج القومي من 520 مليارا العام الماضي إلى ما دون 450 مليارا، وأن يستمر بالانخفاض طوال تلك السنوات حتى يصل إلى ما دون الأربعمئة مليار.

الهجرة العكسية

هذا العجز بدأت تضغط عليه الهجرة العكسية، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي وصل عدد المهاجرين إلى الخارج للإقامة الدائمة في الخارج ما يزيد من 600 ألف مستعمر، ومنذ بدء المناوشات السياسية في الكيان، بعد الاحتجاجات على ما يسمى الإصلاحات القضائية، كان هناك نحو 1600 يهودي يغادر الكيان أسبوعيا، وهو من أبناء أو أحفاد ما يسمى “المؤسسون”، فيما أيضا غادر المهاجرون الجدد بنسبة أكبر، حتى بلغت الحصيلة 1800 يهوديا أسبوعيا.

اليوم ووفقا للتقارير فقد ارتفعت نسبة طالبي اللجوء من إسرائيل إلى البرتغال نحو68  في المئة، فيما ارتفعت نسبة طالبي الجنسية الفرنسية نحو 13 في المئة، بينما بلغت في ألمانيا وبولندا عشرة في المئة.

مجتمع مرتزقة

لا شك أن الهجرة العكسية تُؤثر على المجتمع بعامة، خصوصا أنه متعدد الثقافات، وينقل عن الروائي الإسرائيلي، من أصل عراقي، سامي ميخائيل قوله في إحدى المقابلات الصحافية: “عندما أكون في المنزل اتحدث مع أمي، وأولادي وعائلتي بالعربية، واللهجة العراقية، وليس باليدشية (العبرية العامية)”، وهو ما ينطبق على جميع المهاجرين اليهود، فالروس يتحدثون لغتهم، والبولنديون، الألمان وغيرهم أيضا، هذا يعني أن المجتمع ليس متعدد الثقافات فقط، بل أيضا لا يجمعه إلا الإيمان بـ”الدولة الآمنة التي توفر الرعاية لكل مواطنيها”، وإذا لم تتوفر أي من الشروط تلك، يفقد “المواطن” شعوره بالانتماء.

لهذا اعتبر المجتمع الإسرائيلي عبارة عن “تجمع مرتزقة”، ولقد ظهر ذلك جليا في الأسرى المدنيين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي، وكيف طالبت الدول بمواطنيها مزدوجي الجنسية، وبالتالي فإن مصطلح “وحدة المجتمع الوطنية” أصيبت بعطب لا يمكن معالجته في المدى البعيد، لهذا فإن الهجرة العكسية ستترك آثارها الاقتصادية والديموغرافية والعسكرية على إسرائيل في السنوات المقبلة، وهذا أيضا مسمار في نعشها.

التغير الديموغرافي بعد أكتوبر

في جانب آخر، حين يتحدث سكان المستعمرات في شمال فلسطين، وحدود غزة إنهم لن يعودوا إلا بعد القضاء على المقاومة في لبنان وقطاع غزة، بل الكثير منهم أعلنوا أنهم بدأوا حياة جديدة في أماكن إقامتهم حاليا، أي عدم العودة، فإن ذلك يعني وفق الحسابات الواقعية لموازين العسكر إبادة سكان جنوب لبنان، وليست المطالبة بتنفيذ القرار 1701 إلا عنوان مخادع، لأن المقاومة هي من أهل المنطقة، وليست جيشا يمكن سحبه بعيدا عن الحدود، وكذلك الأمر بالنسبة لسكان قطاع غزة، ولهذا فإن تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين، والحديث عن الهجرة الطوعية للفلسطينيين من القطاع تنم عن عجز إسرئيلي في معالجة المطلب الذي وجد من أجله هذا الكيان، وهو القوة العسكرية التي توفر الأمن، وبهذا صدقت المقولة التاريخية “إن إسرائيل وجدت من جيش، وليس جيشا لحمايتها”.

الحرب الأهلية

يضاف إلى هذا أن الحديث عن حرب أهلية داخلية تصاعد في الآونة الأخيرة، ومع عسكرة المجتمع أكثر وأكثر، لا سيما إن طلبات الحصول على الأسلحة الفردية من مستعمري الضفة الغربية وصل إلى ربع مليون، وإن هناك مليون و600 ألف يهودي مسلح في عموم إسرائيل، ومع المشكلات الاجتماعية الضاغطة على السكان، وصراع عصابات ومافيات الجنائي، فإن التفكك الاجتماعي أصبح أكثر مما كان، وهذا يعني أن ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي، ومع استمرار العجز العسكري الإسرائيلي عن تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعتها حكومة الحرب، ستكون له عواقب وخيمة على المدى القريب، أقلها رحيل حكومة نتنياهو، فيما سيتغير المشهد الإسرائيلي إلى الأبد.

في 28 أكتوبر قال المتحدث العسكري باسم كتائب “القسام” إن: “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ”، فهل صدق بقوله هذا؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: السابع من أکتوبر الماضی الهجرة العکسیة فی المئة

إقرأ أيضاً:

الكنيست الإسرائيلي يمرر قانونا يُجرّم إنكار هجوم 7 أكتوبر

مرر الكنيست الإسرائيلي، قانونا يُجرّم إنكار أو التقليل من هجوم 7 أكتوبر، الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية حماس في مستوطنات غلاف غزة، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.

وينص القانون الذي جرى تمريره في القراءة الثالثة والأخيرة، على السجن لمدة خمس سنوات لكل من ينكر أحداث 7 أكتوبر، أو يروج لها بهدف الدفاع عن حركة حماس أو التعاطف معها.

وبحسب ما نشر موقع "تايمز وف إسرائيل" العبري فإن القانون، الذي تم استلهامه من قانون عام 1986 الذي يحظر إنكار الهولوكوست، يستهدف الأفراد الذين ينكرون الهجوم بقصد تقديم الدعم أو التعاطف مع حركة حماس.

كما يتيح القانون استثناءات للأشخاص الذين يتحدثون أو يكتبون عن الموضوع "بنية حسنة"، مثل الأبحاث القانونية أو أثناء الإجراءات القضائية.

وقد أعلن عضو الكنيست من حزب "يسرائيل بيتينو" عوديد فورير، الذي قدم القانون، "أن هذا التشريع يعد حماية للذاكرة الجماعية وللأجيال القادمة ضد الأكاذيب التي تهدف إلى تشويه الحقائق"، على حد قوله.



في الوقت نفسه، أعرب بعض المدافعين عن حقوق الإنسان عن قلقهم من تأثير هذا القانون على حرية التعبير، مشيرين إلى أن هذا النوع من القوانين يجب أن يُفَعل فقط في الحالات التي تشكل تهديدًا فعليًا للعنف.

يشار إلى أن هجوم السابع من أكتوبر أسفر أيضا عن أسر المقاومة الفلسطينية لنحو 251 شخصا، بينهم جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي.

وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الإسرائيلية في غزة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025 أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى تستمر مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلال التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.

والأحد، أفرجت سلطات الاحتلال عن 90 أسيرة وأسيرا فلسطينيين، بعد أن أطلقت “حماس” سراح 3 أسيرات “مدنيات” إسرائيليات.

وإجمالا، تحتجز دولة الاحتلال أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

ومن المقرر أن تطلق “حماس” في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم “مدنيا” (مقابل 30 أسيرا).

مقالات مشابهة

  • باحث: الضفة الغربية مستهدفة من إسرائيل من قبل عمليات 7 أكتوبر
  • فايننشال تايمز: القسام فرضت اليوم التالي للحرب بصدمة هائلة لـ “إسرائيل”
  • الكنيست الإسرائيلي يُصوِّت ضد إقامة لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر
  • الكنيست الإسرائيلي يمرر قانونا يُجرّم إنكار هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل.. هاليفي يقر بالمسؤولية عن فشل 7 أكتوبر : عار يلاحقني طوال حياتي
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: أتحمل كامل المسؤولية عن فشل الجيش في الدفاع عن مواطنينا في 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات تعصف بالقيادة وهاليفي يتحمل المسؤولية
  • بسبب 7 أكتوبر.. رئيس الأركان الإسرائيلي يقدم استقالته لوزير الدفاع
  • اليوم التالي في غزة.. جثث في كل مكان وفظائع مرعبة
  • وما أدراك ما اليوم التالي